قصه من مجموعه كتب من الادب العربي
وهي لشاعر عاش في الدولة الاموية وهضم حقه ((اعلاميا)) ويقال ان اغلب اشعاره نسبت لمجنون ليلى
وهو مجنون لبنى وقال قصيدة جميلة تعتبر من اجمل قصائد الحب في الادب العربي
والتي بدايتها
بانت لبيني فقلبي اليوم متبول …وانك اليوم بعد الحزم مخبول
وانشاءالله تعجبكم
أحب قيس بين الذريح امراءة تدعو لبنى وهي بيت جميلة وتعلق بها وتقدم اليها وتزوجها واخذها من قومها وذهب بها الى قومه وعاش معها في الذ عيش وكانت لبنى لا تنجب وكان ابوه وامه يلحون عليه بأن يطلق لبنى ويتزوج غيرها لكي تنجب له وكان قيس لا يريد هذا لانه يحب لبنى حبا وصل للجنون بل كان يقضي طوال اليوم مع زوجته وكان متيم بها الى حد ابعد حد ولمّا الح عليه ابوه ذريح على طلاق لبنى ورفض ذلك قيس طرح ذريح نفسه في الرمضاء وقال: لا والله لا أذهب عن هذا الموضع حتى اموت أو يخليها فجاءه قومه من كل ناحيــــــــة
فعظموا عليه الأمر وذكروه بالله وقالوا: أتفعل هذا بأبيك وأمك! إن مات شيخك على هذه الحال كنت معنيا عليه وشريكا في قتله ففارق لبنى على رغم أنفه وقله صبره وبكاء منه حتى بكى لهما من حضرهما وانشأ يقول:
أقول لخلّتي في غير جرمٍ . . . الا بيني بنفسي أنت بيني
فوالله العظيم لنزع نفسـي . . . وقطع الرجل مني واليمين
أحب اليَّ يا لبنى فراقـــاً . . . فَـبّـكِّي للفراق و اسعديني
ظلمتك بالطلاق بغير جرم . . . فقد أذهبــت آخرتي وديني
فلما سمعت بذلك لبنى بكت بكاء شديدا وأنشأت تقول:
رحلت اليه من بلدي واهلي . . . فجازاني جزاء الخائنينا
فمن رانِي فلا يغتر بعـدي . . . بحلو القول أو يبلو الدّفينا
فلما انقضت عدتها وارادت الشخوص الى اهلها أُتيت براحله لتحمل عليها فلما رأى ذلك قيس داخله منه أمر عظيم واشتد لهفهُ ، وانشأ يقول :
بانت لبيني فأنت اليوم متبول . . . وانك اليوم بعد الحزم مخبول
فأصبحت عنك لبنى اليوم نازحة . . . ودلُّ لبنى لها الخيرات معسول
هل ترجعنَّ نوى لبنى بعافيــــــة . . . كما عهدت ليالي العشق مقبول
و قد أراني بلبنى حق مقتنـع . . . و الشمل مجتمع و الخيل موصول
فصرت من حب لبنى حين أذكرها . . . القلب مرتهن و العقل مدخول
أصبحت من حب لبنى بل تذكرها . . . في كربة ففؤادي اليوم مشغول
و الجسم مني منهوك لفرقتها . . . يبريه طول سقام فهو منحول
كأنني يوم ولّت ما تكلمني . . . أخـو هيــام مصاب القلب مسلول
أستودع الله لبنى إذ تفارقني . . . عن غير طوع و أمر الشيخ مفعول
ثم ارتحلت لبنى فجعل قيس يقبل موضع رجليها من الأرض وحول خبائها فلما رأى ذلك قومه أقبلوا على أبيه بالعذل واللوم فقال ذريح لما رأى حاله تلك : قد جنيت عليك يا بنّي فقال لها قيس : قد كنت اخبرك اني بها مجنون بها فلم ترض الا بقتلي ، فالله حسبك وحسب أمي ! و أقبل قومه يعذلونه في تقبيله التراب فأنشا يقول :
فما حبّي لطيب تراب أرض . . . و لكن حب من وطىء الترابا
فهدا فعل شيخنا جميعا . . . أرادا لي البلــيّــة و العذابا