فجأة رأت ملائكة بيضاء مشرقة الوجوه يفوح منه أجمل العطور … تحيط بها وتبشرها
وتقول لها : اخرجي أيتها النفس الطيبة كانت في الجسد الطيب اخرجي حميدة و أبشري بروح وريحان ورب غير غضبان …
… وقد أحضرت لها كفن من الجنة وحنوط من عطر الجنة …
وتقدم ملك الموت … ضيف جاء من غير استئذان … وهو في أحسن هيئة مبتسما ً لها … فرحت فرحا ً شديدا ً فرشح جبينها عرقا ً كأنه المسك … ومدت إصبع التوحيد ونادت من القلب " لا إله إلا الله " ثم سقطت يدها على مصحفها … وخرجت روحها بكل سهولة … وارتسمت بسمة رضا على شفتيها …
ارتفعت بها الملائكة للأعلى … وكلما مروا بسماء فتحت أبوابها … وسألهم ملائكتها : من هذه الروح الطيبة …
يقولون : تخيلي أنه اسمك أنت يا غالية إن شاء الله وتعالى …
وهكذا حتى ينتهي بها إلى السماء التي فيها الله تبارك و تعالى … فيأمر الله ويقول جل وعلا : اكتبوا سجل أمَتي ( فلانة ) في عليين …
ثم يعيدونها إلى قبرها … تسمع صوت أقدام المشيعين لها …
وترى ملكان يتقدمان نحوها … يجلسانها من غير فزع ولا خوف … يسألانها : من ربك ؟؟؟
تجيبهم بثقة : الله عز وجل …
طبعا إنه الله الذي طالما صلت له وسجدت … الله الذي صامت لرضاه وتصدقت … الله الذي أطاعت أوامره في الفرائض … الله الذي ناجته في حلكات الليالي … كلامه مؤنسها وكتابه أجل صحبتها … وسنة نبيه هي دستورها ومبدأها … ذكره حلاوة قلبها وطهر لسانها … الله الذي أخلصت له العبادة … ولم يكن له في قلبها شريك …
ثم يسألانها : ما دينك ؟؟؟
تجيبهم : الإسلام …
فطالما قالتها : رضيت بالله ربا ً وبالإسلام دينا ً وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا ً ونبيا ً …
الإسلام الذي عاشته في كل لحظات حياتها … وتمثلته في أخلاقها ومبادئها … الإسلام الذي رسم ملامحه عليها … في حجابها وعفتها وحيائها … في صبرها وغربتها وإتباعها لشرعه …
رضيت الإسلام دينا ً ورفضت نعيق الناعقين وموسيقا الفاسقين وتبذل الممثلين …
رضيت الإسلام دينا ً ورفضت وهم الحب الماجن والحرية الكاذبة …
ثم يسألانها : من هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟؟؟
تقول أنه رسول محمد صلى الله عليه وسلم … جاءنا بالبينات من عند الله فصدقناه …
فيقال لها : هل رأيت الله ? فتقول : ما ينبغي لأحد أن يرى الله …
فيفرج لها فرجة قبل النار فتنظر إليها يحطم بعضها بعضا فتفزع وتخاف …
فيقال لها : انظري إلى ما وقاك الله تعالى …
ثم يفرج لها فرجة قبل الجنة فتنظر إلى زهرتها و ما فيها فيقال لها : هذا مقعدك …
و يقال لها : على اليقين كنت و عليه مت و عليه تبعثين إن شاء الله …
فيفرش لها فراشا من الجنة وغطاءا من الجنة وتلبس لباسا ً من الجنة وينور قبرها من نور الجنة ويتعطر من عطر الجنة … ويمد في قبرها 70 ذراعا ً …
ثم يأتي إليها الصاحب بهيئته الجميلة المشرقة الراقية …
فتبتسم له ويطمئن قلبها لرؤياه … فتقول له : من أنت ؟؟؟ … فوجهك يبشر بالخير …
فيبتسم لها ويقول : أنا عملك الصالح …
فيبقى معها في قبرها يؤنس وحدتها حتى يوم القيامة …
فتنادي ربها وتقول : اللهم أقم الساعة … اللهم أقم الساعة …
إنها المسلمة الصادقة …
التي لا تهجر كتاب الله فلا تمسه إلا من رمضان إلى رمضان …
إنها الذاكرة كثيرة لله في الليل والنهار وعند السحر …
إنها التي تقيم فرائضها في وقتها وبتمامها جهدها …
إنها التي تبكي من خشية الله …
إنها العفيفة الطاهرة … فلا تسمح " للوسخ " أن يلوث شرفها أو قلبها أو تفكيرها أو طهرها أو يدها أو لسانها …
إنها القابضة على الجمر في زمن الغرباء … المحجبة التي تفتخر بحجابها الشرعي …
فحق على الله أن يحمي جبهتها التي طالما خضعت لله وسجدت له في ذل من النار …
فحق على الله أن يحجب جسدها ووجها الذي حجبتهم عن الفساد عن النار …
إنها الطائعة التي جاءها ملك الموت وهي في طاعة مصحفها بين يديها ودمعتها على عينيها ….
