التصنيفات
روضة السعداء

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

من نعم الله تعالى علينا التى لا تعد ولا تحصى أن هيئ لنا أمر عبادته وأرشدنا

إلى طريق طاعته، فما من خير إلا ودلنا عليه ، وما من شر إلا وحذرنا منه ..

ومن هذه الأفضال والمنن أن هدانا لصيام شهر رمضان ، فهو شهر كله بركات وخيرات وطاعات .

فقد شمل هذا الشهر الكريم كل أنواع الطاعات من..

صلاة وصيام وزكاة وتلاوة للقرآن وكل وجوه البر ، حتى العمرة فيه تعدل حجة مع النبى ..
لذا كان لزاماً علينا شكر نعم المولى وأداء حقوقه علينا فى هذا الشهر الكريم ،

بصيامه على أكمل وجه ، كما صامه النبى وصحابته إيمانا واحتسابا ،

أحكام الصيام..

* معناه :_

*-في اللغه : مصدر صام يصوم ، ومعناه : أمسك .

قال الله تعالى :_ (.. إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً..)مريم 26أى : إمساكاً عن الكلام ..

*- في الشرع : هو إمساك بنية عن أشياء مخصوصة في زمن مخصوص من شخص مخصوص .

*- الإمساك بنية : أى: بنية التعبد لله تعالى .

*- الأشياء المخصوصة : هي مفسداته .

_الزمن المخصوص : من طلوع الفجر حتي غروب الشمس .
_ أما الشخص : فهو المسلم العاقل البالغ غير الحائض والنفساء .

* أركانه :


(1) الامساك : – عن المفطرات من طلوع الفجر الي غروب الشمس .

لقوله تعالى : (.. وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمْ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنْ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنْ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْل..)البقرة178

(2) النية : – أن تكون كل ليلة من ليالي رمضان قبل الفجر لتمييز صيام رمضانمن صيام التطوع من النذر وغيره، لقوله:
(.. مَنْ لَمْ يُجْمِعْ الصِّيَامَ قَبْلَ الْفَجْرِ فَلا صِيَامَ لَهُ ..) رواه أبو داود

وتكفى النية أول ليلة من رمضان ، والنية محلها القلب ، لذا يعتبر استيقاظه منالليل للسحور حتى يتقوى به على الصيام نية للصيام..

*حكمه :

صوم رمضان واجب بالكتاب والسنة والاجماع . فأما الكتاب :

قوله تعالى :(.. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ..)البقرة 183

وقوله تعالى : (.. فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ..) والأمر يفيد الوجوب .

أما السنة :

فقوله عَن ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : قال رسول الله :

(.. بُنِيَ الإِسْلامُ عَلَى خَمْسٍ : شَهَادَةِ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، وَإِقَامِ الصَّلاةِ ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ ، وَحَجِّ الْبَيْتِ ..) رواه البخارى ومسلم .

وفي حديث طلحة ابن عبيد الله :

(.. أَنَّ أَعْرَابِيًّا جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ثَائِرَ الرَّأْسِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ:أَخْبِرْنِي مَاذَا فَرَضَ اللَّهُ عَلَيَّ مِنْ الصَّلَاةِ فَقَالَ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ إِلَّا

أَنْ تَطَّوَّعَ شَيْئًا فَقَالَ أَخْبِرْنِي مَا فَرَضَ اللَّهُ عَلَيَّ مِنْ الصِّيَامِ فَقَالَ:

شَهْرَ رَمَضَانَ إِلَّا أَنْ تَطَّوَّعَ شَيْئًا فَقَالَ :أَخْبِرْنِي بِمَا فَرَضَ اللَّهُ عَلَيَّ مِنْ الزَّكَاةِ فَقَالَ فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ شَرَائِعَ الْإِسْلَامِ
قَالَ: وَالَّذِي أَكْرَمَكَ لَا أَتَطَوَّعُ شَيْئًا وَلَا أَنْقُصُ مِمَّا فَرَضَ اللَّهُ عَلَيَّ شَيْئًا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ

: أَفْلَحَ إِنْ صَدَقَ أَوْ دَخَلَ الْجَنَّةَ إِنْ صَدَقَ ..)رواه البخارى ومسلم

أما الإجماع :

فقد أجمعت الأمه علي وجوب صيام رمضان ، وأنه أحد أركان الاسلام

التي علمت من الدين بالضرورة وأن منكره كافر مرتد عن دين الاسلام ..

وكانت فرضيته يوم الاثنين لليلتين خلتا من شعبان من السنة الثانية من الهجرة فصام النبى تسع رمضانات ..

* حكم من لم يصمه :
يحرم على من لا عذر له الفطر برمضان لأنه ترك فريضة من غير عذر .عن أبي هريرة أن النبي قال :

(.. مَنْ أَفْطَرَ يَوْمًا مِنْ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ رُخْصَةٍ رَخَّصَهَا اللَّهُ لَهُ لَمْ يَقْضِ عَنْهُ صِيَامُ الدَّهْرِ كُلِّهِ وَإِنْ صَامَهُ ..) رواه أبوداود وابن ماجة والترمذى ..

