التصنيف: مدرسة بيتي الثاني

قبل عدة أعوام
ومع بداية العام الدراسي الجديد
كان ذلك الدرس

عرفتها في عام سابق لذلك العام
كانت طالبة هادئة ..
غاية في الاحترام والأدب …
لكن .. كان في شخصيتها شيئا من الغموض ..
ابتدأنا الدراسة في العام الجديد
وفي صباح أحد الأيام
وجدت مكان مرشدة خاليا ..
انتظرت مجيئها لكنها لم تحضر ..
بعد السؤال عنها ..
عرفت بأنها مريضة..وتغيبت عن المدرسة
لكن غيابها قد طال ..
وطال انتظارمعلمتها
وافتقدها ذلك المقعد …
ليأت الخبر الأخير
/
/
بوفاتها ..
رحمها الله ..

الموت
ذلك الدرس الذي تعلمته من/
تلميذتي مرشدة
ذات الخمسة عشر عاما أو أقل
{كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ }الأنبياء35
الموت لا يفرق بين صغير وكبير ..
لم يكن مرضها ذلك المرض الخطير
الذي يخافه الناس ويهربون منه
أو الذي يدفعون أموالا طائلة لعلاجه
نسأل الله السلامة لنا ولجميع المسلمين
لكنها إرادة الله وحكمته سبحانه وتعالى ..
فهو وحده الذي يقدر للعبد الموت في السن الذي تقتضي حكته أن يقبض فيه ..

كيف لي بعد ذلك أن أدخل فصلك تلميذتي ؟؟!!
ماذا سأفعل عندما أرى مقعدك خاليا يبكيك ؟؟!!
لكني راضية بما قدره الله
مؤمنة بأنه سبحانه وتعالى لايقدر إلا الخير للإنسان
لكن الإنسان عجول لا يتأمل فيما وراء هذه الأقدار المؤلمة من مصالح ..

بعد أيام وجدت في مكتبي
قصة أحضرتها مرشدة لتكون نشاطا لها
لكنها تركتها ورحلت ..
نعم رحلت عن دنيانا ..
سكنت ذلك القبر المظلم وهي في سن الخامسة عشرة
أصبحَت فيه وحيدة .. لاصديقة تؤنسها
ولا أم تهبها حنانها
لا روايات خبيثة تقرؤها لتبهجها
ولا مسلسلات فاجرة تشغل بها فراغها
ذهبت إلى دار الحق
ذهبت لتلقى ربها سبحانه وتعالى
نسأل الله أن تلقاه ونلقاه وهو راض عنا سبحانه وتعالى وعنها
بالتأكيد لن أراها في هذه الدنيا لكن أسأل الله تعالى أن يسكنها الفردوس الأعلى …
اللهم ارحمها واعف عنها ووسع مدخلها ونقها من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس …واجعل قبرها روضة من رياض الجنة

واالآن يا أحبة ..من منا لا يتوقع أن يحدث له ماحدث لها رحمها الله
تلميذتي الغالية ..
يامن أعددت لدنياك وسعادتك بها ..
ماذا أعددت للقاء الله ؟؟!!
ماذا أعددت لقبرك ؟؟
تفقدي حاسوبك …
وتخلصي من كل مايجلب لك العار أمام رب العالمين
اليوم قد يخفى عن الأعين لكنه لا يخفى عن الله
وغدا ستتركينه وترحلين فماذا سيجدون فيه ؟؟
تفقدي جوالك .. مذكراتك ..
تفقدي لباسك ..
أيشرفك ذلك عند لقاء الله .. أم ….؟؟؟!!
هيا أسرعي ولا تتأخري بالعودة الصادقة لرب العالمين ..