التصنيفات
نافذة اجتماعية

المحور الثالث من دورة توعية للمقبلات على الزواج $ الاعداد الثقافي للفتاة قبل الزواج -مجتمع

تقتصر اهتمامات الفتاة في بيت الأهل على مجموعة من الأشياء مثل
الدراسة العلمية ــ ممارسة الهوايات
المساعدة في أعمال المنزل و تعلم فنون الطهي
تبادل الزيارت مع الأهل و الصديقات أو حتى المهاتفات … و غيرها

لكن إلى اي مدى يكون الاهتمام بالجانب الثقافي و زيادة المعلومات ؟
فالدراسة في الكتب العلمية لا علاقة لها بالثقافة العامة
أو المعرفة و الإطلاع

لابد ان يكون للأهل اهتمام كبير بتوجيه الفتاة إلى ضرورة التثقف و زيادة رصيد المعلومات
و الحمد لله وسائل الاعلام و الثقافة قد تطورت بشكل كبير
فاصبح الاطلاع و الحصول على المعلومات هينا و يسرا
على أن يحسن المرء الاختيار ..

ففتاة غير مثقفة هي فتاة سطحية جوفاء
غير ملمة بما يدور من حولها من تطورات و لا تعي كثير من قوانين الحياة
التي تؤثر عليها و تتاثر بها
فتنتقل إلى بيت الزوجية صفحة بيضاء و تواجه الكثير من الصعوبات
التي يكون اساسها الجهل أو عدم الادراك

و من بين المواضيع المهمة التي يجب على كل فتاة مقبلة على الزواج الحرص على القراءة و الاطلاع حولها
هو موضوع الزواج نفسه

ما هو .. و ما الهدف منه ؟؟
ما هي حقوق الزوجة و ما هي حقوق الزوج ؟؟
كيف تبني اسرة على اساس سليم من الدين و القيم ؟؟
و غيرها من الجوانب الخاصة بالزواج

::

نحن هنا سوف نجيب باختصار شديد على بعض هذه الأسئلة
و على كل فتاة ان تبحث جيدا حول هذا الموضوع
و تقرأ في الكتب المبني حديثها على القرآن و السنة .. مثل كتاب ( تحفة العروس )
أو المواقع الموثوق فيها على شبكة الانترنت
و ذلك لكي تكتمل لديها الصورة و تصبح أكثر وعيا بموضوع الزواج

::

الزواج هو آية من آيات الله في كونه العظيم
قال تعالى : " {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } الروم21

وهو الميثاق الذي يجمع بين اثنين رجل و امرأة لتكوين اسرة جديدة
من أجل اعمار الأرض

و هو أيضا السبيل الحلال الوحيد لاشباع الغرائز و الشهوات ..
تلك الفطرة التي فطر الله عليها الانسان من الجنسين على حد سواء

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء. )

و بالزواج .. تتم المصاهرة و تزيد الرابطة الاجتماعية بين الناس

::

الزواج ليس عرسا و حفلا تصرف عليه الأموال الطائلة
انما هو مؤسسة تقوم بين شريكين هما الزوجان على المودة و الرحمة
يقدم من خلاله كل طرف للطرف الآخر ما يحتاجة .. فالزوجة تدبر شؤون البيت
و تهيء بداخله أسباب المعيشة الهادئة
و الزوج يفوم على توفير احتياجاتها بالسعي و الكسب الحلال

و لكي يكون الزواج ناجحا مستقرا بإذن الله
لابد أن يتعرف الزوجين على حقوق كل منهما و الواجبات المطالبين بها

و هنا سوف نستعرض سويا بعض من حقوق الزوج على زوجته
و في محور آخر سوف يكون لنا حديث عن حقوق الزوجة ..إن شاء الله

فمن عرف حقوقه و سعى إليها .. عز نفسه و صان كرامته
و من عرف واجباته و أداها .. نجا بنفسه من الوقوع في الخطأ

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(( و اول ما تسأل عنه المرأة يوم القيامه عن صلاتها و زوجها ))


** حقوق الزوج **

للزوج حقوق كما للزوجة و لكن حق الزوج عليها أكبر من حقها هي عليه
كما أقر الله في قوله تعالى
" ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة " ـــ البقرة ( 122 )

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( تنكح المرأة لأربع : لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها ، فاظفر بذات الدين تربت يداك } .
فاحرصي أولا و قبل كل شيء على أن تكوني تلك المرأة ذات الدين لتصبحي اهلا للاختيار
.. فهذا حق مكفول للرجل عند البحث عن شريكة حياته و مربية أبنائه

ــ حق الطاعة الكاملة .. الا فيما يغضب الله فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(إذا صلت المرأة خمسها, وصامت شهرها, وحفظت فرجها, وأطاعت زوجها, قيل لها: ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت)

و من تعصي زوجها أو تمتنع عن أداء حق من حقوقه المشروعة تُعد ناشزا
و يحق للزوج حينها تأديبها من أجل تقويم سلوكها

قال تعالى
" وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا)

يبدأ التأديب بالنصح و الوعظ ثم بالهجر في الفراش ثم بالضرب الغير مبرح
و النشوز باب واسع يجب على كل زوجه الاطلاع عليه ..
حتى لا تخطيء في حق زوجها فتؤثم على ما تفعله بجهالة

