لقد أدخل مندانا الحبيب لكِ إلى قلوبنا فرحة عامرة .
حملة صيفنا إبداع جعلتنا نتسابق في الخير لنقدم ما نستطيع من علم ومعرفة
ونفع وفائدة .
كان أقصى ما يخطر ببالي أن نحمد على ما قدمناه ونشكر . وماكان يخطر ببالي
أن نكرم هذا التكريم ويحتفى بنا هذا الاحتفاء .
كم كانت فرحتي عظيمة !! فليس هناك أجمل من أن تقدم شيئا طيبا فيلقى حيزا ً
من التقدير والثناء .
قلدني منتداي الحبيب وسام الإبداع فأنساني الجهد والتعب .. ففي وقت الحصاد يذهبُ
النصبُ ويبقى الفرح .
الكل فرح بما قدم .. وبما جنى
قرأت كثيرا ً من ردود الأخوات ممن لم يشاركن في الحملة .. وكلهن يتمنين لو كنَّ
في الحملة فينلنَ ما نلناه نحن . والكل يقول إن شاء الله العام القادم سأكون معكم
لأعوض مافاتني .
رأيت أمامي فريقين :
فريق اجتهد فقدم وعمل فكان من الفائزين الفرحين .
وفريق لم يقدم شيئا فقرع السن ندما .
مشهد دنيوي مصغر لما يحدث يوم القيامة .
في ذلك اليوم الذي نراه بعيدا
لن يخرج الامر عن فريقين :
فريق في الجنة وفريق في السعير
السعداء والأشقياء
آخذ كتابه بيمينه وآخذ كتابه بشماله
فريق تبيض وجوههم وآخرون تسود وجوههم
فريق أول : رأى الدنيا معبرا ً وممرًا فاتخذها قنطرة إلى الآخرة . فقام يزرع فيها من
الصالحات , وجاءت الآخرة فحصد مازرع نعيما سرمديا .
وفريق جعل الدنيا همه فأسكنها قلبه ورتع فيها بلا حسيب ولا رقيب فجاء آخرته
ليحصد حسرة وندامة .
وهل من حسرة اكبر من حسرة زارع مفرط جاء وقت حصاده ؟؟؟
حسرة رهيبة تعتصر قلبه وتأكل فؤاده وهو يرى الزراع يعودون بالخير الوفير والفرحة
العامرة .. بينما هو يؤوب بالحسرة والندامة .
يوم يقول المفرط : يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا ً عظيما .
ويقول الفائز : الحمد لله الذي جعلني معهم فقد فزت فوزا ً عظيما .
أن ندما في الحياة الدنيا على خير فات يجعلك تسعى للتعويض في سنة قادمة او أعمال مقبلة .
أما ندم يوم القيامة فهو ندم لا يحول ولايزول .
صيحات النادمين تتعالى : ربنا أخرجنا نعمل صالحا ً غير الذي كنا نعمل .
نادمون ………………. ولااااااااااااااااااااااات حين مندم .
فطوبى لمن قال يوم القيامة : هاؤم اقرؤوا كتابيه إني ظننت أني ملاق حسابية
فهو في عيشة راضية في جنة عالية .
طوبى لمن جمع الهموم في هم الآخرة فتعب في دنيا فانية لينعم في آخرة باقية .
وحسرة وألف حسرة لمن آثر الحياة الدنيا .. فإذا جاءت الآخرة قال : رب ارجعون
لعلي أعمل صالحا فيما تركت ..
هيهات ياصاح لقد فاتك قطار العمل .. فاليوم حساب ولا عمل .
إذا أنتَ لم تزرع وألفَيْت َ حاصدا ً :::::::::::: ندمتَ على التفريط في وقت البذر