التصنيفات
فيض القلم

وأحزانه المُثقلة! – رائعة

وأحزانه المُثقلة!
رجاء محمد الجاهوش


– مَن لمْ أكنْ حُلْمه المُرتَجَى في سنِّ الصِّبَا لنْ أقبلَ به زوجًا بعدَ أنْ خاض تجربةً فاشلةً، فأدركَ ـ مُتأخِّرًا ـ أنَّ جمال الرّوح هو الجمال الحقيقيّ، وأنَّ جَذوَة الانبهار بجمال الجسد يَخبو بريقها رويدًا رويدًا، وأنَّ ذات الدِّين والخُلُق هي ـ فقط ـ مَن تُسعد قلب زوجها، وتُعينه على نوائب الحقِّ، وترعَى أسرتها بماء عينها، وتحفظ الوُدَّ في العُسر واليُسر!
لستُ مسؤولةً عن سوء اختيارك ـ يا سيِّدي ـ وتأبَى نفسي أنْ أكونَ مُجَرَّد عِوَض!

دون تردّد أجابته، أمَّا هو فقد تأرجَحَتْ الكلمات على شفتيه بين الرَّغبة والتَّردّد!

يَرغب في صَفعِها بحروفه القاسية، ولا يريد ـ في ذات الوقت ـ أنْ يتسبَّب لها في جُرْحٍ جَديد، إلَّا أنَّ رغبته غَلَبَتْ تردّده، فقالَ:

– ليسَ سوَى كبرياء عانِس، ونَرْجِسيَّة مُـ ـ ـ ــ!

– قُلْها لا تخشَ شيئًا: مُشوّهة، مُعاقة، مُعقّدة.. أيكفي؟ أم أبحث لك عن مُفردات أخرَى!

لا شيء يَعيبني، وليتكَ تُخبرني: كيف للمَرء أنْ يدفعَ أقدار الله عنه!

تجاهلَ سؤالها، وقالَ بتهكُّم: كمْ أنتِ مسكينة! المدينة تعجّ بالنِّساء!

ابتسمَتْ قائلةً: رجل شرقيّ.. لا فائدة!

ثُـمَّ تَـوَلَّـتْ!

تاركةً إيّاه تائهًا في صحراء ندمه، وحيرته، وأحزانه المُثقلَة!


لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.