التصنيفات
روضة السعداء

التراب هو التراب ! لا قيمة له
والتِّبْـر هو الذهب قبل استخراجه وتخليصه ، وقيل : قبل تصنيعه .
يُروى للإمام الشافعي :
إني رأيتُ وقــوفَ المـاء يفسـدهُ === إِنْ سَاحَ طَابَ وَإنْ لَمْ يَجْرِ لَمْ يَطِبِ
والأسدُ لولا فراقُ الأرض ما افترست === والسَّهمُ لولا فراقُ القوسِ لم يُصب
والشمس لو وقفت في الفلكِ دائمـة === لَمَلَّهَا النَّاسُ مِنْ عُجْمٍ وَمِنَ عَـرَبِ
والتَّـبْـرَ كالتُّرْبَ مُلْقَى ً فـي أَمَاكِنِهِ === والعودُ في أرضه نوعً من الحطـب
فـإن تغـرَّب هـذا عـزَّ مـطلـبهُ === وإنْ تَغَـرَّبَ ذَاكَ عَــزَّ كالـذَّهَـبِ

أما إني لا أقصد التّغـرّب
ولكني أقصد أن تصنع من التراب ذهباً
كيف ذلك ؟
الأمر سهل جِـداً
تعمد إلى أعمالك اليومية المعتادة التي هي بمثابة التراب فتجعلها أغلى من الذهب لتتحوّل إلى كِفّة الحسنات .

قال بعض السلف : الأعمال البهيمية ما عُملت بلا نيّـة .
وقد قيل :
بصلاح النية تُصبح العادات عبادات .

بل إن المسلم يؤجر أو يؤزر على نيّـته
فربما بلغ العبد الدرجات العُلى وكُتِب له من العمل ما لا يبلغه بعمله بِحُسن نيّـته
وربما كُتبت عليه الآثام والأوزار التي لم يعملها بسبب سوء نيّته وفساد سريرته

قال صلى الله عليه وسلم :
إنما الدنيا لأربعة نفر :

عبد رزقه الله عز وجل مالا وعلما فهو يتقي فيه ربه ويصل فيه رحمه ويعلم لله عز وجل فيه حقّه . قال : فهذا بأفضل المنازل .

قال : وعبد رزقه الله عز وجل علما ولم يرزقه مالا قال فهو يقول : لو كان لي مال عملت بعمل فلان قال فاجرهما سواء .

قال : وعبد رزقه الله مالا ولم يرزقه علما فهو يخبط في ماله بغير علم لا يتقي فيه ربه عز وجل ولا يصل فيه رحمه ولا يعلم لله فيه حقه فهذا بأخبث المنازل .

قال : وعبد لم يرزقه الله مالا ولا علما فهو يقول : لو كان لي مال لعملت بعمل فلان . قال : هي نيته فوزرهما فيه سواء .
رواه الإمام أحمد والترمذي وغيرهما ، وقال الترمذي حديث حسن صحيح .

ولما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك فدنا من المدينة قال لأصحابه : إن بالمدينة أقواماً ما سرتم مسيراً ولا قطعتم وادياً إلا كانوا معـكم . قالوا : يا رسول الله وهم بالمدينة ؟! قال : وهم بالمدينة حبسهم العذر . رواه البخاري من حديث أنس رضي الله عنه ، ورواه مسلم من حديث جابر رضي الله عنه .

وإذا تعاهد المسلم نيّـته كُتب له الأجر فيما يأتي وفيما يذر .
وأصبحت أعماله اليومية في كفّة الحسنات .

انظر رعاك الله إلى حال الصحابة كيف كانوا يحتسبون الأجر ويطلبونه حتى في أعمالهم اليومية المعتادة .

بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا موسى الأشعري ومعاذ بن جبل إلى اليمن ، وبعث كل واحد منهما على مخلاف ( يعني على إقليم ) ثم قال : يسرا ولا تعسرا ، وبشرا ولا تنفرا فانطلق كل واحد منهما إلى عمله ، وكان كل واحد منهما إذا سار في أرضه وكان قريبا من صاحبه أحدث به عليه ، فسار معاذ في أرضه قريبا من صاحبه أبي موسى فجاء يسير على بغلته حتى انتهى إليه وإذا هو جالس وقد اجتمع إليه الناس وإذا رجل عنده قد جمعت يداه إلى عنقه فقال له معاذ : يا عبد الله بن قيس أيم هذا ؟ قال : هذا رجل كفر بعد إسلامه . قال : لا أنزل حتى يقتل . قال : إنما جيء به لذلك ، فانزِل . قال : ما أنزل حتى يُقتل ، فأمر به فقتل ، ثم نزل . فقال معاذ : يا عبد الله كيف تقرأ القرآن ؟ قال : أتفوقه تفوّقـاً . قال أبو موسى : فكيف تقرأ أنت يا معاذ ؟ قال : أنام أول الليل فأقوم وقد قضيت جزئي من النوم فأقرأ ما كتب الله لي ، فأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي . رواه البخاري ومسلم من حديث أبي موسى الأشعري .

فما عليك سوى أن تتعاهد نيتك ، وأن تُعالجها حتى يكون القصد هو وجه الله والدار الآخرة
في أكلك … في شربك … في نومك … في يقظتك … …. إلخ .

————

قال زيد الشامي : إني لأحب أن تكون لي نيّة في كل شيء حتى في الطعام والشراب .
وقال : انْوِ في كل شيء تريد الخير حتى خروجك إلى الكناسة . يعني في قضاء الحاجة .
وعن داود الطائي قال : رأيت الخير كله إنما يجمعه حسن النية ، وكفاك بها خيراً وإن لم تنصب . يعني وإن لم تتعب .
قال داود : والبِرّ همّة التقي ولو تعلّقت جميع جوارحه بِحُبِّ الدنيا لَرَدّتْه يوماً نيّته إلى أصله

وقال سفيان الثوري : ما عالجت شيئا أشد على من نيتي ؛ لأنها تنقلب عليّ .

وعن يوسف بن أسباط قال : تخليص النية من فسادها أشدّ على العاملين من طول الاجتهاد

وقيل لنافع بن جبير : ألا تشهد الجنازة ؟ قال : كما أنت حتى أنوي . قال : ففكر هنيهة ثم قال : امْضِ .

وعن مطرف بن عبد الله قال : صلاح القلب بصلاح العمل ، وصلاح العمل بصلاح النية .

وقال بعض السلف : من سَرّه أن يكمل له عمله فليحسن نيته فإن الله عز وجل يأجر العبد إذا حسن نيته حتى باللقمة .

وقال ابن المبارك : رُبّ عمل صغير تعظِّمه النية ، ورُبّ عمل كبير تصغره النية .

وقال ابن عجلان : لا يصلح العمل إلا بثلاث : التقوى لله ، والنية الحسنة ، والإصابة .

وقال الفضيل بن عياض : إنما يريد الله عز وجل منك نيتك وإرادتك .

بهذه الطريقة تُحوّل التراب إلى تِبْر

ولو أردت أن أسرد كل ما يمر بالذاكرة من أمثلة لطال بنا المقام .

[ الآثار المتقدمة عن بعض السلف نقلا عن جامع العلوم والحِكم للإمام الحافظ ابن رجب – رحمه الله – ]

أخوكم .

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
روضة السعداء

أخيتي الغالية زهرة منتدانا الحبيب
السلام عليكِ ورحمة الله تعالى وبركاته وبعد
أرجو أن تسمحي لي أن أعود بك إلى واحدة من أحلى الذكريات :
هل تذكرين كيف هداكِ الله إلى الحجاب ؟
هل تذكرين كيف انتقلتِ من الغَفلة إلى طاعة الرحمن؟
هل تذكرين يوم قرَّرتِِ أن تستبدلي زينة الحياة الدنيا بِجَنَّّةٍ سقفُها عرشَ الرَّحمن؟!!!!؟
هل تذكرين يوم أعلنتي العصيان على الشيطان وقرَََّّّرتِ الاستسلام لأوامر الرحمن؟!!!
هل تذكرين أول يوم لارتدائك الحجاب؟!!
هل تذكرين يوم ارتدائك تاج عِفَّتِك وحياءك؟؟
هل تذكرين يوم أعلنتِ للجميع في الطريق أنَّكِ مُسلِمة، دون أن تنطقي بكلمة؟!!!
هل تذكرين يوم بدأت صحيفتك تمتلىء بالحسنات بعدد مَن شاهدوكِ في الطريق وفي كل مكان تذهبين إليه، لأنك – بحجابك- تذكِّرين الجميع بالله سبحانه ؟!!!
أو بمعنى آخر:
هل تذكرين كيف أصبَحتِ مَلِكة 4]بهزيمتك لهواك، وطاعتك لمَولاك؟!!!
وهل تحكي لنا قصَّتُكِ لعلها تفيدنا جميعاً

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
روضة السعداء


المقدمــــــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبدالله وآله وصحبه ومن سار على دربه إلى يوم الدين.. وبعد
أخواتــي في الله :
لايخفى على أي منا أهمية الفقه في شرع الله ولكي نعبد الله على علم وبصيرة وجب علينا تعلمه والسؤال عمـا نجهل فيه ..
عائشةرضي الله عنها وأرضاها قالت: (نعم النساء نساء الأنصار لم يكن يمنعهن الحياء أن يسألن عن الدين وأن يتفقهن فيه)أخرجه مسلم[تمام المنة124]
وكثير منا نحن النساء في هذا الزمن يمنعنا الحياء ,أو التساهل والتسويف عن السؤال والتفقة وخصوصاً في بعض الأحكام تخجل من السؤال فتقع في الحرج ,أو الجهل وأحياناً تأتيها في كل شهرمشكله…ولايتيسر لها السؤال.

