التصنيفات
روضة السعداء

حبيباتي في الله
كم من مرة نوينا ان نبدأ في الانتظام في صلاة السنة او قيام الليل
ثم فترنا بعد مدة بسيطة
كم مرة نويت صيام الاثنين والخميس او البدء في حفظ القرءان او ختم تلاوته
فلم تستمري الا ايام قليلة
كم من واحدة منا دخلت الى رمضان بهمة عالية وحماس كبير
واتتها الحيض في منتصف ايامه فغفلت وكسلت وبعد طهرها لم تعد كما كانت؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

كلنا يصيبنا الحماس احيانا والفتور احيانا اخرى
ولكن علينا التمسك بهمتنا العالية لاطول فترة
والا ندع الفتور والغفلة يأخذنا بعيدا عن اهدافنا

فحين نضع جدول مثلا او ننوي البدء بعمل صالح يصيبنا الحماس اول لحظة ثم التكاسل واستصعاب الامر والركون الى الدعة والراحة
وليس هذا في امور الدين فقط بل في كل الامور النافعة
بعكس الامور المباحة او السيئة تجدي شياطين الانس والجن يزينوها لك ويحببوها اليك
ويزللون لك العقبات لفعلها

والهمة غالياتي هي باعثك على البدء باي فعل
قال احد الصالحين:همتك فاحفظها، فإن الهمة مقدمة الأشياء، فمن صلحت له همته وصدق فيها، صلح له ما وراء ذلك من الأعمال

فعلام نويت وعزمت
وفيم كانت همتك
هل كانت همتك العالية للذهاب الى مصيف او منتجع فبذلت كل الاسباب لذلك بحماس وجلد؟
ام كانت همتك حفظ سورة فانهيت حفظها باتقان وصبر واستمتاع؟

قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):"إن لكل عمل شرة و لكل شرة فترة فمن كان فترته إلى سنتي فقد اهتدى و من كانت إلى غير ذلك فقد هلك "
صححه الالباني في صحيح الجامع

والشرة هي الحماس في بداية العمل
والفترة وهي الفتور والتكاسل بعد فترة من الانتظام في العمل
ونأخذ مثال على ذلك
فاذا نويت مثلا صيام يوم في سبيل الله في بداية اليوم نشاط وسعادة بالعمل الصالح
في وسط اليوم يبدا الجوع والعطش والصداع والملل وهذا هو الفتور
فلتكن فترتك الى سنة النبي فاجلسي اقرأي الاذكار وبعض القرءان وبعذ الاحاديث عن فضل الصيام وثواب صيام يوم في سبيل الله
وهكذا تكون فترتك الى سنة النبي
فانظري ما ابلغه سيدي (صلى الله عليه وسلم ) في اقل من سطرين ذكر مشكلة الفتور وحلها وعالج سفول الهمة ومشاكلها

فكيف احافظ على الهمة العالية؟
واول السبل للهمة العالية هي النية الصادقة
فللنوي عمل صالح ونتق الله في نياتنا فانا محاسبون عليها
قال صلى الله عليه وسلم:" من همَّ بحسنة، فلم يعملها، كتبها الله عنده حسنة كاملة " رواه البخاري

فنيتك الصالحة مثابة عليها باذن الله ولو تعملي العمل

المهم الصدق

وقال صلى الله عليه وسلم: " من سأل الله الشهادة بصدقٍ، بلَّغه الله منازل الشهداء، وإن مات على فراشه " رواه مسلم
اللهم ارزقنا الشهادة في سبيلك

