كحلت جهاز كمبيوترها الانيق الذي يرقد إلى جانب سريرها الوثير في وداعة والى جواره سماعتين ، رقيقتين ، كقطتين تتحفزان لاصطياد فأر ما .. خفق قلبها بقوة ثم ما لبث أن استيغظ فكرها ليتأمل معها واجهه الكمبيوتر .
فيضان من المشاعر في داخلها كان يعود بها الى ذكرى ما قد جرى ليلة البارحة أمام هذا الكمبيوتر ، حيث كانت تتحول الكلمات المكتوبة الى اصوات والابتسامات المسنجرية الى شخوص حقيقية تنقل لها الكثير من دفقات المشاعر الالكترونية الدافئة .
سبعة ايام مضت وندى تحاور ( الفارس الوسيم )على المسنجر ، وهي لم ترى صورته ، ولا تعرف مكانه غير انها تعرف عنه جيدا تلك الكلمات الانيقة والابتسامات المسنجرية المدهشة التى يرسلها لها خلال الحوار فتشعر معها بالدفء ، وخفة الظل ، والروح الودوة المرحة وقد كان هذا كافيا لان يملأ عليها حياتها ويفقدها الصبر .
صارت ندى تشعر بالفارس الوسيم كحقيقة ماثلة أمامها تعبئ واقعها بالامل بل ، وتمنحها القوة لكي تخطط لمستقبلها وترسم له تلك اللوحة الزاهية المفعمة بالفرح .
اليوم أرسلت له رسالة على بريده الإلكترونى تقول له فيها ( انه لايهمها اسمه ، ولا عنوانه ، ولا وظيفته ، ولا جنسيته ، فقد أحست به بما يكفي و قد عرفت ملامح روحه عبر تلك الكلمات المكتوبة ، والابتسامات الضاحكة أو المعبرة ، كما إنها قد تأكدت من ذوقه ورقته أكثر عبر مقدرته الرائعة على اختيار الخلفيات الملونة والممموسقة لنوافذه الحوارية ، وبالنتيجة أنها لا تستطيع الاستغناء عنه وان حياتها من دونه جحيم .
وعندما كان ( الفارس الوسيم) يطالع رسالة ندى الإلكترونية كان يشعر بشىء ما يمارس طقوس الفرح المقدس في داخله ، كان يتأكد له مع كل كلمة انه يعرف ندى قديما وأنها ليست الصدفة وانما هو القدر الجميل الذي جمعه بها في هذا الفضاء ..
وفي المساء سجل ( الفارس الوسيم) دخول على المسنجر ، وخفق قلبه بقوة عندما رأي أيقونة ندى تشير إلى أنها متصل وقبل أن يرسل لها تحيته المكتوبة طبع قبلة على شاشة كمبيوتره كما ولو انه ندى ، ثم كتب لها ( مشتاق كثير ..! )..
أسامة رقيعة
عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب