التصنيفات
روضة السعداء


قال عز وجل :
﴿ اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ﴾
[الأعراف : 3 ]
غالبا ما نصادف خلال استفساراتنا عن فتوى ما أو مجرد قراءتنا عبارة
" إختلف العلماء في .." . نتوقف مرات وقفة بحث واستنباط درجة الإختلاف
في حين نعدوا مرات أخر ونمر على ذلك مرور كرام….

صيـفـنا إبداع

ذات يوم و بينما نتبادل وزميلات لي الحديث حول مسألة النقاب ومدى تضارب
الآراء حولها فإذا بي أنبهر لإحداهن ترد وكلها قناعة وثقة مما تقول

"" لا أرتدي النقاب وأظن لا نقاش بذلك,بلدنا يتبع المذهب المالكي وما أوجب
هذا الأخير النقاب بنصوصه سوى الحجاب …..""
.
.
هتفتُ حينها وهجست بداخلي تساؤلات

, إلهي متى كان الإسلام محصور بمذهب دون الآخر ؟
وهل الفرد ملزم ومقيد باتباع أحد المذاهب أو الميسر منها ؟
ومن أين اكتسبت الشرعية لتكون هي المشرع لنا ؟
وهل تبرئ ذمة المسلم أمام الله ؟

تساؤلات تحمل بطياتها الكثير في قضية باتت مهمة بل مصيرية وجديرة بكل
الإهتمام نوضح بمعين من الله تعالى ما تيسر منها


نظرة مبسطة حول نشأة المذاهب الأربع

كان الناس على عهد النبي صلى الله عليه وسلم يلجأون ويخولون جل استفساراتهم
إلي نبيهم صلى الله عليه وسلم أو من جعلهم أمراء له ببلدان أخر وما استصعب
على عامة الناس في تسيير أمورهم
بزمنه حتى إذا توفته المنية أزكى صلاة وسلام عليه بعدها رد الناس تساؤلاتهم
إلى الصحابة
والخلفاء كونهم أقرب الناس إلى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وأعرفهم
بأحكام دينهم هذا ولغاية مجيئ زمن التابعين وتابعي التابعين حين تعددت المذاهب وتشعبت عند
أهل السنة إلى حين حصرت بأمر من السلطان الظاهر بيبرس الذي كان له نفوذ
ببلدان إسلامية عدة , بمذاهب أربعة رسمية منذ عام 663 هـ استمر بعدها
الحال إلى زماننا هذا

من هم أئمة المذاهب الأربع

أبو حنيفة النعمان :

هو النعمان بن ثابت بن زوطي مولي بني تيم الله بن ثعلبة
أصله من كابل وولد بالكوفة سنة 80 هـ روى له الترمذي والنسائي في سننهما
له كتاب المسند في الحديث حبسه أبو جعفر المنصور بعدما أراده للقضاء وامتنع إلى أن مات عام 150هـ

مالك بن أنس :

هو مالك بن أبي عامر بن عمرو بن الحارث الأصبحي الحميري أبو عبد الله المدني ولد سنة 93 هـ لقب بإمام دار الهجرة . روى عن الإمام جعفر الصادق ونافع وابن المكندر وروى عنه الإمام الشافعي والاوزاعي وغيرهم له كتاب الموطأ في الحديث مات بالمدينة وعمره 90 سنة ودفن بالبقيع

محمد بن إدريس الشافعي
هو أبو عبد الله محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب ولد بغزة سنة 150 هـ نشأ بمكة ثم إنتقل إلى المدينة وقرأ الموطأ على مالك روى عن ابن عينة ومالك وغيرهم وروى عنه أحمد بن حنبل وأبو ثور والمزني له كتاب الأم وكتاب المسند في الحديث وأحكام القرآن قصد مصر حتى مات بها عام 204 هـ

أحمد بن حنبل :

هو أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني المروزي البغدادي ولد ببغداد عام 164 هـ سمع من هشيم عن الشافعي وسفيان بن عيينة وروى عنه البخاري ومسلم وأبو داوود مات ببغداد عام 241 هـ وعمره 77 عاما

أما الإشكال المطروح هنا :

هل المسلم ملزم بالتقيد بأحد هذه المذاهب الأربع وما أقوال ذلك ؟

قد تكون السياسة من فرضت على الناس اتباع أحد هذه المذاهب والالتزام بها
دون الآخر
وكمثال عن دور السياسة في تثبيت ذلك نجد الدولة العثمانية تتبع المذهب الحنفي
إلا لأن أبا حنيفة كان يجوز أن يكون الإمام من غير قريش بعكس الأئمة الثلاث
فوجدوا في ذلك مايثبت عرشهم
.

و لكن ما ورد نصاً بجواز التقيد و الإلتزام بأي منها وإنما وظيفة العامي اتباع
كتاب الله و سنة نبيه ولا يجوز له أخذ دينه من الرجال
و قال شيخ محمد حياة السندسي من تعصب لأحد غير الرسول صلى الله عليه
و سلم بأنه الصواب دون الآخرين ضال وجاهل وقد يكون كافر
.
.
و قال إبن حزم " وأما من أخذ برأي أبي حنيفة أو مالك أو غيرهما فقد أخذ بما
لم يأمره الله تعالى قط بالأخذ به وهذه معصية لا طاعة

كما نهى الأئمة أنفسهم عن تقليدهم في أقوال نلخصها :
قال أبي حنيفة حين سئل هل هذا الذي تفتي فيه هو الحق الذي لاشك فيه ؟
فقال :لا أدري لعله الباطل الذي لا شك فيه .
وقال إذا جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم على العين والرأس وإذا جاء
عن أصحاب الرسول نختار من قولهم وإذا جاء عن التابعين زاحمناهم
.

.

وقال مالك بن أنس " إنما أنا بشر أخطئ وأصيب فانظروا في رأيي فكل
ماوافق الكتاب والسنة فخذوا به وكل ما لم يوافق الكتاب والسنة فاتركوه
إن نظن إلا الظن وما نحن بمستيقنين
كما قال الشافعي للمزني يا إبراهيم لا تقلدني في كل ما أقول وأنظر في ذلك
لنفسك فإنه دين
وقال أحمد بن حنبل لا تقلد مالكا ولا الشافعي و لا الأوزاعي ولا الثوري بل
خذ من حيث أخذوا وقال لا تقلد دينك أحداً

فقد يزِل العالم ولابد إذ ليس بالمعصوم فكيف لنا وهل يجوز بعد كل ماسبق
الإلتزام و التقيد لأحد المذاهب و إتباعها وقد نهوا الأئمة أنفسهم الناس عن
تقليدهم وهو محفوظ من أقوالهم ؟

قال أحد السلف :
أقلدتم النعمان أو محمداً ***** أو مالك بن أنس أو أحمداً
فهل أتى الذكر به أو وصى ***** به النبي أو وجدتم نصاً ؟؟؟

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.