وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله
احبتى فى الله
فإن أحسن الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محداثتها
وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار
دعونا في البداية نبين أن محبة النبي ليست كسائر المحبة لأي شخص نعم
إن محبة النبي عبادة عظيمة نعبد بها الله
عز و جل وقربة نتقرب بها من خلالها إليه و أصل عظيم من
أصول الدين ودعامة أساسية من دعائم الإيمان كما قال تعالى
"{النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم}
وكما قال رسول الله
"والذي نفسي بيده لايؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه
وماله وولده والناس أجمعين". [البخاري]
وفي الصحيح أيضاً أن عمر رضي اللّه عنه: يا رسول اللّه واللّه لأنت
أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي فقال
"لا يا عمر حتى أكون أحب إليك من نفسك" فقال: يا رسول اللّه
واللّه لأنت أحب إليَّ من كل شيء حتى من نفسي
فقال: "الآن يا عمر "
إذن فمحبة النبي ليست أمرا ثانويا أو أمرا
مخير فيه إن شاء المرء أحبه وإن شاء لم يحبه بل هي واجب
على كل مسلم وهي من صميم الإيمان ولابد لهذا الحب
أن يكون أقوى من أي حب ولو كان حب المرء لنفسه .
يعتقد البعض ان الاحتفال بالمولد النبوى الشريف
من الامور المحبة الى الرسول إن الناظر
في السيرة النبوية وتاريخ الصحابة والتابعين وتابعيهم وتابع تابعيهم
بل إلى ما يزيد على ثلاثمائة وخمسين سنة هجرية لم نجد أحدا
لا من العلماء ولا من الحكام ولا حتى من عامة الناس قال بهذه
العمل أو أمر به أو حث عليه أو تكلم به
قال الحافظ السخاوي في فتاويه :"عمل المولد الشريف لم ينقل عن
أحد من السلف الصالح في القرون الثلاثة الفاضلة وإنما حدث بعد
اذن الاحتفال بالمولد النبوي مع البدع العظيمة والمستحدثة فى التاريخ الاسلامى
اذا متى ومن اول من احتفل بالمولد النبوى الشريف
والجواب على هذا السؤال عند المؤرخ السني ( الإمام المقريزي ) رحمه الله
يقول في كتابه الخطط ( 1/ ص 490وما بعدها):" ذكر الأيام التي كان الخلفاء الفاطميون يتخذونها
أعياداً ومواسم تتسع بها أحوال الرعية وتكثر نعمهم"
قال:" وكان للخلفاء الفاطميين في طول السنة أعياد ومواسم وهي مواسم( رأس السنة)
ومواسم ( أول العام )،( ويوم عاشوراء) ،( ومولد النبي صلى الله عليه وسلم )
( ومولد علي بن أبي طالب رضي الله عنه ) ، ( ومولد الحسن والحسين عليهما السلام )
( ومولد فاطمة الزهراء عليها السلام ) وغيرها الكثير
ماذا قال أهل العلم عن الدولة الفاطمية العبيدية التي أحدثت هذا الأمر ( المولد النبوي)؟
قال الإمام أي شامة المؤرخ المحدث صاحب كتاب الروضتين في أخبار الدولتين ص 200-202عن الفاطميين العبيديين
أظهروا للناس أنهم شرفاء فاطميون فملكوا البلاد وقهروا العباد وقد ذكر جماعة من أكابر العلماء أنهم لم يكونوا لذلك أهلا ولا نسبهم صحيحا بل المعروف أنهم (بنو عبيد ) وكان والد عبيد هذا من نسل القداح الملحد المجوسي وقيل كان والد عبيد هذا يهوديا من أهل سلمية من بلاد الشام وكان حدادا
اذن هى بدعة مستحدثة
عن جابر بن عبدالله قال: قال رسول الله : { من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وخير الحديث كتاب الله عز وجل وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة } [رواه مسلم والبيهقي وعنده وعند النسائي بإسناد صحيح { كل ضلالة في النار }.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله :{ من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد }[متفق عليه] وفي رواية لمسلم { من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد }.