أختاه كوني دوما ً في طاعة الله …
فلا تعلم إحدانا متى الرحيل …
فجهزي له دوما كوني جاهزة باستمرار ..
احرصي أن يقبض روحك ملك الموت وأنت في طاعة …
احرصي أن يكون يوم لقائك بربك هو خير يوم وأحلى يوم …
احرصي على أن تبشرك الملائكة بروح وريحان ورب راض غير غضبان …
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
**إن الميت تحضره الملائكة فإذا كان الرجل صالحا قال : اخرجي أيتها النفس الطيبة كانت في الجسد الطيب اخرجي حميدة و أبشري بروح و ريحان و رب غير غضبان فلا يزال يقال لها ذلك حتى تخرج ثم يعرج بها إلى السماء فيستفتح لها فيقال : من هذا ? فيقول : فلان فيقال : مرحبا بالنفس الطيبة كانت في الجسد الطيب ادخلي حميدة و أبشري بروح و ريحان و رب غير غضبان فلا يزال يقال لها ذلك حتى ينتهي بها إلى السماء التي فيها الله تبارك و تعالى ; فإذا كان الرجل السوء قال اخرجي أيتها النفس الخبيثة كانت في الجسد الخبيث اخرجي ذميمة و أبشري بحميم و غساق و آخر من شكله أزواج فلا يزال يقال لها ذلك حتى تخرج ثم يعرج بها إلى السماء فيستفتح لها فيقال : من هذا ? فيقال : فلان فيقال : لا مرحبا بالنفس الخبيثة كانت في الجسد الخبيث ارجعي ذميمة فإنها لا تفتح لك أبواب السماء فترسل من السماء ثم تصير إلى القبر ; فيجلس الرجل الصالح في قبره غير فزع و لا مشعوف ثم يقال له : فيم كنت ? فيقول : كنت في الإسلام فيقال له : ما هذا الرجل ? فيقول : محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءنا بالبينات من عند الله فصدقناه فيقال له : هل رأيت الله ? فيقول : ما ينبغي لأحد أن يرى الله فيفرج له فرجة قبل النار فينظر إليها يحطم بعضها بعضا فيقال له : انظر إلى ما وقاك الله تعالى ثم يفرج له فرجة قبل الجنة فينظر إلى زهرتها و ما فيها فيقال له : هذا مقعدك و يقال له : على اليقين كنت و عليه مت و عليه تبعث إن شاء الله ; و يجلس الرجل السوء في قبره فزعا مشعوفا فيقال له : فيم كنت ? فيقول : لا أدري فيقال له : ما هذا الرجل ? فيقول : سمعت الناس يقولون قولا فقلته ! فيفرج له فرجة قبل الجنة فينظر إلى زهرتها و ما فيها فيقال له : انظر إلى ما صرف الله عنك ثم يفرج له فرجة إلى النار فينظر إليها يحطم بعضها بعضا فيقال : هذا مقعدك على الشك كنت و عليه مت و عليه تبعث إن شاء الله .
تخريج السيوطي
(هـ) عن أبي هريرة.
تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 1968 في صحيح الجامع.
وأترك باقي الحديث لك يا غالية
ما هي الأمور التي يجب أن تتبعها المسلمة لينير الله قبرها بروح وريحان الجنة ويثبتها عند السؤال في القبر ويثبتها على كلمة التوحيد عند الموت …
كيف السبيل لنصل إلى هذا ؟؟؟ …
لنتناصح هنا يا غاليات …