التصنيفات
الملتقى الحواري

( الرجل الأول من رجال لم يذكرهم الإعلام ) مجابة

ـــــــ بسم الله الرحمن الرحيم ــــــــــــــ

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين
أمابعد

هذه سلسلة من رجال وعلماء من علماء المسلمين لم يذكرهم الإعلام في وسائله المتعددة وإن ذكرهم فيذكرهم ذكرا باردا لا يساوي ولا يوازي ذكر لاعب الكرة أو الممثل والمطرب ، وقد وضعتها في بعض المنتديات وسوف إن شاء أضعها في هذا المنتدى أسأل الله أن تنال إعجابكم وسوف يكون اختياري للعلماء من القرن الأول والثاني والثالث ، ونبدء الآن مع أول هولاء الرجال الذين لم يذكرهم الأعلام :-

نترك الإمام العلامة الحافظ ابن كثير في كتابه الذي لا يستغني عنه عالم فضلا عن طالب علم ( البداية والنهاية )

قال الحافظ ابن كثير :- ( هو عبدالله بن عمر ابن الخطاب القرشي العدوي ، أبوعبدالرحمن المكي ثم المدني أسلم قديما مع أبيه ولم يبلغ الحلم وهاجرا وعمره عشرة سنين ، وقد استصغر يوم أحد فلما كان يوم الخندق أجازه وهو ابن خمس عشرة سنة فشهدها وما بعدها ، وهو شقيق حفصة بنت عمر أم المؤمنين ، أمهما زينب بنت مظعون أخت عثمان بن مظعون ، وكان عبدالله بن عمر ربعة من الرجال آدم له جمة تضرب إلى منكبية جسيما يخضب بالصفرة ويحفى شاربه ، وكان يتوضأ لكل صلاة ويدخل الماء في أصول عينيه ، وقد أراده عثمان بن عفان رضي الله عنه على القضاء فأبى ذلك ، وكذلك أبوه ، وشهد اليرموك والقادسية وجلولاء ومابينهما من وقائع الفرس ، وشهد فتح مصر ، واختط بها دارا ، وقدم البصرة وشهد غزو فارس وورد المدائن مرارا وكان عمره يوم مات الرسول صلى الله عليه وسلم ثنتي وعشرين سنة ، وكان إذا أعجبه شيء من ماله يقربه إلى الله عزوجل ، وكأن عبيده قد عرفوا ذلك عنه فربما لزم أحدهم المسجد فإذا رآه ابن عمر على تلك الحال أعتقه ، فيقال له : إنهم يخدعونك فيقول : من خدعنا لله انخدعنا له ، وكان له جارية يحبها كثير ا فأعتقها وزوجها لمولاه نافع ، وقال : إن الله تعالى يقول : { لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون } واشترى مرة بعيرا فأعجبه لما ركبه فقال : يا نافع أدخله في أبل الصدقة، وأعطاه ابن جعفر في نافع عشرة الآف فقال : أو خير من ذلك ؟ هو حر لوجه الله تعالى ، واشترى مرة علاما بأربعين ألفا وأعتقه ، فقال الغلام يا مولاي قد أعتقتني فهب لي شيئا أعيش به فأعطاه أربعين ألفا ، واشترى مرة خمسة عبيد فقام يصلى ، فقاموا خلفه يصلون فقال : لمن صليتم هذه الصلاة فقالوا لله فقال : أنتم أحرار لمن صليتم له فأعتقهم ، والمقصود أنه ما مات حتى أعتق ألف رقبة وربما تصدق في المجلس الواحد بثلاثين ألفا وكانت تمضي عليه الأيام الكثيرة والشهر لا يذوق فيه لحما إلا وعلى يديه يتيم ، وبعث إليه معاوية بمائه ألف لما أراد أن يبابع ليزيد ، فما حال عليه الحول وعنده منها شيء وكان يقول : إن لا أسال أحدا شيئا وما زرقني الله فلا أرده ، وكان في مدة الفتنه لا يأتي أمير إلا صلى خلفه ، وأدى إليه زكاة ماله وكان أعلم الناس بمناسك الحج ، وكان يتتبع آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم ويصلي فيها ، حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم نزل تحت شجرة وكان ابن عمر رضي الله عنه يتعاهدها ويصب في أصلها الماء ، وكان إذا فاتته العشاء في جماعة أحيا تلك الليلة وكان يقوم أكثر الليل ، وقيل : إنه مات وهو في الفضل مثل أبيه ، وكان يوم مات خير من بقي ، ومكث ستين سنة يفتي الناس من سائر البلاد ، وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة وروى عن الصديق وعن عمر وعثمان وسعد وابن مسعود وحفصة وعائشة وغيرهم
وروى عنه خلق كثير منهم بنوه حمزه وبلال وزيد وسالم وعبدالله وعبيدالله وعمر إن كان محفوظا ، وأسلم مولى أبيه وأنس وابن سيرين والحسن وسعيد بن جبير وسعيد بن المسيب وطاووس وعروة وعطاء وعكرمة ومجاهد والزهري ومولاه نافع .
وثبت في الصحيح عن حفصة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إن عبدالله رجل صالح لو كان يقوم الليل ) وكان بعد يقوم الليل ،وقال ابن مسعود : إن أملك شباب قريش لنفسه عن الدنيا ابن عمر وقال جابر : ما منا أحد أدرك الدنيا إلا مالت به ومال بها ، إلا ابن عمر ، وما أصاب أحد من الدنيا شيئا إلا نقص من درجاته عندالله وإن كان عليه كريما .

وقال سعيد بن المسيب : مات ابن عمر يوم مات وما من الدنيا أحد أحب أن لقي الله بمثل عـمله منه .
وقال الزهرى : لا يعدل برأيه فإنه أقام بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ستين سنة ، فلم يخف عليه شيء من أمره ولا من أمر أصحابه رضي الله عنهم .
وقال مالك : بلغ ابن عمر ستاوثمانين سنة وأفتى في الإسلام ستين سنة ، تقدم عليه وفود الناس من أقطار الأرض ، قال الواقدي وجماعة : توفي ابن عمر سنة أربع وسبعين ، وقال الزبير بن بكار وآخرون : توفي سنة ثلاث وسبعين والأول أثبت ، والله أعلم ) انتهى كلام العلامة الحافظ ابن كثير في كتابه ( البداية والنهاية )

فرحم ابن عمر وأعاد للمسلمين من أمثاله ، إن الأمة لن تنتصر على أحفاد القردة والخنازير اليهود والنصارى حتى تصبح مجالس المسلمين كلامهم في سير العلماء وفضلهم والأقتداء بهم وذلك لأن العلماء أحرص الناس على الأقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم ، أماإذا أصبح قدوات المسلمين لاعب الكرة والمطرب والممثل فإن المسلمين يكونون في خطر ، أسأل الله بمنه وكرمه أن يفقه المسلمين في دينهم وأن يجعلهم يقدرون علمائهم ويحترمونهم ويعملون بفتاويهم ، والله أعلم , وصلى على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ، وإلى علم من أعلامنا عما قريب إن شاء الله بعنوان ( الرجل الثاني من رجال لم يذكرهم الإعلام ) .

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.