التصنيفات
فيض القلم

يتيمة ثم أرملة….؟!!

هناك مآسي تتكرر وقد تكون متتالية لكن….. هل من المعقول أن الحياة قد تعطينا السعادة وتحرم غيرنا منها و بالرغم من ذلك فإني أعتقد أن هناك من يستطيع التغلب عليها مهما كانت صعبة……

في ليل ظلامه دامس وكان البرق والرعد يزيد من رعب هذا الظلام كانت أمل الطفلة الصغيرة التي تبلغ من العمر سبع سنوات تجلس بجانب سرير يرقد عليه أباها الذي أعياه وأثقله التعب والذي كان يقول لها: بنيتي أريد أن أراك وأريد أن أحضنك فلعل هذه آخر لحظة أراك فيها…. ردت تلك الصغيرة التي كانت في يوم من الأيام فقدت أمها في حادث وعندما ردت كان البكاء لا يجعلها تكمل كل كلمة تقولها… أبي حتى أنت سوف ترحل كما رحلت أمي أبي…. من سيعتني بي أبي لا أريدك أن تذهب أبي أنا أحبك انقطع صوتها وكلامها الحزين عندما أخرجها عمها من تلك الغرفة….
حينها كانت أمل طفلة صغيرة لا تعرف معنى كلمة يتيمة كل ما تعرف أنه لن يكون هناك من يطعمها أو يذهب بها إلى المدرسة أو يقرأ لها قصة قبل النوم أو….أو….
وبعد وفاة أبيها أخذها عمها والذي كانت زوجته تحقد وتكره تلك اليتيمة لقد كانت تعذبها وتجبرها على تنظيف البيت لقد عانت تلك اليتيمة طوال عمرها فقد رأت من الظلم والقهر الكثير مما أفقدها التوازن في شخصيتها لم يعد لها رأي بل كانت تنفذ ما كل ما يطلب منها بدون نقص لقد عاشت حياة حزينه ومريرة مما أفقدها الأمل في حياة سعيدة ….
عندما أكملت سن العشرين تقدم لخطبتها رجل غني وافق عليه عمها فوراً لإعجابه بكثرة ماله دخل عليها عمها وهي كعادتها تنظف غرفة زوجته وقال لها كلمة كانت كالصاعقة عليها: الأسبوع القادم زواجك برجل غني تقدم لك اليوم … وقتها دخلت أمل مسرعة إلى غرفتها لم تتمالك نفسها وجلست تبكي وتتذكر لحظة وفاة أبيها تتذكر عندما أخذها عمها من أبيها ويدها كانت ممسكة بيد أبيها تذكرت كل ما عانته طوال هذه السنين …. ومع ذلك لم تفهم ما المقصود وهل معنى هذا حياة أخرى أشد قسوة وعناء… طوال تلك الليلة جلست تفكر وتبكي وتتذكر أباها وتقول لو أنه كان على قيد الحياة ويدري بما يحصل هل كان سيوافق….. طبعاً لا؟؟.
مر هذا الأسبوع ثقيل وطويل ومؤلم اقترب موعد زفافها لكنها لم تفرح كبقية الفتيات التي تكون ليلة زفافها أسعد ايام عمرها بل جلست تفكر كيف سيكون مصيرها الطلاق أم ماذا؟!!
جاءت تلك الليلة وفي ذلك القصر الكبير والجميل المملوء بالورد والحرير الملون كانت أمل وقد بدت ملكة جمال هذا القصر تبكي ومضطربة وخائفة استقبلت الناس وعيناها مليئة بالدموع وقلبها يخفق بشدة أخبروها بأن زوجها سوف يحظر ويأخذها إلى عش الزوجية كما يقولون وبينما هي تنظر دخل رجل كبير في السن بدت عليه علامات الشيخوخة أمسك بيدها وأخذها إلى قصره الذي كان جميلاً….
قال لها: أنا أعرف سوف تقولين أني كبير في السن وأنك مظلومة ولكن صدقيني أنني عندما سمعت أنك انسانة طيبة وجميلة ومظلومة ويتيمة قررت أن أتزوجك وأعوضك عن كل شيء حرمت منه وأتمنى أن تكوني كزوجتي السابقة التي أحببتها بل عشقتها لكنها كانت عقيمة لم تنجب لي الولد الذي تمنيته كانت دائماً تلح علي بأن أتزوج لكني لم أستطع بعدها مرضت فترة طويلة وقبل أن تموت قالت لي: خالد أرجوك حقق لي ما أتمنى تزوج امرأة أخرى وحاول أن تنساني…. بعدها بأيام توفيت ولكني لم أجد بعدها زوجة مناسبة والآن تزوجتك أنت فأرجوك لا تحرميني الولد الذي تمنيته بينما كان يتكلم وكانت عيناه تدمعان تذكرت أمها عندما توفيت لقد مر عليها شريط ذكرياتها الحزين وصارت تبكي ولكن فجأة أحست نفسها تجلس مع أبيها وأن الرجل الذي أمامها هو أباها كانت تتمنى أن تشكو له ظلم زوجة عمها وعذابه طوال هذه السنين تمنت أن تحضنه كما تمنى ذلك قبل أن يموت لا تدري لماذا أحست بهذا الشعور هل من المعقول أن لديه مثل حنان أبيه الذي حرمت منه ولكن عندما هدأت قالت له: أريد أن أنام ….. بعد مرور هذه الليلة التي أحست فيها بالأمان كانت أول ليلة تنام فيها بعمق وعندما استيقظت في الصباح وجدته ينتظرها على مائدة الطعام وهو يبتسم ابتسامة افتقدتها منذ سنين لقد عاشت معه خمس سنوات كانت أسعد أيام حياتها فقد أصبح زوجها العزيز وأباها الحنون الذي كانت دائماً تشتكي له همومها لقد استطاع أن يضيف إلى حياتها الأمل بأن الدنيا قد تكون جميلة وقد تحمل معها السعادة ولكنها لا تخلو من الحزن فقد جاءت تلك الليلة وبينما كانوا في المنزل يتبادلون الضحكات سقط عليها فجأة هرعت به إلى المستشفى كانت لا تدري ماذا تفعل … وعندما وصلوا إلى هناك عرفت أنه أصيب بجلطة قلبية مفاجئة أحست أنها افتقدت أباها من جديد بينما كانت جالسة معه أمسك بيدها بشدة وابتسم لها ابتسامة كانت آخر ذكرياتها معه لقد عاد لها شعور أمل الطفلة الصغيرة أصبحت تبكي دون توقف وفجأة ترك يداها وتوقفت الأجهزة انفجرت مشاعر الظلم والقهر والأسى لم تتمالك نفسها بكت بشده جلست تسترجع شريط ذكرياتها السعيد معه تذكرت عندما كان يقول لها: مع أني أملك من المال الكثير لكني أؤكد أن السعادة أمر من الصعب الحصول عليه ولكني أنا الآن سعيد معك ….!!!
بعدها فقدت معنى كلمة أمل وجلست تبكي طوال هذه الليلة التي كانت أطول ليلة في حياتها ولم يتبقى من زوجها الحبيب الراحل سوى الذكريات وابنها الذي ستحاول جاهدة أن لا تحرمه من السعادة مهما كلفها ذلك لأنها حرمت منها كثيراً….

لا أدري ماذا أسمي هذه القصة التي هي أول قصصي لكن أعتقد" أن يتيمة ثم أرمله" هو الاسم المناسب…….
أختكم،،،،
الكاتبة الصغيرة……

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.