التصنيفات
الملتقى الحواري

***اى اتكال !!واى امرأة هذه !!!…سبحان الله..***

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اخواتي الغاليات اني احبكم في الله

امراة عملت لابنها عملية في القلب، طفل عمره سنتان ونصف السنة ، وبعد
يومين من
العملية وابنها بصحة جيدة ، وإذا به يصاب بنزيف من الحنجرة أدى إلى
توقف قلبه 45 دقيقة.

قال لها أحد الزملاء : احتمال أن يكون ابنك مات دماغياً وأظن أنه ليس
له أمل في الحياه.

قالت : الشافي الله،المعافي الله،أسأل الله إن كان
خيار في الشفاء أن يشفيه، ولم تقل غيرها.ثم استدارت وأخذت مصحفها
الصغير الأزرق
وجلست تقرأ عليه.
وهذا حالها إلى أن بدأ يتحرك، وعندما بدأ يتحرك – الحمد لله – حمدنا
الله على هذا، وفي
ثاني يوم يأتيه نزيف شديد مثل نزيفه الأول ويتوقف قلبه،ويتكرر هذا
النزيف ست مرات
ونقول لها إن ابنك مات دماغياً
وهي تقول:الحمد لله الشافي المعافي، وتعيد كلماتها ثم
تنصرف، وتقرأ عليه، وبعد أن سيطر أطباء القصبة الهوائية على النزيف
بعد ستة أسابيع
إذا به يبتلى بخراج كبير والتهاب في الدماغ، قلنا إن ابنك وضعه حرج
جداً وحالته
خطيرة، قلنا لها هذا الكلام،

فردت:الشافي هو الله، وانصرفت تقرأ عليه القرآن، فبرئ من
هذا الخراج الكبير بعد أسبوعين، وبعد أيام من شفائه إذا به يصاب بتوقف
والتهاب حاد
بالكلى أدى إلى فشل كلوي حاد كاد أن يميته، والأم مازالت متماسكة
متوكلة على ربها
وتردد:الشافي هو الله ثم تذهب وتقرأ من مصحفها عليه،وبعد أن تحسنت
كلاه يصاب بمرض
عجيب لم أره في حياتي،بعد أربعة أشهر من العملية يصاب بالتهاب في
الغشاء البلوري
المحيط بالقلب مما اضطر الى فتح القفص الصدري وتركه مفتوحاً ليخرج
الصديد ووالدته
تردد:أسأل الله أن يشفيه هو الشافي المعافي وتنصرف عنا. وبعد ستة أشهر
يخرج ابنها من
الإنعاش لا يرى لا يتكلم لا يتحرك وصدره مفتوح وظننا أن هذه نهايته
وخاتمته، توقف قلبه خمس أو ست مرات،

المهم هذه المرأة استمرت كما هي تقرأ القرآن صابرة لم تشتكي إلا لله
ولم تتضجر كعادة كثير من مرافقي
المرضى الذين أدت حالتهم الصحية لأن يمكثوا في الإنعاش لفترة طويلة،
والله ياإخوان
ما كلمتني بكلمة واحدة لا هي ولا زوجها وكلما همّ زوجها بالسؤال تحاول
أن تهدئه أو
ترفع من معنويته وتذكره بأن الشافي هو الله،المهم بعد شهرين بعد أن
حوّلنا الطفل
لقسم الأطفال ذهب الطفل إلى بيته ماشياً يرى ويتكلم كأنه لم يصب بأي
أذى. لم تنته
القصة، فالعجيب ما رأيته بعد سنة ونصف السنة من هذه المرأة،رايتها هي
وزوجها حضرا
للسلام عليّ لأن عندهما موعدا للطفل والطفل كان طبيعياً وبصحة
جيدة،وجدتها تحمل
طفلاً صغيراً عمره شهران،

قلت للزوج:ماشاء لله هذا الرضيع رقمه ستة أوسبعة في
العائلة، فردّ الزوج بأن هذا الطفل هو الثاني بعد الولد الأول الذي
عالجته والذي
جاءنا بعد 17 عاماً من الزواج والعلاج من العقم،انظروا يا إخوان امرأة
بعد 17 سنة
من الصبر والعقم ترزق بإبن وهذا الابن يكاد أن يموت أمامها مرات ومرات
وهي لا تعرف

إلا{لا إله إلا الله الشافي المعافي} أي اتكال وأي امــرأة
هذه،الإيمان يا إخوان الإيمان والاحتساب هذا ما نريده وهذا ما نفقده
اليوم إلا فيمن رحم ربي.

للأسف يجيء المريض يعمل العملية وهو قلق خائف،نادراً منهم المتكل على
الله،ففي
أحد الأيام جاءني مريض وأقلقني لدرجة أنني خفت من كثرة قلقه،فقد كان
ينتقض وحالته
يرثى لها مع أنه أستاذ جامعي وله مركز،قضية الاتكال عندنا تحتاج ألى
وجهة
نظر،تعرفون السبب؟السبب صلاتنا،وأننا لانقوم الليل،وأصبح إيماننا
ضعيفاً،وأصبحنا
نخاف من الموت لأن أعمالنا قليلة وذنوبنا كثيرة فلذا نحن نظن أننا
لسنا مستعدين
للموت .

وصلني على الايميل

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الملتقى الحواري

دلال وأيمان والاء وخوله وستار أكاديمي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ – تم الرد

