موسى عليه السلام من أعظم أنبياء بني إسرائيل
كان أتباعه أكثر أتباع الأنبياء
وليس في قصص القرآن الكريم أعظم من قصة موسى .
تنقسم قصته إلى قسمين :
قسم في مصر مع فرعون . وانتهت بنجاة بني إسرائيل . وغرق فرعون وجنوده في اليم .
القسم الثاني : جرت أحداثه مع قومه في سيناء . في فترة التيه .
القسم الثاني : جرت أحداثه مع قومه في سيناء . في فترة التيه .
قصة موسى مع فرعون
هي ليست فقط قصة نبي كريم مع جبار عظيم
وإنما هي قصة تصور حقيقة واقعة تتكرر في كل زمان ومكان
هي قصة الصراع بين الحق والباطل
الصراع بين جند الرحمن وجند الشيطان .
أوجز القسم الأول بكلمات . فما يعنيني أنا هو القسم الثاني .
تبتدئ قصة فرعون بمنطق الطغيان الذي لايفهم حجة ولا برهانا ً . ويقول لأتباعه ما
أريكم إلا ما أرى .
ولا يتعامل إلا بطريقة البطش والإرهاب والتعذيب .
ثم رعاية الله لموسى في ظل هذا التنكيل والتعذيب وحمايته له .لتحتضنه أمه في بيت
فرعون مع الإكرام لها والإنعام .
فنبت في بيت الفرعون كالريحانة الزكية التي تنبت وسط الأشواك والأقذار .
ثم قتله بطريق الخطأ للقبطي نصرة للإسرائيلي .
وما أعقبه من هروب إلى أرض مدين .
ليمكث فيها ثمان أو عشر سنين . وزواجه هناك . ثم عودته بأهله إلى مصر . وفي
طريق العودة أوحى الله إليه بالرسالة .
ثم غرق فرعون وجنوده في اليم .
فائدة :
ومن عجائب قدرة الله أن أم موسى ألقت رضيعها في اليم . فحفظه الله ونجاه منه .
وفي المقابل فرعون بجبروته وملكه . أهلكه الله بالغرق .. وابتلعه نفس اليم .
قصة موسى مع قومه
عاش بنو إسرائيل تحت العذاب في مصر سنين طويلة .
عاشوا حياة الذل والسخرة والمهانة مدة 430 سنة
ففسدت نفوسهم وطبيعتهم , والتوت فطرتهم .
امتلأت نفوسهم بالجبن والذل من جانب
وبالمقابل امتلأت بالقسوة والحقد والكره .
كان عمر رضي الله عنه ينظر بنور الله . فيرى حقيقة تركيب النفس البشرية
وطبيعتها وهو يقول لعماله على الأمصار : (( ولا تضربوا أبشارهم فتذلوهم ))
فقد كان يعلم أن ضرب البشرة يذل الناس .
ولقد ضربت أبشار بني إسرائيل في طاغوت الفرعونية حتى ذلوا .
بل كان ضرب الأبشار أخف ما يتعرضون له من الذل
حتى المصريين أنفسهم تعرضوا لذل الفرعون (( فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ ) الزخرف 54
ولم يخلصهم من هذا الذل إلا الإسلام .
فقد كانت آثار سياط الرومان على ظهر القبطي الذي جاء إلى عمر يشكو له ابن
عمرو بن العاص وهو فاتح مصر وأميرها . لقد سافر شهرا ً على ظهر ناقة ليشكو
إلى عمر سوطا ً ناله من ابن عمرو . ولو لم يكن يعرف أنه سيجد الإنصاف لما سافر .
فينتصر له عمر ويقول قولته المشهورة (( متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ؟ ))
فينتصر له عمر ويقول قولته المشهورة (( متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ؟ ))
وهنا كانت معجزة البعث الإسلامي الذي استنقذ الأرواح من ركام الذل لآلاف السنين .
لتنتفض الكرامة في النفوس . وما كان ليطلقها غير الإسلام .
عملية استصلاح نفوس بني إسرائيل من ذل الطاغوت الفرعوني هي التي سيواجهها
موسى عليه السلام بعد خروجهم معه .
سنرى نفوسهم من خلال القصص القرآني وهي تواجه الحرية بكل رواسب الذل .
سنراها كيف تواجه الرسالة بكل رواسب الجاهلية .