ثانيا
ان يقوي المسلم همته بالقراءة في فضل العمل من خلال كتاب الله وسنة نبيه
وقراءة وصف الجنة
فحينما نقارن بين وضعنا الحالي وان تيسرت كل السبل المادية
فربما بعض الصداع او الم في اصغر اصبع في القدم يعكر علينا صفو اموال الدنيا ومتعها
وبين حال الجنة ونعيمها ففيها ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر
فيها من المتع مالم نجربه ولا نعلمه
ليس فيها ملل ولا ضيق
ويكفينا في وصفها هذا الحديث
عن أبي سعيد الخُدْري رضي الله عنه و أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" إذا دَخلَ أهلُ الجَنةِ الجَنةَ ‏يُنَادِي مُنَادٍ إِنَّ لَكُمْ أَنْ تَحْيَوْا فَلا تَمُوتُوا أَبَدًا وَإِنَّ لَكُمْ أَنْ تَصِحُّوا فَلا ‏ ‏تَسْقَمُوا ‏ ‏أَبَدًا وَإِنَّ لَكُمْ أَنْ تَشِبُّوا فَلا ‏ ‏تَهْرَمُوا ‏ ‏أَبَدًا وَإِنَّ لَكُمْ أَنْ تَنْعَمُوا فَلا ‏ ‏تَبْأَسُوا ‏ ‏أَبَدًا " رواه مسلم
ليس لفاكهة الدنيا طعم امام لذة فاكهتها
واحلى ما فيها لذة النظر الى وجه الله الكريم
عَنْ صُهَيْبٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ:
تَلَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ الْآيَةَ
"لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ"سورة يونس
وَقَالَ:
"إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ نَادَى مُنَادٍ يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ إِنَّ لَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ مَوْعِدًا يُرِيدُ أَنْ يُنْجِزَكُمُوهُ فَيَقُولُونَ وَمَا هُوَ أَلَمْ يُثَقِّلْ اللَّهُ مَوَازِينَنَا وَيُبَيِّضْ وُجُوهَنَا وَيُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ وَيُنْجِنَا مِنْ النَّارِ؟"

قَالَ:

"فَيَكْشِفُ الْحِجَابَ فَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِ فَوَاللَّهِ مَا أَعَطَاهُمْ اللَّهُ شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنْ النَّظَرِ يَعْنِي إِلَيْهِ وَلَا أَقَرَّ لِأَعْيُنِهِمْ" صححه الالباني في الظلال
ولذه الشرب من يدي سيد الخلق محمد (صلى الله عليه وسلم)
والرائحة العطرة والجواري الحسان
فتهون على النفس التعب وتصتصغر عبادتك وتعلو همتك الى المعالي
وتكره سفائف الامور والمتع الزائلة الجالبة الى غضب الله

ثالثا
الصحبة الصالحة
تلك الصحبة التي اذا جلست فيها ذكرت بالموت واحيت قلبك وشجعتك على العبادات وساعدتك على التنافس في الطاعة
(وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ) سورة المطففين
ووبختك على التقصير
الصحبة الصالحة مرآتك لتري عيوب نفسك وتقصيرها
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (مثل الجليس الصالح والجليس السوء كمثل صاحب المسك وكير الحداد لا يعدمك من صاحب المسك إما تشتريه أو تجد ريحه وكير الحداد يحرق بدنك أو ثوبك أو تجد منه ريحا خبيثة) رواه البخاري.
فمن اي الاصناف صحبتك
هل هم من اصحاب الهمة العلية ام من اصحاب الهمة الدنية

رابعا
الدعاء فالله سبحانه وتعالى بيده القلوب
وهو القادر على اعانتنا على المداومة في العمل والصبر عليه فادعو الله دائما ان يعلي عزيمتنا وهمتنا في الخير
عن معاذٍ رضى الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أخذ بيده وقال: يا معاذ، والله، إني لأحبك، ثم أوصيكَ يا معاذ لا تدَعَنَّ في دبر كل صلاةٍ تقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك، وحسن عبادتك. صحيح ابو داوود

خامسا
المجاهدة
فمجاهدة النفس هي الوسيلة المعينة لحمايتها من التثبيط والتسويف والتكاسل
قال الله تعالى: {والذينَ جاهَدوا فينا لنَهديَنَّهم سُبُلَنا} [العنكبوت: 69]
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المجاهدُ مَنْ جاهد نفسَهُ في الله" صحيح الترمذي
(وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً) سورة الكهف