لذا سنتذاكربإذن الله معاً الأحكام الخاصة للمرأة المسلمة كالطهارة وجميع أحكامها التي تخص بها ,والتي تكون فيها أحكام تنفرد بها المرأة عن الرجل أو يكون لها فيها حكم خاص أو فتوى معينـة.
ومنها للـذكر فقط لاللحصر
الوضوء وأحكامه ,والغسل الشرعي , وأحكام الدماء الطبيعية من
(حيض , وأستحاضة , ونفساء )وأحكـامها .

طريقة الدرس ومنهجه :
1- ذكر صورة المسألة باختصار وقد يُكتفى بالعنوان لوضوحها.
2- ذكر حكمهـــا .
3- ذكر الأدلة على هذا الحكم .
4- نقل كلام أهل العلم على المسألة من كتبهم ، وخصوصاً المحققين منهم كالأئمة الأربعة وشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم والعلماء المعاصرين كالألباني وابن باز وابن العثيمين عليهم رحمات الله .
وأسأل الله أن يعينناعلى التعاون على البر والتقوى في ذلك
والله من وراء القصد فأسأله العون والتوفيق .

أختكن /زوجة داعية

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
روضة السعداء

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بمناسبة اقتراب موسم ٍ عــطر جديد .. ألا وهو موســم :

()()( الحــــــــج )()()

أحببتُ أن أجمع لكم عناوين وروابـــط تساعد الحاجّ على معــرفة كل الأحكام المتعلقة بالحج .. وأسأل الله عز وجل أن ينفع بها..

مواسم الخيرات ( الحج )

فصل في أدلة وجوب الحج والعمرة والمبادرة إلى أدائهما

الحج

نصائح بين يدي الحج (( الالباني)) رحمه الله

كل ما تريده عن موضوعات الحج

الأخطاء الشائعة في الحج

الحج خطوة خطوة

مناسك الحج لمن أراد الحج لهذا العام

هل تنوي أداء فريضة الحج ؟؟؟؟؟ "روابط"

الحج خطوة خطوة…..فلاش

مناسك الحج ….؟

من فتاوى الحج والأضحية

صفة الحج

مختارات الحج

صفة الحج والعمرة

مجلة // المحجــــــة في تبيان فضل العشر الأُول من ذي الحجة ..

الحكمة من مناسك الحج

[5] وقفات لمن أراد الحج

تأخير الحج بدون عذر

خصوصيات النساء في الحج -أحكام وآداب – نصائح وتنبيهات -إعداد : القسم العلمي بدار الوطن

فوائد في تسمية أيام الحج :

( ( 60 ) ) سؤال وجواب عن احكام الحج ؟

متى يكفر الحج كل الذنوب والمعاصي؟

رسائل الى المرأة في الحج

مسائل خفية وسنن منسية من حجة الوداع

من أهداف الحج توحيد كلمة المسلمين

ماذا بعد الحج ؟

رزقنـــــــــــــا الله وإيـــــــاكم حجّ بيته الحرام .. والقيام بمناسكه على أتم وجه ..

دمتـــــــم بســـــــلام ..

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
روضة السعداء

ستناول بمشيئة الله تعالى بعض بدع الناس في قراءة القرآن..
وسنجعلها خفيفة ونتناولها على أجزاء حتى يتسنى للجميع إستيعابها وتبليغها..

*الإجتماع في المسجد أو المنزل لقراءة القرآن جماعه..

هذا غير مشروع واقل أحواله الكراهة، لأنه لم يؤثر عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه رضي الله عنهم أنهم كانوا يقرؤن جماعة بصوت واحد بل كل منهم يقرأ وحده أو يقرأ أحدهم ويستمع الى قراءةه من حضره..
"عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي"
لكن إذا كان ذلك من أجل التعليم فنرجو أن يكون ذلك لابأس به..
وإن كان المقصود أنهم يجتمعون على قراءة القرآن لحفظه أو تعلمه ويقرأ أحدهم وهم يستمعون، أو يقرأ كل منهم لنفسه غير ملتق بصوته ولابموافقة الآخرين، فذلك مشروع، لما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:"مااجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة وحفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة وذكرهم الله فيمن عنده"..

*الدعاء بعد ختم القرآن..

الدعاء بعد ختم القرآن مشروع، إلا أنه لايداوم عليه، ولايلتزم فيه بصيغة معينه كأنه سنة متبعة، لأن ذلك لم يثبت عنه صلى الله عليه وسلم، وإنما فعله بعض الصحابة-رضي الله عنهم-وكذا دعوة من حضر القراءة الى طعام لابأس بها مادامت لاتتخذ عادة بعد القراءة..

*توزيع القراءة على الحاضرين..

توزيع أجزاء من القرآن على من حضروا الإجتماع ليقرأ كل منهم لنفسه حزباً أو أحزاباً من القرآن، لايعتبر ذلك ختماً للقرآن من كل واحد منهم بالضروره، وقصدهم القراءة للتبرك فيه قصور، فإن القراءة يقصد بها القربة وحفظ القرآن وتدبره وفهم أحكامه والإعتبار به نيل الأجر والثواب وتدريب اللسان على تلاوته الى غير ذلك من الفوائد..

من كتاب بدع الناس في القرآن..
يتبع..

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
روضة السعداء

بسم الله الرحمن الرحيم

كثيرة هي الرحلات التي نتمنى أن نقطعها .. ونتحمل في سبيلها الكثير .. من عناء الطريق وكثرة التكاليف .. ومشقة الإستعداد قبل السفر وبعدة ..
ولكن رحلتي معكم اليوم هي من نوع مميز .. لن نتعب فيها كثيراً .. وبمجرد أن نبدأ بهذه الرحلة بإذن الله سنكون في متعة دائمة .. وسعادة متواصلة ..ولن نشعر بالمشقة والتعب مطلقاً..

إذا إتفقنا على ذلك فهيا بنا لنستعد للإنطلاق في رحلة النعيم … رحلة في مملكتكِ الخاصة …مملكة الحب .. رحلة إلى جنات النعيم .. ولنتجول فيها معا أخواتي ونرى ما أعده الله لنا في هذه الرحلة ؟ ومن أين تبدأ هذه الرحلة ؟ ولماذا الحديث عنها أصلا ؟ وكثير من الأسئلة التي سنستمتع بالحصول على إجابات تُسعدنا عنها..

لماذا الحديث عن الجنة ؟؟

** ماتصبر المتصبرون بمثل ذكر الجنة … هذا ماذكرة إبن القيم .. فكم في الحياة من مشاق وكم فيها من شهوات وكم فيها من الآلآم التي لا تزول عنالمؤمن إلا عندما يتفكر فيما عند الله .

** يدفع للعمل ويقوي العزيمة فمتى علمنا ما ينتظرنا من نعيم لدى الله وتفكرنا في هذه الرحلة الرائعة سيكون الدافع العظيم للعمل العظيم الذي يُرضي الله .

