التصنيفات
روضة السعداء

قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ. التوبة 51

هي الآيات ذاتها تستوقفني في كل ختمة
تشعرني فعلياً بمعنى رائع نكاد نغفل عن حقيقته : أن القرآن كلام الله تعالى
مولاي يخاطبني يواسيني يصبرني .. يأخذ بيدي رغم تفريطي في جنب الله

:

لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ. الحديد 23

كم من زهرة أعمارنا نمضيها نتوق إلى شيء ما.. نأسى على فواته .. نتعلق لا إرادياً بـ "لو" التي حذرنا رسولنا صلى الله عليه و سلم منها..
قد نتابع مسار حياتنا، و لكن بضيق .. ضيق الحسرة على فوات الأماني..

خط النبي صلى الله عليه وسلم خطا مربعا ، وخط خطا في الوسط خارجا منه ، وخط خططا صغارا إلى هذا الذي في الوسط من جانبه الذي في الوسط ، وقال :
( هذا الإنسان ، وهذا أجله محيط به ، وهذا الذي هو خارج أمله ، وهذه الخطط الصغار الأعراض ، فإن أخطأه هذا نهشه هذا ، وإن أخطأه هذا نهشه هذا ) . صحيح البخاري

:

كنت بحاجة لأن أقرأ أكثر .. بحثت في عالم النت، فوجدت هذه التذكرة الرقيقة
أنقلها لكل تائهة في بحر الأماني

:

عجيبة هي الدنيا ..تتركنا ..نتمنى ..نأمل ..نحلق كفراشات تحلم أن تكون طيوراً تحلق في جو السماء…ولكنها لاتتعدى مداها…وأفق دنياها المحدود الذي رسم لها…
ليتنا ندرك هذا الدرس وننقشه في قلوبنا نقشاً لاتعبث به رياح الأهواء والشهوات.. ليتنا لانتعدى تلك الخطوط المرسومة أبداً…رغم وضوحها وظهورها إلا إن عين أمانينا وحبال
آمالنا تتسلق تلك الحواجز..وتقفز تلك الحدود ..وتمضي بعيداً بعيداً كبعد أمانينا صعوداً وبعداً… ليتنا ندرك أننا زهوراً تنتظر القطاف .. وثماراً ربما لاتدرك موسم الحصاد…
ليتنا نقدر أنفسنا قدرها ..ونعلم أننا ماخلقنا إلا لعبادة الله …نضيء حياتنا بهذا النور ونحرث ونزرع في أرض الآخرة…حتى ينفذ الوقود وتنطفيء
شمعة الحياة…ولاانطفاء إذ تضيء هناك..نوراً عظيماً لمن كانوا من الأكياس في دنياهم ..ولم يغتروا كغيرهم يسيرون في طريقٍ نورهم
يسعى بين أيديهم وبأيمانهم…ليتنا ندرك زيف الحياة ..وأنها بهرج وزخرف ..خداعة غرارة… ليتنا نعلم أنها مارفعت إلا وستضع ..
وما أعطت إلا لتمنع ..وأنها ماوهبت إلا لتفجع حالها في تقلب ..يصرفها من بيده مقادير كل شيء …بحكمة وعلم…
أترانا نعقل هذا الدرس قبل أن نفجع وتقطع حبال الآمال الواهية…؟؟!!

:

نحن الآن في شهر الصيام

عندما ينتابكِ ضيق من جوع أو عطش أو تعب
هل تتمنين لو أنكِ لست صائمة ؟ هل تفكرين " ليته لم يكن رمضان" ؟
هل تتفكرين بحالك كصائمة، أم أن علمك بأن حال الصوم لن يدوم، إذ الإفطار آت، و الأجر مكتوب إن شاءالله، يغنيكِ عن ذلك؟

هذا هو حال صبرك على أمر الله و قضائه..

:

أخيراً ..

وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ. البقرة 216

لعل فوات أمانينا فيه الخير لنا، فالله مولانا يعلم ما لا نعلم، و هو أرحم بنا منا

فلنقف بين يديه سبحانه و ندعوه في هذا الشهر الفضيل

" اللهم رضنا بقضائك و أغننا بفضلك و اشغلنا بك عما سواك "

والحمدلله رب العالمين

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.