الحمدلله والصلاة والسلام على أشرف خلق الله وعلى آله وصحبه وسلم..
قرأت موضوع الأخت شمس بعنوان (من ظلام الشيعة إلى نور السنة) وقرأت الردود التي نأسف عليها كمسلمين..
ولكن الأخوان والأخوات لم يقصروا وقدموا الكثير من الأدلة وكل ما يوضح حقيقة الشيعة وحقيقة معتقداتهم وردوا
على كل من يدعي حبه لآل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم.. وردي لكم سيكون كالتالي:
في البداية أحب أن أبين أنني سنية أي أتبع منهج أهل السنة والجماعة أو كما يقول الروافض، وهابية، والحمدلله
الذي بين لي طريق الحق والحمدلله أنني أتبع أهل السنة والجماعة.. أنا كمسلمة أعيش حياتي بإتباعي لما جاء في
القرآن الكريم والذي يحوي كلام حبيبي وخالقي الله عز وجل وكذلك أتبع سنة حبيبي وشفيعي بإذن الله تعالى، محمداً
صلى الله عليه وسلم، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما، كتاب الله وسنتي))
صحـحه الألباني في صحيح الجامع برقم(2934 المجلد3-4). وبإتباعي لكتاب الله وسنة رسولي الكريم صلى الله
عليه وسلم فإنني أمتثل بأوامرهما وأتجنب نواهيهما وبذلك أزكي نفسي وأجنبها إرتكاب المعاصي وإتباع الشهوات.
إنني أرى في ديني وهو الإسلام تبيان لكل ما أحتاجه إلى يوم ألقى فيه الله عز وجل، وفيه توضيح لكل تساؤلاتي عن
أمور الدين والدنيا. أقتديت برسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام، فتحليت بأحسن الخُلق وصنت لساني عن ذكر
عيوب الناس وعن التكلم في أعراضهم، صنت لساني عن السب والشتم واللعن.. إقتدائاً بقول رسول الله صلى الله
عليه وسلم: (ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء). [أخرجه الترمذي بإسناد صحيح]. وقد قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المؤمن ليس بلعان". [أخرجه الترمذي وحسّنه] وقال صلى الله عليه وسلم: "لا
تلاعنوا بلعنة الله ولا بغضبه ولا بجهنم". [أخرجه الترمذي وقال: حسن صحيح]. اللعن يا أخوان ويا أخوات يعني
الطرد من رحمة الله، فمن نحن كي نطرد فلان وفلانة من رحمة الله ومن نحن لنتكلم نيابة عن الله عز وجل؟؟ إن
إتباعي لنهج رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبه يجعلني أفكر في ذنوبي وعيوبي قبل أن أنظر إلى عيوب الناس
وذنوبهم، وإتباعي لهم يجعلني أفكر في الموت وسكراته وأفكر في عذاب القبر وعذاب جهنم وأعمل للوصول للجنة لا
النار بدل أن أسب وأشتم وألعن فلان وفلانة.. أحببت الله عز وجل وأحسست بمراقبته لي في كل مكان مما جعلني
أخاف من إرتكاب المعاصي والذنوب، وحبي لله عز وجل جعلني أحب جميع الرسل والأنبياء من أبونا آدم عليه السلام
إلى خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم، وحبي له عليه أفضل الصلاة والسلام جعلني أحب آل
بيته أجمعين وحبي له جعلني أحب أصحابه رضوان الله عليهم أجمعين الذين وقفوا بجانبه وساندوه أثناء الدعوة إلى
ما بعد وفاته رضى الله عنهم وأرضاهم.. حبي للرسول صلى الله عليه وسلم جعلني أحب زوجاته جميعاً دون أستثناء
متذكرةً بذلك قول الله عز وجل: ((الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ
مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ)) سورة النور – آية 26، فرسولنا محمد صلى الله عليه وسلم طيبٌ لا
يتزوج إلا الطيبات أمهات المؤمنين رضي الله عنهن.. هذا ما آراه أنا كمسلمة مُحبة لدينها ولرسولها صلوات الله
عليه، وأنا مُقتنعة بذلك كل الإقتناع والحمدلله..
والآن كلامي موجه لكم يا من تدعون حب الرسول صلى الله عليه وسلم، وأرجو منكم الرد إذا كان لديكم ما يُقنع وإذا
لم تجدوا ما تردون به فأكتفوا بالصمت.. سؤالي الأول لكم يا من تدعون الإسلام، أين أنتم من حديث رسول الله صلى
الله عليه وسلم: "المؤمن ليس بلعان". [أخرجه الترمذي وحسّنه] وأنتم تقضون ليلكم ونهاركم في شتم أصحابه
وزوجاته؟؟!!! إذا كان المؤمن ليس بلعان فمن يكون اللعان يا مسلمين؟؟!! أين أنتم من حديث رسول الله صلى الله
عليه وسلم: (( لا تسبوا أصحابي ، فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم مثل أحد ذهباً ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه ))
(البخاري 2/292 ) وقوله عليه الصلاة والسلام: ((من سب أصحابي، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين )) .
(رواه الطبراني وصححه الألباني) وقوله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ اللَّعانين لا يكونون شهداء، ولا شفعاء يوم
القيامة ) رواه مسلم؟؟ أم ستقولون أن هذه الأحاديث ضعيفة أو موضوعة أو لا أساس لها من الصحة؟؟ وإذا كان
كذلك فأين أنتم من قول الله تعالى: ((وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)) التوبة : آية 100؟؟!!!
وقوله تعالى: ((إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُهِيناً)) الأحزاب : آية 57؟؟!!
أم ستقولون أن آيات الله التي بين أيدينا محرفة مثل ما يقول مراجعكم.. قولوا من هم السابقون الأولون من
المهاجرين والأنصار؟؟؟!!!! أعطوني أسماءاً وأعطوني أدلتكم على ذلك!! وألا تعتبروا شتمكم لصحابة الرسول عليه
الصلاة والسلام وزوجاته رضي الله عنهم أجمعين فيه إيذاء لرسولكم عليه الصلاة والسلام الذي تتدعون حبه؟؟!!!
من أنتم لتشتموا وتلعنوا أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان أبن عفان وخالد ابن الوليد ومعاوية بن أبي
سفيان رضي الله عنهم أجمعين، صحابة رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم؟؟؟ من أنتم لتشتموا وتلعنوا
زوجات رسولنا وحبيبنا وشفيعنا بإذنه تعالى يوم يفر المرء من أخيه وأمه وابيه وصاحبته وبنيه؟؟ من أنتم لتعلنوا
بنات صحابة الرسول، بنات من وقفوا معه عند الدعوة؟؟ رضي الله عنهم..
وإليكم بعض المعلومات عسى أن تنفعكم ..
من هو أبو بكر الصديق؟؟
هو عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد القرشي التميمي، كنيته أبو بكر، وكنية أبيه أبو قحافة،
كان يتاجر في الثياب، وكان مؤلفا يحبه الناس لحسن خلقه، ويحبون حديثه لعلمه بالأنساب. وكان اسمه عبد الكعبة،
فسماه النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله، وهو أول من أسلم من الرجال. قال له النبي صلى الله عليه وسلم: "أنت
عتيق الله من النار" فسمى عتيقا.. وصدق النبي صلى الله عليه وسلم يوم الإسراء والمعراج فسُمي الصديق ولم
يتخلف عن مشهد واحد من المشاهد مع النبي صلى الله عليه وسلم، وثبت يوم أحد ويوم حنين حين فر الناس، أسلم
على يده عثمان وعبد الرحمن بن عوف والزبير وطلحة وغيرهم، وأعتق سبعة كانوا يعذبون، منهم بلال وعامر بن
فهيرة – وأبو بكر خير الأمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم. كان رجلا كريما تصدق بماله كله لله ، وهو رفيق النبي
صلى الله عليه وسلم قبل الإسلام وبعده، وهو أيضا رفيقه في هجرته، وخليفته من بعده، وهو الذي ثبت يوم موت
النبي صلى الله عليه وسلم، وذكر المسلمين بأن موته حق، خاض في خلافته حروبا طاحنة ضد المرتدين لردهم إلى
الإسلام. ولد بعد النبي صلى الله عليه وسلم بسنتين وأشهر، وتوفي بعده بسنتين وثلاثة أشهر في جمادى الآخرة
سنة ثلاث عشرة للهجرة، واستخلف من بعده عمر بن الخطاب على المسلمين. وفي فضائله رضي الله عنه وردت
أحاديث كثيرة لا تحصى .