وكيف ستواجه موسى بكل الالتواءات والانحرافات والجهالات التي ترسبت فيها على
مدى الزمن الطويل .
سنرى موسى وهو يواجه نفوساً تمرغت في الوحل طويلا ً . فحسبته الأمر العادي
الذي ليس غيره.
وجاوزنا ببني إسرائيل البحر
كان عددهم 600 ألف
أخرحهم نبيهم من مصر باسم التوحيد .
بعد معجزات كثيرة آخرها غرق الفرعون أمام أعينهم .
وما أن خرجوا من البحر .. حتى طلبوا عبادة الأوثان , والعودة إلى الشرك
((قَالُواْ يَمُوسَىَ اجْعَلْ لّنَآ إِلَـَهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ )) الأعراف138
لقد طلبوا عبادة الأوثان لأنهم رأوا أقواما يعبدونها .
نستخلص :
أن العدوى تصيب الأبدان كما تصيب الأرواح .
ولكنها لا تصيبها إلا إذا كان لديها استعداد وتهيؤ وقابلية .
فقد كانت طبيعة بني إسرائيل طبيعة مخلخلة العزيمة , ضعيفة الروح . ماتكاد تهتدي
حتى تضل . وما تكاد ترتفع حتى تهبط .
فيجيئ جواب موسى إنكم قوم تجهلون .
(( قَالَ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَهاً وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ )) الأعراف 140
كيف كان التفضيل ؟؟؟
فضلهم على الناس في زمانهم
وتمثل التفضيل في اختيارهم لرسالة التوحيد من بين المشركين .
كما أنه اختارهم ليورثهم الأرض المقدسة التي كانت بأيدي وثنيين .
فإذا أشركوا كان غيرهم أفضل منهم .
كذلك فضل الله العرب عندما اختارهم ليكون خاتم النبيين منهم . فاصطفاهم لحمل
رسالة نبيهم وتبليغها .
فإذا تهاونوا ولم يحملوا الرسالة , وحملها غيرهم ذهب عنهم سبب التفضيل . وصار
غيرهم أحسن منهم .
وواعدنا موسى ثلاثين ليلة
(( وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ )) الأعراف 142
أمره الله أن يأتي مع قومه إلى جبل الطور .. حيث واعده أن يعطيه الألواح . وقد
كتبت عليها التوراة , لتكون شريعة لبني لقومه .
وقبل أن يغادر لميقات ربه :
((وَقَالَ مُوسَى لأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ )) 142 الأعراف
[
لقد كان موسى يعلم أن هارون مثله نبي مرسل . ومع ذلك فقد أوصاه . لأن المسلم
للمسلم ناصح . والنصيحة حق واجب .
ثم إن موسى يدرك ثقل التبعة وهو يعرف طبيعة بني لإسرائيل .
ولم تثقل النصيحة على قلب هارون عليه السلام .. لأنها لا تثقل إلا على المتكبرين
الصغار , الذين يحسون في النصيحة انتقاصاً لقدرهم .
وعجلت إليك ربي لترضى
عند جبل الطور كلم الله موسى تكليما مباشرا ً
ولا نعرف الكيفية … ولو أنها كانت مهمة لفصلها لنا الله سبحانه
وبعد أن سمع كلام الله . فمن فرط شوقه ومحبته ولهفته , طمع أن يرى الله .
ومن فرط محبته نسي موسى نفسه . ونسي من هو !! ومن يكلم !!
وفي غمرة الأشواق واللهفة طلب ما لا يكون لبشر على هذه الأرض . ومالا يطيقه بشر .
((قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ )) 143 الأعراف
وجاء الرد عاجلا ً وحاسما ً (( لَنْ تَرَانِي ))
لماذا ؟
لأنه سبحانه (( لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ )) (104)الأنعام
لأنه سبحانه (( لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ )) (104)الأنعام
وفي حديث صحيح رواه مسلم قال :
عن أبي موسى رضي الله عنه قال : قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس
كلمات فقال : إن الله لا ينام ولا ينبغي له ان ينام . يخفض القسط ويرفعه , يرفع إليه
عمل الليل قبل عمل النهار . وعمل النهار قبل عمل الليل , حجابه النور ( وفي رواية
النار ) لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه .
ففي الحياة الدنيا لم يهيأ البشر لرؤية الله .
ثم تأتيه بشارة الاصطفاء على الناس .
وأعطاه التوراة وقد كتبت على ألواح من حجر .
ثم أمرهم أن ياخذوا ما فيها من التكاليف بوصفه الأحسن لهم . والأصلح لحالهم .
((سَأُورِيكُمْ دَارَ الفَاسِقِينَ ) ( الأعراف/145)
((سَأُورِيكُمْ دَارَ الفَاسِقِينَ ) ( الأعراف/145)
الأغلب انها الأرض المقدسة . كانت بيد الوثنيين .
فكانت بشارة لهم بدخولها .
عبادة العجل
خلال ملاقاة موسى لربه يحدث الأمر الفظيع .
فتكون النقلة فظيعة من الجو العلوي المشرق إلى الجو الهابط المشرك .
لقد راودوا نبيهم أن يجعل لهم إلها ً ,, فلما زجرهم ونبههم إلى نعم الخالق عليهم
سكتوا
ولكن !!! بمجرد أن غاب عنهم نبيهم . وجاء أول من يغويهم لم يتأخروا لحظة واحدة
في عبادة عجل الذهب .
(( قَالُواْ لَن نّبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتّىَ يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَىَ }.)) سورة طه 92
((وَأُشْرِبُواْ فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ )) البقرة 93
واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا
اختلفت الروايات في سبب الميقات
وربما كان للتوبة وطلب المغفرة
وعندما شعروا بموسى يكلم ربه ولم يروا شيئا ,, قالوا له وبكل بجاحة : وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً (55) البقرة
ــــــ هؤلاء هم الخيرة ــــــــ
فأخذتهم الصاعقة فماتوا جميعا .
فدعا موسى ربه وتوسل إليه فأحياهم وعادوا معه .
وشتان بين طلبهم رؤية الله وطلب موسى لرؤية ربه .
طلب موسى الرؤية : شوقا , ولهفة , وحبا , وتقربا .
وطلبوا الرؤية : عنادا ً.. وإسفافا ً .. وتعنتا ً . وصلفا .
عاد مع السبعين إلى قومه . وتحركوا جميعا نحو إيلياء وهي القد س .
طلب منهم أن يتوجهوا إليها فرفضوا : ﴿ قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ ﴾ المائدة 24
إلى هذه الدرجة وصل بهم سوء الأدب مع نبيهم .
﴿ قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ ﴾ المائدة 26
فكتب عليهم التيه في صحراء سيناء أربعين عاما ً .
أنظروا إلى هذا الموقف منهم .. وقارنوه بصحابة رسول الله الأخيار .
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشير إشارة فيسرعون ملبين .
لا نقاش ولاجدال .. بل تأدب وطاعة وامتثال .
يوم بدر استشار الرسول صلى الله عليه وسلم الصحابة في الخروج :
قال المقداد يوم بدر : يا رسول الله ، إنا لانقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى :
قال المقداد يوم بدر : يا رسول الله ، إنا لانقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى :
{ فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ } . ولكن امض ونحن معك . فكأنه
سري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
الراوي:عبدالله بن مسعود. صحيح البخاري
أما يوم الخنذق . فانظر إلى فعل حذيفة رضي الله عنه .
كنا عند حذيفة . فقال رجل : لو أدركت رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلت معه وأبليت . فقال حذيفة : أنت كنت تفعل ذلك ؟ لقد رأيتنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الأحزاب . وأخذتنا ريح شديدة وقر . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ألا رجل يأتيني بخبر القوم ، جعله الله معي يوم القيامة ؟ ) فسكتنا . فلم يجبه منا أحد . ثم قال ( ألا برجل يأتينا بخبر القوم ، جعله الله معي يوم القيامة ؟ ) فسكتنا . فلم يجبه منا أحد . ثم قال ( ألا برجل يأتينا بخبر القوم ، جعله الله معي يوم القيامة ؟ ) فسكتنا . فلم يجبه منا أحد . فقال ( قم . ياحذيفة ! فأتنا بخبر القوم ) فلم أجد بدا إذ دعاني باسمي ، أن أقوم . قال ( اذهب . فأتني بخبر القوم . ولا تذعرهم علي ) فلما وليت من عنده جعلت كأنما أمشي في حمام . حتى أتيتهم . فرأيت أبا سفيان يصلى ظهره بالنار . فوضعت سهما في كبد القوس . فأردت أن أرميه . فذكرت قول رسول الله ( ولا تذعرهم علي ) ولو رميته لأصبته . فرجعت وأنا أمشي في مثل الحمام . فلما أتيته فأخبرته بخبر القوم ، وفرغت ، قررت . فألبسني رسول الله صلى الله عليه وسلم من فضل عباءة كانت عليه يصلي فيها . فلم أزل نائما حتى أصبحت . فلما أصبحت قال ( قم . يا نومان ! ) .
