الحمد لله
وبعد :
لقد قمت بفضل الله وتوفيقه بتلخيص عدة محاضرات مرئية للشيخ الدكتور راغب السرجاني
يتحدث فيها عن تاريخ أمة الإسلام والدورات الطبيعية وسنن التغيير في الأرض
ولقد قام -جزاه الله عنا كل خير- بتقسيم مراحل خط سير الأمة إلى عدة أزمان
وذلك من خلال دراسة التاريخ بتعمق وتتبع للأحداث وبعد حوالي أكثر من 16 عاماً استطاع أن يتوصل إلى عمل منحنى
يبين فيه تلك الأزمان والمراحل وتحليلها بدقة مع عبر ووقفات وتطبيقات من سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم
فنحن بحاجة ماسة لدراسة تاريخ أمتنا ونعلم كيف تبنى أمة الإسلام وكل واحد منا يحاول قدر ما يستطيع أن يتدبر في أي مرحلة نحن
وإلى المراحل نحن سائرون وما دوري في هذه المرحلة حتى أرفع من شأن أمة الإسلام وأقرب اليوم الذي تعلو فيه الأمة على غيرها من الأمم
صراحة ربما يكون الموضوع طويل نسبياً لكنه في غاية الأهمية وسأحاول أن أكتبها على فقرات وأتمنى أن تتابعوا فهو شيق وقيم جداً
واعذروني أني أدرجته بعنوان "زمن وضوح الرؤية" وذلك لجلب الانتباه وربما لأن التفصيل في هذا الزمن سيكون أكثر …
——————
لقد كثف الله تعالى أحداث الأرض من قيام وسقوط وعزة وهبوط ومن تقلبات مختلفة للفرد والجماعة وللأمة بصفة عامة
كل ذلك حدث في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم ، حتى يصبح نوع من القدوة للمسلمين في كل موقف من مواقف الحياة
ويتحقق قول ربنا سبحانه وتعالى:
{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً }الأحزاب21
لذلك نجد رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في وقت من الأوقات مطارداً من قومه مضطهداً معذباً مشرداً
وفي وقت كان ممكّناً في الأرض وله سيطرة على الجزيرة العربية ويرسل الرسل هنا وهناك لملوك العالم يدعوهم للإسلام
ونجده في وقت أنه فقير لا يجد قوت اليوم وفي أوقات أخرى جاءته الدنيا راغمة بعد فتح مكة وحنين
في أوقات يعقد المعاهدات والأحلاف مع الأقوام وفي أوقات كان يحاربهم.
تغيّر الظروف هذا بكل المتغيرات التي ممكن أن تحدث في أمة من الأمم تعطينا منهجاً واضحاً في اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم
ما عندنا حجة ،، في كل موقف من المواقف عندنا موقف شبيه عند رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم وهذا رُتب بإعجاز حقيقة .
البعثة كلها 23 سنة في هذه الفترة كل الأحداث المُتخيلة حدثت في زمانه صلى الله عليه وسلم إن اتبعناه من المستحيل أن تضل الأمة .
"تركت فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وسنتي"
دورات التاريخ الطبيعية
هناك شيء اسمه دورات التاريخ الطبيعية يعني أنه بمرور الزمن تعلو الأمم ثم تسقط ثم تعلو ثم تسقط هكذا
هذه الدورات طبيعية جداً في التاريخ تحدث للمسلمين وغير المسلمين مع اختلافات بسيطة سنمر عليها إن شاء الله
لكن هذا لا بد منه ليس هناك أمة لها صعود مستر لا توجد أمة في التاريخ تصعد تصعد إلى ما لا نهاية ولا تقع
وذلك مصداق قول ربنا سبحانه وتعالى:
"وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ"
فلا بد لكل أمة صعدت أن تسقط قد تعيد الصعود ثم تسقط ، هذه الدورات سنن ثابتة فلن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا
من رحمة ربنا بنا أن ثبّت في الأرض سنناً لا تتغير ولا تتبدل بدراسة التاريخ نفقه هذه السنن
وسنبدأ الفقرة القادمة بإذن الله تعالى بالحديث عن منحنى بناء أمة الإسلام
يتبع بإذن الله تعالى >>>