في يوم من أيام شهر ربيع الأول كتب الله له خلود الذكر
كانت ولادة طفل ليس له مثيل في الأطفال من قبل ومن بعد وقد كانت قافلة الحياة
الإنسانية في بيئة جزيرة العرب جائرة القصد , ضلت بها السبل
وكان العالم الإنساني أجمع يعاني عوامل البلى
الإنسانية في بيئة جزيرة العرب جائرة القصد , ضلت بها السبل
وكان العالم الإنساني أجمع يعاني عوامل البلى
فالوثنية تهلك الروح والجهالة توثق العقل بقيود لافكاك منها والمادية ترهق الجسد وتكاد تمحقه
وقد كان ولاة الأمر قد غلب عليهم الفسوق والعصيان
والإنغماس في الترف وعامة الناس تملأهم الأنانية
وتنتابهم دوافع الهمجية والطمع
هذا كان حال الجزيرة العربية حين ولد نبينا نبي الهدى
وتلك كانت حال الإنسانية يوم مولد محمد صلى الله عليه وسلم في مكة بأرض الجزيرة العربية التي إختارها
الله موئلا لرسوله ولرسالته التي يخرج بها الناس من الظلمات إلى النور
نعم كان العالم الإنساني حين ولد محمد يعاني تفكك الأخلاق بل واندثارها وضياع المثل العليا وتحلل الرجولة
فكان هذا المولود الذي يشهد له الوحى الذي تنزل عليه
من الله سبحانه وتعالى بالخلق العظيم , لما انطبع عليه
من كمال الصفات النوادر والرجولة الكاملة
ولما حمل دين الله الإسلام الذي يجمع إلى سعادة
الدنيا نعيم وسعادة الآخرة
لقد ولد محمد رسول الله والعرب قد انصرفوا إلى نزاع لاينقطع وصراع لايتوقف فلما حانت رسالته بعد إذ أعده
الله ورباه قابلوها بالعناد ودافعوها بالكيد والعدوان
فما وهنت عزيمته ولا لانت قوته وإنما واجه الأذى بالصبر
والسفه بالحلم والغلطة بالرقة
وهذا هو الخلق الذي أثنى به عليه القراّن
فقال الله في وصفه "وإنك لعلى خلق عظيم "
وبهذا الخلق إنتصر هذا الوليد وحده على العرب جميعا
فدخلوا في دين الله أفواجا مبلغا رسالة الله إليهم
وما حفظ العرب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
من قول وفعل وتقرير وبما نشأهم عليه من رجولة انتصر
العرب من بعده على العالم وصارت لهم أمة الإسلام ودولة المسلمين.
ألا ينظر المسلون أتباع هذا الوليد في يوم ذكرى ولادته
صلى الله عليه وسلم ماذا في نفوسهم من دينه الإسلام وماذا في أخلاقهم من خلقه وماذا في سلوكهم من مأثوراته وماذا في أيديهم من تراثه ؟
إن البعض من ضعاف القلوب إعتقدوا أن مولد الرسول
هوا يوما للإحتفال وقرع الطبول والمزمار وتناسوا إن لم
يكابروا أن الإحتفال بمولده هو الإقتداء بمسلكه
في ذكرى ميلاد نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم
ينبغي أن يراجع المسلمون شعوبا وحكومات رجالا ونساء
موقفهم من دينهم ليفيقوا من هذا النوم الذي ملأ قلوب
أكثرهم وليخففوا عن القدر اللوم الذي يصبونه عليه
فإن الله سبحانه وتعالى عدل لايظلم الناس مثقال ذرة
في ذكرى مولد النبي ذكرى انطلاق الإنسانية من أسر
الأوهام إلى حقيقة الإيمان فما أجدر النفوس الذاكرة
في هذه الأمة أن تخشع إجلا لا لذكرى ميلاد رسول
الله صلى الله عليه وسلم الداعي إلى التوحيد والوحدة
وداعية السلام والوئام بين بني الإنسان
في يوم مولدك يارسول الله أحرى بنا أن نقرأسيرتك
من جديد سيرة وسنة هذا المولود الذي من الله به
على البشرية هاديا ومبشرا ونذيرا
في يوم مولدك يا رسول الله ينبغي علينا أن نجمع أمرنا ونعرض حالنا على كتاب الله وسنة نبيه وأن نستقيم
على أخلاق صاحب الذكرى فقد كان صادق الوعد
وفيا بالعهد وبالعقد أمينا على رسالته وعلى أمته
شجاعا بلغ الرسالة وجمع الأمة على كلمة الله
وربى صحبه على أخلاقه فما وهنوا لما أصابهم في
سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا .
لتكن ذكرى مولد رسول الأمة تذكرة للمسلمين بأن
رسالة الإسلام خاتمة رسالات الله ينبغي أن تصان
عن العبث وأن تقود المجتمع وتسود ربوعه في
كل شئون الحياة وأن يكون كل مسلم ومسلمة حارسا أمينا عليها ويؤمن بها وينفذ أحكامها ولا يلتفت إلى غيرها
في سره وعلانيته وسلوكه وعبادته ومعاملاته مع الآخرين وأن يعلمها أهله وبنيه
حتى يقوم بناء هذه الأمة من جديد قويا على الأسس التي أقامها الله عليه وحتى تستمر رسالة هذا النبي
التي رسمت الطريق لإسعاد الناس أجمعين
"وأن هذا صراطى مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل
فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون"
هذا هو الإحتفال من وجهة نظري بمولد نبي الأمة
بما يناسبه من إجلال وتكريم ومراجعة لأقواله وأفعاله
وأخلاقه لتقتدي به في الدين والدنيا
"لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان
يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا "
لتكن ذكرى مولد رسولنا الحبيب عليه الصلاة والسلام
إيمانا بما نقل إلينا من معجزات أظهرها الله على يديه
تأييدا لدعوته دون مراء أو جدال
في ذكرى مولد الرسول دعونا نذكر سماحته وتواضعه
للناس ورفقه ورحمته بالضعفاء …
وصدق الله ربه الذي اصطفاه حيث وصفه فقال
لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ماعنتم حريص
عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم "
في ذكرى مولدك يارسول الله فلنصل عليك كثيرا ونسلم
عليك تسليما
هذا هو واجبنا في ذكرى مولد نبي النور والإيمان
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما كثيرا
بقلمي عهد الأماني
المصادر :القران الكريم