تدخل دلال وخولة على صديقاتهما وهنّ مجتمعات يتحدثن عن ستار أكاديمي وما جرى فيه من فوز ابن البلد …..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
الفتيات منشغلات بالحديث ..
دلال وخولة تعيدان السلام بلهجة عالية لا تخلو من حدة ..
الفتيات وقد بدت عليهن المفاجأة : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته !!
تعقب دلال معاتبة : أما زلتنّ تتحدثن عن هذا البرنامج النتن ، وما جرى فيه من خلاعة ..!
آلاء : أوه يا دلال وهل فعلوا حراماً ؟
دلال : وماذا تركوا من الحرام يا آلاء ؟
إيمان : أرجوك لا تكوني متشددة !
دلال : أي تشدد يا أخوات ؟
أين أنتن من الغناء والاختلاط والتبرج والسفور وغيره ؟
أم أن هذا ليس حراماً بنظركن ؟
يبدو أننا في زمان انتكاس المفاهيم !!
آلاء : أي مفاهيم يا دلال ؟!
دلال : مفاهيم الحق والباطل .. المعروف والمنكر ..
لقد أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سيأتي على الناس زمان يكون المعروف منكراً والمنكر معروفاً …!!
أمل : أعوذ بالله ماذا تقولين يا دلال ؟ !!
دلال : صدقيني هو ما سمعتِ ..
إيمان مستفهمة : وماذا عمن يصلون ؟!
خولة : لم نقل أنهم كفار ! ولكن هل كل من صلى قُبلت صلاته ، إن من الناس من تصعد صلاته فتلف كاللفافة
ويضرب بها وجه صاحبها علامة على ردها .. ثم أليست الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ؟!!
أمل : نعم أنا لا أؤيد مثل تلك الأعمال السافلة والبرامج الهابطة السطحية
ولكن ألا ترينه وقد رفع من اسم بلدي ورفع راية التوحيد ؟!
دلال : رفع راية التوحيد في ماكور للرذيلة ؟!! إن أقل ما يقال عن هذا السباق أنه تافه ساقط ..
بلدنا يا أمل متميزة وعلمُها متميزٌ بشهادة التوحيد لا يُرفع إلا فيما يُشرِّف حقاً .
علم بلادنا يُرفع فيما يُرضي الله من مصالح الدين والدنيا والآخرة .. وليس في رقص وغناء واختلاط ..
صدقوني لا أرى في هذا البرنامج إلا أنه قد جعل منا أضحوكة العالم !!
آلاء: لا لا أعتقد ذلك .. ففيه تبادل ثقافات وإشارة للتقدم والتطور والانفتاح الذي يعيشه البلد ..!
خولة : أي ثقافات ؟!! يسمون الأشياء بغير اسمها تلبيساً على الناس !
ألا يمكن مرةً أن نأخذ من العالم المفيد وأن نترك لهم ما يقذفون به إلينا من فضلات أخلاقهم وقاذوراتهم
وتفككهم وانحلالهم ..
آلاء لا أرى أننا أخذنا ما يوافق ديننا ويرضي ربنا ويكفل لنا حياة سعيدة في آخرتنا ..
كيف وقد قال الله تعالى : {وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ} ؟؟ .. وقال أيضاً : {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ}
آلاء وقد بدا عليها الحرج : ولكننا نتسلى والحمد لله ففي ديننا فسحة ..
دلال : شطر عبارتك صحيح ففي ديننا فسحة .. فهل ترين التسلي بالنظر إلى الحرام وسماع الحرام والحديث بالحرام
فسحة شرعية ؟!!
آلاء وقد امتقع وجهها : لا لم أقصد ذلك إنما هو شغل للوقت .
خولة : لقد قال صلى الله عليه وسلم " لن تزول قدما عبدٍ يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع :
عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ؟ " ..
فكم أنفقتِ من أوقات أمام تلك المشاهد ..؟!!
خولة تتنهد : إن المرء ليتحسر يوم القيامة على مجالس الدنيا التي مرت دون ذكر لله تعالى !
فكيف بمجلس نُظر فيه إلى حرام واستمع فيه إلى حرام وتُحدث فيه بالحرام ؟!!
الفتيات مطرقات .!!
خولة : يا أخواتي إننا نعيش نعماً عظيمة فهل نعي معنى أن النعم إذا شُكرت قرت وإذا كُفرت فرت ..
ألا نرى الزلازل والكوارث والحروب والمحن تتخطف الناس من حولنا ..
أأخذنا عهداً بالسلامة منها ؟!!
إيمان : لا طبعاً .. واحفظ حديثاً عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول فيه :
" لا تقوم الساعة حتى يكون خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب " أو كما قال بأبي هو وأمي
صلى الله عليه وسلم .. ..
دلال : أحسنتِ أحسن الله إليك ..
أمل وهي تسأل الخلاص : ولكن الناس يتحدثون عن هذا في مجالسهم فإلى أين الفرار وكيف النجاة ؟؟
خولة : لقد أجاب الله على سؤالك في قوله تعالى : {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}
واحذري يا أختاه من الاستئناس بمجالس هؤلاء فقد قال الله تعالى محذراً من هذا الطريق :
{وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا}
مع أنه ينبغي لنا كدعاة لزوم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فهو سفينة نجاة أمتنا .
وهو أيضاً سبب خيريتنا " كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ " .

وهنا تدخل نورة مُسلِّمة على الفتيات :
كنت استمع لحواركم منذ البداية وقد أعجبت بكم جميعاً في طلبكم للحق ووقوفكم عند حدود الله ..
جعلني الله وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ..
يكفي أن تعلمنّ يا أخوات أهداف مثل هذه البرامج المسماه " ببرامج الواقع " والتي تريد للأمة أن تغرق في مستنقعها ..
فيسقط شبابها وفتياتها في حمأة الرذيلة والشهوات فإذا قاموا فللشهوات وإن قعدوا فللشهوات كما ذكر " المنّصر زويمر "..
واسألي بعدها عن الدين ومصالح الدنيا ومكاننا بين الأمم ..!!
والآن ما رأيكم أن نشاهد سوياً عرضاً أُعدّ خصيصاً لهذا الموضوع لعله يكون دافعاً لنا جميعاً في مقاطعة كل البرامج السطحية
والتي يقف وراءها أعداؤنا ، ويدأبون على ترويجها بيننا باستخدام بعض المسلمين الذين غُرر بهم فوقفوا سلاحاً
في نحر أمتهم وبلدانهم .. نسأل الله أن يردهم إليه رداً جميلاً .
الفتيات بصوت واحد : هيا بنا ..
بعد العرض ..
أمل : أشعر بغصة في حلقي .. كم كنت ساذجة .. استغفر الله وأتوب إليه ..
إيمان تحدث نفسها بصوتٍ عالٍ : هل أستطيع النظر إلى وجهي في المرآة بعد اليوم ؟!
يا إلهي .. أناس يُمتحنون بالنعماء وآخرين يُمتحنون بالبأساء .. اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا ..
أمل موجهة الكلام لـ آلاء : ما بكِ ؟ تبدين شاردة !!
آلاء : ما زالت صورة الصبي المأسور تطاردني .. كيف لو كان أخي ؟! وتلك الأم الغارقة في دمائها ماذا لو كانت أمي ؟!
يا إلهي اعف عني ..
نورة : أخواتي .. فلنراجع أنفسنا والحمد لله فباب الله مفتوح لا يغلقه في وجه عباده ما دامت الروح في الجسد ..
ولننصر هذا الدين بانتصارنا على أنفسنا أولاً فإنما تسلط الأعداء علينا لأجل ذنوبنا .
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} ..
دلال تتقدم موجهة الحديث للأمهات الحاضرات : أمي أنا أمانة بين يديك .. أرجوك ساعديني لأسير في هذه الحياة بعيداً عمّا يغضب الله ويوبق آخرتي ..
أمي لنحمل الراية – فكلٌ منا على ثغر – ولنشق الجموع حاملين مشعل الهداية ، وليكن رُوادُنا من سجلهم التاريخ في صفحات الصادقين ..

يغلق الستار ..

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الملتقى الحواري

اين نحن من هؤلاء ؟؟؟صور مؤثرة جدا مجابة

بسم الله الرحمن الرحيم

انظرو قوة ايمانهم لم تجعل اي شيء تبعدهم عن ربهم

الله يحفظهم يا رب

صور اثرت في عند رايتها ودمعت عيناي فرحا لا حزنا لانهم اقوياء بدينهم

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الملتقى الحواري

احب ان نتعرف للنقاش

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته انا عضوة جديدة و احب ان اتعرف عليكن

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الملتقى الحواري

لمن أراد سماع الأغاني

جلست في غرفتها بعد صلاة العشاء تمارس هوايتها المفضلة وتقضي أمتع ساعاتها .. تغيب عن الدنيا بما فيها .. وهي تسمعه يترنم بأعذب الألحان … إنه المغني المفضل لديها .. تضع السماعة على أذنيها .. وتنسى نداءات أم أحدودب ظهرها.. من ثقل السنون .. بنيتي استعيذي بالله من الشيطان … واختمي يومك بركعتين لله بدل هذا الغثاء .. بضجر أجابت : حسناً.. حسناً

اتجهت الأم إلى مصلاها وبدأت مشوارها اليومي في قيام الليل

نظرت إلى أمها بغير اكتراث .. انتهت الأغنية .. تململت في سريرها بضجر … جلست لتستعد للنوم فآخر ما تحب أن تنام عليه صوته .. حلت رباط شعرها … أبعدت السماعات عن أذنيها .. التفتت إلى النافذة .. أوه ..إنها مفتوحة

قبل أن تتحرك لإغلاقها رأتها كالسهم تتجه نحوها .. وبدقة عجيبة

اتجهت نحو الهدف .. وأصابت بدقة طبلة الأذن .. صرخت من هول الألم … أخذت تدور كالمجنونة …. الطنين في رأسها … الخشخشة في أذنها … جاءت الأم فزعة .. ابنتي مابك .. وبسرعة البرق .. إلى الإسعاف … فحص الطبيب الأذن .. استدعى الممرضات .. وفي غمرة الألم الذي تشعر به

استغرق الطبيب في الضحك ثم الممرضات

أخذت تلعن وتسب .. وتشتم .. كيف تضحكون وأنا أتألم

أخبرها الطبيب أن صرصاراً طائراً دخل في أذنها ..!!!!!! لا تخافي سيتم إخراجه بسهولة … لكن لا أستطيع إخراجه لابد من مراجعة الطبيب المختص

عودي في الساعة السابعة صباحا !!!! كيف تعود والحشرة تخشخش في أذنها تحاول الخروج؟؟؟ والألم يزداد لحظة بعد أخرى أخبرها الطبيب أنه

سيساعدها بشيء واحد وهو تخدير الحشرة إلى الصباح حتى لا تتحرك … حقن المادة المخدرة في أذنها وانتهى دوره هنا … عادت إلى البيت كالمجنونة رأسها سينفجر لشدة الألم ومر الليل كأنه قرن لطوله وما أن انتهت صلاة الفجر حتى سارعت مع أمها إلى المستشفى … فحصها الطبيبلكن … خاب ظن الطبيب المناوب .. لن يكون إخراج الحشرة سهلاً … وضع منديلا أبيض .. أحضر الملقاط .. أدخله في الأذن .. ثم أخرج .. ذيل الحشرة فقط .. عاود الكرة .. البطن .. ثم .. الصدر ..ثم الرأس .. هل انتهى ؟؟؟؟؟

لازالت تشعر بالألم !!!! أعاد الطبيب الفحص .. لقد أنشبت الحشرة ناباها في طبلة الأذن!!!!!!!! يستحيل إخراجها إنها متشبثة بشدة!!!! وضع عليها الطبيب قطنه مغموسة بمادة معقمة وأدخلها في الأذن وطلب الحضور بعد خمسة أيام فلعل الأنياب تتحلل بعد انقطاع الحياة عنها!!! في تلك الأيام الخمسة بدأت تضعف حاسة السمع تدريجيا ًحتى أصبحت ترى الشفاه تتحرك ولا تدري ماذا يقال ولا ماذا يدور كادت تصاب بالجنون ! عادت في الموعد المحدد حاول الطبيب ولكن .. للأسف لم يستطع فعل شيء .. أعاد الكره قطنة بمادة معقمة .. عودي بعد خمسة أيام .. بكت .. شعرت بالندم .. والقهر وهي ترى الجميع يتحدث ويضحك .. وهي لا تستطيع حتى أن تسمع ما حولها أو

تبادلهم الحديث .. عادت بعد خمسة أيام إلى الطبيب … أيضاً لا فائدة

ستقرر لك عملية جراحية لإخراج النابين كادت تموت رعباً وهماً طلبت من الطبيب فرصة خمسة أيام أخرى أعادوا الكرة وبعد خمسة أيام … من الله عليها بالفرج واستطاع الطبيب أن يسحب النابين دون تدخل جراحي وابتدأ السمع يعود إليها بالتدريج … عندها فقط …علمت أن كل ما أصابها كان بمثابة الصفعة التي أيقظتها من الغفلة وكانت من …. العائدين إلى الله

صاحبة القصة أصبحت الآن من الداعيات إلى الله … أسأل

الله لنا ولها الثبات

منقووووووووووله

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الملتقى الحواري

الداعيه السعودي عبدالله المطوع يلقي خطبته

ماذا لو صعد منبر الخطابة سكير.. وماذا ايضا لو دخل داعية إلى «نايت كلوب» ليخطب في الناس عن الدين والدنيا وعذاب القبر والجنة والنار؟
الإجابة في الحالتين.. استغراب ودهشة، وتعليقات ساخرة.. وقبل هذا وذاك سيقول غالبية من استمعوا إلى السؤال لن يحدث هذا أو ذاك.
ولكنه حدث!.. حدث أن استأجر داعية قاعة في ملهى ليلي مصري وخطب في الناس، وكان مثار حديث الحضور.. حيث افاقوا على خطبته ما بين مستهزئ وضاحك، ومنسحب ومختف.
معظم الأثرياء العرب الذين يحطون رحالهم في العاصمة المصرية، يتساءلون في لهفة عند وصولهم الى مطار القاهرة «وين شارع الهرم، وين ها الشارع، كيف نروحه؟». إلى شارع الهرم في الجيزة في مصر، حيث توجد ملاه ليلية عدة.. تحرك رجل الأعمال السعودي «أبو عبدالله المطوع» ـ الذي ذهب إلى القاهرة في رحلة عمل، وسريعا، حدد هدفه، واتجه إلى أحد الأندية الليلية الشهيرة، وقام بتأجير احدى قاعاته، بمبلغ كبير، دفعه غير مبال. إدارة المكان بدت سعيدة مسرورة، إذ حصلت على مقابل مادي هائل من «المطوع»، دفعه عن نفس راضية.
وفي الوقت الذي كانت الادارة تستعد لاستقباله، وحسبته سوف يقيم عرضا فنيا، أو يستضيف بعضا من الاصدقاء، إلا أن الرجل خيب ظن الجميع، إذ لم يكن الرجل من الباحثين عن المتعة أو سهرة ملونة!
دخل «المطوع» القاعة وحيدا فريدا، ووقف بثبات, ولملم شتات نفسه، واستجمع قواه الكلامية والبلاغية، مستعدا لإلقاء خطبة دينية عصماء.
استهل رجل الأعمال والداعية العصري خطابه في المكان الغريب, بحمد الله، والثناء على نبيه الكريم، وعرج سريعا إلى مضمون الخطبة التي تتحدث عن الموت وسكراته والقبر وعذابه وعن الجنة والنار!
كل من سمع الرجل من الحضور والسكارى والبودي غاردات.. انتابته دهشة، وألجمته صدمة، ولا يصدق إن كان الرجل هازلا أو جادا، وسادت الفوضى القاعة، واطلق الحضور ضحكات سافرة مستهزئة، فما الذي يقوله المطوع، هل هو سكران، أم أنه يتوهم نفسه في المسجد، يخطب الجمعة؟
سريعا سكت الحضور عن الكلام المباح، وبعضهم غادر الكازينو غاضباً آسفا والبعض الآخر خجل من نفسه، وتأثر بالكلمات المؤثرة.
ولكن إدارة الملهى لم تكن لترضى بما حدث فجأة ومن غير علم وهمت بطرد «المطوع» من الملهى الليلي، فيما كان الرجل يردد في غضب وانفعال «لا حول ولا قوة إلا بالله». واللافت أن خطبة «المطوع» آتت ثمارها سريعا، فأحد عمال الكازينو اعلن التوبة عن العمل فيه مرة أخرى، فيما عزف عملاء الملهى عن الحضور في اليوم التالي بشكل لافت.. لتكون إدارة الكازينو هي الطرف الأسوأ حظا..

