التصنيف: همسات البنات

مناظرة بين الذكر والأنثى

كييييفكم صباايا
صباحكم / مساكم أحلى من الورد
آه اشتقت انزل موضوع صراحة
كتبت قصة وأتمنى إنها تنال إعجابكم
نبدا ,,
بسم الله

لم تَهْدَأ للحظةٍ واحدة , كانَتْ السعادة ترتسم على وجهها لتخبر كل من ينظر إليها بأن فرحا
غامراً ينتظرها,, على مقعدها الصغير أقلامٌ كثيرة ودفاتر متبعثرة.
كانت ترسم بيدها خطوطاً متعرجة ثم تقوم بمحيها وكأن [السعادة] قد استحوذت على فكرها
فصارت ترسم بلا وعيٍ منها ,,نظرت إلى المعلمة التي كانت تراقب تحركاتها بدهشةٍ وسرور
ألقت القلم والممحاة….
سألتها المعلمة بشغف :
– جود ,, ماذا هناك يا صغيرتي ؟!
أجابت بصوتٍ طفولي :
– مـــــامــــا , قادمةٌ اليوم .
أظهرت المعلمة لها إهتماما بالغاً وفي الوقت نفسه كانت متعجبة ,,فمجيء والدتها
[ربما من السفر] لا يعني ان تكون سعيدة إلى هذا الحد !!

عادت جود للمنزل ,, في غرفتها الكثير من الاقلام التي تستعملها لتتمكن من كتابة
كلمة [ماما] بالشكل الصحيح ,,
ألقت جود أقلامها واتجهت إلى ألعابها التي ملأت
الصندوق ,وبدأت تخرج الأفضل منها حتى تكون في مقدمة ما ستراه والدتها .
فذلك قطارها الطويل الذي تلعب به كثيراً , وتلك الدمى الجميلة التي ستملأ بها
أدراجها الفارغة … والكثير الكثير .
تناولت إحدى الدمى ,أمسكتها بفرح ,ضمتها إلى صدرها . أخيرا ستأتي والدتها لتغمرها بالحنان كما
تفعل هي بدماها ,, رفعت رأسها وأغمضت عينيها بتلهف وهي تردد:
– مــامــا ,هل تشبهينني ؟ هل لك عيونٌ جميلة ؟!
بدأت تركب في خيالها صورة لوالدتها التي ستراها [للمرة الأولى]..!! في حياتها
كم تنتظر تلك اللحظة بشغف ,, هي تعلم أن الأم "كنز" لايمكن لأحد التخلي عنه
وهاهي الآن تنتظر مجيئه لتتشبث به للأبد..
و فجأة يعلو صوت سيارة والدها وتقفز بفرحٍ وخطاها تسابقها نحو الباب !
كان الشوق يداعبها وهي ترى الباب يُفْتَح لترى كم يخفي خلفه من [سعادة] ,,
دخل والدها .. انتظرت دخول الشخص الآخر ..انتظرت
وانتظرت لكـــــــــن "لا أحـــــد" ,, نظرت عل أحداً يدخل خلفه
لكنها فزعت عندما قام والدها بضرب الباب عنوة ,,
سألت بعفوية :
– بابا , أيــن مــامــا ؟!!
طالعها بنظراته الـ لامبالية وقال :
–أمـــك !!أشغلتني الحسابات وأمك لن تأتي قبل الاسبوع القادم .
قالها بدمٍ بارد .. ولم يعلم كم شيدت من السعادة والفرح لقدوم أمها !!
تحولت ابتسامتها إلى دموع متلألئة :
–بابا , وعدتني أن تحضرها معك ؟!
أجابها بتذمر :
– أنا مشغول ..مشغــــــــــــــول [ قلت الاسبوع الجاي] هيا انصرفي !!

السعادة التي ملأت عليها اركان حياتها ,, والحب الذي حلمت به وبنت أحلامها لأجله
ذلك الفرح الذي حاولت جود بناءه لتشعر أنها كباقي الأطفال تمتلك [أماً و أباً] وليس اباً فقط.
عادت جود إلى غرفتها تكفكف دموعاً جرت من هول الصدمة التي أصابتها.
أمسكت قطارها واقتربت من الحائط وهي تردد بصوت غير مسموع
– مـــامـــا .. مــامـــا
في كل مرة يعدني بابا ويقول سأحضرها الأسبوع القادم ,
لقد مضت الشهور وماما لم تاتي !!
مـــــامــا , هو كل ماتحلم به جود وكل مايشغلها
لم يفهم الأب ذلك ولن يفهم ,, إنه هناك يقبع خلف أوراق الحسابات التي
سيعطيها للشركة بعد أيام ,, ليتسلم بعد ذلك المكافآت والأرباح وينام مطمئن البال
بينما تبقى ابنته ذات الخمس سنوات تحت الغطاء يقض مضجعها الألم والحزن