من هو عمر بن الخطاب؟؟
هو عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن قرط القرشي العدوي، كنيته أبو حفص، ولقبه الفاروق. ولد
رضي الله عنه بعد عام الفيل بثلاث عشرة سنة. وكان من أشراف قريش في الجاهلية والمتحدث الرسمي بإسمهم
مع القبائل الأخرى. لما بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم كان عمر شديدا عليه وعلى المسلمين، ثم كتب الله له
الهداية فأسلم على يد النبي صلى الله عليه وسلم في دار الأرقم، في ذي الحجة سنة ست من البعثة، بعد إسلام حمزة
رضي الله عنه بثلاثة أيام. وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد دعا : "اللهم أعز الإسلام بأحب الرجلين إليك: عمر
بن الخطاب أو عمرو بن هشام ـ يعني أبا جهل". وخلاصة الروايات مع الجمع بينها ـ في إسلامه رضي الله عنه أنه
التجأ ليلة إلى المبيت خارج بيته فجاء إلى الحرم، ودخل في ستر الكعبة، والنبي صلى الله عليه وسلم قائم يصلي وقد
استفتح سورة (الحاقة) فجعل عمر يستمع إلى القرآن، ويعجب من تأليفه، قال : فقلت ـ أي في نفسي ـ هذا والله
شاعر كما قالت قريش، قال: فقرأ (إنه لقول رسول كريم وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون) قال: قلت : كاهن . قال
(ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون تنزيل من رب العالمين) إلى آخر السورة : قال فوقع الإسلام في قلبي. كان هذا أول
وقوع نواة الإسلام في قلبه، لكن كانت قشرة النزعات الجاهلية ، والعصبية التقليدية والتعاظم بدين الآباء هي غالبة
على مخ الحقيقة التي كان يتهامس بها قلبه، فبقي مجدا في عمله ضد الإسلام، غير مكترث بالشعور الذي يكمن
وراء هذه القشرة . وكان من حدة طبعه وفرط عداوته لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنه خرج يوما متوشحا
سيفه، يريد القضاء على النبي صلى الله عليه وسلم فلقيه نعيم بن عبدالله النحام العدوي، أو رجل من بني زهرة، أو
رجل من بني مخزوم، فقال أين تعمد يا عمر ؟ قال: أريد أن أقتل محمدا قال: كيف تأمن من بني هاشم ومن بني
زهرة وقد قتلت محمدا ؟ فقال له عمر: ما أراك إلا قد صبوت وتركت دينك الذي كنت عليه، قال أفلا أدلك على العجب
يا عمر ! إن أختك وختنك قد صبوا ، وتركا دينك الذي أنت عليه، فمشى عمر دامرا حتى أتاهما وعندهما خباب بن
الأرت معه صحيفة فيها طه يقرئهما إياها ـ وكان يختلف إليهما ويقرئهما القرآن فلما سمع خباب حس عمر توارى
في البيت ، وسترت فاطمة ـ أخت عمر ـ الصحيفة ، وكان قد سمع عمر حين دنا من البيت قراءة خباب إليهما، فلما
دخل عليهما قال : ما هذه الهينمة التي سمعتها عندكم؟ فقالا : ما عدا حديثا تحدثناه بيننا . قال فعللكما قد صبوتما .