ترى هل أصاب المطوع أم أخطأ؟!
محمد جمال هلال – الرأي العام الكويتية –

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الملتقى الحواري

خطوات أمل في حياتنا – نقاش حر

:

سجنا أنفسنا في ماضٍ آلمنا


و تجرعنا كأس الحسرة حتى ثملنا


انتدبنا ماضٍ ربما أحسسنا لوهلة أنه سحقنا


أخذ منا كل شيء و جردنا حتى من حيويتنا


أصبحنا جسداً بلا روح


و الجسد نفسه فتته الجروح


صرخنا أطلق سراحنا


نسينا أننا من سجنا أنفسنا


و نسينا ان مفتاحه كان بحوزتنا


و مضى بنا الحال حتى يئسنا


استسلمنا فقد احتوانا الماضي


وصار جزءاً منه و لم يكن أبداً جزءا منا

وقفة :

أتكون هذه النهاية الحزينة مقاربة لنهاية قصة مأساوية

لكن تذكروا نحن من يكتب هذه القصة و نحن من سيكتب النهاية أتريدونها هكذا …..

أعتقد انكم تصرخون لااااااااااااااااا اذا فلنكمل الكتابة لنصل للنهاية المفرحة ,,,

لم ندري كم مرت علينا من سنين


فقدنا الأحاسيس إلا من حنين


لأن نطير كما تطير العصافير


و نملأ الكون بتغريدنا في الصباح العليل


استيقطنا من أحلامنا على صوتِ صار أليف


يذكرنا ألا نحلم بأن نكون طائراً حراً طليق


لكن اعترتنا قوة مستمدة من وميض


لأمل لطالما أخفاه ماضينا التعيس


لأمل لطالما لوح لنا من بعيد


لأمل الآن لم يكتفي بالتلويح


بل جعلنا نخطو خطوة ظننا انها لن تكون


قمنا و كسرنا كل القيود


فلم يعد للماضي مكانا في القلوب


اختفى كالسراب


ذلك الماضي الكسير


اختفى من أمل بالله الكبير


فتسلحنا بالإيمان حتى نعيش


لأجل اله الكون العظيم


تلونت حياتنا بلون بهيج


و لن ننسى أن غداّ يوم جديد ..

ما رأيكم اخواني و أخواتي بالخاطرة أرجو ان تكون نالت على إعجابكم


أتعلمون ان هذه الخاطرة لما كانت لتولد لولا ملهمتي ……..


انها عضوة معنا في المنتدى ملأته بعطرها الفواح


لكن كنت دائما أشعر بأن الأحزان تعتريها


و في يوم من الأيام وجدتها قد كتبت كلمات في غاية الروعة في توقيعها


و هذا هو نصها

حنيــن الغـــد


ايهاالماضي والذكرى الحزينة اغربي عني

فأنا لست تلك الانسانة الحزينة انا كلي امل نسيت الجراح نسيت الجفاء
عفيت عمن اخطاء بحقي واحن للغد وأحاول ان انسى ايام الطفولة التي تبكيني اذا تذكرتها

يالها من كلمات رائعة تجعلنا نفكر في المستقبل و ننسى الماضي بكل أهواله


ان هذه الكلمات فجرت كل ما فيني و جعلتني اكتب هذه الخاطرة


يا لكِ من ملهمة


لا تدرين كم أسعدتني بهذه الكلمات لانها تعتبر خطوة مبشرة بخير ان شاء الله فهي تفتح الباب لخطوات أخرى لتشق الطريق و هذه خاطره قصيره

حر أنا كطائر طليق


نجم عالِ لن يطولني ماضِ حزين


يغمرني إيمان قوي يهديني للسبيل


نما و كبر فيني أمل بالله لن يلين


العمر ليس فيه وقت للنحيب


لن أضيعه في بكاء و نشيج


غدا يوم جديد ………..


دوما سيكون شعاري الجديد

ستلاحظي ان أول حرف من كل سطر اذا تجمعوا سيكونون اسمك الجديد

حنــــ الغد يـــن

انني أهدي هذا الموضوع لكل من لديه ماضِ مؤلم يتمنى نسيانه لكنه مسيطر على تفكيره

و أرجو ان يكون ماضيكم مشرقا و حافلا بالسعادة ربما هذه امنية …….

اخواني و أخواتي لن تتوقفوا لتقرأوا الخاطرة و تمدحوا بها أو تنتقدوها و حسب بل يجب ان يحاول


كل منكم أن يخطو خطوة في حياته تكون ممهدة لخطوات أخرى تملأ حياتنا سعادة


بتقريبنا من الوصول للجنة ان شاء الله


أريد منكم ان تخرجو كل ما في مكنون صدوركم هنا


و يا حبذا لو ذكرتم خطوة جميلة ستقومون بفعلها


و دمتم بخير


لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الملتقى الحواري

اريد برنامج يومي لشهر رمضان للنقاش

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اخواتي العزيزات ونحن على ابواب شهر رمضان المبارك اقول لكن اولا كل عام وانتم بخير .

ثانيا: ماهو البرنامج الجيد الذي يمكن ان يكون برنامجا توافقيا بين اعمال المنزل والعبادة في هذا الشهر العظيم . مثل قراءة القرآن التي فضلها عظيم كما نعلم .

انني اريد منكن المشاركة العاجلة قبل دخول الشهر من اجل ان نرتب امورنا بشكل صحيح خاصة نحن معشر المتزوجات .

ازكى تحياتي واطيبها لكن واحدة واحده

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الملتقى الحواري

من أقوالهم ….. – تم الرد

قال عمر بن الخطاب :
توشك القرى أن تخرب وهى عامرة إذا علا فجارها على أبرارها وساد القبيلة منافقوها.
قال أحد الحكماء :
دواء القلب في خمسة أشياء قراءة القرآن بالتدبر وخلاء البطن وقيام الليل والتضرع عند السحر ومجالسة الصالحين .
قال الماوردي :
أضعف الناس من ضعف عن كتمان سره وأقواهم من قوي على غضبه وأصبرهم من ستر فاقته وأغناهم من قنع بما تيسر له .
قال حاتم الأصم :
كان يقال : العجلة من الشيطان إلافي خمس : إطعام الضيف إذا حل وتجهيز الميت إذا مات وتزويج البكر إذا أدركت وقضاء الدين إذا حل والتوبة من الذنب إذا وقع .
قال الشافعي :
أربعة تزيد في العقل : ترك الفضول عن الكلام والسواك ومجالسة الصالحين ومجالسة العلماء .
قال الفضيل بن عياض :
إذا أحب الله عبداً أكثر غمه وإذا أبغض عبداً أوسع عليه دنياه.
قال ابن القيم :
يارب لو أدركت القلوب عظمتك لكان شهيقها القرآن وزفيرها الذكر ونبضها الدعاء.
قال معروف الكرخي :
إن الله ليبتلي عبده المؤمن بالأسقام والأوجاع فيشكو إلى أصحابه فيقول الله تبارك وتعالى : وعزتي وجلالى ما ابتليتك بهذه الأوجاع والأ سقام إلا لأغسلك من الذنوب فلا تشتكيني .
قال عبد الله بن مسعود :
لا تعادوا نعم الله قيل له : من يعادي نعم الله ؟ قال : الذين يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله .

أختكم ثلج

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الملتقى الحواري

فوائد المرض للنقاش

عبدالرحمن بن يحيى

الحمد لله الذي لا إله إلا هو، وهو للحمد أهل، وهو على كل شيء قدير، وبعد:

فإن الذي دعاني إلى كتابة هذه الرسالة هو النصح لله ولرسوله ولعامة المسلمين، وما رأيت من جهل الناس بفوائد المرض إلى درجة أني سمعت أُناساً يقولون: ألا ترحمه يارب، ومنهم من يقول: إما ارحمه أو ريحه، مع أن الله يقول في بعض الآثار: ( كيف أرحمه من شيء به أرحمه؟ )، وكذلك ما سمعت ورأيت من بعض المرضى الذين ابتلوا بأمراض مستعصية كالسرطان أو غيره من الأمراض التي لا يوجد لها علاج، فبلغ بهم اليأس مبلغاً عظيماً فتجد الواحد منهم قد ضعف صبره وكثر جزعه وعظم تسخطه وانفرد به الشيطان يوسوس له ويذكره بالمعاصي الماضية حتى يؤيسه من روح الله ويوقعه في القنوط، يقول الله: إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا [المجادلة:10]، مع أن المريض لا خوف عليه مادام موحداً ومحافظاً على الصلاة، حتى ولو لم يصل إلا لما مرض، فإن من تاب توبة صادقة قبل الغرغرة تاب الله عليه، ولو وقع في كبائر الذنوب، فإنه يرجى لكل من مات من الموحدين ولم يمت على الكفر، ففي الحديث: { "من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة"، فقال أبو ذر: وإن زنى وإن سرق، قال: "وإن زنى وإن سرق" }، ويقول : { لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله عز وجل } [رواه مسلم]، ويقول الله: { أنا عند ظن عبدي، فليظن بي ما يشاء }.

فعلى المؤمن أن يصبر على البلاء مهما اشتد فإن مع العسر يسراً، وعذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة، يقول أنس: { إن النبي دخل على شاب وهو في الموت، فقال: "كيف تجدك؟" قال: أرجو رحمة الله يا رسول الله، وأخاف ذنوبي، فقال: "لا يجتمعان في قلب عبد في مثل هذا الموطن إلا أعطاه الله ما يرجو وأمَّنه مما يخاف" }، فلا تسيء العمل وأنت صحيح بحجة هذا الحديث، فلعل الموت يأتيك بغتة. وعلى كل فالمؤمن يصبر ويرضى بقضاء الله، فإن عاش لم يحرم الأجر، وإن مات فإلى رحمة الله، يقول : { تحفة المؤمن الموت } [رواه الطبراني بسند جيد ].

فإذا تقرر هذا كله فإليكم فوائد المرض العظيمة وما يترتب عليه من مصالح ومنافع قلبية وبدنية، وقبل الشروع لابد من مقدمة قبل الدخول في المقصود.

إن الله لم يخلق شيئاً إلا وفيه نعمة أيضاً، إما على المبتلى أو على غير المبتلى، حتى إن ألم الكفار في نار جهنم نعمة، ولكنها في حق غيرهم من العباد، فمصائب قوم عند قوم فوائد، ولولا أن الله خلق العذاب والألم لما عَرَف المتنعمون قدر نعمته عليهم ولجُهلت كثير من النعم، ومن هنا خلق سبحانه الأضداد لحكم كثيرة منها معرفة النعم، فلولا الليل لما عرف قدر النهار، ولولا المرض لما عرف قدر الصحة، وكذا الفقر والسماء والجنة، ففرح أهل الجنة إنما يتضاعف إذا تفكروا في آلام أهل النار، بل إن من نعيم أهل الجنة رؤية أهل النار وما هم فيه من العذاب، مع العلم أن كل بلاء يقدر العبد على دفعه، لا يؤمر بالصبر عليه، بل يؤمر بإزالته ففي الحديث: { ليس للمؤمن أن يذل نفسه، أن يحمل نفسه مالا يطيق }. وإنما المحمود الصبر على ألم ليس له حيلة في إزالته، كما أن من النعم نعمة تكون بلاءً على صاحبها، فإنه يبتلى بالنعماء والبأساء، وكم من بلاء يكون نعمة على صاحبه، فرب عبد تكون الخيرة له في الفقر والمرض، ولو صح بدنه وكثر ماله لبطر وبغى وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ [الشورى:27].

فكل نعمة سوى الإيمان وحسن الخلق قد تكون بلاء في حق بعض الناس، وتكون أضدادها نعماً في حقهم، فكما أن المعرفة كمال ونعمة، إلا أنها قد تكون في بعض الأحيان بلاء وفقدها نعمة مثل أجل العبد أو جهله بما يضمر له الناس، إذ لو رفع له الستر لطال غمه وحسده. وكم من نعمة يحرص عليها العبد فيها هلاكه، ولما كانت الآلام والأمراض أدوية للأرواح والأبدان وكانت كمالاً للإنسان، فإن فاطره وبارئه ما أمرضه إلا ليشفيه، وما ابتلاه إلا ليعافيه، وما أماته إلا ليحييه، وقد حجب سبحانه أعظم اللذات بأنواع المكاره وجعلها جسراً موصلاً إليها، ولهذا قال العقلاء قاطبة: إن النعيم لا يدرك بالنعيم، وإن الراحة لا تنال بالراحة، فهذه الآلام والمشاق من أعظم النعم، إذ هي أسباب النعم، فمثلاً نزول الأمطار والثلوج وهبوب الرياح وما يصاحبها من الآلام فإنها مغمورة جداً بالنسبة إلى المنافع والمصالح التي تصحبها، فمثلاً لو أن المرأة نظرت إلى آلام الحمل والولادة لما تزوجت، لكن لذة الأمومة والأولاد أضعاف أضعاف تلك الآلام، بل إنها إذا حرمت الأولاد لم تترك طبيباً إلا وذهبت إليه من أجل الحصول على الأبناء، إنه لا يوجد شر محض، وما نهى سبحانه عن الأعمال القبيحة إلا لأن مفسدتها راجحة على خيرها، وهكذا.. وقد قال الله عن الخمر: إثمها أكبر من نفعها، فلو نظر العبد كم يحصل له من المضار والمفاسد منها لما أقدم عليها.

فإذا تقرر هذا كله، فإليكم فوائد ومصالح ومنافع الأمراض والتي تزيد عن المائة فائدة نقتصر على بعض منها:

1ـ من فوائد المرض، أنه تهذيب للنفس، وتصفية لها من الشر الذي فيها: وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ [الشورى:30]، فإذا أصيب العبد فلا يقل: من أين هذا، ولا من أين أتيت؟ فما أصيب إلا بذنب، وفي هذا تبشير وتحذير إذا علمنا أن مصائب الدنيا عقوبات لذنوبنا، أخرج البخاري عن أبي هريرة أن النبي قال: { ما يصيب المؤمن من وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه }، وقال : { ولا يزال البلاء بالمؤمن في أهله وماله وولده حتى يلقى الله وما عليه خطيئة }، فإذا كان للعبد ذنوب ولم يكن له ما يكفرها ابتلاه الله بالحزن أو المرض، وفي هذا بشارة فإن مرارة ساعة وهي الدنيا أفضل من احتمال مرارة الأبد، يقول بعض السلف: لولا مصائب الدنيا لوردنا القيامة مفاليس.

