عُرف مبروك من بيضاء برج، شرق ولاية سطيف بالجزائر، بالرجل الذي يمشي على ركبتيه، أو الرجل الذي يتنقل باستعمال مطاط العجلات.
فهو الإسكافي الذي تحدى الفقر والإعاقة، وفضل كسب قوت يومه من عرق جبينه ولا يسأل الناس إلحافا، رغم وضعيته المعقدة.
مبروك عقنة، أدرك السادسة بعد الخمسين، وُلد بإعاقة في رجليه فلا يمكنه الارتكاز عليهما، ووجد نفسه مرغما على المشي على أربع فيستعين بيديه وركبتيه وإذا سار في الأرض لا يمكنه النظر إلى السماء. هذه الوضعية أثرت في صحته.
ونظرا إلى صعوبة الارتكاز على الأرض، اهتدى إلى فكرة استعمال مطاط العجلات الذي يربطه حول يديه وركبتيه. وعليه بعدها أن يشق الأرصفة والطرقات حبوا يزاحم أرجل المارة.
ورغم هذه الطريقة الشاقة في التنقل إلا أن عمي مبروك رفض البقاء في البيت أو مدَّ يديه للناس، بل أصرّ على العمل كإسكافي، وهي الحرفة التي اشتهر بها في المنطقة منذ حوالي 20 سنة، حيث استأجر محلا صغيرا بوسط مدينة بيضاء برج، وأضحى قبلة لكل من يريد إصلاح حذائه.
فعلاً اراده تصنع المستحيل.