>قال الطبيب: لا بدّ من ذلك والأمر لا يحتمل التأخير فاليوم قد تقطع الكف وغدا ربما تقطع الذراع وإذا تأخّرنا ربما اضطررنا أن نقطع اليد إلى المرفق ثم من الكتف, وكلما تأخّرنا أكثر تسرب السم إلى جسمه وربما مات.
>لم يجد الأب حيلة إلا أن يوقّع على إجراء العملية فقطعت كفي الطفل وبعد أن أفاق من أثر التخدير نظر وإذا يداه مقطوعتان فتطلّع إلى أبيه بنظرة متوسلة وصار يحلف أنه لن يكسر أو يتلف شيئا بعد اليوم شرط أن يعيد إليه يديه, لم يتحمل الأب الصدمة وضاقت به السُبُل فلم يجد وسيلة للخلاص والهروب إلا أن ينتحر, فرمى بنفسه من أعلى المستشفى وكان في ذلك نهايته
>
>
>
>فجاء الشاعر عدنان عبد القادر أبو المكارم ليصوغ قصته في قالب شعري حزين:
>
>كســـــر الغــلام زجــــــاج نافــذة الـــــــبنا … من غير قصــــــــد شـــأنه شـــــأن البشـر
>
>فأتــــــــاه والــده وفي يــده عصـــــــــــــــا … غـــضبان كـــالليث الجســــــــــــــور إذا زأر
>
>مســــــك الغـــــلامَ يدق أعظــــــم كفــــه … لــــم يبق شيئــــاً في عصــــــاه ولـــم يذر
>
>والطفـــــل يرقـص كالذبيـــــح ودمعــــــــــه … يجــــــري كجـــــري السيل أو دفق المطـر
>
>نام الغــــــــلام وفي الصبـــــاح أتت لـــــــه … الأم الـــرؤوم فأيقظـــــته على حــــــــــــذر
>
>وإذا بكفيـــــــه كغصـــــــــن أخضــــــــــــــر … صرخــــــــت فجــــــاء الزوج عــــاين فانبهـر
>
>وبلمحـــــــــــة نحــــو الطـــبيب سعى بـه … والقــــلب يرجــــف والفـــؤاد قـــد انفطـــــر
>
>قــــال الطــــبيب وفي يديــــه وريقــــــــــة … عجّــــــــلْ ووقّـــــعْ هـــاهـنا وخــــــذ العبر
>
>كف الغــــــــــــلام تســـممت إذ بالعصـــــا …صــــدأ قــديم في جـــــوانبها انتشــــــــــر
>
>في الحــــــــــال تقطــــع كفــه من قبل أن … تســـــــــــري الســموم به ويزداد الخطـــر
>
>نادى الأب المسكـــــين واأسفــــــي على … ولــــدي ووقّـــــــــعَ باكـــــــــيا ثم استتـــر
>
>قطــــــــع الطبيب يديــــه ثم أتى بــــــــــه … نحـــــــو الأب المنهــــــار في كف القـــــدر
>
>قــــــــال الغــــــــــــلام أبي وحـــــق أمـي … لا لن أعــــــود فــــــــرُدََّ مـــــا مني انبتــــر
>
>شُـــــدِهَ الأب الجـــــاني وألقى نفســــــه … مــن سطـــح مستشفىً رفيــــعٍ فــانتحــر
>
التصنيفات