سادسا
القراءة في سير الصالحين وهمتهم العالية وحرصهم على الاعمال الصالحة ومداومتهم عليها وتنافسهم وصبرهم على العبادات
فاذا قرأتها سالت نفسك عن مكانك بين هؤلاء
والعجيب اننا نامن على انفسنا من الحساب برغم ان اعمالنا ستوزن بنفس الميزان
فالمقارنة وحدها كفيلة للحث على العمل
تعاللوا معنا نقرأ من سيرهم ونرى مداومتهم الرائعة على الاعمال

الإمام شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ كان يجلس بعد صلاة الفجر إلى طلوع الشمس ، فسُئل عن ذلك لا يتركها أبداً ؟ فقال : هذه غَدْوتي لو تركتها لخارت قواي .
فما هو العمل الصالح الذي استمررت عليه سنة او سنتين؟
– يقول أحد السلف : صليت أربعين سنة والله ما صليت خلف ظهر إنسان قط إلا الإمام .

قال محمد بن علي السلميّ : قمت ليلة سحراً لآخذ النوبة على ابن الأخرم [ أي : لآخذ دوري عليه في قراءة القرآن ] ، فوجدت قد سبقني ثلاثون قارئاً ، ولم تدركني النوبة إلى العصر .
فاعجب أخي من همة هذا الطالب ، واعجب كذلك من همة زملائه في الطلب ، وليكن أكثر عجبك من هذا الشيخ وتجرده وجلده على التعليم .
فكم من مرة صبرت ساعة ليعلمك معلمك سورة من القرءان

قال الشافعي : حفظت القرآن وأنا ابن سبع سنين ، وحفظت الموطأ وأنا ابن عشر سنين

وهذا معاذ بن جبل قال وهو يموت : " اللهم إنك تعلم أني لم أكن أحب البقاء في الدنيا ولا طول المكث فيها لجري الأنهار ولا لغرس الأشجار ولكن كنت أحب البقاء فيها لمكابدة الليل الطويل وظمأ الهواجر في الحر الشديد , ولمزاحمة العلماء في حلق الذكر . "

وهذا عمر بن عبد العزيز رحمه الله : قالوا له : ألا تتفرغ لنا ؟ قال : وأين الفراغ , ذهب الفراغ ولا فراغ ولا مستراح إلا تحت شجرة طوبى ( يعني في الجنة )

وهذا أحمد بن حنبل : " كانت أمه تشفق عليه من طول السهر في مدارسة العلم , وتقول له : متى تستريح ؟ فيقول : عندما أضع قدمي في الجنة أما الآن فمع المحبرة حتى المقبرة
ربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه .. غلام صغير من الأصحاب .. لكن همته كانت فوق السحاب .. كان يأتي إلى النبي عليه السلام .. وهو غلام .. فيُقرِّب له وَضوءه وحاجته .. فأراد النبي عليه الصلاة والسلام أن يكافئه يوماً .. فقال له : سلني يا ربيعة ..
فسكت ربيعة قليلاً .. ثم قال : أسألك مرافقتك في الجنة .. فقال صلى الله عليه وسلم : أوَ غير ذلك ؟ قال : هو ذاك .. فقال عليه السلام : فأعِنِّي على نفسك بكثرة السجود .. رواه مسلم ..
فكان ربيعة على صِغَر سنه لا يُرى إلا مصلياً أو ساجداً .. لم يُفوِّت من عمره ساعة .. ولم يُفقَد في صلاة جماعة ..

• قال الإمام النووي عن محمد بن عبدالله الأودي : متفق على إمامته وورعه وعبادته ، قال لابنته حين بكت عند حضور موته : لا تبكي ، فقد ختمت القرآن في هذا البيت أربعة آلاف ختمة.

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.