الراوي :يزيد بن شريك المصدر: صحيح مسلم
خلاصة حكم المحدث:صحيح
كنا عند حذيفة . فقال رجل : لو أدركت رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلت معه وأبليت . فقال حذيفة : أنت كنت تفعل ذلك ؟ لقد رأيتنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الأحزاب . وأخذتنا ريح شديدة وقر . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ألا رجل يأتيني بخبر القوم ، جعله الله معي يوم القيامة ؟ ) فسكتنا . فلم يجبه منا أحد . ثم قال ( ألا برجل يأتينا بخبر القوم ، جعله الله معي يوم القيامة ؟ ) فسكتنا . فلم يجبه منا أحد . ثم قال ( ألا برجل يأتينا بخبر القوم ، جعله الله معي يوم القيامة ؟ ) فسكتنا . فلم يجبه منا أحد . فقال ( قم . ياحذيفة ! فأتنا بخبر القوم ) فلم أجد بدا إذ دعاني باسمي ، أن أقوم . قال ( اذهب . فأتني بخبر القوم . ولا تذعرهم علي ) فلما وليت من عنده جعلت كأنما أمشي في حمام . حتى أتيتهم . فرأيت أبا سفيان يصلى ظهره بالنار . فوضعت سهما في كبد القوس . فأردت أن أرميه . فذكرت قول رسول الله ( ولا تذعرهم علي ) ولو رميته لأصبته . فرجعت وأنا أمشي في مثل الحمام . فلما أتيته فأخبرته بخبر القوم ، وفرغت ، قررت . فألبسني رسول الله صلى الله عليه وسلم من فضل عباءة كانت عليه يصلي فيها . فلم أزل نائما حتى أصبحت . فلما أصبحت قال ( قم . يا نومان ! ) .
الراوي :يزيد بن شريك المصدر: صحيح مسلم
خلاصة حكم المحدث:صحيح
بهذه الطاعة . وهذا الإيمان وبصدقهم مع رسولهم وتصديقهم له ملكوا الدنيا بعده .
وفازوا بالآخرة .
التيه
تاهوا في الصحراء أربعين عاما
وكلما حاولوا الخروج منها وجدوا انفسهم عادوا إليها .
وفي التيه توالت المعجزات التي ماانقطعت عنهم .
ظلل عليهم ربهم الغمام
وأطعمهم المن والسلوى .. فطلبوا أكل القثاء والعدس والبصل !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ولما استسقوا الماء ضرب موسى الحجر فانفجر منه الماء . فكانوا يحملونه معهم إذا
ساروا ..
في التيه حدثت قصة البقرة .
عن عبيدة بن عمرو قال : كان في بني إسرائيل رجل عقيم لا يولد له ، وكان له مال
كثير ، وكان ابن أخيه وارثه ، فقتله ثم احتمله حتى أتى به حيا آخر فوضعه على باب
رجل منهم ، ثم أصبح يدعيه عليهم حتى تسلحوا ، وركب بعضهم إلى بعض ، فقال
أولو الرأي منهم والنهى : علام يقتل بعضكم بعضا وهذا رسول الله فيكم ؟ فأتوا
موسى صلى الله عليه وسلم وذكروا ذلك له ، فقال : { إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة
قالوا أتتخذنا هزوا } الآية . قال : فلو لم يعترضوا البقر لأجزأ عنهم أدنى بقرة ،
لكنهم شددوا فشدد الله عليهم ، قال : فانتهوا إلى البقرة التي أمروا بها ، فلم يجدوها
إلا عند رجل ليس له بقرة غيرها فساموه ، فقال : لا أنقصها عن ملء جلدها ذهبا ،
قال : فأخذوها بملء جلدها ذهبا ، فذبحوها وضربوا القتيل ببعضها ، فقام فقال : من
قتلك ؟ قال : فلان لابن أخيه ، فلم يعط من ميراثه شيئا ، ولم يورث قاتل بعد
لقد أحيا الله الميت على يدي موسى . فهل لانت قلوبهم ؟؟
في التيه حدثت قصة الخضر مع موسى .