فقال له ختنه : يا عمر أرأيت إن كان الحق في غير دينك؟ فوثب عمر على ختنه فوطئه وطأ شديدا . فجاءت أخته
فرفعته عن زوجها فنفحها نفحة بيده ، فدمى وجهها ـ وفي رواية ابن إسحاق أنه ضربها فشجها ـ فقالت ـ وهي
غضبى ـ : يا عمر إن كان الحق في غير دينك ، أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا رسول الله . فلما يئس
عمر ، ورأى ما بأخته من الدم ندم واستحى ، وقال : أعطوني هذا الكتاب الذي عندكم فأقرؤه فقالت أخته : إنك
رجس، ولا يمسه إلا المطهرون، فقم فاغتسل فقام فاغتسل، ثم أخذ الكتاب، فقرأ (بسم الله الرحمن الرحيم ) فقال :
أسماء طيبة طاهرة. ثم قرأ : (طه) حتى انتهى إلى قوله (إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكرى)
فقال: ما أحسن هذا الكلام وأكرمه؟ دلوني على محمد. فلما سمع خباب قوله عمر خرج من البيت ، فقال : أبشر يا
عمر، فإنى أرجو أن تكون دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم لك ليلة الخميس ( اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب
أو بأبي جهل بن هشام ) ورسول الله صلى الله عليه وسلم في الدار التي في أصل الصفا. فأخذ عمر سيفه، فتوشحه،
ثم انطلق حتى أتى الدار، فضرب الباب، فقام رجل ينظر من خلال الباب فرآه متوشحا السيف، فأخبر رسول الله صلى
الله عليه وسلم، واستجمع القوم، فقال لهم حمزة: مالكم؟ قالوا : عمر ، فقال : وعمر، افتحوا له الباب، فإن كان جاء
يريد خيرا بذلناه له ، وإن كان جاء يريد شرا قتلناه بسيفه ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم داخل يوحى إليه فخرج
إلى عمر حتى لقيه في الحجرة ، فأخذه بمجامع ثوبه وحمائل السيف، ثم جبذه جبذة شديدة فقال أما أنت منتهيا يا
عمر حتى ينزل الله بك من الخزي والنكال ما نزل بالوليد بن المغيرة ؟ اللهم ! هذا عمر بن الخطاب ، اللهم أعز
الإسلام بعمر بن الخطاب فقال عمر : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأنك رسول الله . وأسلم فكبر أهل الدار تكبيرة سمعها
أهل المسجد . كان عمر رضي الله عنه ذا شكيمة لا يرام ، وقد أثار إسلامه ضجة بين المشركين بالذلة، والهوان،
وكسا المسلمين عزة وشرفا وسرورا. روى ابن إسحاق بسنده عن عمر قال: لما أسلمت تذكرت أي أهل مكة أشد
لرسول الله صلى الله عليه وسلم عداوة ، قال: قلت : أبو جهل ، فأتيت حتى ضربت عليه بابه فخرج إلي ، وقال أهلا
وسهلا ، ما جاء بك ؟ قال: جئت لأخبرك أني قد آمنت بالله وبرسوله محمد، وصدقت بما جاء به. قال فضرب الباب
في وجهي، وقال قبحك الله، وقبح ما جئت به. وبعد أن أسلم عمر استشار النبي صلى الله عليه وسلم في أن يخرج
المسلمون ويعلنوا إسلامهم في المسجد الحرام فأذن له، وخرج المسلمون ـ وهم يومئذ أربعون رجلا ـ في صفين،
يتقدم أحدهما حمزة بن عبد المطلب ويتقدم الثاني عمر بن الخطاب، وسماه النبي صلى الله عليه وسلم يومئذ
بالفاروق. عن أيوب بن موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه،
وهو الفاروق، فرق الله به بين الحق والباطل". وبإسلامه رضي الله عنه قويت شوكة المسلمين وأعلنوا بإيمانهم،
عن عبد الله بن مسعود قال: "كان إسلام عمر فتحا، وكانت هجرته نصرا، وكانت إمارته رحمة. ولقد رأيتنا وما
نستطيع أن نصلي في البيت حتى أسلم عمر، فلما أسلم عمر قاتلهم حتى تركونا فصلينا" وعندما جاء الأمر بالهجرة
إلى المدينة هاجر عمر ، وتعمد أن يهاجر في العلن ليغيظ الكفار، فطاف بالبيت سبعا، ثم أتى المقام فصلى متمكنا، ثم
وقف في كامل سلاحه وقال للمشركين: شاهت الوجوه، لا يرغم الله إلا هذه المعاطس ـ أي الأنوف ـ من أراد أن تثكله
أمه، ويوتم ولده، ويرمل زوجته، فليلقني وراء هذا الوادي. فما تبعه أحد. شهد عمر بن الخطاب جميع الغزوات مع
النبي صلى الله عليه وسلم، وكان من أقرب الناس إلى قلبه، عن عبد الله بن عباس قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: "وزيراي من أهل السماء جبريل وميكائيل، ووزيراي من أهل الأرض أبو بكر وعمر". وقال: "لو كان
بعدي نبي لكان عمر بن الخطاب". وعمر هو أحد المبشرين بالجنة، وهو أبو حفصة أم المؤمنين رضي الله عنها.