**تثبيت لقلب المؤمن .. فلا يزيغ عن الحق ولا يجعل للشيطان على نفسه مدخل متى ما جعل رحلة النعيم هذه بين عينيه ..

**الكثير يبحث عن السعادة بينما الراحة الحقيقية في الجنة.. فمهما جال الإنسان ومهما دار لن يجد السعادة في هذه الدار ..وسنرى من خلال رحلتنا احبتي أن في الجنة فقط توجد الراحة

عقيدة المؤمن في وصف الجنة ؟؟

** أنها من الإيمان بالغيب ((فلا تعلم نفسٌ ما أخفي لهم من قرة أعين ))

**أنه لا تمثيل ولا تشبيه ولا تعطيل ولا تكييف في وصفها

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( قال الله عز وجل : أعددتُ لعبادي الصالحين مالا عين رأت ولا أُذن سمعت ولا خطر على قلب بشرٍ ))

بدااااااية الرحلة ..من أين يبدأ نعيم عباد الله ؟؟

تبدأ من قبض الروح

** تُفتح لروح المؤمن أبواب السماء والملائكة تصعد بها وهي بأجمل ريح
** يقول الله إجعلوا كتاب عبدي في عليين
** تُجعل هذه الروح في كفن من كفن الجنة وحنوط من حنوط الجنة
**ثم تُعاد الروح المؤمنة وهي مطمئنة إلى الأرض في قبرها ويُفتح لها طاقة إلى الجنة فيأتيه من روحها ويُجعل قبره روضة من رياض الجنة (( القبر إما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النيران ))ويوسع له في قبره حتى أن بعضهم يوسع له مُد بصره ..
** ينام صاحب هذه الروح الطيبة في قبرة كنومة العروس إلى قيام الساعة ..ويكون ذلك بمقدار حلب شاة أو ركعتي ضحى .

بعد ذلك يأتي وقت قيام الناس من قبورهم وحشرهم لمعرفة حسابهم

وهذا ما سأكملة بإذن الله في المرة القادمة

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
روضة السعداء

من لي بمثل سيرك المدلل ……… تمشي رويدا وتجي الاول ِ

وأن كان الشيخ قد أنكر على من أستشهد بهذا البيت وهو ضعيف الهمة عاجز مثلنا الا أنه يليق بكم
ياحافظات كتاب الله

وصايا أطرحها بين يديك ، نقلتها من كتاب فضيلة الشيخ محمد بن ابراهيم الدويش
والله وحده المسئول أن ينفع بها .. والله ماقصدت بها الا أن تكون عونا لكن ياحافظات كتاب الله
ومعينا عذبا تستقين به ، لا يليق الا بأفواهكن التى تترنم بكلام الله عزوجل
وستكون مشاركتى عبارة عن ردود أضيفها الى الموضوع بشكل يومى حتى يكتمل الكتاب
راجية من الله أن تكون هذه الطريقة خفيفة عليكن حتى تتم الفائدة بطريقة مشوقة
تقبل الله مني ومنكن .

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
روضة السعداء

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,,

كلنا لايخفى علينا ذلك البرنامج (برنامج الكاميرا الخفيه)…..

حين تختفي الكاميرا عن الانظار و تسجل لقطات لاشخاص لم يعلموا بها..

وقد يغضب احدهم ويتلفظ بالفاظ بذيئه او يقوم بافعال غير مقبوله!!

وبعد ان يعلم انما هو مجرد مقلب وقد صور بالكاميرا الخفيه..

وان جميع مشاهدين هذا البرنامج سيرون ماقام به..

وقتها يتمنى ان يعاد التسجيل..

لمااااااااااااذا؟؟!!

فقط لكي يحسن افعاله وينتقي افضل اقواله..

لمَ كل هذا…كان الوقت بيده…لماذا لم يحسن التصرف من البدايه!!!

هذه الكاميرا في الدنيا فقط..

واعلموا غالياتي..

ان على كتفي كل واحدة منا … ملكين اشبه بهذه الكاميرا ((ولله المثل الاعلى))

نعم والله انهم رقيب وعتيد..يسجلون كل صغيرة وكبيرة..

حتى ياتي يوم القيامة…..يوم العرض…..

هنااااااك يعرض كل ما سُجل….

جلساتنا ..وضحكاتنا..وهفواتنا..كل ذلك سنجده يوم تعرض اعمالنا وحتى اقوالنا..

لان الكاميرا هنا تلاحقنا في كل مكان وفي كل وقت منذ ان خلقنا وحتى الممات..

غالياتي…

لنضع مراقبة الله امام اعيننا…لنحاسب انفسنا قبل ان نحاسب..

اعلمي ان كل فعل وكل قول…سيسجل في كتابك..

ويعرض يوم القيامة على الخلائق…

ويحاسبك يومها الله سبحانه وتعالى..

غالياتي…لنحسن التصرف قبل ان نتمنى العودة…

محبتكن ناصحة

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
روضة السعداء

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيد الخلق أجمع صلى الله عليه وسلم ومن أتبعه ين نبي
محمدبإحسان إلى يوم الدين ….
التميز هل فكرتي أن تكوني متميزة ؟….
أن التميز هدف يتطلع إليه كل منا فالإنسان بفطرته يتمنى إن يكون متميزا عن غيره فهيا أختي ليكون شعارك هذا العام التميز أخته هل نظرت إلى الورود و الإزهار و تأمليها وتفكري فيها فأن كل واحده منها تحاول إن تكون متميزة بلونها وعطرها و جمالها ….فكوني كهذه الوردة أو تلك ألزهره و انشري عطرك المميز على كل من حولك بأسلوبك المتميز … أختاه أحب إن اطرح عليك بعض النقاط كي تساعدك و تأخذي منها ما يناسبك .
فأنت لا تعيشي لوحدك و ليس لك هدف بل هدفك سامي هو الدعوة إلى الله .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطيع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه و ذلك أضعف الإيمان )) …
إذا عزمت أن تغيري شيئا مما حولك فعليك إن تعدى نفسك لذلك ولكي تؤدي دعوتك الغرض منها فتكون دعوه ناجحة و لا تؤدي إلى نتائج عكسية مثل تفور الآخرين فعليك إن تتشربي أصول الدعوة و أساسياتها .
كوني داعية ناجحة بالإخلاص في دعوتك لله عز وجل و خشيته بأتباع ما أمرك الله عز وجل به و الابتعاد عن ما حرمه مبتغيه بذلك إرضاء الله عز وجل ومحبته و إعلاء كلمته و نشر دينه و انتشال الناس من الضلالة إلى النور و الهدايه قال تعالى }الذين يبلغون رسالات الله و يخشونه و لا يخشون أحدا إلا الله و كفى بالله حسيبا {(الأحزاب : 39) سيرا على درب الرسل و الأنبياء .
و ليكن قدوتك الرسول صلى الله عليه وسلم حولي الرقي بأخلاقك مثل أخلاقه صلى الله عليه وسلم و هو التمثل بالقران في التعامل و الآداب و هذا هو خلق الرسول الكريم فعندما سئلت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن خلق الرسول صلى الله عليه وسلم قالت كان خلقه القران . أو كما قاله
ومن النقاط التي يجب عليك حبيبتي العمل بها الإحسان في كل شئ يقوم به في حياتك من عباده وعمل مراقبة نفسك ومبعدتها عن أهوائها
احرصي على الإجادة و الإتقان لكل عمل تقوم به بتفقد القلب و محاسبة النفس .
وعليك بالصبر فداعية إلى الله عز وجل يلقي في سبيل دعوته الكثير من المتاعب و المشقات و تتطلب منه كذلك البذل و العطاء و التضحية بوقتك وقد أمر الله عز وجل المؤمنين عامه أن يتحلوا بالصبر فقال عز وجل في كتابه الكريم } يا أيها الذين امنوا استعينوا بالصبر و الصلاة إن الله مع الصابرين { ( البقرة : 153 )

