( طسم* تلك آيات الكتاب المبين* نتلو عليك من نبأموسى وفرعون بالحق لقوم يؤمنــون* ان
فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يدْبح أبناءهم ويستحيـــي
نساءهم انه كان من المفسدين* ونريد أن نمن على الدْين استضعفوا في الارض ونجعـلهم أئمة
ونجعلهم الوارثين* ونمكن لهم في الارض ونري فرعون وهامان وجنودهما ما كانوا يحدْرون)
سورة القصص0
(طسم*تلك آيات الكتاب المبين) من تلك الحروف المعتادة يتكون دلك الكتاب المبين( القرآن) وهو
الموضح لكل شيء، وبتلك الحروف(نتلو عليك من نبأ موسى وفرعون بالحق لقوم يؤمنون) فتلكم
هي الحكاية الصادقة حقا، ولا يعرفها ويستفيد منها سوى المؤمنين، فهم الدين تهديهم آيات اللــه
وتبصرهم الامثال الواردة في كتاب الله، اما غير المؤمنين فلا تزيدهم الامثال الا استغلالا في الفهم
وبعدا عن الحق00 ثم تشرح الآيات للمؤمنين حقيقة فرعون وطبيعة حكمه0
1) (ان فرعون علا في الارض) فهو طاغية متجبر0
2) (وجعل أهلها شيعا) أي طوائف وأحزابا 00 ولعلنا نسأل، هل سبق فرعون الاستعمار الحديث
وطغاة الشعوب في سياسة (فرق تسد)؟ وهي تلك التي تبث الفرقة بين الناس في المجتمع الواحد
وتثير بينهم المنازعات فيسهل التحكم فيهم والسيطرة عليهم، لقد فرق فرعون بين الناس، ولولا
تفتيت وحدة الشعب ما استتب له الامر0
3)( يستضعف طائفة منهم يدْبح أبناءهم ويستحيي نساءهم) فهدا الطاغية لم يكتف بأن جعل الناس
شيعا وفرقا متباينة وانما عمد الى احدى تلك الفرق، وبدأ بها لضعفها فنكل بها وانزل بها أشد
العداب00 ولا اشد من تدبيح الابناء فيتعرض دلك الفريق للهوان والانقراض(ويستحيـــي
نساءهم) فيظل بدلك الوجه الحزين ماثلا ينبيء عن بطش فرعون ويهدد كل من تسول له نفسه
بالخروج عليه00 انه الارهاب الدي استند اليه فرعون لتثبيت ملكه، انه يبطش بالمستضعفين
فيتوارى الاقوياء0
4) (انه كان من المفسدين) فقد كان بطشه وعلوه من اجل الافساد، لم يكن قويا في حق أو غيورا
على واجب00 وانما كان جبارا في الباطل0
وفي غمرة هدا الطغيان يكتب الله النصر للمستضعفين امام جبروت الطاغية(ونريد ان نمن على
الدْين استضعفوا في الارض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين) وبفضل الله يصير المستضعفون
في أئمة ويصبح المستدْلون وارثين، أما الجبارون فان الصغار والهوان يصيبهم، ويقع عليهـم
ما حادْروه( ونرى فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحدْرون) فلا يفيد دْبح الابناء ولا
استحياء النساء في نجاة فرعون من قدره0
وفي هدا دليل وبرهان الى كل مؤمن مخلص أن قانون الايمان لا يغلــــب والمتمسك بايمانه لا يمكن أن يقهره بطش أو سلطان، وفي هدا ما يدفع الدعاة الى الحـــق الى التمسك بيقينهم وعدم المساومة على ايمانهم، ان الآيات دعوة لكل مؤمن أن يكون كامــل الايمان قوي العزيمة مهما لاقى من صعوبات ومؤامرات فهده وان بدت في الظاهر قوية وحشية فانــها تنهار في النهاية أمام قوة الايمان، ويتحول المؤمنون الى وارثين00 الى أئمة يمسكون بزمام العالم الى الخير والاستقرار0
قال تعالى:
( واد نجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العداب يدْبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم وفي دْلكم
بلاء من ربكم عظيم* وادْ فرقنا بكم البحر فأنجيناكم وأغرقنا آل فرعون وأنتم تنظرون)
سورة البقرة آية249 0
تعرض بنو اسرائيل لبلاء عظيم، انه محنة حيث سلط عليهم فرعون يجتث دريتهم ويستعبد نساءهم
ولكن الله انجاهم بفضل اتباعهم لموسى ففرق بهم البحـر وأغرق عدوهم ، وهم ينظرون اليه فشفى بدلك قلوبهم وأدهب غيظهم حين أراهم عدوهم يبتلعه اليم هو ومن
معه0
************************** وللحديث بقية00
المرجع كتاب( الفرعونية كما صورها القرآن الكريم) ل محمد عبد الرحمن السيد عوض0
التصنيفات