وكثيرا ما نزل القرآن الكريم موافقا لآراء عمر، عن عبد الله بن عمر قال: "ما نزل بالناس أمر قط فقالوا فيه، وقال
فيه عمر ـ أو قال ابن الخطاب ـ إلا نزل فيه القرآن على نحو ما قال عمر". اشتهر رضي الله عنه بالزهد، وسعة
العلم، والجرأة في الحق، وبعدما تولى الخلافة صار مضرب المثل في العدل في زمانه وإلى يوم الناس هذا. عن ابن
عباس قال: أكثروا ذكر عمر، فإنكم إذا ذكرتموه ذكرتم العدل، وإذا ذكرتم العدل ذكرتم الله تبارك وتعالى. تولى عمر
خلافة المسلمين بعد وفاة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وذلك في السنة الثالثة عشر من الهجرة، ودامت خلافته
عشر سنوات وستة أشهر وخمس ليال. وفي عهده أصبحت دولة الإسلام الدولة العظمى الأولى في العالم، حيث تمت
الفتوحات التي بدأت في عهد أبي بكر رضي الله عنه، وكسرت شوكة الروم، وزالت دولة الفرس نهائيا من الوجود؛
ففتح العراق، والشام، ومصر، والجزيرة، وديار بكر، وأرمينية، وأرانيه، وبلاد الجبال، وبلاد فارس، وخوزستان،
وغيرها. وأدر عمر العطاء على الناس، وجعل نفسه بمنزلة الأجير وكآحاد المسلمين في بيت المال. وكان عمر بن
الخطاب أعسر يسر: يعمل بيديه، وكان أصلع طويلا، أبيض البشرة، إلا أن لون بشرته تغير عام الرمادة ـ عام الشدة
والقحط ـ لأنه أكثر من أكل الزيت، وحرم على نفسه السمن واللبن حتى يخصب الناس وتنصلح أحوالهم؛ فتغير لونه
لذلك. وهو أول من سمي بأمير المؤمنين، وأول من اتخذ التاريخ الهجري ، وأول من جمع الناس على قيام رمضان،
وأول من دون الدواوين في الدولة الإسلامية. استشهد رضي الله عنه بعد أن طعن يوم الأربعاء لأربع ليال بقين من
ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين من الهجرة، وهو ابن ثلاث وستين سنة، طعنه أبو لؤلؤة المجوسي وهو يصلي
بالناس، وقال عمر حين عرف شخصية قاتله: الحمد لله الذي لم يجعل منيتي بيد رجل يدعي الإسلام! ومكث ثلاثا، ثم
دفن يوم الأحد صباح هلال المحرم سنة أربع وعشرين، بجوار قبري النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبي بكر
رضي الله عنه.
ومن هو عثمان أبن عفان؟؟
"ذي النورين"
عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف الأموي. ثالث الخلفاء الراشدين، وأحد
العشرة المبشرين بالجنة. أسلم في أول الإسلام على يد أبى بكر، تزوج ابنة الرسول صلى الله عليه وسلم رقية، ثم
لما ماتت زوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم بأختها أم كلثوم فسمي ذا النورين. هاجر هجرتي الحبشة، ثم هاجر
إلى المدينة، وكان ثريا كثير النفقات فقد جهز وحده نصف جيش العسرة، واشترى بئر رومة التي في المدينة بماله
وجعلها لابن السبيل، وكان حييا تستحي منه الملائكة، بشره النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة وببيت في الجنة. ولى
الخلافة بعد مقتل عمر سنة أربع وعشرين للهجرة، وخرج عليه في آخر حياته بعض أهل مصر والبصرة والكوفة
والمدينة، فحاصروه، وأبى أن يقاتلهم ـ مع قدرته على ذلك ـ حقنا لدماء المسلمين، حتى تسور عليه بعضهم البيت
فقتلوه وهو يقرأ القرآن، وكان مقتله رضي الله عنه وأرضاه فاجعة عظيمة روعت المؤمنين، وفتحت عليهم أبواب
الفتنة زمنا طويلا، وكان ذلك سنة خمس وثلاثين للهجرة، وعمره آنئذ بضعا وثمانين، رحمه الله رحمة واسعة،
وأسكنه فسيح جناته، ولا غفر لقاتليه. وعرف هذا اليوم الأسود بيوم الدار.
