
سَنَاءَ فَتَاة تَسْكُنُ هَذَا الْحَيُّ الْقَدِيْمِ،كُلُّ يَوْمِ صَبَاحا تُحَمِّلَ كَتَبَهَا وَدَفَاتِرِهَا وَتَمْضِيَ فِيْ زِقَاقٍ الْحَيُّ الَىَّ الْمَدْرَسَةِ…
وَفِيْ يَوْمِ بَعْدَ الْانْتِهَاءِ الْيَوْمَ الْدِّرَاسِيُّ؛وَسَنَاءُ ذَاهِبَةٌ الَىَّ مُنَزِّلُهَا رَأَتْ مِنَ بَعِيْدٍ شَابٌّ يَنْظُرُ لَهَا وَيَبْتَسِمُ وَيَحْمِلُ فِيْ يَدِهِ وَرْدَةً،وَظَلَّتْ تَمْضِيَ فِيْ طَرِيْقِهَا حَتَّىَ اعْتَرَضَ طَرِيْقِهَا وَقُدِّمَ لَهَا الْوَرْدَةِ،وَلَكِنَّهَا لَمْ تُعِرْهُ اهْتِمَامِهَا وَأُكْمِلَتْ طَرِيْقَهَا الَىَّ الْمَنْزِلِ.
وَفِيْ يَوْمِ بَعْدَ الْانْتِهَاءِ الْيَوْمَ الْدِّرَاسِيُّ؛وَسَنَاءُ ذَاهِبَةٌ الَىَّ مُنَزِّلُهَا رَأَتْ مِنَ بَعِيْدٍ شَابٌّ يَنْظُرُ لَهَا وَيَبْتَسِمُ وَيَحْمِلُ فِيْ يَدِهِ وَرْدَةً،وَظَلَّتْ تَمْضِيَ فِيْ طَرِيْقِهَا حَتَّىَ اعْتَرَضَ طَرِيْقِهَا وَقُدِّمَ لَهَا الْوَرْدَةِ،وَلَكِنَّهَا لَمْ تُعِرْهُ اهْتِمَامِهَا وَأُكْمِلَتْ طَرِيْقَهَا الَىَّ الْمَنْزِلِ.

وَفِيْ الْيَوْمِ الْتَّالِيَ..كَانَ يَنْتَظِرُهَا فِيْ نَفْسِ الْمَكَانِ وَكَانَ يَحْمِلُ وَرْدَةً أَيْضا،
فَقَالَتْ سَنَاءَ فِيْ نَفْسِهَا:يَبْدُوَ أَنَّهُ لَّطِيْفِ سَآخُدّ الْوَرْدَةِ الْيَوْمَ.
وَمَضَتْ حَتَّىَ وَصَلَتْ الَيْهِ وَمَدَّ لَهَا الْوَرْدَةِ وَأَخَذْتُهَا وَهِيَ تَبْتَسِمُ دُوْنَ أَنْ تَتَكَلَّمَ ،وَمَضَتْ وَهِيَ تَشْتُمُ رَائِحَةُ الْوَرْدَةِ الْزَّكِيَّةِ.
فَقَالَتْ سَنَاءَ فِيْ نَفْسِهَا:يَبْدُوَ أَنَّهُ لَّطِيْفِ سَآخُدّ الْوَرْدَةِ الْيَوْمَ.
وَمَضَتْ حَتَّىَ وَصَلَتْ الَيْهِ وَمَدَّ لَهَا الْوَرْدَةِ وَأَخَذْتُهَا وَهِيَ تَبْتَسِمُ دُوْنَ أَنْ تَتَكَلَّمَ ،وَمَضَتْ وَهِيَ تَشْتُمُ رَائِحَةُ الْوَرْدَةِ الْزَّكِيَّةِ.

