من أنا
**************
*********
***
بدأت يومي بهموم و أحزان نسجتها حول نفسي , أخذت سيارتي و انطلقت و ها أنا أجوب الشوارع أحمل جبال من الهموم و تلال من المشاكل ..
تلفت حولي و قلت أكيد لا يوجد من هو في مثل حزني ..
أكيد لا يوجد من له مشاكل أكثر من مشاكلي أو حتى يساويها ..
مركبات تذهب و مركبات تأتي و الكل مشغول بما لديه ..
كنت أمر من الشوارع و قد جائني إحساس غريب أن الشوارع هي نفسها تتحسر علي ..
كان صوتاً بداخلي يخبرني أنه لا يوجد من له همومي ..
يا إلاهي لماذا أنا من دون البشر يحصل هذا لي ..
حتى توقفت فجأة !!! نعم توقفت فجأة !!!
كان منظراً يستحق مني الوقوف و التأمل
من أنا كي أفكر بذه السلبية !!! من أنا حتى لا أحمد الله على نعمه !!!
نعم منظر هز كياني و أعادني من جديد قبل أن أخسر نفسي ..
لقد كان هناك رجلاً يقارب سنه الستين يقف بجوار قمامة !!!
أتعرفون ماذا كان يفعل ؟!!
لا لا .. لا يذهب تفكيركم لبعيد ..
كان يقف و بيده عصا طويلة يدخلها في القمامة
حتى ينتزع المواد البلاستيكية و الكرتونية و يضع كلاً منها بجانب !!!
هو موظف لشركات إعادة التدوير ..
و لكن هل فكرتم كم يتقاضى هذا المسكين من دراهم قليلة !! كم يصرف منها !! و كم يترك منها لأهله !!
هذا العمل بين القمامة و في حر الصيف و كان كل تفكيره موجه لعمله ..
ليس مثلي أنا أجلس في السيارة و أدير مكيف الهواء و لكني أفكر بمشاكل ليس لها وزن ..
من أنا بجوار هذا الرجل العظيم !! من أنا كي أفكر هذا التفكير السلبي !! من أنا كي لا أحمد الله على نعمه ..