التصنيفات
الملتقى الحواري

الحبل على الغارب

.

.

.

من نعم الباري كامل عطاياه أن ميز الإنسان بثقافة الأخلاق و جعلها
منهجية في أركان حياته برغم تفاوتها بين البشر

من هنا نشأت تلك القوانين البشرية اللتي جعلت الحياة الإنسانية
في المجتمع مشبعة بالنظام و الحق و التهذيب و جعلت منا أعراف
و قيم إنسانية نمارسها بنسيج محيطنا الإجتماعي
...

في إحدى لأسواق التجارية كنت أنتظر دوري في صندوق الحسبات
كبقية المتسوقين و على مضض الفجأة إقترب رجل من ذلك الصندوق
متجاوزاً طابور الإنتظار بأكمله دون أي تكلفه من قبله بإحترام من
هم كانوا قبله في ذلك الطابور و بعدما أنهى ذلك الرجل أمره خرج
من دون أي كلمة إعتذار أو أسف أو حتى عبارة شكر لمن تجاوزهم
و تخطى ادوارهم المنتظره و هو مشبع بعلائم الغنيمة و الإنتصار

و لنقل بأن ذلك الرجل ( الغلبان ) محجوم بقلة وعي ثقافة إحترام
التعامل مع الآخرين و لايعي بأن تجاوزه لدور الغير هو
إهانة للنظام الإجتماعي و الأخلاقي و نأتي لما هو أعظم بأس
و أدهى حال و هي تلك الشخوص المتعلمة و المثقفة و اللتي لها
مكانات ذات قيمه في مجتمعها فتجدها تتجاوز بقباحة أفعال ذلك
( الغلبان ) ببراعه في مفهوم إحترام أخلاقيات النظام فتجد إغتصاب
دور الآخرين لديه ليس أكثر من ( شطاره ) في عرف تصرفاته
و أخلاقياته المجتمعيه
...

و على ضوء تلك الحالتين أجد بأن إحترام القوانين الإجتماعيه
و الإنصياع لها لم يحذى بعبث و فراغ على العكس تماماً فقد أراها هي
أساس الثقافة الأخلاقية البشريه لسد باب فوضى ( الحبل على الغارب )
و قولبة المجتمع في إطار التهذيب و الإحترام و حسن التعامل المتبادل
مع الغير و تكريم الإنسانيه عن الفوضى الحيوانية و الإقتتال
الحيواني في المجتمع

لا أحب أن أجعل من الغرب قرين و قدوة و لكن للأسف
أغلبية تلك الدول المتقدمه نهضت بإحترام قوانينهم الإجتماعية مهما
كانت هامشية أو صغيرة و بالتالي تمخضت عنها ثقافة راسخة في
صغائر العرف الأجتماعي لديهم فتجد صغائر الأعراف كبيره بمبادئهم
إبتداءً بإحترام النظام و إنتهاءً بإحترام دور الآخرين

ما أريد أن أوصله بأن إهمال صغائر القوانين الإجتماعية و تصغير
الحقوق الأخلاقية و تحقيرها مهما كانت حجمها بلاشك هي البداية
الفعلية لنهاية و تفكك و إنحلال أي نسيج إجتماعي يرتقي للتقدم يوماً

و تبقى في النهاية علينا مسؤولية الإنصهار في المجتمع بأخلاقيات
ليست بعيده عننا كمسلين و اللتي قدوتها وبيتها رسول الله صلوات
الله و سلم عليه و يبقى على عاتق المجتمع حق لنا بالتثقيف
و التوعيه و الإدارك و التوجيه
.

.

.
بقلمي / مهران المنصور 25 / 9 / 2022

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.