وَحُصِّلَ فِيْ هَذَا الْيَوْمِ مَا حَصَلَ فِيْ الْيَوْمِ الَّذِيْ سَبَقَهُ؛وَلَكِنَّهَا فِيْ هَذَا الْيَوْمِ تَحَدَّثْتُ إِلَيْهِ ،وَأَحَسَّتْ بِأَنَّهَا مُغْرَمَةُ بِهِ وَفِيْ وَرَدَاتِهَ ،وَأَخَذَتِ مِنْهُ الْوَرْدَةِ وَمَضَتْ وَهِيَ تَتَلَوَّى مِنْ الْفَرَحِ إِلَىَ بَيْتِهَا.
فِيْ الْبَيْتِ….. أَضَاعَتْ سَنَاءَ الْوَرْدَةِ ،وَأَصْبَحَتْ تَبْحَثُ عَنْهَا تَحْتَ الْكُتُبِ…فِيْ الْخِزَانَةِ ،أَصَابَتْهَا نَوْبَةٌ هِسْتِيْرِيَّةُ لِفُقْدَانِهَا لِتِلْكَ الْوَرْدَةِ
وَلَكِنَّهَا تَذَكَّرْتُ أَنَّهَا فُتِحَتْ الَّثَلَاجَةْ،فَذَهَبَتْ مُسْرِعَةٌ وَوَجَدْتُ الْوَرْدَةِ دَاخِلَ الَّثَلَاجَةْ..أَخَذَتْ تَشُمَّها وَهِيَ تَقْفِزُ مِنْ الْفَرَحِ.
وَلَكِنَّهَا تَذَكَّرْتُ أَنَّهَا فُتِحَتْ الَّثَلَاجَةْ،فَذَهَبَتْ مُسْرِعَةٌ وَوَجَدْتُ الْوَرْدَةِ دَاخِلَ الَّثَلَاجَةْ..أَخَذَتْ تَشُمَّها وَهِيَ تَقْفِزُ مِنْ الْفَرَحِ.

وَفِيْ الْيَوْمِ الْتَّالِيَ ،لَمْ تَسْتَيْقِظِ سَنَاءَ كَعَادَتِهَا الَىَّ الْمَدْرَسَةِ ،وَلَمْ تَصْحُوَ عَلَىَ نِدَاءً امَّهَا لَهَا ،فَظَنَّتْ أُمِّهَا أَنَّهَا مُتْعَبَةٌ وَتَرَكْتُهَا نَائِمَةٌ لِتَرْتَاحَ.
اسْتَيْقَظْتُ سَنَاءَ فِيْ الْسَّاعَةِ الْحَادِيَةَ عَشَرَ ،وَنَظَرْتُ الَىَّ الْسَّاعَةِ ، وَقَفَزَتْ مِنْ سَرِيْرِهَا مُسْرِعَةً ،وَلَبِسَتْ مَلَابِسِهَا ،وَخَرَجْتُ الَىَّ زُقَاقِ الْحَيُّ تَبْحَثُ عَنْ ذَلِكَ الْشَّابَّ.
وبُحِثَتْ عَنْهُ..لَكِنَّهَا لَمْ تَجِدْهُ ،وَفَجْأَةً ظَهَرَ لَهَا فِيْ الْزُّقَاقِ .. وَلَكِنَّهُ لَا يَحْمِلُ الْوَرْدَةِ.
فَتَقَدَّمَتْ وَقَالَتِ: أَنْتَ تَعْلَمُ أَنِّيْ أُحِبّ الْوَرْدْ.. فَأَيْنَ وَرْدِتي الْيَوْمَ؟
ضَحِكَ بِصَوْتٍ مُرْتَفِعٍ اسْتِهْزَائِيّ، وَقَالَ لَهَا وَهُوَ يَحْمِلُ كَيِّسَا:هَلْ هَذَا مَا تُرِيْدِيْنَهُ؟
قَالَتْ:مَا هَذَا.
قَالَ:هُهُهُهُهُ هَذَا كُوْكَايِيْنَ.
صَرَخَتْ سَنَاءَ:كُوْكَايِيْنَ.
شَتَمْتُهُ وَأُخْتُ بِالْتَّرَاجُعِ..