* بما يثبت الشهر : _
يثبت شهر رمضان برؤية الهلال ولو برؤية واحد عدل أو اكمال عدة شعبان ثلاثين يوماً والدليل علي ذلك من القرآن والسنة :

من القرآن : قوله تعالى : (.. فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ..)البقرة185.

من السنة : _
(1)عن ابن عمر رضي الله عنهما قال :

(.. تَرَاءَى النَّاسُ الْهِلَالَ فَأَخْبَرْتُ رَسُولُ اللَّهِ إِنِّي رَأَيْتُهُ وَأَمَرَ النَّاسَ بِصِيَامِهِ..)رواه أبو داود (2)عن عبد الله ابن قال :

" سمعت رسول الله يقول :

(.. إِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَصُومُوا ، وَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَأَفْطِرُوا ، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَاقْدُرُوا لَهُ ..)أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ

(2)عن أبي هريرة أن رسول الله قال :

(.. صُومُوا لِرُؤْيَتِه وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ فَإِنْ غُمَّ عليكُم فَأَكْمِلُوا عِدَّةَ شَعبانَ ثلاثِينَ يَوْمًا..)رواه البخاري ومسلم .

* النهي عن صيام يوم الشك : –
اذا لم يُرَالهلال ليلة الثلاثين مع الصحو، لم يصوموا وجوبا لانه يوم الشك المنهي
عن صومه، فعن أبي هريرة : عن النبي قال :
(..لا يَتَقَدَّمَنَّ أَحَدُكُمْ بِصِيَامِ يَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ قَبْلَ رَمَضَانَ إِلا أَنْ يَكُونَ صِيَامًا كَانَ يَصُومُهُ..) رواه البخارى ومسلم .
وما روي عن عمار بن ياسر قال:
(.. مَنْ صَامَ اليَوْمَ الذِي يُشَكُّ فِيهِ فَقَدْ عَصَى أَبَا الْقَاسِمِ ..)رواه أبو داود والترمذي .
فإذا ثبتت الرؤيه أو أكمل شعبان ثلاثين يوماً تصلي التراويح وتثبت رؤيته بشهادة مسلم مكلف عدل ، ولو عبداً أو أنثي ..
أما هلال شوال فلا تقبل فيه شهادة العدل الواحد , عند عامة الفقهاء ، واشترطوا
أن يشهد علي رؤيته اثنان ذوا عدل ..

*-أقسام الناس في الصيام
(1) المسلم البالغ العاقل المقيم القادر السالم من الموانع :
فيجب عليه صوم رمضان أداء في وقته لدلالة الكتاب والسنة والاجماع ، قال تعالى:(.. فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ..)البقرة 185
وقوله ": عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ :
(.. الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ ، قَالَ : إِذَا رَأَيْتُمُ الْهِلالَ فَصُومُوا ، وَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَأَفْطِرُوا ، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَاقْدُرُوا لَهُ ..)
أما الكافر فلا يجب عليه الصيام ولا يصح منه لأنه ليس أهلا للعبادة , فاذا أسلم في رمضان لم يلزمه قضاء الأيام الماضية لقوله تعالى :
(.. قُل لِلَّذِينَ كَفَرُواْ إِن يَنتَهُواْ يُغَفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ..)الأنفال8
اذا أسلم أثناء النهار لزمه الإمساك وليس عليه القضاء .

(2) الصبي :
فلا يجب عليه الصيام حتي يبلغ لقول النبي
(.. رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثلاث: عن الصَّبِى حَتَّى يَبْلُغَ، وَعَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ، وَعَنِ الْمَجْنُونِ حَتَّى يُفِيقَ ..)رواه أحمد وأبو داود والنسائى..

ولكن يأمره وليه بالصوم اذا أطاقه تمريناً له علي الطاعة حتي يألفها بعد بلوغه ، فقد كان الصحابة – رضوان الله عليهم –
يصوّمون أولادهم وهم صغار ، كما فى حديث الربيّع بنت معوذ حيث قالت :

أرسل رسول الله صبيحة عاشوراء إلى قرى الأنصار : (.. مَنْ كَانَ أَصْبَحَ صَائِمًا فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ ، وَمَنْ كَانَ أَصْبَحَ مُفْطِرًا فَلْيُتِمَّ بَقِيَّةَ يَوْمِهِ..)
(.. فكنا نصومه بعد ذلك ، ونصوّم صبياننا الصغار منهم ، ونذهب إلى المسجد فنجعل

لهم اللعبة من العهن ، فإذا بكى أحدهم من الطعام أعطيناه إياه ،

حتى يكون عند الإفطار ..)رواه البخارى ومسلم .

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.