ولتقوية الصبر لديك عليك الاستعانة بالله بإقامة الفرائض و الاستكثار من النوافل
و المداومة على الاستغفار و تلاوة القران عن أبن عباس انه حدثه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا و من كل هم فرجا ورزقه من حيث لا يحتسب )) رواه ابو داود .
ومن المهم التمسك بالورع وهو ترك بعض الحلال خشية الوقوع في الحرام وهذا ورع المتقين و قال يونس بن عبيد : الورع هو الخروج من كل شبهة و محاسبه النفس على كل طرفة عين و هو منزلة أعلى من الصلاح . وللورع فوائد كثيرة و لعل أهمها صون النفس و توفير الحسنات و صيانة الإيمان .
و عليك بالتواضع وهو خفض الجناح و لين الجانب و قبول الحق وهو الذلة للمؤمنين و أنصافهم فخدمة الناس بإخلاص وا تفان ترفع قدر الإنسان .
احرصي على الإيثار : و هو أن تقدمي للناس و تؤثريهم على نفسك بحيث لا يعود عليك بالضرر أو بشي مما حرمه الله عز وجل و الدعية إلى الله مطالبة بهذه الصفة بأعلى درجاتها محتسبا أجره و ثوابه عند الله وحده.
فكوني قدوة حسنه يتأثر به الآخرون ويسيرون على نهجك أكثر مما يثاثرون بكلامك واعلمي أن أعين الناس تكون موجهه للداعية أكثر من غيرها فكوني قدوة حسنه لهم في أفعالك و أقوالك وتخلقي بخلق النبي صلى الله عليه وسلم ما استطعت .
نوعي في و سائل دعوتك لأنه لكل شخص ما يناسبه من تلك الوسائل و تطمئن إليه نفسه هذا أسلوب الداعية الناجحة . من هذه الوسائل:
1. النصيحة .
2. إهداء أشرطة الكاسيت النافعة من قران الكريم و خطب و أناشيد .
3. الصحف و المجلات الهادفة .
4. أشرطه الفيديو التي توحي الهدايه الاسلاميه .
5. مصاحبة المدعو في رحلة أو نزهة التقرب إليه .
6. ممارسة بعض الإعمال و الأنشطة سويا.
حتى تكوني مؤثرة _ حبيبتي _ اتبعي الأسلوب الأحسن في توصيل المعلومة إلى المدعو بأسلوب متميز ومحبب إليك بعض الأساليب :
1. إن لا يكون الوعظ مباشره للغافل بل يجاب عليك عند وعظها أن تشعر بأن هدفك مثلا من زيارتها هو الاطمئنان عليها ثم توصلي لها ما تردين من خلال الاستدراج في الحوار أو قصة مماثله .
2. وجهي النصيحة لمن تريدين عندما تكوني على انفراد و ليس إمام الآخرين فأنه ادع للقبول .
3. وعليك بترغيب المدعو مثلا في الجنة و أوصافها وما فيها من نعيم و طلب رضا الله أولا كي يصل إلى الجنة .

4. ترهيب من عاقبة المعصية و ما تجر إليه من نيران جهنم و زقومها و ما فيها من عذاب.
اهتمي بإشباع الجانب الديني حيث يكون لديك ثقافة عامه في الدين و من الأشياء التي تساعدك في هذا الجانب دراسة القران و قراءته الصحيحة و حفظه معرفه جيد بالأحاديث الشريفة إحاطة سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم و مدارسة تاريخ ألصحابه رضي الله عنهم الإلمام بالفقه الإسلامي من عبادات و معاملات .ثقفي نفسك في مجال الحياة فالداعية الناجحة المتميزة تواكب عصرها وتحديات و انفتاحا ته الثقافية سؤاء كانت علميه أو طبية أو أدبيه أو سياسيه أو رياضيه ابتعدي عن الإعجاب بالعلم و الزهو به والتحدث عن النفس وخاطبي جميع الناس ولا تفخري بنفسك وتجنبي النظر إلي عيوب الآخرين فان لكل منا عيوب ولا تنفري من الناس لكثرة هذه العيوب يقول الشاعر:
ليزهدك في أخ لك إن تراه زل زلة
مأمن أخ لايعاب ولو حرصت الحرص كله
وتذكري إن دعوة الناس لما فيه خير مهم جدا والناس إشكال وألوان فانتقي منهم من تستطيعين دعوته وتوجيه إلي هذا لخطاء سؤاء كان في دينه أو دنيا عن أبي هريرة رضي الله عنه إن النبي صلى الله عليه وسلم قال (المؤمن مؤلف ولأخير فيمن لايالف ولايؤلف ) رواه مسلم وختام ارجوا ان اكون اوصلت اليك المعلومه التي اردت طرحها واتمنا من كل قلبي ان تجدي في طياتها ما يناسبك .
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلم علي المرسلين والحمد لله رب العالمين

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
روضة السعداء

بِسْمِ اللـَّهِ الرَّحـْمـَنِ الرَّحِـيمِ
السَّـلاَمُ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَةُ اللَّـهِ وَ بَرَكَاتُه
مقاصد التوبة
دعوة إلى السير في مدارج الكمال

قال الله جل جلاله : { وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا المُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور :31] ،

وقال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ يَوْمَ لاَ يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (8)} [التحريم :8]

، وقال عز وجل : { وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [الحجرات :11] ..

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « يا أيها الناس توبوا إلى الله واستغفروه فإني أتوب إلى الله في اليوم مئة مرة » ، اللهم تب علينا توبة نصوحا .. اللهم تب علينا توبة ترضيك .. اللهم تب علينا توبة صادقة تقبلها منا ..

أيها الأحبة في الله ..

التوبة التي أمر الله بها عباده توبتان: توبة تغير السير، وتوبة تصحح السير، توبة يسلم بها العبد، وتوبة يجدد بها إسلامه، فالأولى توبة إسلام، والثانية توبة إحسان، والثانية منهما تكمل عمل الأولى؛ ذلك أن التحول الذي تحدثه التوبة التي تعقب الغفلة والضلال، وإن كان شيئاً ضخماً في مجال الأفكار والمعتقدات والمشاعر والأحاسيس والأقوال والأعمال، إلا أنها غير كافية لتحقيق كل ما ينـتـظـر الإنسان بعد الهداية، فعندما ينهض بإصلاح ما فسد من أخلاقه وعاداته، وتقويم ما اعوج من أعماله وتصرفاته، ويتتبع بقايا الجاهلية في سلوكه: يكون قد شرع في التوبة الثانية، وإذا كـانـــت الـتـوبــة الأولى تحدث مرة واحدة ويعيشها صاحبها في لحظة أو يوم، فإذا هو قد فصل بين عـهــدين من حياته، فإن التوبة الثانية تجديد مستمر، وعمل متواصل، وسعي دؤوب لتقليص هـامــش الإســاءة بجمـيــع صورها وتوسيع هامش الإحسان بكل أشكاله.

إن تـوبــــة الهداية والإيمان تشبه الوقود اللازم لتشغيل محرك معطل عن العمل، وتوبة الإحسان هــي الـوقــود الآخر الذي يحتفظ بالمحرك في حالة اشتغال حتى يبلغ صاحب السيارة مأمنه.

وقد يقول قائل: إن الإسلام إنما تحدث عن توبة واحدة، فلماذا جعلتهما توبتين؟. والحقيقة: أننا لم نفـــرد الـتـوبــة الأولى عن الثانية بخصائص خاصة، فالرجوع إلى الله والإقبال عليه قاسم مشترك فيهما، ولكننا ميّزنا بين مرحلتين في حياة الإنسان، تحتاج كل منهما إلى توبة.

وإنما دعانا إلى هذا التمييز: ما نراه عـنـد كـثـيــر مــــن المسلمين من التهاون في الارتفاع بإسلامهم وإيمانهم، فتجد الواحد منهم ـ إذا كان قد حقق في أول التزامه بعض التحولات ـ لا يكاد يزيد عليها شيئاً جديداً، مع العلم أن إحلال السنة محل البدعة والطاعة محل المعصية لا يتم بين يوم وليلة.

لم يكن أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هكذا، فقد كان الواحد منهم إذا أسلم يخلع على عتبة الإسلام رداء الجاهلية ويشرع في إقـصــــاء شوائبها من حياته، ويواصل الليل بالنهار والنهار بالليل، ليصل أقصى ما يستطيع الوصول إليه من درجات الإسلام.

إن الكمالات التي جاء بها الإسلام وأمر بالمنافسة عليها كثيرة جدّاً، كما أن النقائص التي نهى عنها لا تنحصر، وإذا كان الشيطان يضع العوائق فـي وجــه ابن آدم يمنعه بها من التوبة الأولى، فإنه يستأنف محاولته مع من أفلت منه وتاب إلى ربــه ليعوقه عن التوبة الثانية، فيصرفه عن تجديد إسلامه لتستوي أيامه، وتضيع منه الفرص، وتتحول حياته إلى ركود، بل لا يتردد في جر الإنسان إلى الوراء والتقهقر إلى الخلف، فبعد أن كان يتقدم إذا به يتأخر.

حـوافـز التوبة :

إن دوافــع الـتـوبــة إذا استقرت في قلب المسلم، وصارت جزءاً من العلم الذي في صدره، دفعته للأخذ بأسباب الهداية التفصيلية، بعد أن أكرمه الله (تعالى) بنعمة الهداية العامة، ويوجد بحمد الله (تعالى) أكثر من حافز لهذا التجديد الذي يرتقي بنا في درجات الكمال الممكنة، ويجعلنا دوماً في زيادة من ديننا، ويجعل من التوبة عمل اليوم والليلة.

