بِسْمِ اللـَّهِ الرَّحـْمـَنِ الرَّحِـيمِ
السَّـلاَمُ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَةُ اللَّـهِ وَ بَرَكَاتُه
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
رب يسر وأعن وتمم بخير يا كريم
حبيبي في الله .. ابن الإسلام ..
والذي فلق الحبة وبرأ النسمة … إنِّي أحبك في الله ..
ابني .. وحبيبي …
أسأل الله أن يرزقنا وإياك الصدق والإخلاص ، والعفو والعافية ، في الدين والدنيا والآخرة .
أما بعد ..
بدأت الإجازة الصيفية ..
وانتهت الامتحانات .. وتفرغ الشباب ..
في الشتاء وأثناء الدراسة لا همَّ إلا امتحانات الشهر ، وامتحانات التيرم ، والنجاح .
ويأتي الصيف لتفريغ هذا الكبت :
فسق وفجور .. بطالة وذنوب
الكل همه أن يضيع وقته ، وأن يستمتع بالإجازة ..
ويفتت كبد الدعاة والعلماء وحاملي همّ هذه الأمة :
متى نصنع إذًا للأمة رجالا ؟؟!!
فكان هذا النداء لابن الإسلام ..
ابني .. ابن الإسلام ..
إني أحمد الله إليك ، سبحانه جل جلالهولي النعم ، الذي يوالي خلقه بنعمه بغير سبب من العباد ، فالحمد لله الذي خلقنا على الإسلام ، وامتن علينا بنعمة الإيمان ، وجعلنا من خير أمة أخرجت للناس ، أتباع خير نبي ، وأحفاد خير الناس ، أمة العرب ، من نسل إسماعيل بن إبراهيم عليه السلام..
ولكن .. ولدي الحبيب ..
تصديقًا لحديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم : « بَدَأَ الإِسْلامُ غَرِيبًا ، وَسَيَعُودُ غَرِيبًا كَمَا بَدَأَ » (مسلم 145) ،
فإننا نجد أنفسنا في هذه الأيام نعيش الغربة الثانية للإسلام، وهي أشد في مرارتها من غربة الإسلام الأولى ،
يشهد لذلك حديثه صلى الله عليه وسلم : « لَيْتَنَا نَرَىٰ إِخْوانَنَا» ، قَالوا : أولسنا بإخوانك يا رسول الله ؟ قال : « بَلْ أَنْتُمْ أَصْحَابِي ، أَمَّا إِخْوَاني فَقَوْمٌ يَأْتُونَ بَعْدِي يُؤْمِنُونَ بِي وَلم يَرَوْنِي ، عَمَلُ الوَاحِدِ مِنْهُمْ بخَمْسِينَ » ، قالوا : منا أو منهم يا رسول الله ؟ ، قال : « بَلْ مِنْكُمْ ، إِنَّكُمْ تجِدُونَ عَلَىٰ الخَيْرِ أَعْوَانًا ، وَهُمْ لا يجِدُونَ عَلَىٰ الخيرِ أَعْوَانًا » .
صدقت يا حبيبي يا سيدي يا رسول الله ، فداك أبي وأمي ونفسي ..
أين الأعوان ؟.. وأين الإخوان ؟
العون عند الرخاء .. والعدة عند البلاء ..
قلما تجدهم ، وندر أن تراهم ..
اللهم كن لنا معينًا ووليًّا ونصيرًا ..
وإذا كان الله قَيَّض للإسلام في أيام غربته الأولى رجالا أزالوا عنه غربته ، وقوَّى الله بهم شوكته ، فإني أرجو .. أرجو والله أن يقيض الله منكم .. منكم أنتم أيها الأبناء جيل المستقبل ، أمل الأمة ، من يزيل عنه غربته الثانية ، هذا رجائي في الله ، وأسأل الله ألا يخيِّب فيه رجائي .
ولكن الأمر ليس بالأماني ، فأصحاب الأماني في الظلمة خلف السور ، غرتهم الأماني وغرهم بالله الغرور ، لابد واللهِ من عمل وجد وصدق وصبر ، ورباط ومصابرة ، لابد أن ننظر كيف تم التمكين لطائفة الصحابة الأولى لكي يكون ومضة في الطريق للتمكين مرة أخرى ..
وأرجوه واللهِ تمكينًا ، أنتم أصله وأساسه ، أنتم عماده وبناؤه ..