ونتعلم من هذه القصة القرآنية التي نتلوها في كل جمعة كثيرا ً من الفوائد : منها
فضل التواضع للعلم , ولمن نأخذ عنهم
وأن يتعلم العالم الفاضل العلم الذي لم يبرز فيه ممن مهر فيه . وإن كان دونه في العلم
درجات . فلا أحد يكبر على العلم إلا الجاهل .
ومنها : الصبر على صحبة العالم .. فلا يدرك العلم إلا بالصبر .
ومنها : التثبت والتأني , وعدم المبادرة بالحكم على الأشياء . حتى يعرف المراد
والمقصود منها .
ومنها : مراعاة أكبر المصلحتين بتفويت أدناهما .
مع ملاحظة هامة جدا ً وهي ان علم الغيب لا يكون إلا للأنبياء بوحي من الله عز وجل .
أما علم الباطن الذي توسع به الصوفية كثيرا ونسبوه إلى الكثير من الأولياء ففيه
مبالغات لا صحة لها .
وفي التيه حصلت قصة أصحاب السبت :
﴿ وَسْئَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ لاَ تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ﴾ الأعراف: 163
كانوا طلبوا من موسى أن يجعل لهم يوما يرتاحون فيه .. فكان يوم السبت .
فابتلاهم الله . كانوا يرمون شباكهم أيام الأسبوع , فتعود خاوية . ويوم لا يسبتون
تتراقص أمامهم الأسماك .
وكعادة بني إسرائيل في الإحتيال والالتفاف صاروا يقذفون الشباك ليلة السبت ..
فتمتلئ سمكا . فيرفعونها يوم الأحد !!!!!
سبحان الله !!!!
ما أكثر الحيل عندما تقل التقوى ويلتوي القلب . ويصبح التعامل مع ظاهر النص ..
ما أكثر الحيل عندما تقل التقوى ويلتوي القلب . ويصبح التعامل مع ظاهر النص ..
لا مع حقيقته ولا روحه .. ولا مع هدفه ولا حكمته .
﴿ وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴾ الأعراف 164
وهنا يبرز واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. بعدم الوقوف على الحياد
والاكتفاء بالنظر والتأفف .
وبعد ذلك الإنسان غير مسؤول عن النتائج .
فماذا كانت النتيجة ؟؟؟
﴿ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنْ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ﴾ الأعراف 165
لقد نجا الله الذين ينهون عن السوء .
وعاقب العاصين بعذاب رهيب .
فكيف كان العقاب ؟؟؟؟
﴿ فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ ﴾ الأعراف . 166
لقد مسخم قردة لأنهم تنازلوا عن آدميتهم .
تنازلوا عن أخص خصائص الإنسان : وهي الإرادة .
الإرادة التي تسيطر على النفس والهوى .. فتكبح الرغبات والشهوات .
ظلوا في التيه أربعين سنة .
مات خلال التيه هارون عليه السلام . ودفن في الصحراء .
بعده بسنتين مات موسى عليه السلام .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : ( أرسل ملك الموت إلى موسى عليهما السلام ،
فلما جاءه صكه ، فرجع إلى ربه ، فقال : أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت ، قال :
ارجع إليه ، فقل له يضع يده على متن ثور ، فله بما غطت يده بكل شعرة سنة ،
قال : أي رب ، ثم ماذا ؟ قال : ثم الموت ، قال : فالآن ، قال : فسأل الله أن يدنيه
من الأرض المقدسة رمية بحجر ) . قال أبو هريرة : فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : ( لو كنت ثم لأريتكم قبره ، إلى جانب الطريق تحت الكثيب الأحمر. )
حديث صحيح رواه البخاري
والموقع قريب من القدس .
رضي الله عن موسى وصلى وسلم عليه .
فقد كان من الرسل أولي العزم .
رضي الله عن موسى وصلى وسلم عليه .
فقد كان من الرسل أولي العزم .