الحافز الأول: عموم الأمر بالتوبة والحث على تعجيلها:

لقد أمر الله (عز وجل) الناس كـافـة بالتوبة، وأمر بها المؤمنين خاصة، وهذا يعني أن أي إنسان مهما بلغ إيـمـانـــــه، وتدينه واستقامته لا يـسـتغني عن التوبة، فهي بداية السير ونهايته، يصبح فيها العـبــد ويمـسي، ولا يـدعـهـا أبداً، لكن الناس يختلفون في موضوع التوبة: فقد يتوب عبد من الكفر، في الوقت الذي يـتـوب آخر من بدعة، وثالث من ذنب كبير، ورابع من صغيرة، وخـامـــس من شبهة، وســادس من تـقصـير في فريضة أو نافلة، وسابع من ترك نصيحة أو غفلة عن ذكر أو تهاون في دعوة أو جهاد…

فهناك ـ إذن ـ أمر إلهي عام لعموم الـناس ولعموم المؤمنين بالتوبة إليه، وهذا الأمر يجعل من التوبة ثوباً لا ينزعه العبد ما عـــاش، وإن نزعه لبعض الوقت عاد إليه من قريب.

فمن الآيات التي خاطب بها (سبحانه) عـبــاده جميعاً : قوله (تعالى): { وَإنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى } [طه: 82].

وقوله (سبحانه): { إنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَــأُوْلـَئــِكَ يَـتُـــوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً (17) وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إذَا حَـضَــرَ أَحَدَهُمُ المَوْتُ قَالَ إنِّي تُبْتُ الآنَ وَلا الَذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ } [النساء: 17، 18].

ومــن الأحــاديــث: قوله ـ فيما رواه الترمذي وحسنه ـ: (تُقبل توبة العبد ما لم يغرغر)، والغرغرة: الاحتضار، وقوله ـ فيما رواه مسلم ـ : (إن الله (تعالى) يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها).

أما الآيات التي خاطـبـت المؤمنين خاصة، فمنها قول الله (تعالى): { يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً } [التحريم: 8]، وقوله (عز وجل): { وَتُوبُوا إلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا المُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } [النور: 31].

ولايخفى أن التوبة التي أمر الله بها المؤمنين ليست توبة الإسلام والإيمان؛ فهم مسلمون مؤمنون، ولكنها توبة الإحسان التي تجدد إسلامهم، وتقوي إيمانهم، وتصلح ما فسد من أعمالهم وتقوِّم ما اعوج من تصرفاتهم.

وما دامت الأخطاء واردة فـالأمـــر بالـتـوبـــة قائم لا يجاوزه أحد، وهو في كل وقت على التعجيل والفور، لا التأخير والتراخي، وكل توبة قبل الموت فهي توبة من قريب، وكل ذنب فارتكابه جهالة.

الحافز الثاني : التفكر الدائم في حقيقة الزمن :

هناك حجاب كثيف من الغفلة يمنع أكثر الناس من إدراك حقيقة الزمن، فهم لا يرون في طلوع الشمس سوى بداية يوم جديد يربطون فـيــــه الاتصال بمجموعة من الهموم الآنية والأغراض العاجلة، كما لا يرون في الليل سوى نهاية ذلك اليوم، ونادراً ما يتجاوزن هذا النظر القريب إلى نظر آخر بعيد، يبدو فيه تعاقب الـلـيــل والنهار درساً بليغاً، وموعظة، وذكرى للنفس : { وَهُوَ الَذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُوراً } [الفرقان: 62].

كـل يــــوم يأتي هو فرصة لمن كان على قيد الحياة، فهذه الأيام لا تتعاقب بلا نهاية، بل لكل إنسان منها عدد محدود، يبدأ يوم ولادته، وينتهي يوم وفاته.

إن قراءة الــزمـن ـ على ضوء الآيات والأحاديث وأقوال أهل العلم والإيمان ـ تنتهي بالعبد إلى نتيجة أخيرة، هي: أن أحسن ما يقدم بين يديه في هذه الأيام هو العمل الصالح، وأول عمل صالح يقدمه بين يديه هو التوبة الصادقة، فيقبل على ربه بالافتقار، ويعتذر إليه عن التقصير في الـقـيـــام بـواجـب العبودية؛ لعل توبته تلك تشفع له بين يدي أعماله القليلة الهزيلة.

إن دورة اليوم، ودورة الأســبـوع، ودورة الشـهـر، ودورة العام: كل منها يعطي مثلاً لعمر الإنسان، قال الله (تعالى): { اعْلَمُوا أَنَّمَا الحَيَاةُ الـدُّنــْـيَـــا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَراً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَــا الحـَـيَــاةُ الدُّنْيَا إلاَّ مَـتَـــاعُ الغُرُورِ } [الحديد: 20].

ففي هذه الآيات تعريف للدنيا وما يفعل الناس فيها؛ فهي لعب ولهو وزينة وتفاخر وتكاثر فـي الأمـــوال والأولاد، ومثالها في سرعة الانقضاء كمثل النبات يتم دورته في مدة يسيرة: فبينما هو نبت صاعد أخضر، إذا هو هشيم أصفر.

وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- ـ فيما رواه الحاكم وابن المبارك في الزهد بسند صحيح من مرسل عمرو بن ميمون ـ : « اغتنم خمساً قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وفراغك قبل شغلك، وغناك قبل فقرك، وحياتك قبل موتك » .

ففي هذا الحـديـث: أن الزمن سريع الزوال، والدنيا فرص، إذا لم يغتنمها صاحبها فاتت وذهبت، فالشباب لا بد يأتي بعده الهرم، والحياة يأتي بعدها الموت.

قال الحسن الـبـصــري:إنما أنت أيام مجموعة، كلما مضى يوم مضى بعضك، وإنما أنت بين راحلتين تنقلانك، ينقلك الليل إلى النهار، وينقلك النهار إلى الليل، حتى يسلمانك إلى الآخرة، فمن أعـظـم مـنـك يـــا ابن آدم خطراً، والموت معقود بناصيتك، والدنيا تطوى من ورائك؟.

لـقـد الـتـفــت الـحـسـن الـبصــري (رحمه الله) في هذه القولة إلى البعد الزماني في تعريف الإنسان، فهو مجموعة من الأيام إذا مضى منها يوم مضى منه بعضه حتى ينتهي.

لقد قال بعض العارفين يصف الدنيا: إنها أنفاس تُعد، ورحال تُشد وعارية ترد، والتراب من بعد ينتظر الغد، وما ثمّ إلا أمل مكذوب، وأجل مكتوب، فكيف يغفل مَن يَوْمُه يهدم شهره، وشهره يهدم سنته، وسنته تهدم عمره، وعمره يقوده إلى أجله.

إن التفكر في حقيقة هذا الزمن على ضــــوء تصور الإسلام للحياة الإنسانية ضروري للقيام بتجديد شامل ومستمر في الأفكار والأعمال، فهو يكشف له أن بضاعته في هذه الحياة هي الزمن، وكل يوم يبزغ فجره فرصة إمهال ـ قد تكون الأخيرة ـ وبعدها العذاب الشديد أو المغفرة والرضوان.

إن هذا التفكر في ذلك البعد هو الذي يوقف داء التسويف الذي يعاني منه كثير من الناس عندما يَعِدون أنفسهم بالتوبة عدة مرات، ويـقــولون: غداً غداً، فيجيء الغد ويصير يوماً، ويصير اليوم من بعد ذلك أمساً، وهم على حالهم، مغترون بالعافية والستر، لا يذكرون ما بين أيديهم من أهوال وأخطار، حتى يفجأهم الموت في وقت لم يتوقعوه، ويصرعهم في يوم لم ينتظروه، فتفوتهم فرصة التوبة والتدارك.

ولا يحسبن أحد أن التفكر الذي ندعو إليه هو تــلـك الأفــكـــار السوداوية التي تدعو إلى التشاؤم بهذه الحياة، بل نحن ندعو إلى تأمل إيجابي فعال، تـكــون ثمرته إعادة النظر في عوائد الحياة، وتصحيح ما لا يتفق مع قيمتها وأمانة الاستخلاف فيها.

إنه ما لم يستحضر الإنسان حقيقة الزمن بين عينيه بكل خطورتها فلن يتقدم خطوة واحدة في توبته، لكنه إن ذكر أن عمره ينقص ولا يزيد، وأنه يسعى في هدمه منذ نزل من بطن أمه، وأنه في كل يوم مودع.. تنبه وتيقظ، ولم يؤخر عمل اليوم إلى الغد؛ لأن للغد عمله.