تدخل جود غرفة والدها ,, وتمشي بحذر وسط كومة الأوراق التي ملأت المكان,,
تنظر إليه وهو منشغلٌ عنها أو لربما لم يلاحظ دخولها ,,
– بـــابــــا ..
يجيب بتذمر كما هي عادته :
– جود , لم أنتِ هنا ؟
ترد :
– أين مــامــا ؟!
فتسمعه وهو يتمتم بأرقامٍ وكلمات لم تفهمها ,,
– بـــابـــا , أين مــامــا ؟!
فيجيب :
– هااا, لــــــحظة ….!
فتقوم من مكانها وتتجه نحوه علها تكسب اهتمامه وفجأة تتعثر بإحدى الأوراق التي كانت ملقاة
على الأرض وتُمْسِك بالأوراق التي على الطاولة فتسكب كوب [الشاي] على أحد
أوراقه المهمة والتي تعب لأجلها ,,
فيصرخ في وجهها :
– (إطلعي برااا)
تقوم فزعة من صراخه ,, وهي تقول :
– مـــــامــــا مــــامـــا..
فيرد بغضب :
– أمك ماراح ترجع أقولك لابعد أسبوع ولا بعد سنة أمك مطلقة وماراح أرجعها !!!
ماريان مارياان تعالي خذيها
*ماريان [اسم الخادمة]



[ مطلقة ] هو كل ما احتفظت به ذاكرة جود الصغيرة من عتاب والدها القاسي
سألت نفسها مراراً ماذا يعني مطلقة؟! ولمَ لاتعود والدتها حتى لو كانت مطلقة؟!
في روضة الاطفال ,, تجلس جود متعبةً وحزينة , تقترب منها المعلمة :
– ماذا حدث ياجود ؟
فترد بشحوبٍ وتقول :
– لا شيء ,, معلمتي ماذا يعني مطلقة ؟!
فتبتسم المعلمة :
– لا يزال الوقت مبكرا على فهم ذلك ,, صغيرتي هذه أمور ستعرفينها
عندما تكبرين ,,
بالفعل [ستعرفينها عندما تكبرين] لكن هذا الأمر على ما يبدو ليس إلا كلمات
نجهر بها أحيانا .. فجود أصبحت تعلمها وهي في سنٍ مبكرة !!
لم تجد جود معينا لها سوى الخادمة ماريان التي تعمل في بيتهم
انطلقت جود إليها ,, وبدأت تخبرها عما يشغل تفكيرها وابتدأت كلماتها بـ :
– نانا [كهذا تنادي جود الخادمة ماريان] ماذا يعني مطلقة ؟!
نعم لم تجد جود غير الخادمة لتسألها ,هكذا هي الحال لكثير من الاطفال الذين راحوا ضحايا
لذلك الشي البغيض الذي يسمى [الطلاق]..
كانت جود تسألها باهتمامٍ بالغ وتستمع إلى كلمات ماريان فيختلط في ذهنها ما تسمعه من كلام
فقد كانت ماريان لا تجيد العربية كثيراً..وهاهي الآن تخبر جود بكلمات عربية يتخللها الأعجمي
وهذا فقط ما فهمته جود [أن الطلاق هو أمر يحدث بسبب خلاف بين الأم والأب وينتهي بمغادرة أحدهما]!!

وتمر الأيام وتخبر المعلمة والد جود بأن عليه المجيء لحضور الحفل الختامي الذي
ستقيمه روضة الأطفال ,,
ويقف الاطفال على المسرح بانتظام , كلٌ يلقي كلمة شكرٍ لوالديه
ويأتي دور جود في الحديث
فتقف والحزن يغطي ملامح وجهها البريء وتقول :
– بــابا أخبرني بأن مـامـا مطلقة
لذلك أنا من دون أم ..
لكنني في المستقبل لن أطلق [زوجي]..!!! ليصبح أبنائي من دون أب
عجباً ,, تظن الطلاق يقع من كلا الطرفين لم تعلم أن الزوج وحده من يفعل
ذلك ,,
ضحك أشخاصٌ , وتعجب آخرون , أما الكثير فقد بدا تأثرهم واضحاً
هدأ المكان وهدأت أركانه ,,
والد جود يجلس في المقاعد الأخيرة ينظر إليها
اهتز مافي داخله ,,اهتز كيانه ,,لقد اخترقت براءة جود أعماقه
فلم يعد يرى سوى جود ووالدتها المطلقة بجانبها,,
سار إليها .. احتضنها ,,بكى نعم بكى حسرةً وألماً
أخذها إلى المنزل ووعدها وعداً صادقأ أن والدتها ستكون هنا
بعد أيام ,,
ارتدت جود ثياب والدتها (المطلقة) وجلست بحزن رغم أن والدها
قد وعدها بصدقٍ هذه المرة !!
لاحظ شرودها وحزنها ,,فهي لم تبتسم كعادتها
هي عابسة وحزينة سألها :
– لمَ انتِ حزينة ؟! ستعود والدتك
فأجابت :
– لن أبتسم ولن أسعد حتى أراها
فقال :
– أعدك ياجود ستكون هنا بعد أيام
فأجابت بصوتٍ شاحب :
– أخشى أن تكررها وتقول أشغلتني الحسابات وأمك لن تأتي قبل الأسبوع القادم !!..

انتهى,,

شكراً لكل عينٍ قرأت