التصنيفات
المجلس العام

لماذا لم نعد نشعر ببهجة رمضان …؟! – تم الرد

لماذا لم نعد نشعر ببهجة رمضان …؟!

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله .. ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا ، ربنا ارزقنا الهدى والتقى والعفاف والغنى ، ربنا ثبتنا على الحق والإيمان .. أما بعد ،،،

أخوتى الكرام أعزكم الله وأكرمكم جميعا ، ومبارك عليكم هذا الشهر الفضيل ، شهر الرحمات المنزلة من الرحمن الرحيم ، شهر المغفرة التي يجود بها الغفور الكريم ، شهر العفو الذي يتكرم به علينا العفو الجليل .
ولكن أين نحن من ذلك الشهر ..؟! كل عام نقول مقولتنا التي أصبحت وبكل أسف شهيرة :" لم نعد نشعر بقدوم رمضان و لم نعد نشعر برمضان " ونتسأءل متعجبين ما السبب ؟ هل هو غلاء الأسعار التي ضيق على كثير من الناس فى معيشتهم ولم يعد لديهم المال الكاف لشراء ياميش رمضان وما إلى ذلك ؟ أم السبب في تغير شكل التلفاز وما يعرضه فأنسانا الشكل القديم لتلفاز أيام زمان في وقت رمضان ؟ أم تغير الناس ؟ أم ماذا ..؟
فرمضان هو رمضان شهر الرحمات والمغفرة ، شهر تصفد فيه الشياطين ، شهر صلة الأرحام ، شهر العبادة ، شهر الزكاة والصدقات ، فيه النفحات الربانية تزداد ، شهر النصر سواء على عدو داخلي( النفس وشهواتها ) أو خارجي ( في حروبنا مع أعداء الاسلام ) .. ولكن ماذا حدث ..؟!
لننظر إلى قول الله تعالى (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ))[البقرة:183]
ففرض علينا الصوم لنكون أتقياء ..
ثم ما أخبرنا به نبينا صلى الله عليه وسلم من فضائل هذا الشهر الكريم يتحقق ويحدث كل عام ، فالرحمات تتنزل والمغفرة للذنوب تزداد ، والعتق من النيران يحدث ، والشياطين تصفد . قال صلى الله عليه وسلم :( إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة ، وغلقت أبواب النار ، وصفدت الشياطين ) ، وفي لفظ ( وسلسلت الشياطين ) ،

وقال عليه الصلاة والسلام :" أتاكم شهر رمضان ، شهر بركة ، يغشاكم الله فيه برحمته ، ويحط الخطايا ، ويستجيب الدعاء ، ينظر الله إلى تنافسكم فيه ، ويباهي بكم ملائكته ، فأروا الله من أنفسكم خيراً ، فإن الشقي من حرم رحمة الله " [ أخرجه الطبراني ]

و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن هذا الشهر قد حضركم، وفيه ليلة خير من ألف شهر، من حرمها فقد حرم الخير كله، ولا يحرم خيرها إلا محروم )
يقول عليه الصلاة والسلام : " أتاكم رمضان ، سيد الشهور ، فمرحباً به وأهلاً "

فتلك نفحات الخير في رمضان فلمن تعطى ؟؟

فنحن المسلمون لم نحقق الغاية من هذا الصيام ألا وهي ( التقوى ) – إلا من رحم ربي – فلم نجعل شهر رمضان شهر الازدياد في التعبد لله وحسن الأوبة إليه ، فسلب منا الله ذلك الشعور ببهجة رمضان –إلا من رحم ربي – والشعور بالراحة والفرحة والبركة وإن كانت موجودة ولكن بصورة غير ما كانت عليه سابقا .

إذن السبب من وجهة نظرى لا هو ضيق العيش ، لأن رمضان كان زمان يشعر به الغني والفقير ، ولا هو تغير العروض التليفزيونية التي ازدادت سوءا ، فحتى لو شاهدنا نفس ما كان يعرض من خبائث التليفزيون منذ سنوات حتى نستعيد معها ذكريات رمضان زمان ما أعادت منه شيء سوى أصوات قديمة ، ولكن لن نشعر برمضان .
ولكن يكمن السر كله فينا نحن المسلمون الصائمون .. نعم نحن الذين نشعر ونحن الذين فقدنا الشعور ، فكل ما نظنه سببا فى فقدان الشعور ببهجة رمضان ليست إلا أوهام لأننا زمان لم نكن نشعر برمضان لمجرد سماع أغاني رمضان ، ولا فوازير رمضان ولا أي من هذه التفاهات والخبائث لأن شهر رمضان ليس شهر لهذه الأمور الخبيثة ، ولكن كنا نشعر برمضان رغم كوننا كنا نسمعها أو نشاهدها لأننا كنا لازلنا بداخلنا شيئا من التقوى ، شيئا من حسن التعبد لله في هذا الشهر ، شيئا من الورع ،لكن بمرور الوقت ومع كثرة تلك الأغاني والفوازير والمسلسلات والأفلام والبرامج – يعنى المسليات زادت – التي ضجت بها القنوات أرضية وفضائية ، ولكن مع زيادتها نقص الدين في قلوبنا ، قلت التقوى والورع ، وحب العبادة .فضلا عن انهماك الناس فى ماديات الحياة ، وكثرة المشاحنات بينهم ، وكثرة الذنوب والخطايا .
فمعلوم لنا جميعا نحن المسلمون أننا كلما اقتربنا من الله بأى عبادة حتى بأسهل العبادات وهي الذكر – والتى تعد من أفضل العبادات – فنشعر براحة نفسيه غريبة ، وتيسير في حياتنا وأعمالنا ، فهكذا الحال في رمضان كشهر عبادة .. فقد صار هم أغلب الناس – ويزداد هذا الأمر كل عام – هو شراء الأطعمة والأشربة فجاء الغلاء الذي عم كثير من بلادنا فعسر على الكثير تلك المتعة بالشراء فتوهموا أن الغلاء هو السبب ، وصار هم كثير من الناس هو متابعة كل برامج رمضان ( مسلسلات – فوازير – برامج ولقاءات ) حتى صار عندهم تخمة ولم يعد لديهم الوقت الكاف لا للعبادة ولا حتى المشاهدة ، فهم لا يتعبدون كما ينبغي ،فلم يعد ينتابهم ذلك الشعور الجميل بلذة العبادة ، حتى أن كثرة متابعة تلك البرامج جعلت كثير من الناس يتقاعس عن صلة الأرحام حرصا منه على متابعة هذا المسلسل أو ذاك البرنامج الإلهائي . فمن أين تأتي البركة ..؟ وكيف يرزقنا الله تلك المتعة والبهجة في رمضان ونحن قلبنا الوضع في شهر من المفترض تزدادا فيه العبادات ، إلى شهر الملهيات والمفسدات ..؟.
فالتقصير فى الاستقبال الحقيقي لرمضان هو السبب ، جعلنا نفقد روح رمضان بداخلنا ففقدناه من حولنا وفي كل حياتنا، فصرنا لا نشعر بجمال وحلاوة رمضان وخيره الذي يعم البيوت في أيامه الجميله ، بل قد وصل الحال بأن أيامه قد تمر علينا كباقي أيام السنة بكل أسف .
وكثرة الذنوب والمعاصي هي سبب حرماننا تلك اللذة الرمضانية الجميلة ، قد يقول البعض لقد كنا نشاهد المسلسلات والفوازير وتلك الملهيات ولكن كنا نشعر بتلك البهجة ..ولكن الأن لا نشعر .. أقول له : نعم كنا نشاهد بكل أسف ونسمع تلك الملهيات ، ولكن لم تكن بهذا الفحش وذلك المجون ، والأهم من هذا أنه كان في تلك الفترة أناس كثر لم يكونوا يهتمون بها ولكن بكل أسف كانوا يتركوا أبنائهم لمشاهدة تلك الملهيات الفاسدة فهم كانوا –أى الأباء – يتعبدون وكان أبنائهم يلهون فعودوا الأبناء على تلك الملهيات بل وربطوها برمضان ، فهذا هو سر النكسة التى نحن فيها ، علقنا أبنائنا بالخبائث فعلقت بنفوسهم ، واتسخت بها واسودت بها القلوب فصارت لا تشعر بنور ذلك الشهر ، فها نحن الأن نجد أغلب البيوت تنتظر المسلسلات المسلسل تلو الأخر والحرص يكون من الأباء والأمهات الذين كانو في السابق هم الأبناء الذين تركهم أبائهم أمام تلك الملهيات وتعودوا عليها ، ففقدوا طعم رمضان ولذته .

فنتج عن ذلك كله بعدا عن التقوى فحرمنا نفحات رمضان والتي منها شعورنا ببهجته وبركته وحلاوة أيامه الجميلة

وللعلم فشعور عدم المتعة والبهجة هذا صار عاما وبكل أسف إلا عند من رحم ربي ، فحين كان شعور البهجة عاما سلفا رغم وجود من كان يلهث وراء الملهيات والخبائث ولكن كان الأكثرية من المصلين والمتعبدين والتقاة فكان جو رمضان بسببهم يعم على الكل فيشعر به الجميع الصالح والطالح ، ولكن الأن نظرا لكثرة الفساق والمذنبين والمنافقين – عفانا الله جميعا – فعم على حياتنا جميعا شعور الحرمان بطعم رمضان وببهجته التي تتشوق لها النفوس كل عام .
وللعلم أيضا فسوف يزداد شعور الحرمان كلما زاد بعدنا عن غاية الصوم وهى التقوى وكثرة التعبد لله ..
فالهدية لا تعطى إلا لمن هو يستحق .
إذن العلاج :
هو فى العودة إلى عبادتنا الصادقة والأعمال المناسبة لهذا الشهر الفضيل فسيعود لنا شعورنا القديم بكل ما فيه من بهجة وسعادة وفرح بقدوم شهر رمضان ، مهما كان هناك غلاء ومهما تغيرت تلك الملهيات التليفزيونية التي كانت سببا كبيرا فى فقداننا لتلك المشاعر الرمضانية حيث جعلت من رمضان بدلا من كونه شهر عباده صار شهر المشاهدات الفاسدة والبعد الأكثر عن الله عفانا الله جميعا .

فنسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يصلح لنا قلوبنا ويصلح لنا أحوالنا ، وأن يردنا جميعا إلى دينه مردنا جميلا ، ونسأل الله أن يثبتنا جميعا على الحق والإيمان ، اللهم أعنا جميعا على ذكرك وشكرك وحسن عبادك في رمضان وفي غير رمضان.

أسأل الله أن أكون قد وفقت فيما كتبت ..وأسألكم الدعاء لي بظهر الغيب أخوكم ( عبدالله ) هاني

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.