السلام عليكم ورحمة الله..
أربعة أنواع من المسلمين.. قابلتهم في مكانٍ ما.. يندر وجود المسلمين بين مرتاديه
النوع الأول:
مسلم بالوراثة.. مثل غالبيتنا، من مجتمع نصف مسلم
متوسط العمر.. بسيط.. مجتهد في عمله.. مُنجِز.. مفتخر بديننا
يحترمه كل من في ذلك المكان.. لم أره يومًا يتناقش أو يتعارك مع أحد
قال لي مرةً: "نحن قليلون هنا.. حاولي دعوة أصدقائك لنزيد!"
ولم أفعل..!
النوع الثاني:
مسلم باختياره.. حديثًا، نشأ في مجتمع بوذي/ملحد
متوسط العمر، محب لله تعالى، محب للمسلمين جميعًا..
أنقذه الله تعالى من موت محقق عدة مرات قبل أن يقوده إلى الإسلام في أكثر الأماكن بغضًا للمسلمين!
مسالم أيضًا.. محترم، يحترمه الجميع.. يبهر الكثيرين بمعرفته الواسعة في مجالٍ ما..
وجوده يذكرني بـ "يحبهم ويحبونه"
قال مرةً: "أكثر ما نحتاجه الآن هو أن نتّحِد كمسلمين!"
ولم نفعل بعد..!
النوع الثالث:
مسلم بالوراثة.. كغالبيتنا.. من مجتمع مسلم
في نهاية المراهقة، يعد نفسه ملتزمًا ومتمسكًا بالإسلام
لم يأتِ يومًا دون إثارة عراك أو التسبب في أن يضحك الآخرون منه
وجوده يُشعرني بالخجل الشديد! أتمنى لو ينسى الطريق المؤدية إلى ذلك المكان تمامًا!
يظن نفسه منزّهًا وأن المكان الذي ينتمي إليه منزّه كذلك.. وأن الكل على خطأ وهو فقط على صواب!
سألني مرةً رغم علمه بكوني مسلمة: "هل تصلّين؟" !!!!!!
ولم أُجِب..!
النوع الرابع:
مسلم بالوراثة..أيضًا من مجتمع مسلم
في بدايات المراهقة..
كان وجوده صدمة شديدة.. لا أدري لمَ يصف نفسه بالمسلم إن كان إلحادي التفكير؟!
كان حديثه عن الإسلام وعن الله تعالى أسوأ وأخبث من حديث الملحدين والمبغضين للإسلام.. حمدت الله كثيرًا أنه لم يقله على الملأ!
وإلا لكان هدم بكلمات ما بناه غيره طوال أشهر!
لن أقتبس شيئًا من كلامه.. ولا أريد أن أتذكر حتى!
هذه أربعة أصناف.. يوجد غيرها الكثير، هي ليست قوالب يُقاس عليها، وإنما مجرد عيّنة عشوائية شاء الله تعالى أن ألتقيها وأن أتعلم منها..
كل صنف منهم علّمني شيئًا، كل صنف.. حتى الأسوأ
ولأنني تعلمت منهم أحببت أن أشرككم بذلك..
الحمد لله الذي أتمّ لنا الإسلام، فلا نقصٌ فيه ولا عيب
كل مأخذ يؤخذ على الإسلام هو بسببنا نحن المسلمين على اختلاف درجاتنا وأنواعنا
وتزيد المشكلة حين نغترّ بوضعنا ونحاول قولبة الإسلام ككل ليكون كما نحن! فلا إسلام إلا لمن كان مثلنا ولبس مثلنا وفكّر مثلنا.. بل وربما.. وعاش في منطقتنا!
الحمد لله أن الإسلام ليس ثوبًا يُلبس.. بل أساس متين يُبنى عليه
ونعقّد المشكلة أكثر حين نعطي لأنفسنا الحق بالحكم على الناس، وكأننا ضمنّا خلاصنا وليس لدينا ما نفعله سوى تتبّع العثرات وإطلاق الأحكام على الآخرين.
تلك الأنواع وضعت أمام عينيّ "يا مقلّب القلوب ثبت قلبي على دينك"، لا أحد فينا يضمن نفسه.. لا نستطيع أن نقول أن تلك الأنواع ثابتة! نحن بشر.. من طبيعتنا التغيّر، ثباتنا بيد الله وحده. حتى أسوأ الأنواع قد ينقلب ليصبح أفضل منّا جميعًا.
تلك الأنواع مكنتني من استشعار الإسلام كصلة قرابة، لا النسب ولا اللغة ولا اللون.. فقط الإسلام.
تلك الأنواع أشعرتني بحاجتنا الكبيرة.. والكبيرة جدًا.. لنعرف حدودنا.. ونعرف من نحن وما المطلوب منا.
جعلتني أتأمل.. سبحان الله.. لم يجعل الله تعالى الجنة درجات، والنار دركات، عبثًا!
علمتني أيضًا أن اتخاذ الصحابة رضوان الله عليهم كقدوات لا يكون أبدًا باتخاذ أسمائهم.. بل قد يسيء إليهم بهذا الشكل!!
علمتني الفرق بين المظهر والجوهر،
علمتني أن الله يؤتي فضله من يشاء،
علمتني الكثير.. وبعضها مازال يعلمني..
وقد ترون فيها أكثر مما رأيت فتلهمكم أمورًا أخرى غفلت أنا عنها..
كان هذا ما تعلّمته فقط من المسلمين.. وإن كان الاحتكاك بغير المسلمين علمني أيضًا..
أتمنى إشراككم بذلك أيضًا.. إن شاء الله تعالى
يارب ثبتنا على دينك حتى نلقاك..
والسلام عليكم.