هذا المقال ملخص لمحاضرة الثقـة فى الله من سلسلة حتى يغيروا ما بأنفسهم للأستاذ/ عمرو خالد الذي ألقاها على الفضائيات يوم الثلاثاء الموافق 26/3/2017 وهو منقول عن موقع www.amrkhaled.net
وهذا هو نص المقال:
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين نحمدك ربى ونستهديك ونستغفرك ونعوذ بك من شرور أنفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له ونصلى ونسلم على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه و سلم
بعد ان تضرعنا جميعا ونتضرع كل يوم …. هل تصورتم ان هذا السيل من المطر الذى ينزل على البلاد العربية فى غير موعد صدفة .. والعواصف الترابية وأخطاء الميكنة الحربية فتضرب الأسلحة بعضها بعضا ….. لقد دعونا والمولى سبحانه و تعالى اراد ان يجبرخاطرنا بعطاء من عنده يخفف عنا ولو قليلا . اذن يجب ان نثق فى الله وهذا هو ما سنغيره فى انفسنا من الآن ان نثق فى الله ثقة بلا حدود.. ثقة يقينية …. ثقة عالية جدا .. وألا نربطها بالنتائج بمعنى اذا اعطانا الله نثق فيه سبحانه .. لا ..لا … الثقة واليقين بالله لا علاقة لها بالنتائج … نثق فى الله لأنه الله القادر المقتدر … الكون كله بيمينه بين الكاف والنون …
المؤمن حين تظلم الدنيا ويبدو للناظر انه لم يعد هناك امل تزداد ثقته بالله …. ويقول لبيك وسعديك الخير كله بيديك والشر ليس اليك ..
يا ترى مازالت ثقتنا مرتبطة بالنتائج ؟ هل لو اتغيرت النتائج ا تتغير ثقتنا فى الله ؟ يا جماعة ثقتنا فى الله فيها مشكلة … فيها هزة يجب ان نتخلص من هذه الهزة ..ومن اجل قانون حتى يغيروا ما بأنفسهم…. نستغفر الله العظيم منذ لك ولكن هناك مشكلة اصبحت الثقة بالأسباب والنتائج اكثر … يجب ان يتغير هذا فالله سبحانه هو رب الأسباب وهو سبحانه لم يتركنا بل يعلمنا الثقة فيه عن طريق بعض المواقف التى تتغير فيها نواميس الكون … الكون فيه نواميس وقوانين ثابتة لكن فى مواقف معينة يغير رب العزة القانون حتى يعلمنا الثقة فى ذاته سيدنا ابراهيم القاه المشركون فى النار فماذا حدث اتته النجاة من قلب التهلكة . وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأسفلين … كان من الممكن ألا يمكنهم منه وينقذه أصلا من السقوط فى النار لكن لأ هذا درس فى الثقة بالله .. من ذا يستطيع ان يخاطب النار ويغير من وظيفتها .. قلنا يا نار كونى بردا و سلاما على ابراهيم
نموذج آخر لخرق القوانين :
تخرج النبوة من قلب الكفر : سيدنا موسى تربى فى بيت فررعون الذى يقول للناس انا ربكم العلى حين يصيب الناس العطش وترفع ايديها الى السماء طالبة السقيا من الطبيعى ان ينزل المطر منهمرا ولكن هذه حالة خرق الله لنا فيها النواميس ليعلمنا ان نثق فيه وفيه سبحانه فقط : واذا استسقى موسى لقومه فقلنا اضرب بعصاك الحجر – يضرب الحجر بالعصا المفروض ان تنكسر العصا ولكن ربنا احدث امرا آخر : فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا قد علم كل اناس مشربهم … انظر كمية الماء ووصفها بأنها انفجرت سبعين الف شخص مع سيدنا موسى شربوا من الحجر.
تعالوا نغرس الثقة بالله فى نفوسنا .. تعالوا نزرعها بشدة حتى لا تقتلعها اى مشاكل ..الرسول كان بيعلمها للعباس وهو غلام : قال صلى الله عليه وسلم للعباس : واعلم ان الأمة لو اجتمعت على ان يضروك يضروك بشئ لم يضروك إلا بشئ قد كتبه الله عليك واعلم انها لو اجتمعت على ان ينفعوك بشئ لم ينفعوك إلا بشئ قد كتبه الله لك.. الله سبحانه يريد ان يعلمنا الثقة فيأتى باشياء مختلفة : يحيى الميت بالميت واذ قتلتم نفسا فإدارئتم فيها و الله مخرج ما كنتم تكتمون فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحيى الله الموتى و يريكم اياته لعلكم تتقون … قصة البقرة التى نعرفها بنو اسرائيل عندهم قتيل ولا يعرفون قاتله فأمرهم الله ان يضربوه بجزء من البقرة المذبوحة.ربنا يغير اصل الأشياء لنعلم ونثق انه يملك الشياء ..
الأصل فى السكين الذبح و لكنها لم تذبح اسماعيل .. الأصل فى النار الحرق ولكنها لم تحرق ابراهيم الأصل .. امر الله الحوت ان يبتلع يونس … يجب ان نثق فى الله ونثق انه قادر على كل شئ … احيانا يرسل الله النصر على يد الأعداء من حيث لا نتصور يأتينا النصر .. هل تعرفون لماذا اسلم اهل المدينة .. كان اليهود المقيمين معهم وهم أهل كتاب يهددوهم بهذا النبى الذى سيظهر وانهم سيبيدهم معهم ابادة قوم عاد وإرم … فلما ظهر النبى ولكن من العرب لم تتبعه اليهود تكبرا ولكن عرب المدينة دخلوا جميعا فى الإسلام لأنهم كانوا مهيئين نفسيا لهذا الظهور وهذا الإتباع ..
قال لى شاب كلمة اعجبتنى جدا قال : انهم بقتل اخواننا يحيون فينا ديننا …
هل مازالت الثقة فى الله مهزوزة ؟؟ اسمعوا معى هذه الآيات :
{وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ}…سورة المدثر… آية 31
{وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِين}….سورة الأنعام… آية 59
تصوروا حبة الرمل فى الصحراء الواسعة إذا تحركت اى حركة يعلمها الله سبحانه وتعالى والورقة التى تسقط من أى شجرة يتابع سقوطها و يعلم الى اين تستقر … شئ غريب وكبير .. هل تخيلتم كيف يمسك الله الكون كله بإرادته وعلمه
واليكم هذه الآية : {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون}…سورة الزمر…. آية 42
ومن هنا كان دعاء الإستيقاظ الذى علمه لنا النبى : الحمدلله الذى احيانا بعد ما اماتنا واليه النشور…
وآية أخرى :{ يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاء كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِين}…سورة الأنبياء…آية 104
وهذه الاية : {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُون}…سورة الزمر…آية 67
اتشعرون … اتشعرون بعظمة مالك الملك سبحانه وتعالى …
بسم الله الرحمن الرحيم : {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}…سورة آل عمران…آية 26
من يملكنا؟؟؟؟ الله .. من يملك كل ما حولنا وبالتالى لا يعجزه شئ و لا يخفى عليه شئ .. الله .. لو عندك هذا اليقين تتغير حولك اشياء كثيرة
وسنعطى مثالين لأصحاب الثقة الكبيرة واليقين الذى لا يتزعزع :
رسول الله صلى الله عليه وسلم مع سيدنا ابو بكر فى الغار لو مد احد الكفار يده بالسيف ولو عفوا سيقتل ابا بكر .. لو نظر تحت قدميه لرآهما .. فماذا يكون رد رسول الله : مارأيك بإثنين الله ثالثهما : بسم الله الرحمن الرحيم :{ إِذْْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}…سورة التوبة…آية 40
هذه ثقة حقيقة
مثال آخر كبير وعظيم جدا … سيدنا موسى يهرب من فرعون و جنوده و فجأة يجد امامه بحر عريض كبير ويلتفت فإذا بجيش فرعون يكاد يلحق به ويقضى عليه تقتيلا هو ومن معه … طبعاً بنو اسرائيل قالوها بالمنطق : انا لمدركون …. ما العمل البحر امامهم والعدو ورائهم ولكن صاحب العزم من الرسل قالها بكل بساطة ,, بساطة من يعرف قدر إلهه الذى اتبعه ويعلم انه الحق قال كلا ان معى ربى سيهدين … لم يفكر سيدنا موسى فى كيفية النجاة ولكنه كان واثق منها ….
سيدنا نوح اخبره الله انه لن يؤمن إلا من قد آمن وأمره بصنع الفلك … تصوروا رجلا يصنع سفينة فالصحراء …يزرع شجراً وينتظر نموه ثم يكسر منه خشب المركب …. فى الصحراء … اهذه هى وسيلة النجاة … نعم
ان صحراء نوح هى صحراء الواقع الذى نعيشه الآن فهل نصنع سفينة ثقة و يقين كالتى صنعها نوح لننجو؟ انها املنا فى الإنقاذ الثقة بالله وبقدرته وسيطرته وقيوميته على كل الأسباب والمسببات …. اللهم امنحنا يقينا يعمر قلوبنا ويقوينا على ضعف نفوسنا