2ـ ومن فوائد المرض: أن ما يعقبه من اللذة والمسرة في الآخرة أضعاف ما يحصل له من المرض، فإن مرارة الدنيا حلاوة الآخرة والعكس بالعكس، ولهذا قال : { الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر }، وقال أيضاً: { تحفة المؤمن الموت } [رواه ابن أبي الدنيا بسند حسن]، وإذا نزل بالعبد مرض أو مصيبة فحمد الله بني له بيت الحمد في جنة الخلد، فوق ما ينتظره من الثواب، أخرج الترمذي عن جابر مرفوعاً: { يود الناس يوم القيامة أن جلود كانت تقرض بالمقاريض في الدنيا لما يرون من ثواب أهل البلاء }.

3ـ ومن فوائد المرض: قرب الله من المريض، وهذا قرب خاص، يقول الله: { ابن آدم، عبدي فلان مرض فلم تعده، أما لو عدته لوجدتني عنده } [رواه مسلم عن أبي هريرة]، وأثر: { أنا عند المنكسرة قلوبهم }.

4ـ ومن فوائد المرض: أنه يعرف به صبر العبد، فكما قيل: لولا الامتحان لما ظهر فضل الصبر، فإذا وجد الصبر وجد معه كل خير، وإذا فات فقد معه كل خير، فيمتحن الله صبر العبد وإيمانه به، فإما أن يخرج ذهباً أو خبثاً، كما قيل: سبكناه ونحسبه لجيناً فأبدى الكير عن خبث الحديد ( ومعنى اللجين الفضة )، والمقصود: أن حظه من المرض ما يحدث من الخير والشر، فعن أنس مرفوعاً: { إن عظم الجزاء من عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط }، وفي رواية: { ومن جزع فله الجزع } [رواه الترمذي]، فإذا أحب الله عبداً أكثر غمه، وإذا أبغض عبداً وسع عليه دنياه وخصوصاً إذا ضيع دينه، فإذا صبر العبد إيماناً وثباتاً كتب في ديوان الصابرين، وإن أحدث له الرضا كتب في ديوان الراضين، وإن أحدث له الحمد والشكر كان جميع ما يقضي الله له من القضاء خيراً له، أخرج مسلم من حديث صهيب قال: قال رسول الله : { عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابه سراء فشكر الله فله أجر، وإن أصابته ضراء فصبر فله أجر، فكل قضاء الله للمسلم خير }، وفي رواية لأحمد { فالمؤمن يؤجر في كل أمره } فالمؤمن لابد وأن يرضى بقضاء الله وقدره في المصائب، اللهم اجعلنا ممن إذا أعطي شكر، وإذا أذنب استغفر، وإذا ابتلي صبر، ومن لم ينعم الله عليه بالصبر والشكر فهو بشر حال، وكل واحدة من السراء والضراء في حقه تفضي إلى قبيح المآل ؛ إن أعطاه طغى وإن ابتلاه جزع وسخط.

5ـ ومن فوائد المرض وتمام نعمة الله على عبده، أن ينزل به من الضر والشدائد ما يلجئه إلى المخاوف حتى يلجئه إلى التوحيد، ويتعلق قلبه بربه فيدعوه مخلصاً له الدين، فسبحان مستخرج الدعاء بالبلاء، ومستخرج الشكر بالعطاء، يقول وهب بن منبه: ينزل البلاء ليستخرج به الدعاء وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاء عَرِيضٍ [فصلت:51]، فيحدث للعبد من التضرع والتوكل وإخلاص الدعاء ما يزيد إيمانه ويقينه، ويحصل له من الإنابة وحلاوة الإيمان وذوق طعمه ما هو أعظم من زوال المرض، وما يحصل لأهل التوحيد المخلصين لله الدين الذين يصبرون على ما أصابهم فلا يذهبون إلى كاهن ولا ساحر ولا يدعون قبراً، أو صالحاً فأعظم من أن يعبر عن كنهه مقال، ولكل مؤمن نصيب، فإذا نزل بهم مرض أو فقر أنزلوه بالله وحده، فإذا سألوا سألوا الله وحده، وإذا استعانوا استعانوا بالله وحده، كما هو الحاصل مع نبي الله أيوب وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ [الأنبياء:83].

وتأمل عظيم بلاء أيوب فَقَدْ فَقَدَ ماله كله وأهله ومرض جسده كله حتى ما بقي إلا لسانه وقلبه، ومع عظيم هذا البلاء إلا أنه كان يمسي ويصبح وهو يحمد الله، ويمسي ويصبح وهو راض عن الله، لأنه يعلم أن الأمور كلها بيد الله، فلم يشتك ألمه وسقمه لأحد، ثم نادى ربه بكلمات صادقة أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ فكشف الله ضره وأثنى عليه، فقال: إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ [ص:44]، وقد ورد في بعض الآثار: { يا ابن آدم، البلاء يجمع بيني وبينك، والعافية تجمع بينك وبين نفسك }.

6ـ ومن فوائد المرض: ظهور أنواع التعبد، فإن لله على القلوب أنواعاً من العبودية، كالخشية وتوابعها، وهذه العبوديات لها أسباب تهيجها، فكم من بلية كانت سبباً لاستقامة العبد وفراره إلى الله وبعده عن الغي، وكم من عبد لم يتوجه إلى الله إلا لما فقد صحته، فبدأ بعد ذلك يسأل عن دينه وبدأ يصلي، فكان هذا المرض في حقه نعمة وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ [الحج:11]، وذلك أن على العبد عبودية في الضراء كما أن عليه عبودية في السراء، وله عبودية فيما يكره، كما أن له عليه عبودية فيما يحب، وأكثر الناس من يعطي العبودية فيما يحب، والشأن في إعطاء العبودية في المكاره، وفيها تتفاوت مراتب العباد، وبحسبها تكون منازلهم عند الله، ومن كان من أهل الجنة فلا تزال هداياه من المكاره تأتيه حتى يخرج من الدنيا نقياً. يروى أنه لما أصيب عروة بن الزبير بالأكلة في رجله قال: ( اللهم كان لي بنون سبعة فأخذت واحداً وأبقيت ستة، وكان لي أطراف أربعة فأخذت طرفاً وأبقيت ثلاثة، ولئن ابتليت لقد عافيت، ولئن أخذت لقد أبقيت )، ثم نظر إلى رجله في الطست بعدما قطعت فقال: ( إن الله يعلم أني ما مشيت بك إلى معصية قط وأنا أعلم ).

7ـ ومن فوائد المرض: أن الله يخرج به من العبد الكبر والعجب والفخر، فلو دامت للعبد جميع أحواله لتجاوز وطغى ونسي المبدأ والمنتهى، ولكن الله سلط عليه الأمراض والأسقام والآفات وخروج الأذى منه والريح والبلغم، فيجوع كرهاً ويمرض كرهاً، ولا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً ولا موتاً ولا حياة ولا نشوراً، أحياناً يريد أن يعرف الشيء فيجهله، ويريد أن يتذكر الشيء فينساه، وأحياناً يريد الشيء وفيه هلاكه، ويكره الشيء وفيه حياته، بل لا يأمن في أي لحظة من ليل أو نهار أن يسلبه الله ما أعطاه من سمعه وبصره، أو يختلس عقله، أو يسلب منه جميع ما يهواه من دنياه فلا يقدر على شيء من نفسه، ولا شيء من غيره،فأي شيء أذل منه لو عرف نفسه؟ فكيف يليق به الكبر على الله وعلى خلقه وما أتى إلا من جهله؟

ومن هذه أحواله فمن أين له الكبر والبطر؟ ولكن كما قيل: من أكفر الناس بنعم الله الفقير الذي أغناه الله، وهذه عادة الأخساء إذا رفع شمخ بأنفه، ومن هنا سلط الله على العبد الأمراض والآفات، فالمريض يكون مكسور القلب كائناً من كان، فلا بد أن يكسره المرض، فإذا كان مؤمناً وانكسر قلبه فالمريض حصل على هذه الفائدة وهي الانكسار والاتضاع في النفس وقرب الله منه، وهذه هي أعظم فائدة.

