التصنيفات
فيض القلم

خاطرة ،،، الأجل المحتوم

هبت ريح عاصفة .. على بيت مهجور ..

أثقلته الأيام بالأحزان …

شعرت الام بضعف و وهن في جسدها يسري ..

لم يجزع صغيرها أول الأمر لما بدا على أمه من اعياء …

و رجا أن تزايلها آلامها …

.. هدأت العاصفة …

فأحست الأم أنه الأجل المحتوم …

تشبتت بوحيدها معانقة ..

و انهمرت الدموع من عينيها

و ببراءة الطفولة .. أخذ يجفف دمعها بيد لطيفة ..

مستمرئا لذة الحنان الغامر …

فجأة ..

تراخت يداها ..

و تيبست شفتاها …

حدق فيها …

فراعه أن بريق عينيها يوشك أن ينطفئ …

و أن صوتها يخفت رويدا رويدا …

فتضرع اليها أن تكلمه … أن تنظر اليه ..

التفتت اليه

حدقت بوجهه

و همست …

كــــ,,,ـــل حـ,,,ــي ميـــ,,ــت

و ذاب صوتها في سكون العدم

و خيم على الكون صمت رهيب …

مزقته بعد حين …صرخة صبي مفجوع …

انحنى على جثة أمه يناديها فلا تلبي النداء

التفت لكنه لم يجد أحدا ليسأله عن سر هذه الحياة التي انطفأت

و الجسد الذي همد و برد

و الصوت الذي فني و ذاب

ثم تناهى اليه صوت من بعيد

من أعماق ذاكرته

ليجيبه ..

انه الموت

ذاك الذي خطف أباك و جرع أمك كأس الترمل

ذاك الذي يطوي الأحباب في جوف الثرى …

فلا رجعة لهم بعد و لا لقاء

ذاك الذي يمضي بالمسافر الى حيث لا عودة و لا مآب …

و تلفت اليتيم حوله حائرا …

و مد بصره المجهد الى الأفق البعيد

فاذا قطع ممزقة من غيوم شاحبة

و سماء واجمة زرقاء باكية

و الكون كأنما غشيته غاشية من الخوف

و الرهبة في حضرة الموت

هناك آب اليتيم الى أمه …

يحدق فيها صامتا واجما …

يود لو يرحل معها …

تحياتي

* درة الشرق*

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.