نقلت لكم القليل عن خيرة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وما زال هناك الكثير عنهم رضي الله عنهم وما
زلنا نعجز عن وصف مكانتهم في الإسلام.. وبعد هذا الكلام، أما تخافون من عذاب الله؟؟ أما تخافون من ما سيفعل
بكم هذا اللعن والشتم لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟؟ وأعلموا أن من يقول لكم أن في شتمكم ولعنكم لهم،
رضى الله عنهم ورضوا عنه، ستكسبون الأجر وحسن الثواب ما هو إلا إنسان كاذب وكافر بما أنزله الله سبحانه
وتعالى، وهو إنسان منافق له من الله ما يستحق ما لم يتب وله نار جهنم خالداً فيها..
أن الإسلام يجنبني التكلم في أعراض الناس فما بالكم أنكم تتكلمون عن أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر رضي الله
عنهما بكل قبيح، هذه زوجة رسول الله يا من تدعون حبه فكيف تتكلمون عنها وتهتكون عرضها يا ناقصين
العقل؟؟!! بدل أن تنشغلوا بطاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم أنشغلتم باللعن والشتم يا من تدعون الإسلام..
أسمعوا شريطّي الشيخ عبد الله السلفي حفظه الله وجزاه كل الخير بعنوان (وقفات مع دعاة التقريب) والثاني
(الروافض وأكذوبة محبة النبي صلى الله عليه وسلم) وأستمعوا فيه إلى مقاطع من ما يقوله مراجعكم، الشيرازي
والخميني والفهيد وغيرهم فإذا كنتم ترضون بما يقولون سيكون دليل قاطع على كفركم وشرككم بالله.. أما حسن
شحاتة فحدث ولا حرج مما يقول، إن لم يرد الله له الهداية فأسأل الله أن يأخذه أخذ عزيز مقتدر وأن يجازيه بما
يستحق..
من خلال الشريطين أستمعت إلى أحد شيوخكم يلعن ويسب شيخانا إبن باز وابن تيمية رحمهما الله وأسكنهمها فسيح
جناته، من أنتم لتسبوهما وتلعنوهما؟؟ وهنا أقول إذا جاءت مذمتي من ناقص فهذا دليل بأنني كامل والكمال لله وحده
جل في علاه.. شيوخنا ولله الحمد مشغولين بتنوير عقول الشباب بالإسلام وبحثهم على عمل الخيرات والعمل من
أجل الجنة بإذن الله، أما مراجعكم فمشغولين بشتم ولعن الصحابة وزوجات الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا حول
ولا قوة إلا بالله..
مجدتوا علي بن أبي طالب رضي الله عنه ومجدتوا حسين أبن علي رضي الله عنه بحيث أعطيتوهما صفات الله
سبحانه وتعالى، وكل هذا ولا تسمون ما تفعلونه شركاً؟؟ وكل هذا وما زلتم تعتبرون أنفسكم مسلمين؟؟!!! أيها
العقلاء، أعليٌ يحيي الموتي؟؟ إن الرسول صلى الله عليه وسلم على الرغم من مكانته عند الله سبحانه لم يكن بيده
إحياء الموتي، أفتحسبون أن عليٌ رضي الله عنه قادر على إحياء الموتي؟؟ أي شركٍ هذا؟؟!! وآخر يقول بأن الدعاء
لفاطمة وعلي رضي الله عنهما سواء مع الدعاء لله عز وجل، فيقول مرجعكم: أيعني إذا دعونا بفاطمة أو علي وقلنا
يا فاطمة ويا علي يعني أن دعواتنا مردودة؟؟!!! إذاً أين أنتم من قول الله عز وجل: ((وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي
قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)) سورة البقرة – آية 186؟؟ وقوله
تعالى: ((وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)) سورة
الأعراف – آية 180؟؟ وقوله عز وجل: ((فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ)) سورة غافر – آية 14
؟؟ وقوله جل في علاه: ((وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ))
سورة غافر – آية 60؟؟؟ أبعد هذه الآيات الكريمات تقولون أن الدعاء لفاطمة وعلي سواء مع الدعاء لله خالق
الكون؟؟!!! وإذا كان جوابكم بنعم فهذا رد الله لكم: ((إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا
لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)) سورة الأعراف – آية 194…
ويقول أحد مراجعكم أيضاً أن الإمامة أفضل من النبوة!! أهذا كلام يصدر من مسلم؟؟!!! والله إنكم لغافلون.. أحد
مراجعكم أتهم الرسول صلى الله عليه وسلم بعدم تبليغ الرسالة كاملة ويقول (أخطأت يا رسول الله) والأخر يقول أن
نسب الحسين رضي الله عنه أفضل من نسب الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام، أما تستحي أن توجه كلاماً مثل
هذا إلى رسولك الكريم؟؟ أما تخجل من نفسك يوم تقف بين يدي الله عز وجل والرسول صلى الله عليه وسلم واقف
ويومها لن تجد شفيعاً غيره؟؟ أم تحسب أن علي رضي الله عنه سيشفعك يومها؟؟ والله أنكم لغافلون وضالون
وأشفق عليكم مما أنتم فيه.. وتقولون عن الشيخ أبن باز رحمه الله أنه أعمى بصر وبصيرة؟؟ من هو أعمى
البصيرة يا من تدعون حب الرسول صلى الله عليه وسلم؟؟
أعلموا يا روافض أن ألمنا ليس فقط على مقتل الحسين رضي الله عنه، الذي قتله شيعة الكوفة، بل ألمنا الأكبر على
وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، فحزننا على وفاته كبير.. وألمنا على مقتل الصحابة رضي الله عنهم أجمعين..
