بِسْمِ الْلَّهِ الْرَّحْمَنِ الْرَّحِيْمِ
الْسَّلامِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ الْلَّهِ وَبَرَكَاتُهُ
تِلْكَ الْفَتَاةْ ذَاتِ أَخْلَاقِ عَالِيَةٍ ، وَأَدَبْ جَمَّ ، كَانَتْ تَرْتَادُ دَوْرَ الْقُرْآَنَ وَالْتَّحْفِيْظِ،
وَفَجْأَةً….. دُوْنَ سَابِقِ إِنْذَارِ …. تَغَيَّرَتْ .. أَصْبَحْتُ تُنْجُر وَرَاءَ عَاطِفَتَهَا ،
وَتَبْتَعِدُ عَنِ الْصَّوَابِ وَابْتَعَدَتْ أَيْضا عَنْ دَوْرِ الْقُرْآَنَ وَالْتَّحْفِيْظِ ….
هَلْ تَعْرِفُوْنَ مَا الْسَّبَبُ ؟!!
:
:
:
:
:
:
:
:
إِنَّهَا الصُّحْبَةِ الْسَّيِّئَةَ…..
نَعَمْ أُخَيَّتِيْ احْذِرِي مِنْ تِلْكَ الصُّحْبَةِ فَصُحَبَتكِ تُحَدِّدُ سُلُوْكِكَ ،
وَتَجْعَلُ حَيَاتِكَ إِمَّا سَعَادَةً ، أَوْ كَآَبَةُ .
وَقَدْ قَالَ رَسُوْلُ الْلَّهِ (صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) :"الْمَرْءِ عَلَىَ دِيَنِ خَلِيْلِهِ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ".
فَانْظُرِيْ مِنْ تُصَاحَبِيْنَ وَاسْأَلِّيْ نَفْسُكَ هَلْ هِيَ صُحْبَةٌ سَيِّئَةٌ أَمْ صَالِحَةً ؟؟! ،
وَابْتَعِدِيْ عَنْ رِفْقَةَ الْسُّوْءَ،وَابْقَ مَعَ الْصَّالِحَاتِ الْخَيْرَاتِ؛
تَكُوْنِيْ عَلَىَ الْطَّرِيْقِ الْمُسْتَقِيْمِ وَلْتَرْتَقِيْ بَاخَلاقِكِ.
وَفِيْ الْحَدِيْثِ الْمَوْقُوْفِ أَنْ عَلَيَّ رَضِيَ الْلَّهُ عَنْهُ سُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَىْ : " الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ سُوْرَةُ الزُّخْرُفِ آَيَةً 67 ، قَالَ : خَلِيْلَانِ مُؤْمِنَانِ , وَخَلِيْلَانِ كَافِرَانِ ، فَتُوُفِّيَ أَحَدُ الْمُؤْمِنِيْنَ فَبُشِّرَ بِالْجَنَّةِ ، فَذَكَرَ خَليّلَّهُ فَقَالَ : الْلَّهُمَّ خَلِيْلِيُّ فُلَانٌ كَانَ يَأْمُرُنِيْ بِطَاعَتِكَ وَطَاعَةِ رَسُوْلِكَ ، وَيَأْمُرُنِيْ بِالْخَيْرِ ، وَيَنْهَانِيَ عَنِ الْشَّرِّ ، ويُنْبِّئُنِيّ أَنِّيْ مُلَاقِيَكَ ، الْلَّهُمَّ فَلَا تُضِلَّهُ بَعْدِيَ , حَتَّىَ تُرِيَهُ , كَمَا أَرَيْتَنِيْ ، وَتَرْضَىَ عَنْهُ , كَمَا رَضِيتُ عَنِّيْ ، ثُمَّ يَمُوْتُ فَيَجْمَعُ الْلَّهُ بَيْنَ أَرَواحُهُما ، ثُمَّ لِيَقُلْ : لِيُثْنِ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمَا عَلَىَ صَاحِبِهِ ، فَيَقُوْلُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا لِصَاحِبِهِ : نِعْمَ الْأَخُ ، وَنِعْمَ الصَّاحِبُ ، وَنِعْمَ الْخَلِيلُ ، ثُمَّ يَمُوْتُ أَحَدُ الْكَافِرِيْنَ فَيُبَشَّرُ بِالْنَّارِ فَيَقُوْلُ : الْلَّهُمَّ إِنَّ خَلِيْلِيُّ كَانَ يَأْمُرُنِيْ بِمَعْصِيَتِكَ , وَمَعْصِيَةِ رَسُوْلِكَ ، وَيَأْمُرُنِيْ بِالْشَّرِّ ، وَيَنْهَانِيَ عَنِ الْخَيْرِ ، ويُنْبِّئُنِيّ أَنِّيْ غَيْرُ مُلّاقِيَكَ ، الْلَّهُمَّ , فَلَا تَهْدِهِ بَعْدِيَ , حَتَّىَ تُرِيَهُ , كَمَا أَرَيْتَنِيْ ، وتَسَخطّ عَلَيْهِ كَمَا سَخِطَ عَلِيَّ ، ثُمَّ يَمُوْتُ الْآَخَرُ فَيَجْمَعُ بَيْنَ أَرَواحُهُما ، ثُمَّ يَقُوْلُ : لِيُثْنِ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمَا عَلَىَ صَاحِبِهِ ، فَيَقُوْلُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا لِصَاحِبِهِ : بِئْسَ الْأَخُ ، وَبِئْسَ الصَّاحِبُ , وَبِئْسَ الْخَلِيْلُ ، ثُمَّ قَرَأَ الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِيْنَ سُوْرَةُ الزُّخْرُفِ آَيَةً 67 " .
وَأَنْتِ…. كُوْنِيْ نَعَمْ الصُّحْبَةِ وَالْأُخُوَّةِ وَانُصحّيّ تِلْكَ الْفَتَاةْ الْتِيْ تَعْرِفُ بِالْفَسَادِ ..
وَاتْبَعَيْ مَعَهَا اسْلُوبِ الْرِّفْقُ وَالَلِّيْنُ، وَأَوضَحيّ لَهَا سُوَءُ وَعَاقِبَةِ
الْطَّرِيْقِ الَّذِيْ هِيَ فِيْهِ.وَادْعِيْ الْلَّهُ بِأَنْ يُهْدِيْهَا وَيُرْشِدُهَا إِلَىَ الْطَّرِيْقِ الْصَّوَابُ.
وَأَخْتِمُ بِقَوْلِ الْرَّسُوْلِ ( صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) : « مَثَلُ الْجَلِيْسِ الْصَّالِحِ وَ الْجَلِيسُ الْسَّوْءِ كَمَثَلِ صَاحِبِ الْمِسْكِ، وَكِيْرِ الْحَدَّادِ، لَا يَعْدَمُكَ مِنْ صَاحِبِ الْمِسْكِ إِمَّا تَشْتَرِيْهِ، أَوْ تَجِدُ رِيْحَهُ، وَكِيْرُ الْحَدَّادِ يُحْرِقُ بَدَنَكَ أَوْ ثَوْبَكَ أَوْ تَجِدُ مِنْهُ رِيْحَا خَبِيْثَةً » . مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ،
أُخْتُكُنَّ وَمَحَبَتَكّنَ : عَظِيْمَةً بِأَخْلاقِيْ