منقول من كتاب أوراق الورد و أشواهك في بيوتنا لأكرم رضا : ( ليس بالنص ، و بتصرف ) ، ووقفات
شخصية :
يقول الدكتور أكرم رضا :
جلسا أمامي و قد بدت المأاة في وجهيهما ، كانا عروسين في سنتهما الأولى ، شابين متقاربين في السن ، و قد انهك الزوجة الحمل إنهاكا شديدا .
قلت لهم من يبدأ الكلام ، و لما أراد ان يتحدث أسكته بابتسامة خفيفة ، و قلت لها : تفضلي .
و من خلال صوتها الواهن و ضعفها بدات تقص
قالت كثيراااااااا
و بكت كثييييييرا
و أنا أسجل ملاحظاتي في ورقة ، و كلما رفعت رأسي ، وجدتها تشيح بوجهها بعيدا عنه حتى لا تلتقي عيونهما . و رأيت أثر كلامها في تغي لون وجهه .
و بعد أن انتهت من كلامها مع آخر أنفاسها المجهدة ، نظرت إليه و قلت له : تفضل .
و بعد جملتين من الكلام استوقفته سائلا إياه : هل ستحكي كما حكت هي ؟
قال لي و قد بدا منفعلا : ألم تحكي كل شئ ؟
فأجبت : لم تحكي شيئا و كل الذي قالته يتلخص في جملة واحدة و هي أنها حامل و متعبة و مرهقة و أنت لا تقدر هذا في طلباتك اليومية .
قال و قد فهم ما أريد : هي إن حكت شيئا فأنا أقدر ظرفها ، أما أنا فلا أفضح زوجتي أمامكما . و على العموم ، أنا عرفت شكواها و سأحول أن أتجنبها .
و هناعاد إليها نشاطها ، و اعتدلت في جلستها ، و قالت : هذا هو ما آخذه عليه ، أما في باقي التصرفات فهو ممتاز ، أنا أريده فقط أن يعرف أن تعبانة ، و الله أنا عارفة أن أخلاقه عالية .
و هنا ، التقت عينهما لأول مرة ، و قال و عينيه تبتسم قبل شفتيه : و الله العظيم !!!
فأخفضت رأسها حياء أو حبا .
وقفات :
الوقفة الأولى :
أعجبني جدا موقف الزوج الذي يدل على انه رجل حقيقي يستحق القوامة على المرأة . فهو لم يغضب منها أو يهينها أمام الآخرين . كما أنه لم يحك عن المواقف التي آذته فيها مراعاة لوضعها الجسدي و النفسي ، و لعدم رغبته في فضحها أو إهناتها ، و الأهم لحبه لها .
الوقفة الثانية :
و الأجمل استدراك الزوجة لخطئها ، و تحديدها الموقف بدقة . و هو للأسف ملا لا تفعله كثيرا من النساء ، فتجدهن يعممن الموضوع ، فمثلا عندما يخطئ أحد الأزواج في حق زوجته مرة ، تقول : أنت دائما تزعلني … أنت دائما تؤذيني ………… أو تجرحني ، و في الواقع هو لم يؤذها إلا هذه المرة فحسب .
و هذا ما نهى عنه نبينا عليه الصلاة و السلام حين قال : يا معشر النساء تصدقن فإني رأيتكن أكثر أهل النار ، فقلن : و بم يا رسول الله ؟ قال : تكثرن اللعن ، و تكفرن العشير .
تكفرن العشير : تنكرن العشرة ، فعندما يؤذيها زوجها مرة ، تقول والله ما رأيت منك خيرا قط .