وألمنا على جميع الأنبياء والرسل صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.. أن سيدنا يحيى عليه السلام قُتل بأبشع
جريمة أرتكبها المغضوب عليهم اليهود وقُتل معه أبوه زكريا عليه السلام، وقد قُطع رأس يحيى عليه السلام وقُدم
مهراً لفاجرة، أما يحزنكم هذا؟؟ ألا تألمون لمقتله على أيدي القردة والخنازير؟؟؟ إن كنتم مسلمين حقاً فألمكم يجب
أن يكون على كل الرسل والأنبياء عليهم السلام، كل الصحابة رضوان الله عليهم، كل من شهد بالوحدانية ومات على
ذلك… ولكنكم عمي لا ترون إلا ما زُرع في عقولكم..
وأرجع إلى ردودكم التي تحزن القلب، قرأت أحد الردود وكان كالتالي:
((و ثاني شي انا سئلت سؤال و محد ماجاوبني عليه
السؤال هو من يجب ان نتبع بنظركم احكمو بعقلكم
انتبع ابو بكر و عمر و نترك اهل بيت الرسول
اي منطق يرضا بهذا الكلامممم))
أقول للأخ أو الأخت، المسلم يتبع الرسول صلى الله عليه وسلم، يتبع ما ذكره الله عز وجل في كتابه الكريم، وصحابة
الرسول وآل بيته رضوان الله عليهم يتبعون الرسول صلى الله عليه وإن كنتم تتبعونه صلى الله عليه وسلم لأحببتم
أصحابه رضوان الله عليهم…
وأختم كلامي بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من تعمد على كذبًا فليتبوأ مقعده من النار) رواه البخارى
ومسلم والنسائى، فأحذروا يا مسلمين مما تقولون ولا تتفوهوا بالأكاذيب على رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم..
وأسأل الله أن يهديكم وأن تتوبوا قبل أن تشرق الشمس من مغربها ويومها لن تجدوا من ولي ولا نصير..
اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين
اللهم إني أسألك حسن الخاتمة وأسألك الجنة
اللهم أحشرني مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومع أصحابه رضوان الله عليهم
اللهم أحشرني مع أبو بكر الصديق
وعمر بن الخطاب
وعثمان أبن عفان
وعلي بن أبي طالب
ومعاوية أبن أبي سفيان
وخالد بن الوليد
وأحشرني مع زوجات وبنات حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم
السيدة خديجة بنت خويلد
السيدة سودة بنت زمعة
السيدة عائشة بنت ابي بكر
السيدة حفصة بنت عمر
السيدة زينب بنت خزيمة
السيدة أم سلمة هند بنت عتبة
السيدة زينب بنت جحش
السيدة جويرية بنت الحارث
السيدة صفية بنت حيي بن أخطب
السيدة أم حبيبة رملة بنت ابي سفيان
السيدة ماريا بنت شمعون المصرية
السيدة ميمونة بنت الحارث
أمهات المؤمين ، رضي الله عنهن أجمعين
وأحشرني مع فاطمة بنت محمد رضي الله عنها
اللهم أجعلنا جيران لهم في الجنة
اللهم آمين
أسأل الله الهداية لي ولكم
وأستغفر الله العظيم