التصنيفات
فيض القلم

أيها العيد كن سعيداً…..!!! – فيض القم

أيها العيد كن سعيداً . !*

آسِفٌ ! ، إنْ طرقتَ يا عيدُ بابي

آيباً ، بعد فترةٍ من غيابِ .

فتعجَّبتَ من سلوكي كثيراً

وتساءلتَ :

ما جرى لي ؟ وما بي .؟

ولماذا أبدو حزيناً كئيباً

غير مستبشرٍ بهذا الإيابِ .

لم أقابلْكَ مثلما كنتَ ترجو

بكمانٍ ، وطبلةٍ ، وربابِ .

ما تبسَّمتُ ، أو دعوتُ لحفلٍ

أو عَشاءٍ ،

أو سهرةٍ ، أصحابي .

كلما رنَّ هاتفي ، قلتُ للطالبِ : " عيدٌ مباركٌ " باقتضابِ .

ليس من زينةٍ على باب بيتي

أو عطورٍ ، تفوح من أعتابي .

ليس عندي ، يا عيدُ ، مَنٌّ وسلوى

وطعامي ، لم يختلفْ ، وشرابي .

قهوتي " سادةٌ " ،

ككل صباحٍ

ومساءٍ ،

والماءُ في أكوابي .

ومن السوق ما اشتريتُ جديداً

ولبستُ القديمَ من أثوابي .

وكأنِّي لم أحسِب اليوم هذا

يومَ عيدٍ ، لمَّا حسَبتُ حسابي .

فلْتعاتِبني .. ولْتلُمني فإني

مستعدٌ ، للوْمِ أو للعتابِ .

وإذا ما وجدتني مكتئباً

ولمستَ البرودَ في أعصابي .

لا تسلني ..ما السر في لامبالاتيَ أو في تعاستي واكتئابي.

وتأكَّدْ .. بأنَّ لي ألفَ عذرٍ

وتأكَّدْ .. بأنَّ لي أسبابي .

وبأني واعٍ ، بكامل وعيي

جئتَني أنت كي تُطِير صوابي .!

فلتحاولْ ..

يا عيدُ ، فهمي وحاولْ

مرةً ، في حياتكَ ، استيعابي .

***
أي دربٍ ، سلكتَه أيها العيدُ ، وهل زرتَ ، يا ترى ، أحبابي ..

في فلسطينَ ، ؟

هل نزلتَ إلى الوديان فيها ، وهل صعدتَ الروابي .؟

هل رأيتَ الخيامَ تقذفها الريحُ بعيداً ، في جيئةٍ وذهابِ ؟

هل رأيتَ البيوتَ تُهدمُ ؟ قلْ لي :

هل توقعتَ حجم ذاك الخرابِ .؟

هل رأيتَ الدموعَ في أعين الناسِ ، وأدركتَ ما بهم من عذابِ .؟

هل رأيتَ الأطفالَ ، يقضون أيامكَ ، يا عيدُ ، دون ما ألعابِ .؟

أو مراجيحَ او ملاهٍ ، ولمَّا

جئتَهم ، قابلوكَ باستغرابِ . ؟

هل سمعتَ الأقصى ينادي : " هلمُّوا .!

أنقِذوني ..

من اليهود الكلابِ " . ؟!

هل رأيتَ الجوابَ ؟! وهو دماءٌ ..

حول أسواره ، لخير الشبابِ .

نحنُ بين الشعوب معجزة العصر، غدونا ومبعث الإعجابِ .

في الأعالي نحيا ، إذا ما أردنا

وطناً ،

كي نعيشَ فوق الترابِ .!

***

أي عيدٍ ؟ ولم نزل في لجوءٍ

ونزوحٍ ،

وغربةٍ ، واغترابِ .؟

أي عيدٍ ؟

بدون أهلي وصحبي

وجبالي ، وأبحري ، وهضابي .؟

وانسحابِ المحتلِّ من كل أرضي

أي عيدٍ هذا ؟

بدون انسحابِ .؟!

***

أيها العيدُ ، كنْ سعيداً ، وعُدْ لي

حينها ، ألتقيك بالترحابِ .!

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.