


هي سليلة بيت النبوة ، عاشت وتررعت في كنف أبيها سيد الخلق … وحضن أمها الطاهرة العفيفة السيدة الحكيمة العقلانية الذي أقرأها ربها السلام
من فوق سبع سموات .. فكانت هى ثمرة الزواج المبارك .. وفرحة أبويها التى لا توصف برؤيتها ، وإغمارسعادتهما بقدومها كيف لا ..؟؟ فهى الإبنة
الأولى ، والكُبرى من بين أربع بنات ( رضي الله عنهن ) بداية طفولتها كانت ، وكعادة أهل العرب في مكة المكرمة عامةً والأشراف خاصةً تم إرسالها وهى
رضيعة إلى البادية بيد مرضعات ؛ ليعتنى بها ، وبعد ما يقارب السنتين تم إعادتها إلى حضن أمها "رضي الله عنهما" التى عهدت بها إلى مربية تساعدها
برعايتها وتسهر على راحتها ، وكان ذلك لها ، حتى كبرت وشبت على مكارم الأخلاق والخصال الحميدة ، فكانت تلك الفتاة البالغة الطاهرة " رضي الله عنها"…

زواجها رضي الله عنها..
عندما بلغت صبية "رضي الله عنها " .. كانت لها خالة تدعى "هالة" قريبة جداً من أمها ، وكانت الخالة تتردد بين الحين والآخر لزيارة أختها " رضي الله عنها "..
لأنهما كانتا قريبتين من بعضهن البعض ، وكم حلمت بأن تكون هذه الإبنة الطاهرة الخلوقة بنت أختها رضي الله عنها" زوجة لابنها "أبي العاص… فهى رضي الله
عنها إبنة أحد أشراف قريش ، صاحب المكانة العظيمة بينهم وأمها معروفة بمنزلتها الرفيعة وبأخلاقها الكريمة أيضاً ، ومن خلال تلك الزيارات التى كان يقوم بها أبي العاص لبيت خالته تعرف عليها ..

وفي إحدى الأيام فاتحت "هالة" أختها "رضي الله عنها "بنوايا ابنها الذي أختارابنة خالته ، ذو المكانة العظيمة في قريش أن تكون شريكة حياتهِ وزوجة له.
عمت الفرحة في قلب السيدة العظيمة "رضي الله عنها".. وهي ترى ابنتها وبكرها وقد كبرت وأصبحت في سن الزواج ، تم زفت هذا الخبر السعيد إلى والدها 

تخبره بنوايا ابن أختها أبي العاص ورغبته في التقدم لخطبة ابنته "رضي الله عنها" ، فما كان منه
إلا أن رحب بهِ ليكون خطيباً وزوجاً لابنتهِ بعد موافقتها …

وقد كان رأي والدها
: إنه نعم الصهر الكفء ، ولكن طلب من الخاطب الانتظار، حتى يرى رأي ابنته "رضي الله عنها" في ذلك ورغبته في معرفة رأيها

في هذا الموقف. وما كان منها "رضي الله عنها" إلا أن تسكت إعلاناً منها قبول ابن خالتها أبا العاص ؛ ليكون زوجاً لها تسهرعلى رعايته وراحته ، وتشاركه
فرحهِ وحزنهِ .. وعندما ذاع الخبر في كل أرجاء مكة ، فعمت الفرحة بين الناس ، وأخذوا يهنئون ويباركون لها "رضي الله عنها" بالزوج الذي اختارته ،
فهو من الرجال المعدودين مالاً وتجارة في مكة ، وفي الوقت نفسه يهنأ أبو العاص بالفتاة التي اختارها لتكون زوجة له ، انتظر الجميع يوم الزفاف ،

وعندما حان الموعد المنتظر نحرت الذبائح وأقيمت الولائم ، وكانت فرحة كليهما لا توصف.. وعاشا الزوجين بسعادة ، فقد كانت رضي الله عنها خير
الزوجة الصالحة الكريمة لأبي العاص ، وكان هو خير الزوج الفاضل الذي أحاطها بالحب والأمان.. وشاء الله تعالى أن يكون ثمرة هذا الزواج السعيد طفلين أنجبتهما " رضي الله عنها الأول علي بن أبي العاص الذي توفي صبياً وكان رسول الله
قد أردفه وراءه يوم الفتح ، والثانية أمامة بنت أبي العاص التي

تزوجها علي بن أبي طالب " رضي الله عنه " بعد وفاة السيدة " فاطمة الزهراء "رضي الله عنها"..