اثبات بطلان عيد المولدالنبوى
– أن رسول الله ثبت عنه أنه لما جاء المدينة وعندهم أعياد أبطلها وقال:
{ عيدنا أهل الإسلام عيد الفطر وعيد الأضحى }.
– أن النصوص تنهى عن البدعة وتصفها بأنها ضلالة { وكل بدعة ضلالة }.
أن فاعل هذه البدعة غير مأجور على فعله بل مردود على صاحبه لقول
النبي ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد)
ولايكفي حسن النية بل لابد من متابعة النبي صلى .
ـ قال الله تعالى ( اليوم أكملت لكم دينكم أتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ).
والذي يقول إن المولد عبادة نتعبد لله تعالى بها فهو مكذب بهذه الآية
وهو كفر بالله عزوجل فان قال انه مصدق بها لزمه ان يقول ان المولد
ليس بعبادة ويكون اقرب الى العبث واللعب منه الى ما يقرب الى الله عزوجل
ـ أن الممارس لهذا الأمر- اعني بدعة المولد كأنه يتهم للرسول بالخيانة
وعدم الأمانة و العياذ بالله لأنه كتم على الأمة ولم يدلها على هذه العبادة العظيمة التي تقربها إلى الله
– ولذلك أبطل رسول الله أعياد أهل الجاهلية.
أن في إقامة هذه البدعة تحريف لأصل من
أصول الشريعة وهي محبة النبي
واتباعه ظاهرا وباطنا واختزالها في هذا المفهوم البدعي الضيق
الذي لايتفق مع مقاصد الشرع
وهذا لاشك تحريف لمعنى محبة الله ومحبة رسول لان محبة الله والرسول تكون
باتباع سنته ظاهرا وباطنا كما قال جل وعلا( قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله )
– أنها من ابتداع الروافض أعداء الإسلام وهم أهل البدع وبناء القباب
والمساجد على القبور.
– عدم فعل أحد من السلف الصالح لهذه البدعة مع أنهم أكمل إيماناً
وأفهم للنصوص وأي شيء يُتدين به ولم يكن من علم السلف
فليس بدين بل بدعة محدثة.
ـ أن هذا المولد فيه مشابهة واضحة لدين النصارى الذين يحتفلون
بعيد ميلاد المسيح وقد نهينا عن التشبه بهم كما قال صلى الله عليه
وسلم ( ومن تشبه بقوم فهو منهم )
ـ ان فاعل هذا المولد واقع فيما نهى النبي أمته
صراحة فقد قال ( لاتطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم ) فقد
نهى عن تجاوز الحد في إطرائه ومدحه وذكر أن هذا مما
وقع فيه النصارى وكان سبب انحرافهم .
ـ أن فعل المولد غلو مذموم في شخص النبي و من أعظم الذرائع المؤدية للشرك الأكبر
وهو الكفر المخرج من الملة لأن الغلو في الصالحين
كان سبب وقوع الأمم السابقة في الشرك وعبادة غير الله عزوجل.
ففي هذه الموالد يترنمون بالمدائح النبويةوعلى رأسها بردة البوصيري الذي يقول
ياأكرم الخلق مالي من ألوذ به *** سواك عند حلول الحادث العمم
فإن من جودك الدنيا وضرتها *** ومن علومك علم اللوح والقلم
ويقول أحمد بن محمد ابن الحاج السلمي
نور الهدى قد بدا في العرب والعجم *** سعد السعود علا في الحل والحرم
بمولد المصطفى أصل الوجود ومن *** لولاه لم تخرج الأكوان من عدم
فماذا بقي لرب العباد إن هذا ليس شركا في الألوهية بل هو شرك في الربوبية
وبعد هذا أوصي نفسي وإخواني المسلمين بتجنب البدع ومن وقع في شيء منها فعليه تركها والرجوع إلى السنة
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى وأسأل الله أن يغفر لنا ولوالدينا
ولجميع المسلمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
تم الاستلال من بعض الموقع صيد الفوائد اسلام اون لاين
الكتب والمراجع التحذير من البدع للشيخ عبد العزيز بن باز