جهاز الدوران خارج جسم الإنسان أثناء جراحات القلب
من المستحيل تقريباً تصليح عيوب داخل القلب عندما يكون القلب مستمراً بالضخ، ولهذا طوّر العلماء العديد من الأنواع المختلفة من ماكنات القلب – الرئة الإصطناعية لتحل محل القلب والرئتين أثناء إجراء عمليات جراحات القلب. ويسمى مثل هذا الجهاز "دوران خارج الجسم" ويتكوّن بصورة رئيسيّة من مضخّة وأداة أكسجة، وقد يكون أي نوع من أنواع المضخات تقريباً مناسباً لهذا الجهاز على أن لا يولّد انحلال الدم.
مخاطر استعمال الجهاز
إن استعمال مثل هذه الأجهزة أثناء إجراء عمليّات القلب محفوف بصعوبات ومخاطر جمّة تشمل انحلال الدم، وتوليد جلطات صغيرة في الدم، واحتمال مرور فقاقيع أوكسجين صغيرة أوصمّات من العامل المضاد للرغوة إلى شرايين المريض، أو ضرورة استعمال كميّات كبيرة من الدم لملئ كامل الجهاز، أو فشل تبادل كميات كافية من الأوكسجين، أو ضرورة استعمال الهيبارين في الجهاز لمنع تخثر الدم، إذ أن الهيبارين يؤثر على ايقاف النزف اثناء العملية الجراحية فلا يخلو استعماله من خطورة..
إلى غير ذلك من المصاعب والمخاطر الجمّة التي ممكن أن تحدث في أيّة لحظة اثناء العملية الجراحية!!.
هذا كله من أجل ابقاء المرضى على هذه الماكنات الإصطناعية القلبية – الرئوية لعدة ساعات بأيدي الجراحين الاختصاصيين الماهرين بينما يجري العملية على داخل القلب.
شيء مذهل:
لنسأل أنفسنا سؤالاً منطقياً: كيف يجري الدم داخل أجسامنا في جهاز الدوران بكل سهولة ويسر وتلقائية دون الوقوع في أي مشكلة من المشاكل العويصة التي ذكرناها لسنوات عدة.. بينما لو أردنا محاكاة هذا الجهاز وهذا النظام لساعات معدودة فقط لواجهتنا مثل تلك المعوقات والمخاطر؟!!!.
MBChB, FICMSCommunity Medicine
طبيب اختصاص في
الأوبئة والسيطرة على الأمراض الانتقالية