نأكل و يجوعون!
نَـكـتَـسي و يَعرَون!
نـنـتـعِـلُ و يَحفَون!
نركبُ و لا يركبون!
نملِـكُ و لا يملكون!
نسكنُ و ربّما لا يسكنون!
و لكنّهم يبتسمون!
نعم، يبتسمون!
إنّ لهم ربّـاً لا ينساهم، فإنّه إن سلبهم شيئاً فقد أعطاهم أشياء، فكم من فقيرٍ يبيتُ مطمئـنّـاً قرير العين، و كم من غنيٍّ يتلوّى في فراشِـهِ من الأرَق كما يتـلوّى الثّعبان الجريح!
الفقراء!
إخوتـنا من أبينا و أمِّـنا، أم تُـرانا نسينا ذلك؟!
هل أنسَـتـنا راحـتُـنا تَـعَـبَـهُم؟!
هل أنسَـتـنا رفاهيتنا ضـيـقَ عَـيـشَـهـم؟!
هل أنـسَـانـا شـبَـعُـنا جوعَ بطونهم؟!
ألهذا الحدّ تُـنـتَـزَعُ الرحمةُ من قلوبنا!
أننامُ شبعانين ريّانين، و في البشر من لا ينام من الجوع و العطش؟!
أننفقُ أموالنا على التّرّهات و التّسالي و ننسى إخوةً لنا من أبينا و أمّـنا؟
نعم، مِـن أبينا و أمّـنا!
أم تُرانا نسينا أنّـنـا جميعاً بـنـو آدم و حوّاء؟!
ألَن نُـعـطيهم حقّهم في مالنا؟
ألَن نـغـسل ذنوبنا بصدقة لهم؟!
إنّهم نِـعـمةٌ لنا!
نعم، الفقراء نعمةٌ من نعم الله علينا، فمن خلالهم نغسل عنّا أدران الذنوب!
فأعطوهم، و لكن لا تشعروا أنّكم تتفضّـلون عليهم، بل هم الّذين يتفضّـلون عليكم بأسباب تـنـقـيَـتِـكُم من ذنوبكم، و تطهيركم من أوساخكم التي لا تـفـتـأُ تعلق بكم!
لا تنتظروا شكرهم، بل اشكروهم أنتم!
و لا تنتظروا دعاءهم، بل ادعوا لهم أنتم!
نعم، أعطوهم و أنتم مُمتـنّـون لهم، فهم مطهرَةٌ لذنوبكم التي ملأت الأرض و بلغت عنان السماء!
نعم، أعطـوهم و أنـتـم مُـبـتـسـمـون!
و السلام.