– الأذْكَارُ بَعْدَ السَّلاَمِ مِنَ الصَّلاَةِ
(1)
أسْتَغْفِرُ اللهَ – ثَلاثاً – اللَّهُمَّ أنْتَ السَّلاَمُ، وَمِنْكَ السَّلاَمُ، تَبَارَكْتَ يَا ذَا الجَلالِ والإكْرَامِ
رواه مسلم
قوله: أستغفر الله ثلاثاً أي: ثلاث مرات؛ قيل للأوزاعي – وهو أحد رواة الحديث -: كيف الاستغفار؟ قال: يقول: أستغفر الله، أستغفر الله.
قوله: أنت السلام أي: السالم من المعايب والحوادث، والتغير والآفات، وهو اسم من أسماء الله تعالى؛
فالله هو السلام التي أمرنا الله بدعائه بها في قوله تعالى :{ ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها } [ الأعراف : 180 ]،
ومعناه : أي المنزه عن كل عيب وآفة ونقص ، وهو سبحانه منزه عن كل ما ينافي صفات كماله ،
ومنزه عن مماثلة أحد من خلقه أو أن يكون له ند بوجه من الوجوه ..
وصف به نفسه في كونه سليماً من النقائص، أو في إعطائه السلامة لخلقه .
فالله هو السلام التي أمرنا الله بدعائه بها في قوله تعالى :{ ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها } [ الأعراف : 180 ]،
ومعناه : أي المنزه عن كل عيب وآفة ونقص ، وهو سبحانه منزه عن كل ما ينافي صفات كماله ،
ومنزه عن مماثلة أحد من خلقه أو أن يكون له ند بوجه من الوجوه ..
وصف به نفسه في كونه سليماً من النقائص، أو في إعطائه السلامة لخلقه .
قوله: ومنك السلام أي: السلامة، والمعنى: أنه منك يرجى ويستوهب ويستفاد
أي أن السلامة من المهالك إنما ترجى وتستوهب منك وحدك ، ولا ترجى من أحد سواك ،
وهذا مستفاد من أسلوب الحصر في قوله :" ومنك السلام " أي وحدك دون غيرك .
وهذا مستفاد من أسلوب الحصر في قوله :" ومنك السلام " أي وحدك دون غيرك .
قوله: تباركت أي: تعاليت وتعاظمت، وأصل المعنى: كثرت خيراتك واتسعت، وقيل معناه: البقاء والدوام.
قوله: يا ذا الجلال والإكرام أي: يا صاحب الجلال والإكرام وهما وصفان عظيمان للرب سبحانه دالان على كمال عظمته وكبريائه ومجده
وعلى كثرة صفاته الجليلة وتعدد عطاياه الجميلة ، مما يستوجب على العباد أن تمتلئ قلوبهم محبة وتعظيما وإجلالا له ..
المستحق لأن يهاب لسلطانه وجلاله، ويثنى عليه بما يليق بعلو شأنه، والجلال مصدر الجليل، يقال: جليل بيِّنُ الجلالة؛ والجلال: عِظَم القدر؛ فالمعنى: أن الله تعالى مستحق أن يُجَلَّ ويكرم، فلا يجحد، ولا يكفر به، وهو الرب الذي يستحق على عباده الإجلال والإكرام
وعلى كثرة صفاته الجليلة وتعدد عطاياه الجميلة ، مما يستوجب على العباد أن تمتلئ قلوبهم محبة وتعظيما وإجلالا له ..
المستحق لأن يهاب لسلطانه وجلاله، ويثنى عليه بما يليق بعلو شأنه، والجلال مصدر الجليل، يقال: جليل بيِّنُ الجلالة؛ والجلال: عِظَم القدر؛ فالمعنى: أن الله تعالى مستحق أن يُجَلَّ ويكرم، فلا يجحد، ولا يكفر به، وهو الرب الذي يستحق على عباده الإجلال والإكرام
والحكمة من الإتيان بالاستغفار بعد الصلاة هي:
إظهار هضم النفس ، وان العبد لم يقم بحق الصلاة ، ولم يات بما ينبغي لها على التمام والكمال ،
بل لابد أن يكون قد وقع في شيء من النقص والتقصير ، والمقصر يستغفر لعله أن يتجاوز عن تقصيره ،
ويكون في استغفاره جبر لما فيه من نقص أو تقصير ..
.
إظهار هضم النفس ، وان العبد لم يقم بحق الصلاة ، ولم يات بما ينبغي لها على التمام والكمال ،
بل لابد أن يكون قد وقع في شيء من النقص والتقصير ، والمقصر يستغفر لعله أن يتجاوز عن تقصيره ،
ويكون في استغفاره جبر لما فيه من نقص أو تقصير ..
.
(2)
لا إلَهَ إلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، لَهُ الـمُلْكُ ولَهُ الـحَمْدُ، وهُوَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ، اللَّهُمَّ لاَ مَانِعَ لِـمَا أعْطَيْتَ، ولا مُعْطِيَ لِـمَا مَنَعْتَ، ولاَ يَنْفَعُ ذَا الجَدِّ مِنْكَ الجَدُّ
رواه البخاري ومسلم..