وَلَكِنَّ لِلْأَسَفْ فَاتَ الْأَوَانْ
…………
اسْتَيْقَظْتُ سَنَاءَ فِيْ الْسَّاعَةِ الْحَادِيَةَ عَشَرَ ،وَنَظَرْتُ الَىَّ الْسَّاعَةِ ، وَقَفَزَتْ مِنْ سَرِيْرِهَا مُسْرِعَةً ،وَلَبِسَتْ مَلَابِسِهَا ،وَخَرَجْتُ الَىَّ زُقَاقِ الْحَيُّ تَبْحَثُ عَنْ ذَلِكَ الْشَّابَّ.
وبُحِثَتْ عَنْهُ..لَكِنَّهَا لَمْ تَجِدْهُ ،وَفَجْأَةً ظَهَرَ لَهَا فِيْ الْزُّقَاقِ .. وَلَكِنَّهُ لَا يَحْمِلُ الْوَرْدَةِ.
فَتَقَدَّمَتْ وَقَالَتِ: أَنْتَ تَعْلَمُ أَنِّيْ أُحِبّ الْوَرْدْ.. فَأَيْنَ وَرْدِتي الْيَوْمَ؟
ضَحِكَ بِصَوْتٍ مُرْتَفِعٍ اسْتِهْزَائِيّ، وَقَالَ لَهَا وَهُوَ يَحْمِلُ كَيِّسَا:هَلْ هَذَا مَا تُرِيْدِيْنَهُ؟
قَالَتْ:مَا هَذَا.
قَالَ:هُهُهُهُهُ هَذَا كُوْكَايِيْنَ.
صَرَخَتْ سَنَاءَ:كُوْكَايِيْنَ.
شَتَمْتُهُ وَأُخْتُ بِالْتَّرَاجُعِ..
وَلَكِنَّ لِلْأَسَفْ فَاتَ الْأَوَانْ
…………
طَلَبْتَ مِنْهُ أَنْ يُعْطِيَهَا الْكَيِّسُ ، فَقَالَ لَهَا: أُرِيْدُ الْمُقَابِلِ.
فَأَخْرَجَتْ سَنَاءَ كُلِّ مَا تَمْلِكُ مِنْ مَالِ وَقُدِّمَتْ لَهُ.
لَكِنَّهُ نَظَرَ الَيْهَا نَظْرَةً خَبُثَ وَقَالَ:اذْهَبِيْ وَأْتِنِي بِالْمُقَابِلِ.
قَالَتْ : هَذَا كُلُّ مَا أَمْلِكُ.
قَالَ:هَذَا الْمُقَابِلِ.وَأَشَارَ بِإِصْبَعِهِ الَىَّ جَسَدِهَا وَطُلِبَ مِنْهَا أَنْ تَرْكَبَ الْسَّيَّارَةِ.
دَخَلْتُ سَنَاءَ الْسَّيَّارَةِ وَأَصْبَحْتُ فِيْ عَالَمِ غَامِضٌ ،وَقَاسَ لَا حُدُوُدْ لَهُ وَلَا يَرْحَمُ.
…….
فَأَخْرَجَتْ سَنَاءَ كُلِّ مَا تَمْلِكُ مِنْ مَالِ وَقُدِّمَتْ لَهُ.
لَكِنَّهُ نَظَرَ الَيْهَا نَظْرَةً خَبُثَ وَقَالَ:اذْهَبِيْ وَأْتِنِي بِالْمُقَابِلِ.
قَالَتْ : هَذَا كُلُّ مَا أَمْلِكُ.
قَالَ:هَذَا الْمُقَابِلِ.وَأَشَارَ بِإِصْبَعِهِ الَىَّ جَسَدِهَا وَطُلِبَ مِنْهَا أَنْ تَرْكَبَ الْسَّيَّارَةِ.
دَخَلْتُ سَنَاءَ الْسَّيَّارَةِ وَأَصْبَحْتُ فِيْ عَالَمِ غَامِضٌ ،وَقَاسَ لَا حُدُوُدْ لَهُ وَلَا يَرْحَمُ.
…….