ــ حق الاحترام و التوقير

قال سيدنا محمد عليه السلام : (( لو كنت امرا احد ان يسجد لاحد لامرت المرأة ان تسجد لزوجها من عظم حقه عليها ))
و كما هو واضح من الحديث الشريف أن على المرأة طاعة و اجلال زوجها و معاملته معاملة الرعية للملك
و قد جاء هذا الحق لقوامة الزوج عليها بماله و رعايته و توجيهه لها
بما ميزه الله به من خصائص جسدية و عقلية تمكنه من ذلك كله

قال تعالى
( الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم ) النساء/34

ــ توفير المتعة في الفراش و عدم الامتناع عن ذلك

قال رسول الله صلى عليه و سلم
" إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت، فبات غضبانَ عليها، لعنتها الملائكة حتى تصبح"
لذلك كان على الزوجة تلبية رغبة زوجها حتى لو كانت على التنور
و أن لا تمنع نفسها عنه الا في حالة المرض أوالحيض أو صوم الفرض
و لا يجوز للزوج أن يكره زوجته على الجماع و بينهما شقاق كبير
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( لا يجلد أحدكم امرأته جلد العبد ، ثم يجامعها في آخر اليوم )

ــ الاستئذان منه عند الخروج

ــ عدم السماح لمن يكره الزوج بدخول بيته

ــ لا تصوم تطوعاا الا باذنه و لا تطيل في العبادة اذا كان له فيها حاجة

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" لا يحل للمرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه ، ولا تأذن في بيته إلا بإذنه "

ــ خدمة الزوج
على المرأة أن تقوم بخدمة بيت زوجها ، كما أن ‏على الرجل أن يقوم بالإنفاق عليها
وقد حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بين علىّ بن أنى طالب رضى الله ‏عنه وكرم الله وجهه وبين زوجته فاطمة رضى الله عنها، فجعل على ‏فاطمة خدمة البيت، وجعل على علىّ العمل والكسب

و هناك من الأئمة من ذهب الى أن للزوجة حق توفير من يخدمها ان كانت تُخدم في بيت اهلها
او كان الزوج موسرا
تفسيرا لقوله تعالى ( ولهن مثل الذى عليهن بالمعروف)

و لكن .. كما نعلم جميعا أن زوجات النبى صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهن و أرضاهن كن يتكلفن الطحين والخبز ‏والطبخ وأعمال المنزل كافة ولا نعلم امرأة امتنعت عن ذلك

و عندما أتت فاطمة رضى الله عنها أبيها النبى صلى الله عليه ‏وسلم تشكو إليه ما تلقى فى يديها من الرخاء وتسأله خادمة .. فقال:‏
‏( ألا أدلكما على ما هو خير لكما مما سألتما: إذا أخذتما مضاجعكما فسبحا ‏ثلاثا وثلاثين، وأحمدا ثلاثا وثلاثين، وكبرا أربعا وثلاثين، فهو خير لكما ‏من خادم)

ــ الانجاب له .. اذا كتب الله لها القدرة على الانجاب

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم }
و لا يجوز للزوجة الامتناع عن الانجاب أو استخدام أي وسيلة من وسائل منع الحمل إلا بإذن زوجها
مع مراعاة عدم اجبارها على الانجاب اذا كانت حالتها الصحية لا تسمح .. فلا ضرر و لا ضرار

و الرضاعة

لقوله تعالى


( والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم ‏الرضاعة وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف).

أما اذا كانت مطلقة و غير معتدة اي ليست في فترة العدة .. و جب على الزوج أن يدفع لها نفقة الرضاعة
قال تعالى
" أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ وَإِن كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُم بِمَعْرُوفٍ وَإِن تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى " سورة الطلاق ( 6 )

ــ حق الزوج مقدم عند المرأة على حق الوالدين اذا تعارضا
قال شيخ الاسلام ابن تيمية -رحمه الله- : المرأة إذا تزوجت، كان زوجها أملك بها من أبويها، وطاعة زوجها عليها أوجب.

ــ أن تسره اذا نظر اليها .. و تحفظه في ماله و عرضه إذا غاب عنها

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" ألا أخبرك بخير ما يكنز المرء: المرأة الصالحة التي إذا نظر إليها سرّته, وإذا أمرها أطاعته, وإذا غاب عنها حفظته في ماله و عرضه "

ــ تتقاسم معه الحياة بحلوها و مرها و تكون له الملاذ و المأوى

تحذو في ذلك حذو أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها
حيث قال فيها الرسول الحبيب صلى الله عليه و سلم

" آمنت بي حين كفر الناس ، وصدقتني إذ كذبني الناس ، و واستنى بمالها إذ حرمنى الناس ، ورزقني منها الله الولد دون غيرها من النساء "

ــ لا تبوح باسراره خاصة أسرار الفراش
و قد قال الرسول الحبيب صلى الله عليه و سلم في من يفشي او تفشي اسرار الفراش
" هل تدرون ما مثل من فعل ذلك ؟ إن مثل من فعل ذلك مثل شيطان وشيطانة لقي أحدهما صاحبه بالسكة فقضى حاجته منها والناس ينظرون إليه "

هذا جزء من كل .. فلا يزال هناك الكثير من حقوق الزوج
لكننا فضلنا الاختصار .. و على كل زوجة الاطلاع و المعرفة أكثر و أكثر
في هذا المجال

نسأل الله ان يجعلنا و اياكن من الزوجات الصالحات
الحافظات لحقوق الله و حقوق الزوج
و أن يتم علينا نعمته بستره و رحمته

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.