قوله: لا مانع لما أعطيت أي: لا أحد يقدر على منع ما أعطيت أحداً من عبادك، فإذا أراد الله تعالى أن يعطي أحداً شيئاً، واجتمع الإنس والجن على منعه، لعجزوا عن ذلك.
قوله: ولا معطي لما منعت أي: ولا أحد يقدر على إعطاء ما منعت.
قوله: ولا ينفع ذا الجد منك الجد أي: لا يمنع ذا الغنى غناؤه من عذابك.
(3)
لاَ إلَهَ إلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيْكَ لَهُ، لَهُ الـمُلْكُ, وَلَهُ الحَمْدُ، وهُوَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ، لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إلاَّ باللَّـهِ، لاَ إلَهَ إلاَّ اللهُ، وَلا نَعْبُدُ إلاَّ إيَّاهُ، لَهُ النِّعْمَةُ ولَهُ الفَضْلُ ولَهُ الثَّنَاءُ الحَسَنُ، لاَ إلَهَ إلاَّ اللهُ مُخلِصِينَ لَهُ الدِّيْنَ ولَوْ كَرِهَ الكَافِرُونَ
رواه مسلم
قوله: ولا نعبد إلا إياه أي: عبادتنا مقصورة على الله تعالى، غير متجاوز عنه.
قوله: له النعمة أي: النعمة الظاهرة والباطنة، وهي بكسر النون، ما أنعم به من رزق ومال وغيره، وأما بفتحها: فهي المسَرَّة والفرح وطيب العيش.
قوله: وله الفضل أي: في كل شيء،
قوله: وله الثناء الحسن والثناء يشمل أنواع الحمد والمدح والشكر.
والثناء على الله تعالى كله حسن، وإن لم يوصف بالحسن.
والمراد بـ الدين: التوحيد.
قوله: ولو كره الكافرون أي: وإن كره الكافرون كوننا مخلصين الدين لله، وكوننا عابدين.
(4)
سُبْحَانَ اللـهِ، والحَمْدُ للـهِ، واللهُ أكْبَرُ (ثَلاثاً وثَلاثِينَ) لاَ إلَهَ إلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيْكَ لَهُ، لَهُ الـمُلْكُ ولَهُ الحَمْدُ، وهُوَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ
رواه مسلم .
وجاء فيه: فتلك تسعة وتسعون، وتمام المئة: لا إله إلا الله….
وجاء عن أبي هريرة رضي الله عنه في فضل هذا الذكر وصفته: [ أن فقراء المهاجرين أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالوا:
ذهب أهل الدثور بالدرجات العلا، والنعيم المقيم؛ يصلّون كما نصلّي، ويصومون كما نصوم، ولهم فضل من أموال يحجون بها، ويعتمرون، ويجاهدون، ويتصدقون؟
فقال صلى الله عليه وسلم : ألا أعلمكم شيئاً تدركون به من سبقكم، وتسبقون به من بعدكم، ولا يكون أحد أفضل منكم؛ إلا من صنع مثل ما صنعتم؟ ، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: تسبحون، وتحمدون، وتكبرون، خلف كلِّ صلاة ثلاثاً وثلاثين.
قال أبو صالح: يقول: سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، حتى يكون منهن كلهن ثلاثاً وثلاثين ]
رواه البخاري..
قوله: الدثور جمع دثر؛ وهو المال الكثير،
وجاء في رواية: [تسبحون في دبر كل صلاة عشراً، وتحمدونعشراً، وتكبرون عشراً ]
رواه …..
وهذه الرواية لا تنافي رواية الأكثر.
وفي رواية أن تمام المئة:[ لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير]
وفي رواية: [ أن التكبيرات أربع وثلاثون ]
وكلها صحيحة ويجب قبولها، فينبغي على الإنسان أن يجمع بين الروايات من حيث العمل؛ فيعمل بهذه تارة وبهذه تارة وهكذا…
[قال المصحح: التسبيح، والتحميد، والتكبير أدبار الصلوات جاء على أنواع ستة على النحو الآتي:
النوع الأول: سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر (ثلاثاً وثلاثين) ويختم بلا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير
النوع الثاني: سبحان الله (ثلاثاً وثلاثين) الحمد لله (ثلاثاً وثلاثين) الله أكبر (أربعاً وثلاثين)
النوع الثالث: سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر (ثلاثاً وثلاثين)
النوع الرابع: سبحان الله (عشراً) والحمد لله (عشراً) والله أكبر (عشراً)
النوع الخامس: سبحان الله (إحدى عشرة)، والحمد لله (إحدى عشرة) والله أكبر (إحدى عشرة)
النوع السادس: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر (خمساً وعشرين)
والأفضل أن يقول هذا تارة، وهذا تارة، فينوِّع بين هذه التسبيحات]
وجاء عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما أنه قال: لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقدها بيمينه – وفي رواية: يعقد التسبيح بيمينه
وفيه صفة التسبيح؛ وهو أن يكون باليد اليمنى فقط، وبطريقة العقد؛ أي: شد الإصبع إلى باطن الكف.