قال لصحابه وهو يحاوره عندما همّ بالقيام من المجلس وقد تحلقوا في حوار صادق جميل ، ولكن صاحبه ألقى معاذيره قائلاً : معذرة سوف أذهب إلى البنك وغادره …
تنهد صديقه قائلاً :
الحياة قصيرة
وهل يقطع سيف المادة حواراً جميلاً بين صاحبين لم يلتقيا منذ فترة طويلة إنه لم يعترض على ذهابه إلى البنك … فهذا أمر طبيعي … لكن أليس بالإمكان لو ذهب وقت آخر … والبنوك تفتح أبوابها ليل نهار
الحياة قصيرة
وقد نغادرها ونحن لم نرح أنفسنا بمثل هذا الحوار الحميم .
الحياة قصيرة
وكم من أب أشغل نفسه بماديات الحياة وتجارتها وأسفارها دون أن يهنأ بالسعادة مع أطفاله وأولاده وهو الذي قد يغادرونه في أي لحظه (( فالأعمار بيد الله ))
الحياة قصيرة
وكم من إنسان ألهته الدنيا وهو يركض خلفها لم يستمتع بمال أو يهنأ له بال إذ هو يركض من أجل ضم الريال إلى الريال
الحياة قصيرة
وكم من إنسان قصر في حق أب أو رحمة أم ، أو واجب لجار أو حق لقريب من أجل انشغاله بتوافه الأمور .
الحياة قصيرة
وهي لا تستاهل أن يشقي الإنسان نفسه بمعاداة الناس وخصومهم … فهو مغادر و هم مغادرون … فليس أجمل من أن يقضي حياته معهم بسلام
الحياة قصيرة
ولندرك أنه لن يرسم السعادة في نفوسنا ولن تبقى لنا إلا الطمأنينة التي نزرعها والإيمان الذي تصدقه الجوارح … وكم نظلم أنفسنا كثيراً عندما نقصر في حقوق الله علينا ونتكاسل عنها أو نهملها وبعدها يكون الندم العظيم حين لا ينفع مال ولا بنون .
إن الحياة كما قال معمر :
لقد تجاوزت السبعين وأيقنت أن عذوبة الحياة في طمأنينتها وأن عذابها في لهاثها .