يقول الله: { أنا عند المنكسرة قلوبهم } وهذا هو السر في استجابة دعوة الثلاثة: المظلوم، والمسافر، والصائم، وذلك للكسرة التي في قلب كل واحد منهم، فإن غربة المسافر وكسرته مما يجده العبد في نفسه، وكذلك الصوم فإنه يكسر سورة النفس ويذلها، وكذا الأمر في المريض والمظلوم، فإذا أراد الله بعبد خيراً سقاه دواء من الابتلاء يستفرغ به من الأمراض المهلكة للعبد حتى إذا هذبه رد عليه عافيته، فهذه الأمراض حمية له، فسبحان من يرحم ببلائه ويبتلي بنعمائه.

8ـ ومن فوائد المرض: انتظار المريض للفرج، وأفضل العبادات انتظار الفرج، الأمر الذي يجعل العبد يتعلق قلبه بالله وحده، وهذا ملموس وملاحظ على أهل المرض أو المصائب، وخصوصاً إذا يئس المريض من الشفاء من جهة المخلوقين وحصل له الإياس منهم وتعلق قلبه بالله وحده، وقال: يا رب، ما بقي لهذا المرض إلا أنت، فإنه يحصل له الشفاء بإذن الله، وهو من أعظم الأسباب التي تطلب بها الحوائج، وقد ذكر أن رجلاً أخبره الأطباء بأن علاجه أصبح مستحيلاً، وأنه لا يوجد له علاج، وكان مريضاً بالسرطان، فألهمه الله الدعاء في الأسحار، فشفاه الله بعد حين، وهذا من لطائف أسرار اقتران الفرج بالشدة إذا تناهت وحصل الإياس من الخلق، عند ذلك يأتي الفرج، فإن العبد إذا يئس من الخلق وتعلق بالله جاءه الفرج، وهذه عبودية لا يمكن أن تحصل إلا بمثل هذه الشدة حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا [يوسف:110].

9ـ ومن فوائد المرض: أنه علامة على إرادة الله بصاحبه الخير، فعن أبي هريرة مرفوعاً: { من يرد الله به خيراً يصب منه } [رواه البخاري]، ومفهوم الحديث أن من لم يرد الله به خيراً لا يصيب منه، حتى يوافي ربه يوم القيامة، ففي مسند أحمد عن أبي هريرة قال: { مر برسول الله أعرابي أعجبه صحته وجلده، قال: فدعاه فقال له: متى أحسست بأم ملدم؟ قال: وما أم ملدم؟ قال: الحمى، قال: وأي شيء الحمى؟ قال: سخنة تكون بين الجلد والعظام، قال: ما بذلك لي عهد، وفي رواية: ما وجدت هذا قط، قال: فمتى أحسست بالصداع؟ قال: وأي شيء الصداع؟ قال: ضربات تكون في الصدغين والرأس، قال: مالي بذلك عهد، وفي رواية: ما وجدت هذا قط، قال: فلما قفا ـ أو ولى ـ الأعرابي قال: من سره أن ينظر إلى رجل من أهل النار فلينظر إليه } [وإسناده حسن] فالكافر صحيح البدن مريض القلب، والمؤمن بالعكس.

10ـ ومن فوائد المرض: أن العبد إذا كان على طريقة حسنة من العبادة والتعرف على الله في الرخاء، فإنه يحفظ له عمله الصالح إذا حبسه المرض، وهذا كرم من الله وتفضل، هذا فوق تكفير السيئات، حتى ولو كان مغمى عليه، أو فاقداً لعقله، فإنه مادام في وثاق الله يكتب له عمله الصالح، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، وبالتالي تقل معاصيه، وإن كان فاقداً للعقل لم تكتب عليه معصية ويكتب له عمله الصالح الذي كان يعمله في حال صحته، ففي مسند أحمد عن عبدالله بن عمرو عن النبي : { ما من أحد من الناس يصاب بالبلاء في جسده إلا أمر الله عز وجل الملائكة الذين يحفظونه، فقال: اكتبوا لعبدي كل يوم وليلة ما كان يعمل من خير ما كان في وثاقي }.

11ـ ومن فوائد المرض: أنه إذا كان للعبد منزلة في الجنة ولم يبلغها بعمله ابتلاه الله في جسده، أخرج ابن حبان في صحيحه عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله : { إن الرجل ليكون له عند الله المنزلة فما يبلغها بعمل، فما يزال يبتليه بما يكره حتى يبلغه إياها }، يقول سلام بن مطيع: اللهم إن كنت بلغت أحداً من عبادك الصالحين درجة ببلاء فبلغنيها بالعافية.

12ـ ومن فوائد المرض: أن يعرف العبد مقدار نعمة معافاته وصحته، فإنه إذا تربى في العافية لا يعلم ما يقاسيه المبتلى فلا يعرف مقدار النعمة، فإذا ابتلي العبد كان أكثر همه وأمانيه وآماله العودة إلى حالته الأولى، وأن يمتعه الله بعافيته، فلولا المرض لما عرف قدر الصحة، ولولا الليل لما عرف قدر النهار، ولولا هذه الأضداد لما عرفت كثير من النعم، فكل مريض يجد من هو أشد مرضاً فيحمد الله،وكل غني يجد من هو أغنى منه، وكل فقير يجد من هو أفقر منه، ثم كم نسبة صحة العبد إلى مرضه فوق ما فيه من الفوائد والمنافع التي يجهلها العبد وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ [البقرة:216]، ولهذا روي أن آدم لما نشر الله له ذريته رأى الغني والفقير وحسن الصورة، ورأى الصحيح على هئيته والمبتلى على هيئته، ورأى الأنبياء على هيئتهم مثل السرج، قال: يارب ألا سويت بين عبادك؟ قال: إني أحب أن أشكر، فإن العبد إذا رأى صاحب البلاء قال: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك، فيعافيه الله من ذلك البلاء بشرط الحمد، والمبتلى إذا صبر حصل على أجر عظيم.

والغريب أن العبد إذا نظر في دنياه نظر إلى من هو فوقه، لكنه إذا نظر في دينه نظر إلى من هو أسفل منه، فتجده يقول: نحن أفضل من غيرنا، لكنه لا يقول ذلك في دنياه، ومن ذاق ألم الأمراض عرف بعد ذلك قيمة الصحة، وكم نسبة مرضه إلى نسبة صحته، روي أن الفضيل كانت له بنت صغيرة فمرض كفها فسألها يوماً: يا بنية، كيف حال كفك؟ فقالت: يا أبت بخير، والله لئن كان الله تعالى ابتلى مني قليلاً فلقد عافى الله مني كثيراً، ابتلى كفي وعافى سائر بدني، فله الحمد على ذلك.

13ـ ومن فوائد المرض: أنه إحسان ورحمة من الرب للعبد، فما خلقه ربه إلا ليرحمه لا ليعذبه مَّا يَفْعَلُ اللّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللّهُ شَاكِراً عَلِيماً [النساء:147]، وكما قيل:

وربما كان مكروه النفس إلى *** محبوبها سبب ما مثله سبب

ولكن أكثر النفوس جاهلة بالله وحكمته، ومع هذا فربها يرحمها لجهلها وعجزها ونقصها، وهذا ورد في بعض الآثار أن العبد إذا أصابته البلوى فيدعو ربه ويستبطئ الإجابة، ويقول الناس: ألا ترحمه يارب؟ فيقول الله: ( كيف أرحمه من شيء به أرحمه؟ ). فمثلاً الوالد عندما يجبر ابنه على شرب الدواء المر وهو يبكي وأمه تقول: ألا ترحمه؟ مع أن فعل الوالد هو رحمة به، ولله المثل الأعلى، فلا يتهم العبد ربه بابتلائه وليعلم أنه إحسان إليه.

لعــــــل عتبك محمود عواقبه *** وربما صحت الأجساد بالعلل

14ـ ومن فوائد المرض: أنه يكون سبباً لصحة كثير من الأمراض، فلولا تلك الآلام لما حصلت هذه العافية، وهذا شأن أكبر الأمراض، ألا وهو الحمى وهي المعروفة الآن بالملاريا، ففيها منافع للأبدان لا يعلمها إلا الله، حيث أنها تذيب الفضلات وتتسبب في إنضاج بعض المواد الفاسدة وإخراجها من البدن، ولا يمكن أن يصل إليه دواء غيرها، يقول بعض الفضلاء من الأطباء: إن كثيراً من الأمراض التي نستبشر فيها الحمى، كما يستبشر المريض بالعافية، فتكون الحمى فيه أنفع من شرب الدواء الكثير، فمـــن الأمراض التي تتسبب الحمى في علاجها مرض الــــرمد والفالج واللقوة ـ وهو داء يكون في الوجه يعوج منه الشدق ـ وزيادة على الصحة فهي من أفضل الأمراض في تكفير الذنوب، ففي مسلم عن جبران { أن رسول الله دخل على أم السائب، فقال: "مالك؟" فقالت: الحمى، لا بارك فيها، فقال: "لا تسبي الحمى فإنها تذهب خطايا بني آدم كما يذهب الكير خبث الحديد" }، وعند أحمد بسند صحيح: { حمى يوم كفارة سنة } [عن ابن عمرو] وفي الأدب للبخاري عن أبي هريرة: { ما من مرض يصيبني أحب إلى من الحمى } لأنها تدخل في كل الأعضاء والمفاصل وعددها 360 مفصلاً، وقيل إنها تؤثر في البدن تأثيراً لا يزول بالكلية إلا بعد سنة.

15ـ ومن فوائد الأمراض: تخويف العبد وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ [المؤمنون:76]، وَأَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ [الزخرف:48]، فما ابتلاه الله إلا ليخوفه لعله أن يرجع إلى ربه، أخرج الإمام أبو داود عن عامر مرفوعاً: { إن المؤمن إذا أصابه سقم ثم أعفاه منه كان كفارة لما مضى من ذنوبه وموعظة له فيما يستقبل، وإن المنافق إذا مرض ثم أعفي كان كالبعير عقله أهله ثم أرسلوه فلم يدر لم عقلوه ولم أرسلوه }.

16ـ ومن فوائد المرض: أن الله يستخرج به الشكر، فإن العبد إذا ابتلي بعد الصحة بالمرض وبعد القرب بالبعد اشتاقت نفسه إلى العافية، وبالتالي تتعرض إلى نفحات الله بالدعاء فإنه لا يرد القدر إلا الدعاء بل ينبغي له أن يتوسل إلى الله ولا يتجلد تجلد الجاهل فيقول: يكفي من سؤالي علمه بحالي !! فإن الله أمر العبد أن يسأله تكرماً وهو يغضب إذا لم تسأله، فإذا منح الله العبد العافية وردها عليه عرف قدر تلك النعمة ؛ فلهج بشكره شكر من عرف المرض وباشر وذاق آلامه لا شكر من عرف وصفه ولم يقاس ألمه، فكما يقال: أعرف الناس بالآفات أكثرهم آفات، فإذا نقله ربه من ضيق المرض والفقر والخوف إلى سعة الأمن والعافية والغنى فإنه يزداد سروره وشكره ومحبته لربه بحسب معرفته وبما كان فيه، وليس كحال من ولد في العافية والغنى فلا يشعر بغيره.

17ـ ومن فوائد المرض: معرفة العبد ذله وحاجته وفقره إلى الله، فأهل السماوات والأرض محتاجون إليه سبحانه، فهم فقراء إليه وهو غني عنهم ولولا أن سلط على العبد هذه الأمراض لنسي نفسه، فجعله ربه يمرض ويحتاج ليكون تكرار أسباب الحاجة فيه سبب لخمود آثار الدعوى وهو ادعاء الربوبية، فلو تركه بلا فاقة لتجرأ وادعى، فإن النفس فيها مضاهاة للربوبية، ولهذا سلط الله عليه ذل العبودية وهي أربع: ذل الحاجة، وذل الطاعة، وذل المحبة ـ فالمحب ذليل لمن أحبه ـ وذل المعصية، وعلى كل فإذا مرض العبد أحس بفقره وفاقته إلى الله كائناً من كان.

لعلك تقول: هذه الأخبار تدل على أن البلاء خير في الدنيا من النعيم، فهل نسأل الله البلاء؟ فأقاول لك: لا وجه لذلك، بل إن الرسول قال دعائه لما أخرجه أهل الطائف: { إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي، ولكن عافيتك أوسع لي }، وروى أن العباس لما طلب من الرسول أن يعلمه دعاء فقال له: { سل الله العفو والعافية، فإنه ما أعطى أحد أفضل من العافية بعد اليقين }، وقال الحسن: الخير الذي لا شر فيه العافية مع الشكر، فكم من منعم عليه غير شاكر، وهذا أظهر من أن يحتاج إلى دليل، فينبغي أن نسأل الله تمام النعمة في الدنيا ودفع البلاء عنا، لكن إذا ابتلي العبد ببلاء فينبغي له الصبر والرضا بقضاء الله عليه.

أخيراً أختم هذه الرسالة بأن المرض نعمة وليس بنقمة، وأن في المرض لذائذ:

1ـ منها: لذة العطف الذي يحاط به المريض والحب الذي يغمره من أقاربه ومعارفه.

2ـ ومنها: اللذة الكبرى التي يجدها المريض ساعة اللجوء إلى الله، عندما يدعوه مخلصاً مضطراً.

3ـ ومنها: لذة الرضا عن الله عندما تمر لحظات الضيق على المريض وهو مقيد على السرير، ويبلغ به المرض أقصاه فيفيء لحظتها إلى الله كما حصل في نداء أيوب، فلا يحكم على المريض أو البائس بمظهره، فلعل وراء الجدار الخرب قصراً عامراً، ولعل وراء الباب الضخم كوخاً خرباً.

4ـ ومنها: لذة المساواة التامة، فهي سنة الحياة، فلا يفرق المرض بين غني أو فقير، فلو كان المرض سببه الفقر أو نقص الغذاء لكان المرض وقفاً على الفقراء، ولكان الأغنياء في منجى منه، لكنه لا يعرف حقيراً أو جليلاً، الناس سواء.

تمت هذه الرسالة ولله الحمد والمنة.

نسأل الله من عظيم لطفه وكرمه وستره الجميل في الدنيا والآخرة، ونعوذ به من زوال نعمته وتحول عافيته وفجأة نقمته وجميع سخطه.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده