التصنيفات
روضة السعداء

أتقلب يمينا و يسارا ، احاول ان أفكر فى اشياء جميلة
لعل و عسى ياتى لى النوم
و لكن من دون جدوى ، فابحث على المذياع لأستمع اليه الى ان يأذن صلاة الفجر
هذه حالتى لما كنت أدرس فى الثانوى
اعانى و أعانى من الأرق الشديد

قالوا لى ربما لما تغيرى البلاد و تسافرى تتخلصى من الارق
لكن اصبحت أتمنى النوم ليلا و لو ربع ساعه
و اصبحت لديا حالة اخرى بجانب الارق ، النهم الشديد ليلا
نصحتنى أمى الله يحفظها ، بتشغيل القران ليلا حتى اشعر بالاطمئنان و انام
و لكن لم ينفع شئ
فانا اعانى من حالة اكتئاب شديده ، و لا يتطرق الى قلبى قطرة سعاده
و اصبحت حزينه جدا و اتمنى من الله ان يدلنى الى طريق السعاده
فكانت الانطلاقة من صلاة التهجد فى شهر رمضان المعظم
لاول مرة اقضي كامل الليل فى صلاة التهجد
قال الله تعالى:{ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} [السجدة:16]

و بدات معه رحلتى فى اكتشاف طريق السعاده

قال صلى الله عليه وسلم

(عليكم بقيام الليل فانه دأب الصالحين قبلكم ومقربة لكم الى ربكم ومكفرة للسيئات ومنهاه عن الاثم ومطردة للداء من الجسد) رواه الترمذى

و اصبحت لياليا بعد شهر رمضان المبارك ، كلها قيام لله
و بدات اخرج من دائرة الاكتئاب
و اشعر صباحا بفرحه فى القلب و قلة تعب
و كل ما ازيد فى ركعات الليل ، يزيد عندى انشراح الصدر
و كل ما ازيد فى التركيز فى الخشوع و الخضوع ، يزيد قربى من طريق السعاده
الى ان رجعت تدريجيا لحالتى الطبيعيه بعد سنوات
فالحمد الله ليلا و نهارا

و تيقنت ان سر سعادتى تكمن فى صلاة التهجد

افليس شرف المؤمن قيام الليل؟
قال النبي صلى الله عليه و سلم
: { أتاني جبريل فقال: يا محمد، عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل، وعزه استغناؤه عن الناس }
[رواه الحاكم والبيهقي وحسنه المنذري والألباني].

فمع هدوء الليل و سكونه تصفى الانفس ،
و يزداد القرب الى الله
فاشعر و كاننى لوحدى فى هذا الكون مع رب العباد
مما يزيد من بهجتى و سعادتى
و انا اقرا فى صلاتى
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ} [الزمر:9]
ليزداد بكائي
بكاء يجمع بين الخشية من الله و السعاده فى قرب الله

كيف لا يملك قلبى السعاده و انا ارتل كلام الله
{كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } [الذاريات:18،17]

ادعو الله ان يجعلنا ممن يقيمون الليل

كيف لا أملك السعاده
و النبي صلى الله عليه و سلم
قال : { أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل } [رواه مسلم].

و سبحانه قال: { وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً } [الإسراء: 79].

فبها تكفر السيئات .. وبها تقضى الحاجات .. وبها يُستجاب الدعاء..
ويزول المرض والداء.. وترفع الدرجات في دار الجزاء..
نافلة لا يلازمها إلا الساعون لمملكة السعاده، فهي دأبهم و ملاذهم ..

فمن منا زاهد فى نيل سعادته و قربه من الله ؟
فمن منا مُستغن على سهام السعاده التى يقذفها الله فى قلوبنا ؟
و من منا لا يدفع ما يملك بحثا على السعاده ؟ و هى بقربه

فعن عمرو بن عبسة رضي الله عنه أنَّه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر، فإن استطعت أن تكون ممَّن يذكر الله في تلك الليلة فكن" (رواه الترمذي وصححه).

فدعائنا دائما يحتوى على ان يرزقنا الله السعاده فى الدارين
عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: قيل: يا رسول الله، أي الدعاء أسمع؟ قال: "جوف الليل الآخر، ودبر الصلوات المكتوبات" (رواه الترمذي وحسَّنه).

وقربه تبارك وتعالى من عبده الذاكر في جوف الليل هوسعادة العبد كلها.
وقد اخبرنا الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ..

ان

المولى تعالى يضحك لقائم الليل .. ويستبشر به رضا وفرحا ..
بقيامه له في الظلام .. والناس نيام

عن ابن مسعود رضي الله عنه قال :

" الا ان الله يضحك لرجلين : رجل قام في ليلة باردة من فراشه

ولحافه ودثاره.. قتوضأ ثم قام الى الصلاة
.. فيقول الله عزوجل لملائكته : ما حمل عبدي هذا على ما صنع ؟
فيقولون : ربنا رجاء ما عندك .. وشفقة مما عندك .. فيقول : فاني قد اعطيته ما رجا ..وامنته مما يخاف "

الله أكبر ـ الله أكبر
هذه السعادة التى لا تفنى ، هذه السعاده الحقيقية
هذا ما ابحث عليه ، هذا ما أسعى اليه
هذا هو الطريق الذى سيأخذنى الى مملكه السعيده

قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ رضي الله عنه:

« ألا أدلك على أبواب الخير؟ الصوم جنة،والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار وصلاة الرجل من جوف الليل
ثم تلا: { تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } السجدة: 16-17 »
رواه الترمذي بسند صحيح.

نسال الله ان يتوفانا قائمات، متهجدات و السعاده فى قرب الله تملئ قلوبنا
كانت هنا

Samya

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.