وما أدري وإن أَمّـلــتُ عـمـراً لعلي حين أصبح لست أمسي
أَلـم تــر أَن كــل صباح يـــوم وعـمرك فـيه أقص ر منه أمس

الحافز الثالث : النظر إلى الماضي:

خلق الله (عز وجل) الإنسان بقدرات عقلية متميزة، ومنها الــقـــــدرة على التذكر، وهذه القدرة التي أوتيها الإنسان دون سائر الحيوانات ليست من أجل التعرف على الأشياء عند رؤيتها، أو من أجل إتقان المهن والحرف والمهارات، أو من أجل الـقـــراءة والكتابة… أو غير ذلك من منافع الذاكرة فقط، بل هناك مهمة أخرى أسمى من هذا كله، هي: استرجاع الماضي بقصد المحاسبة والمراجعة، قال الله (تعالى): { لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ القِـيَـامَةِ (1) وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ } [القيامة: 1، 2].

والله (عز وجل) إذا أقسم بشيء من مخلوقاته: فإما لأجل بيان قدرة هذا الـشـيء ومنزلته، أو للتنبيه على ما فيه من دلائل الحكمة الإلهية، وفي هذه الآية أقسم (سبحانه) بـالنـفـس اللوامة تنبيهاً على هذه الآية العقلية، وهي: قدرة الإنسان على التفكير بعامة والـتـذكــــر بخاصة، وثانياً : تنويها بهذه النفس التي استعملت هذه القدرات العقلية فيما خلقت لها ولم تقصرها على جانب التسخير والانتفاع فحسب، فجعلتها للتفكر والمحاسبة والاعتـبار أيضاً.

إن الماضي لا يرجع، ولكن الإنسان يستطيع أن يسترجعه من الذاكرة، فإذا أحداثه حاضرة فـي وعــيـه وشـعـوره ينظر إليها، فإذا كان القصد من استرجاعها هو المحاسبة والمراقبة، فنحن أمام حافز آخر من حوافز التوبة.

إن الذي ينسى مـاضــيه بمجرد مروره لا يمكن أن يصحح حاضره أو يخطط لمستقبله، لأنه يعيش عمراً متقطعاً مـنـفـصلاً بعضه عن بعض، ولكن الذي يرى عمره سلسلة واحدة متصلة الحلقات، يأخذ من ماضيه لحاضره، ومن حاضره لمستقبله، وهذا الذي يأخذه هو الدروس والعبر، وهو التجارب والخـبـرات، فـالـــذي يـفـكـر في ماضيه على ضوء الطموحات التي اختطها لنفسه في الحياة، وعلى ضوء الغاية التي يسـعـى إليها، وهي رضوان الله والجنة، يستقل طاعاته لا محالة، ولسان حاله في كل مرحلة: لو استـقـبلت من أمري ما استدبرت لفعلت كذا ولتركت كذا، فيتدارك ما استطاع، ويعوض عما فات ويسابق الأيام في ذلك.

بهذا يؤدي الماضي للمسلم الذي ينظر فيه مهمة جليلة؛ لأنه يـتـحــول إلى ناصح وموجه، يدلي بمشورته عند الحاجة.

وإذا كانت التوبة الصحيحة تمحو ما قبلها، فإن هذا لا يعني أن المسلم إذا تاب ينسى ما قــدمـــت يــــداه : { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ } [الكهف: 57].

لكنه بعد التوبة يحـتـفــظ لـماضيه بهذه المهمة الإيجابية، وهي: الحث على الاستدراك وإصلاح الأخطاء، وهذا مـعـنــى قول بعض العلماء: معصية أورثت ذلاً وانكساراً خير من طاعة أورثت عجباً واستكباراً.

الحافز الرابع: النظر إلى المستقبل:

إذا كان الجـسم الإنساني مـحـصــوراً في الحاضر، خاضعاً لسلطته: فإن القلب يستطيع أن يتحرر من هــذه السلطة ليرتاد أغــوار الـمـاضــي وآفاق المستقبل، فيرى حياته في أطوارها الماضية والحاضرة والمقبلة، والذي ينظر إلى حياته بهذا الشكل الممتد ولا يـبـقـى سـجـيـن الحـاضـر هو الــذي يرى عواقب الأمور في بداياتها، فيغنم خيرها، وينجو من شرها؛ لأنه يُعِد لكل أمر عدته ويلبس لكل حالة لبوسها، ويتصرف أمام كل موقف بما يناسبه، لا قبل الأوان ولا بعد الأوان.

وإذا كان نـظـر المسلم إلى ما مضى يجدد عزمه ويشحذ همته، ليكون في يومه أفضل منه في أمسه، فإن نظـره إلى المستقبل يحثه على المسارعة بتنفيذ ما عزم عليه من توبة وتصحيح، فالآجال بيد الله وحـــده، والأعمال بالخواتيم، والمستقبل يشمل ما ينتظره بعد الموت من أهوال القبر، وما ينتظره بعد البعث من أهوال الحشر والحساب.

إنه لا يدري متى يستدعى، ولا يدري ما اسمه غداً، ولايدري أيخف ميزانه أم يثقل، ولا يدري أيكون من السعداء أم من الأشقياء.

كيف ينسى المسلم هذا المستقبل وهو معني به، وسيعيش لحظاته لحـظـــة لحظة، ويجتاز أطواره مرحلة مرحلة، حتى يكون مثواه في الجنة أو في النار.

وإنما يغفل عن هذا المستقبل من ضعفت خشيته، وبهت يقـيـنـــه باليوم الآخر، وران على قلبه ما كسب من خطيئات، يلعب بالنار وهو لاهٍ غـافـــل، ويقف على حافة الهاوية وهو سادر معرض، حتى يفجأه الموت وهو على عمل من أعماله الرديئة، فيهلك هلاك الأبد.

إنه لا ينجي من سوء الخاتمة إلا الـتـفـكــر الــدائـم في المستقبل، والمستقبل يبدأ من اللحظة الآتية، ومن خاف سوء الـخــاتمة اجتهد في توسيع دائرة الإحسان في حياته وتقليص هامش الإساءة، وهذه هي التوبة الثانيـة بمعناها الواسع، فإنه لا يودع فترة من حياته إلا وقد شهد فيها إسلامه تحسناً جديداً.

الحافز الخامس: الشعور بالاصطفاء:

لقد مـضـت سـنـة الله (تعالى) في الناس أن يكون أهل الهداية قلة وأهل الضلالة كثرة { وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَـــرَصْــــتَ بِمُؤْمِنِينَ } [يوسف: 103] ، { وَإن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ } [ الأنعام: 116]، { وَتَــمَّـــتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ } [هود: 119] ، { اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُــكْـــراً وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ } [سبأ: 13] ، { وَالْعَصْرِ (1) إنَّ الإنسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إلاَّ الَذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ } [العصر: 1 3].

والتفكر في هذه الحقيقة الإلهية ، وتتبع شواهدها في التاريخ والواقع: من أعظم الحوافز التي تدعو إلى التمسك بالهداية ، والتشبث بأسبابها ، والحذر من عوامل سلبها ، فالذي يعـلــــم أنه بالتوبة الأولى قد التحق بالموكب الكريم من المؤمنين الصالحين ، وانتمى إلى الصفوة المختارة من عباد الله يتقدمهم الأنبياء والمرسلون: يعمل أقصى جهده ليتبوأ أفضل مقعد في هذا الموكب ، ويأخذ أحسن موقع في هذا الصف ، ولا يزال يجاهد نفسه ويحملها على الأحسن والأصوب ، وحتى يدرك من المراتب ما لا يشاركه فيه إلا القليل من الناس.

وأي شيء يهدده في هذه النعمة ، ويحرمه من هذه المعية الطيبة وهذا الجوار المقدس: يبعد عنه ويحذر منه.

هذا الـشـعـــور بالاصطفاء الذي يبدأ في القلب عقب التوبة الأولى ، ويزداد ويعظم بالتوبة الثانية: هو الذي يهون على النفس سائر المعاصي مهما تكن جاذبيتها؛ لأنه عندما يضع تلك اللذات في كفة ، ويضع هذا الاصطفاء في كفة ، ويكون ذا عقـل ورأي: لا يرجح إلا الثاني ، ولا يأنس إلا به ، وكيف لا يأنس وقد وجد الطريق ووجد الرفيق؟!.

الحافز السادس: التأسي برسول الله -صلى الله عليه وسلم-:

إن الـتـأســي برسول الله -صلى الله عليه وسلم- فــوق أنـه فرض واجب ، فهو من أعظم الحوافز التي تدعو المسلم إلى تجديد إسلامه باستمرار.

والتأسي برسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليس عمل يــوم أو ليلة ، ولكنه عمل كل يوم وكل ليلة حتى الوفاة ، فقد جمع الله (عز وجل) الـكـمــالات البشرية في نبيه -صلى الله عليه وسلم- ، وزكى سيرته من فوق سبع سماوات لتكون قــدوة للناس ، فكل مسلم مأمور أن يدرس هذه السيرة بنيّة التأسي والاتباع ، قال الله (تـعـالـى): { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً } [الأحزاب: 21].

