اليكم قصتي الصغيرة ………..
بحر أزرق، برتقالي، أبيض.. يتماوج أمام قرية صغيرة تتمطّى على الشاطئ ببيوتها المبنية من القش والقرميد.
سكان القرية يفتقرون إلى العصرنة، لكنهم نشيطون، دائبو الحركة.. وهم غادون عائدون.. يعملون ويغطسون في الماء (فتتقمّر) أجسامهم، وتتملّح قلوبهم.
حين تشرق شمسهم، يحتسون القهوة، وعند غروبها عنهم، يهجعون. فيما بين شروق وغروب يرمون شباكهم القنّبية… ويصطادون أسماك البحر فيقلون ويأكلون.
في ليلهم وظلامهم.. حين يغيب القمر عن قريتهم.. يشعلون النار في عيدان القصب وأغصان الشجر.. ويقرعون الطبول.. يغنون ويرقصون، ثم يهجعون.
……….
صياد شاب منهم.. تمرّد على عاداتهم.. اشترى مصيدة حديثة تعمل على (الكمبيوتر) وبملء فرحه وغروره، راح يصطاد سمكة كبيرة بحجم حوت، ليتباهى بها أمام أقرانه محدودي الذكاء.. لكن السمكة الحوت.. سحبت الصياد الشاب من الشاطئ.. وقذفت به إلى عمق البحر.
وهناك قرَّرت أن تقيم حفلاً.. ثبتت جسده بالصخور.. وزيّنت الوليمة بأشجار المرجان، وصدفات اللؤلؤ، ودعت ثلّة من السمكات الملوّنات والمخططات، على وليمة الإنسان.
وفي الموعد الذي حدّده الحوت.. تواردت السمكات بزينتهن، وسبحت حول الوليمة وراحت تتذوّق بمتعة بالغة جسده المقمّر، وقلبه المملّح.
فيمَ أهل القرية.. كانوا ينظرون.. ويتعجّبون.
مع احلى التحيااااااااااااااات ………….