ومن اكـتـشـف هــذا المعِيـن: لزمه، واستقى منه، ومنع أي مصدر آخر أن يشوش عليه، وكيف يترك المقطوع به للمظنون ، والمعصوم لغير المعصوم؟!.

وما دام المسلم يرى في سلوكه بدعاً ومحدثات وذنوباً وآثاماً ، فإنه يشعر بالنقص الحاصل في امتثاله للآية السابقة ، فيزداد اقتراباً من سيرة نبيه -صلى الله عليه وسلم- ، جاعلاً الـغـاية التي يـشـمــــر إليها والشعار الذي يسعى نحوه: الأخذ بكل ما كان يفعله نبيه ، والإقلاع عن كل ما كان يتركه.

إن الاقتداء برسول الله -صلى الله عليه وسلم- في صلاته ، وصيامه ، وحجه ، وذكره ، وطهوره ، ودعوته ، وفي شأنه كله: حافز من حوافز التوبة الثانية التي تمتد سائر العمر.

وإذا علم المسلم أن النبي نفسه ـ وهو المعصوم الذي غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ـ قد أُمر بالتوبة والاستغفار في عدة آيات ، آخرها عند فتح مكة لما قال الله (تعالى) له: { إذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إنَّهُ كَانَ تَوَّاباً } [النصر: 1 3].

ماذا يكون حال غيره ممن لا يدري بَعْدُ مصيره ، وفي الحديث الذي رواه مسلم يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : « يا أيها الناس: تــوبــوا إلى الله واستغفروه ، فإني أتوب في اليوم مئة مرة » .

الحافز السابع: الاقتداء بالسلف الصالح:

الاقتداء بالسلف الصالح فرع عن الاقتداء بـرســول الله -صلى الله عليه وسلم- ، والسلف الصالح هم القرون الثلاثة الأولى التي شهد لها رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بالخيرية ثم جميع الذين يشبهونهم في الفهم والتطبيق ، كيفما كان عصرهم ، وكيفما كان بلدهم.

السلفية اتجاه في فهم الإسلام والعمل به ، والسلف هم الذين تحققوا بمقومات هذا الاتجاه فـي كــل عصر ، الأمثل فالأمثل ، وفي حديث العرباض بن سارية (رضي الله عنه) ، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: « أوصيكم بتقوى الله…. فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً، فـعـلـيـكــــم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين، تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور؛ فإن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة » .

فذكر سنته ، ثم ذكر سنة الخلفاء الراشدين بعده؛ لأنها امتداد لسنته ، فقد كانوا (رضي الله عنهم) أشبه الـنـــاس به في صلاته وقضائه وجهاده وفي هديه كله ، ثم يأتي بعدهم التابعون لهم بإحسان في كل جيل.

ويحتاج المسلم الذي يريــــد أن يجدد إسلامه ويتوب توبة الإحسان أن ينظر في سيرة من سبقوه ، وحازوا قصب السبق في كل فضيلة؛ فعندما يطالع سيرهم: يقف على نماذج رائعة في استغلال الوقت ، واسـتـثـمــــار العمر ، ومبادرة الأجل بالأعمال الصالحة ، وترتيب الأعمال حسب الأولوية ، والموازنـــة بين العبوديات ، والشمول في فهم الدين ، واليقين العظيم في الجزاء ، والبعد عن موجبــات النقمة والعذاب ، ثم ينظر إلى نفسه ، فيجدها بعيدة عن كل ذلك ، فتتحرك في نفسه غبطة محمودة تحمله على منافستهم في مقاماتهم ، والاقتداء بهم في أخلاقهم وأعمالهم، وقــــد كـتـــب علماؤنا كتب التاريخ والتراجم لهذا الغرض؛ حتى تبقى التجارب الناجحة في تطبيق الإسلام محفوظة ، يستشهد بها الواعظ والخطيب والمربي والداعية والمدرس والشاعر والكاتب ، كلّ في مجاله وموضوعه ،

وهذه مقتطفات من كتاب صيد الخاطر للشيخ عبد الرحـمــن بن الجوزي المتوفى سـنة 597هـ ، نوردها مثالا لهذه السيرة النموذجية يقول :

” تأمـلـت نفسي بالإضافة إلى عـشـيـرتي الذين انفقوا أعمارهم في اكتساب الدنيا ، وأنفقت زمن الصفوة والشباب في طلب الـعــلــم، فرأيتني لم يفـتـنـي مما نالوه إلا ما لو حصل لي لندمت عليه، ثم تأملت حالي: فإذا عيشي في الدنيا أجود من عيشهم ، وجاهي بين الناس أعلى من جاههم ، وما نلته من مـعـرفــة العلم لا يقاوم ، وما طالت طريق أدت إلى صديق ـ كما يقال ـ ، وقد كنت في حلاوة طلبي للعلم ألقى من الشدائد ما هو عندي أحلى من العسل؛ لأجل ما أرجو وأطلب “ .
” كنت في زمن الصبا آخذ معي أرغفة يابسة ، فأخرج إلى طلب الحديث ، وأقعد على نهر عيـســـى فـي ضواحي بغداد ، فلا أقدر على أكلها إلا عند الماء ، فكلما أكلت لقمة شربت علـيـها ، وعين همتي لا ترى إلا تحصيل العلم ، وأثمر عندي ذلك من المعاملة ما لا يدرك بالعلم ، حتى إنـني أذكر في زمان الصبوة ووقت الغلمة والعزبة: قدرتي على أشياء كانت النفس تتوق إليها توقان العطشان إلى الماء الزلال ، ولم يمنعني عنها إلا ما أثمر عندي من خوف الله (عز وجل) ، ولولا خطايا لا يخلو منها بشر… لقد أخاف على نفسي العجب، غير أنه (عز وجل) صانني وعلمني وأطلعني من أسرار العلم على معرفته وإيثار الخلوة به، حتى لو حضر معي معروف الكرخي وبشر الحافي لرأيتهما زحمة “ .

وقد رباني (سبحانه) منذ كنت طفلاً ، فإن أبي مات وأنا لا أعقل به، والأم لم تلتفت إليّ، فركّز في طبعي حب العـلـم ، ومازال يوقعني على المهم فالمهم ، ويحملني إلى من يحملني على الأصوب حتى قوّم أمري…

ولقد تاب عـلــى يــدي في مجالس الذكر أكثر من مئتي ألف ، وأسـلـم على يدي أكثر من مئتين ، وكم سالت عين متجبر بوعظي لم تكن تسيل… “ .

هذه نشأة عالم مسلم وكلها تصون وعفاف ، وعلم نافع وعمل صالح ، ومع ذلك: كثيراً ما يؤنب نفسه ، ويرى أنه لم يسلم بعد إسلاماً جيداً ، يقول رحمه الله (تعالى) :

” تفكرت في نفسي يوماً محققاً ، فحاسبتها قبل أن تحاسب ، ووزنتها قبل أن توزن… ولقد تفكرتُ فـي خـطــايــــا لو عوقبت ببعضها لهلكت سريعاً ، ولو كشف للناس بعضها لاستحييت ، ولا يعتقد معتـقــد أنها من كبائر الذنوب حتى يظن بي ما يظن في الفساق ، بل هي ذنوب قبيحة في حق مـثـلي ، وقعت بتأويلات فاسدة… أف لنفسي! وقد سطرت عدة مجلدات في فنون العلم وما عبق بها من فضيلة ، إن نُوظِرَتْ شَمَخَتْ ، وإن نوصحت تعجرفت ، وإن لاحت الدنيا طارت إليها طيران الرخم وسقوط الغراب على الجيف… أف والله مني اليوم على وجــــه الأرض وغداً تحـتـها! ، والله إن نتن جسدي بعد ثلاث تحت التراب أقل من نتن إخلاقـي وأنـا بـيـن الأحباب… وغداً يقال : مات الحبر العالم الصالح ، ولو عرفوني بحق معرفتي ما دفنونــي… والله لأنادين على نفسي نداء المكشِفين معايب الأعداء ، ولأنوحن نوح الثاكلين للأبناء…

واحسرتاه على عُمْر انقضى فيما لا يطابق الرضى ، واحرماني من مقامات الرجال الفطناء، يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله وشماتة العدو بي ، واخيبة من أحسن الظن بي إذا شهدت الجوارح عَليّ ، واخذلاني عند إقامة الحجـة ، سخـر ـ والله ـ مني الشيطان وأنا الفطن “ .

ثم يختم هذه المعاتبة بـقـوله: ” اللهم توبة خالصة من هذه الأقذار ، ونهضة صادقة لتصفية ما بقي من الأكدار “ .

فإذا كانت نـهـايــة حوار هذا العالم مع نفسه أن يسأل توبة خالصة ونهضة صادقة ، فما أحرى من هو دونه علماً وعملاً أن يسأل ذلك.

ونـؤكــد أن المسلم إذا طـالــت صحبته لسِيَر السلف استوحش من أهل زمانه وأنكر أسلوب حـيـاتهم، وتعلق بالآفاق العالية التي حلق فيها أولئك الرجال العظماء النبغاء الموهوبون ، فـهـو فـي كـل سـاعة مشغول بمنافستهم ومزاحمتهم ، وكلما حل بمنزلة من منازل السير: تراءت له أخرى أعلى ، وكلما دهمه كسل أو فتور: تذكر أنه في حلبة سباق ، وأي تهاون أو تـبـاطــؤ سـيلقي به في مؤخرة المتنافسين ، ويزيده تشجيعاً: أن الاجتماع بهؤلاء السلف الصالح هو السير على نهجهم والتخلق بأخلاقهم.

إن الاقتباس من السِّيَر الناجحة والتجارب الموفقة في تطبيق الإسلام يحدث توبة متجددة في حياة المسلم ، ويصحح من أوضاعه باستمرار.

الحافز الثامن: حقارة الإنسان بلا إيمان:

إن مما يزكي خطوات المسلم في طريق التوبة: علمه أن الإنسان بلا إيمان كائن تافه حقير ، بل هو لا شيء ، يولد ويحيا ويموت كما ولد ومات الملايين من أمثاله.

ها هو الليل والـنـهـار قد صحبا قوم نوح وعاد وثمود وقروناً بين ذلك كثيراً ، فقرب بهما البعيد ، وبلي بهما الجديد ، وتحقق بهما الموعود ، ولا زالا يسيران في الباقين سيرتهما في السابقين ، أفيكون من التبصر والتعقل تعرض الإنسان الضعيف الفقير لهلاك الأبد ـ إذا أصر على الكفر أو المعصية ، وأنفق أيام عمره فيما يغضب الله ويسخطه عليه ـ؟.

أيكون من التعقل أن يعرف الإنسان طريق الأمان ويظل شارداً عنه ، والله (سبحانه) يفرح بتوبته ـ إذا تاب ـ كما يفرح المسافر الذي أضل راحلته حتى أوشك الهلاك جوعاً وعطشاً، فوجدها وعليها طعامه وشرابه؟.

كثير من الناس تتضخم عندهم ذواتهم ، وتتحول إلى معبود يعبدونه من دون الله ، فيظن أنه ذو شأن كبير بما عنده من أموال، أو ما يحمله من ألقاب ، أو ما عنده من خدم وحشم وولد، وتخدعه الأعراض الزائلة، فيغفل عن البداية والنهاية، أو الميلاد والممات ، وينسى أن ما أدركه من مال وجاه عَرَض حاضر، وعن قريب يزول، قال (تعالى): { وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَـزَةٍ (1) الَّذِي جَمََعَ مَالاً وَعَدَّدَهُ (2) يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ (3) كَلاَّ لَيُنْبَذَنَّ فِي الحُطَمَةِ } [الهمزة: 1 4] ، فـمـالُـه لا يُخلده ، بل مثله مثل سائر الناس يموت بأجَله؛ فيترك المال وراء ظهره ، ويقدم على ربه وحده.

تضخم الذات وتحولها إلـى محور لاهتمامات الشخص ، واغتراره بالمكانة والجاه في بلده وقومه: موانع تحول دون الإنـســـان والتوبة ، ولكنه متى علم أنه بلا إيمان كائن حقير ، وأنه يموت فيرجع إلى ربه: طلب المكانة اللائقة به ، بصفته مخلوقاً كريماً على الله الذي خلق كل شيء من أجله وخلقه لعبادته.

الحافز التاسع: العلاقة بين الإنسان والكون :

إن الإسلام ليس دين الإنسان فحسب ، بل هو دين الكون كله ، فالسماوات والأرض وما فيهما خاضع لكلمة الله الواحدة ، وكل ما فيهما من كائنات علوية وسفلية مسلم لله عابد له بالكيفية التي تناسبه.

وأي مخالفة ـ مهما كانت هينة ـ تمثل شذوذاً عن كوْنٍ مسلم خاضع لربه مطيع لخالقه.

هذا الكون إبداع الخلاق العليم ، والإنسان جزء منه ، فالقوانين التي تحكم فطرته ليست بمعزل عن الناموس الذي يحكم الوجود كله ، والله الذي خلق هذا الكون وخلق الإنسان ، هو الذي سن للإنـسـان شريعة تنظم حياته تنظيماً متناسقاً مع طبيعته ، فأي خروج عنها يعني التصادم مع الفطرة والكون.

وإذا كان الحفاظ على هذا الانسجام بين الفطرة والكون مطلباً عزيزاً؛ لكثرة أخطاء الإنسان وذنوبه: فــــإن الله (عز وجل) فتح باب التوبة ، يدخله العبد كل وقت ، فيجدد عهود الخلافة ويصحح ما كان قد انتقض منها ، وفي بعض الآثار: أن الإنسان إذا أذنب الذنب تستأذن المخلوقات في إهلاكه ، فيقال لها: لعله يتوب ، لعله يتوب.

إن الإحساس بالرابطة التي تربطنا بالكون ـ وهي رابطة العبودية لله ـ هو الذي يدفع إلى الالتزام الصارم بأوامر الشريعة؛ لأنها توفق بين نظام الكون ونظام الفطرة ، وتكون التوبة التي تعقب الذنوب أو تجدد الطاعات بمثابة المصالحة التي تعقب الخصــام ، أو القرب الذي يقرب التباعد والهجران.

الإنســـان المسرف على نفسه مثل النغمة النشاز التي تشذ عن أنشودة الكَوْن ، أو هـــــي المتسابق الــذي يسير في عكس اتجاه الكوكبة ، أو هو المصلي الذي يصلي في اتجاه مقابل للقبلة مخالفاً لباقي المصلين.

فلو تذكر الإنسان أنه ليس وحده في هذا الكون ، ولو التفت يميناً وشــمــالاً ، ورفع بصره وخفضه ، ورأى آيات الله في الآفاق والأنفس ، لرأى مخلوقات مقبلة على شأنها ، قائمة بحق ربها ، فيقبل مثلها على شأنه وينظر في أمر ربه فيلزمه ، عـنـد ذلك يشعر بالأُنس ، وتزول عنه الغربة التي يشعر بها غيره، فكيف إذا ترقى من الشعور بالأُنْس مع المخلوقات إلى الأنس بالخالق، فيأنس إلى ربه عـنـدمـا يشعر أن الله (تعالى) معه، يشهده وينظر إليه، وأن الله (تعالى) معه ، يحفظه ويرعاه، وهذه هي جنة الدنيا التي مــن دخلها دخل جنة الآخرة ـ بإذن الله ـ.

والآن: وبعد أن استعرضنا هذه الحوافز : لا بد أن نـؤكـد في الأخير أن تجديد الإسلام في حياة المسلم مشروع كبير ، وحتى ينجح أي مشروع لا بد أن يمر بثلاث مراحل : الأولى: التفكير والتنظير ، والثانية: التخطيط والبرمجة ، والثالثة: التنفيذ والمحاسبة.

فالتوبة التي تصحح سير المسلم إلى ربه مشروع ما بعد الهداية ، فليضع له المسلم ما يحتاج إليه من أهداف وبرامج ، وهذا الشق العملي لا يُقَال ، بل يمارس ويطبق.

نسأل الله (تعالى) أن يرزقنا الإخلاص في القصد ، ويلهمنا الصواب في العمل .

مِنْ مَوْقِعْ الشَّيْخِ الفَاضِلْ مُحَمَّدْ حُسَيْنْ يَعْقُوبْ – حَفِظَهُ اللُّهُ وَ بَارَكَ فِيهِ وَ نَفَعَ بِهِ المُسْلِِمِينْ وَ نَصَرَ بِهِ الأُمَّـةْ –

… لاَ تَنْسُونِى مِنْ دَعْوَةٍ خَالِصَةِ صَالِحَةٍ بِظَهْرِ الْغَيْبِ …
… وَ جَزَاكُمْ اللَّهُ خَيْراً …

… وَ السَّـلاَمُ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَةُ اللَّـهِ وَ بَرَكَاتُهْ …
… أَخُوكُمْ فِى اللَّه …

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده