التصنيفات
روضة السعداء


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اخوتي أخواتي ..دعونا نقف لحظة و نسأل أنفسنا لماذا نحفظ كتاب الله و لماذا نطلب العلم الشرعي و لماذا نطرح مواضيعا في المنتدى

و لنكن صادقين ..

هل نريد أن نكون ننال الأجر الجزيل من الله تبارك و تعالى
هل نريد أن يسهل الله لنا طريقا إلى الجنة ..أو

هل نريد أن نلفت الأنظار
و يجري ذكرنا على الألسن ..
أو هل نريد بحفظ كتاب الله أن نفوز بجائزة المسابقة الفلانية لحفظ القرآن..

لا يصلح العمل إذا كان مشوبا بنية فاسدة !

طلب العلم الدنيوي غير طلب العلم الشرعي ..
فإن من طلب علما دنيويا إذا ابتغى وجه الله نال أجرا و إن ابتغى به الدنيا نال نصيبه و لم يأثم ..
أما
من طلب علما شرعي ابتغاء لوجه الله ارتقى و علا في الدرجات و أما من ابتغى به عرضا من الدنيا فاقرؤوا ماذا سيكون مصيره:

قال صلى الله عليه و سلم : " من طلب علما يبتغي به وجه الله تعالى ليصيب به عرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة" أي ريحها

و قال : "من طلب العلم ليباهي به العلماء أو ليماري به السفهاء أو ليصرف به وجوه الناس إليه أدخله الله النار"

و عن الحسن موقوفا :" من أراد علما ثم ازداد على الدنيا حرصا لم يزدد من الله إلا بعدا"

فعن أبي الدرداء موقوفا : "لا يكون المرء عالما حتى يكون بعلمه عاملا"

أوصيكم و أوصي نفسي ..وأسأل الله عز وجل أن يمنحنا وجميع طلبة العلم وسائر المسلمين الإخلاص في العمل و الفقه في دينه ، والاستقامة عليه ، وأن يعيذنا جميعا من شرور أنفسنا ، وسيئات أعمالنا ، إنه ولي ذلك والقادر عليه . وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وعلى إله وصحبه .

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
روضة السعداء


بسم الله الرحمن الرحيم

تعاتبني صديقتي عبر الهاتف لأنني ‘مختفية عن الأنظار’
قلت لها : "الاستئناس بالناس علامة الإفلاس !.."
فردت : "أحلى جنة من غير ناس ما بتنداس !!"

ضحكنا.. تحدثنا قليلاً، ثم انتهت المكالمة بوعد مني بـ ‘التواصل الدائم’..

***

أهل، أصدقاء، زملاء، أقارب، جيران، معارف، أناس أناس أناس.. يحيطون بنا من كل مكان.. نسأل عنهم و يسألون عنا.. نشاركهم الأفراح و الأتراح، نجدهم وقت الشدة، و نهب لمساعدتهم عند العسرة…
هي فطرة الإنسان الاجتماعية التي ينشد من خلال تلبيتها الأمن الجسدي و الطمأنينة الروحية..

جميل و طبيعي.. و لكن…

بالرغم من هذا كله، ألا تشعرين أحياناً بالغربة الداخلية؟؟..

كم من مرة اتصلتِ بصديقتك في ساعة ضيق، فوجدتِ هاتفها "خارج نطاق الخدمة"..
أو أنكِ خشيتِ مصارحة والدتكِ أقرب الناس إليكِ بأمر يؤرقك لكي لا تقلقيها و تشغلي بالها..
أو شعرتِ بأن أختكِ لن تقدّر الموقف و تفهمه حق فهمه..
أو ألفيتِ زوجك مشغول البال بأمور كثيرة فآثرتِ ألا تثقلي عليه بهمومك..
أو كتمتِ أمراً في نفسك خجلاً من البوح به.. أو أو أو…

حتى لو تفضى لكِ كل البشر..
كم مرة شعرتِ أنه لا يمكن لأي إنسان على وجه الأرض أن يفهم حقاً ما يدور في نفسك من أفكار و أحاسيس، و أنكِ أنت نفسك تعجزين عن التعبير عنها؟..

ألا نمر جميعا في حالة الغربة هذه؟

من الملاذ و إلى من المشتكى؟

يا من إذا ناديت يا رب العلا في حلكة الدرب الطويل أراه
و علمت أني حين تشقيني الدنى لا أرتجي في غربتي إلّاه

***

(فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ )البقرة152

لم يحدد وقتا و لا حالا.. بل بابه سبحانه مفتوح لنا متى قررنا نحن العباد اللجوء إليه. و هو مفتوح في أي حال أتيناه به.. عاصين تائبين طائعين.. لا يرد من وقف ببابه سبحانه و لا يجعله ينتظر..
بل
( يا ابن آدم …… إن دنوت مني شبراً دنوت منك ذراعاً، وإن دنوت مني ذراعاً دنوت منك باعاً، وإن أتيتني تمشي أتيت إليك أهرول) صحيح الجامع

و من أجمل المعاني، أنه رغم يقيننا بأن الله تعالى شاهد على الكون بأكمله، فإنكِ حينما تناجينه تشعرين بأنه معك أنتِ يسمع كل حرف باهتمام؛ ما أبديتِ و ما أخفيت، ما علمتِ و ما هو أعلم به منك..
لا يمل من مناجاتك، بل يسر بها..فلا تشعرين بأنك "ثقيلة" على أحد ببث همومك..
و لا تحتارين كيف تعبرين عن أفكارك، و لا تخجلين من البوح بها إذ هو أعلم بحالك منك.. و لا تنتقين عباراتك.. و لا تقلقين من إفشاء سرّك..

بل إنكِ في حمى سيد العالمين.. الغفار العليم القادر على كل شيء.. مصرّف القلوب، بيده وحده مفاتيح الأمور..
مهما كان همّك، فقد أفضيتِ به لمن إذا أراد شيئاً قال له ‘كن’ فيكون…

(أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) الرعد28

[RAM]http://anasheed.fanateq.com/audio/rm/1304.rm[/RAM]

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
روضة السعداء

أيها المسلمون
"اتقوا النار ولو بشق تمرة، ولو بكلمة طيبة"
"فإن حرَّها شديد، وقعرها بعيد، ومقامعها من حديد"
من الأدواء الخبيثة، والأمراض الخسيسة، أعني أمراض القلوب المعنوية التي هي أخطر وأشد من أمراض الأبدان الحسية، الغفلة، وطول الأمل، والتسويف، وحب الدنيا، وكراهية الموت.

المؤمن يجمع بين العمل والخوف، والمنافق يجمع يبن الأمل والتقصير.

قال الحسن: إن المؤمن جمع إحساناً وشفقة، وإن الكافر جمع إساءة وأمناً.

وعندما سئل الحسن البصري رحمه الله: أتخاف من النفاق؟! قال: وما يؤمنني وقد خافه عمر رضي الله عنه.

وكان طاوس اليماني إذا مر ببائع الرؤوس وقد رآه يخرج رأساً مشوياً غشي عليه، ولم يتعش تلك الليلة.

وقال سفيان بن عيينة: خلق الله النار رحمة يخوِّف بها عباده لينتهوا.

وكان صهيب بن سنان رضي الله عنه إذا ذكر الجنة طال شوقه لها، وإذا ذكر النار طار نومه خوفاً منها، كما وصفته زوجه رضي الله عنها.

وقول ابن عمر رضي الله عنهما ناصحاً لإخوانه المسلمين ومحذراً لهم من نار الجحيم: "احذروا النار، فإن حرها شديد، وقعرها بعيد، ومقامعها من حديد"، أوكما قال.

وهل تدري أخي المسلم أن قارون الذي خسف به منذ أمد بعيد لا زال يجلجل فيها لم يصل قعرها؟

وصح عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ سمع وجبة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما هذا؟! قال: قلنا: الله ورسوله أعلم؛ قال: هذا حَجَر رمي في النار منذ سبعين خريفاً، فهو يهوي في النار حتى انتهى إلى قعرها".

هذه النار التي وصفها لنا ربنا ورسولنا، ولا ينبئك مثل خبير، النار التي لا تفنى ولا تبيد، والتي لأهلها الخالدين فيها زفير وشهيق، النار التي لا تمتلئ بل تطلب المزيد، النار التي طعام أهلها الغسلين، وشرابهم الحميم، كشرب الهيم، الواجب على كل مسلم أن يقي نفسه ويسعى لوقاية أهلها منها، عملاً بوصية ربنا سبحانه وتعالى، اللطيف الرحيم بعباده، والناصح الكريم: "يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون".

واتقاء النار ليس بالأمر العسير لمن وفقه الله لذلك، فقد نجى الله بغياً من بغايا بني إسرائيل لسقيها كلباً كان يأكل الثرى من العطش، حيث تدلت في بئر وحملت له ماءً في موقها، فشكر الله لها هذا الصنيع، فغفر لها، وأدخلها الجنة، ونجاها من النار.

وقد أرشد رسولنا إلى ما هو أيسر من ذلك، إلى التصدق ولو بشق تمرة، ولو بكلمة طيبة، حيث قال: "من استطاع منكم أن يستتر من النار ولو بشق تمرة فليفعل".

وعن وائل بن حُجْر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة".

وزاد ابن حجر: "ولو بكلمة طيبة".

فالصدقة قليلة كانت أم كثيرة، إن كانت من صادق ومن كسب طيب، والله لا يقبل إلا طيباً، من أجل القربات، وهي تطفئ غضب الرب سبحانه وتعالى، فعليك أخي المسلم أن لا تستحي من أن تتصدق بما تملك، شريطة أن تكون طيبة بذلك نفسك.

قال الإمام النووي في شرح الحديث السابق: (وفيه الحث على الصدقة وأنه لا يمتنع منها لقلتها، وأن قليلها سبب للنجاة من النار).

إلى أن قال: ("بكلمة" أي فاتقوا النار بكلمة طيبة تطيِّب قلب السائل مما يتلطف به في القول والفعل، فإن ذلك سبب للنجاة من النار، وقيل: الكلمة الطيبة ما يدل على هدى، أويرد عن ردى، أويصلح بين اثنين، أويفصل بين متنازعين، أويحل مشكلاً، أويكشف غامضاً، أويدفع تأثيراً، أويسكن غضباً).

فالسعيد كل السعادة من زحزح عن النار وأدخل الجنة، والتعيس الشقي من حرم جنة عرضها السموات والأرض كما أخبر الصادق المصدوق: "يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة، فيصبغ في جهنم صبغة، ثم يقال له: يا ابن آدم، هل رأيتَ خيراً قط؟ هل مرَّ بك نعيمٌ قط؟ فيقول: لا والله يا رب؛ ويؤتى بأشد الناس بؤساً في الدنيا من أهل الجنة، فيصبغ في الجنة صبغة، فيقال له: يا ابن آدم! هل رأيتَ بؤساً قط؟ هل مرَّ بك شدة قط؟ فيقول: لا والله يا رب، ما مر بي بؤس قط، ولا رأيتُ شدة قط" الحديث.

اللهم إنا أطعناك في أحب الأمور إليك وهو التوحيد، ولم نعصك في أبغض الأمور إليك وهو الشرك، فاغفر لنا ما دون ذلك، فإنك أهل التقوى وأهل المغفرة، وصلى الله وسلم وبارك وعظم على النبي الأمي الكريم، وعلى صحابته والتابعين

منقول للفائدةالعامة ,,, ومن أين جاء الدين والهدي إلا من القرآن الكريم وهدي النبي صلى الله عليه وسلم

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
روضة السعداء

لا شك أن الإنسان يمتلك قدرات عظيمة ، ومواهب جمّة سواء كان ذلك في الجوانب العملية ، أو الجوانب العلمية 000

لكن 000

هناك مصدر أساسي للتفوق في النجاح لتحقيق الأهداف التي يريد به الفرد صلاح دينه ودنياه وآخرته 000

هذا المصدر هو إصلاح النفس ، وتربيتها التربية المثالية التي يريدها الله عز وجل منا 000
إخوتي في الله /

نعرف جميعا أمور كثيرة تساعد في تربية وتهذيب النفس ، ولعل الإنسان يطلع على مكنوناتها في أحد الكتب أو الأشرطة المسموعة 000

أما ما أهدف إليه في هذا المنتدى هو عرض بسيط لوسائل يربي ويهذب به الإنسان نفسه 000

ثم بعد ذلك 000

أذكر البرامج العملية التي تساعد على تحقيق هذه الوسائل 000

وسوف أذكر وسيلة في الجانب الإيماني ، ومرّة في الجانب العلمي ، ومرة في الجانب العقلي وهكذا حتى نخرج بنتائج إيجابيه بإذن الله تعالى 00

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
روضة السعداء

وضع معناً للحياة

كان الظلام قد غشي الناس .. ظُلمه .. يأس .. فرقه … لا اجتماع … لا ائتلاف … لا اتحاد … لاتآخي … لا حُب .. لا صدق … لا أمان … لا نظام … لاخير … لاسعاده … لادين … لادوله … لا حياااااه …

فاصطفى الله من الخلق من يأتي بالنور فيزيل غمام الظلام ..

اختار الله لحمل تلك الامانه حبيبنا محمد ابن عبد الله ابن هاشم .. من أفضل بطون العرب لحمل الرساله … فحملها .. وبلغها … فأدى الأمانه .. ونصر الأمه

جاء بالنور … ورسم الطريق … ووعّى الناس

جاء بالدين .. ونظم الدوله .. ورسم للقلوب طريقا لتتآلف

وضع معالم للحياه

فأصبحت حياة بمعالم … بمعاني ..
فأصبحت حياة بمعنى الحياه .. قلوب حيه … تعرف مالها وماعليها

تعمل لدارٍ باقيه ..
تعمل لأجل جنة الخلد التي وُعد المتقون

هو حبيبنا من رسم لنا كل ذلك … وضع كل ذلك

فلو لم يبعثه الله إلينا لاستمر الجهل يغشى الناس … ولازدادت الظلمة ظلمه.. ولما كان الناس ناساً ..

جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم للدنيا طفلاً يتيماً .. لم يرَ أباه … ثم فقد أمه …

تألم منذ صغره .. ولكنه صبر واحتمل …

كانت له بركه اينما حل ونزل … فمنذ صغره منذ ان نزل في بني سعد حلت البركه بديارهم بعد ان جف الضرع ويبس الزرع

اصبحت الاغنام تأتي ممتلئة الضرع ..

فحلت البركه بوجوده فيهم صلى الله عليه وسلم ..

توفي جده أيضاً وهو صغير لم يأخذ القسط الوافر من عنايته … فانتقلت كفالته إلى عمه ابي طالب الذي كان رغم عدم اسلامه إلا انه يخاف عليه ويُدافع عنه …

كان ذلك في طفولته

اما في مرحلة الشباب فقد حماه الله عزوجل .. فلم ينجرف على ماينجرف إليه الشباب
فقد حفظه الله وصانه ورعاه من ذلك ..

كان يعمل برعي الغنم .. وعمل وتاجر بمال خديجه .. ولما رأت ماهو عليه من الأمانه وأحسّت ببركته عرضت نفسها عليه زوجه بواسطة صديقة لها …
فتزوجها بأبي هو وامي صلى الله عليه وسلم …

كانت لها مكانة سامية في حياته … كانت تشد من أزره وتخفف روعه حين يعود من الغار بعد نزول الوحي عليه .. فتُطمئن قلبه …

احتمل الكثير من أجل الدعوه حين أمره الله عزوجل بذلك ..

كانت قريش قبل البعثه تلقبه بالصادق الأمين
وعندما أتى يخبرهم بأمر الدعوه فناداهم واجتمعوا له فسألهم
( أرأيتم لو اخبرتكم أن خيلا بالوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقي "" قالوا : ماجربنا عليك كذبا ))

بأبي هو وأمي صلوات ربي وسلامه عليه

كم احتمل من الأذى وصبر في سبيل الدعوه إلى الله … صبر على أذى قريش … واحتمل الغمز والهمز واللمز ..

كان يمشي في الطريق يوماً فوضعوا التراب على رأسه فذهب إلى بيته والتراب لازال فوق رأسه
قامت احدى بناته تزيله عنه وهي تبكي … فيقول لها حبيبنا صلى الله عليه وسلم
( يابنيه لا تبكي إن الله مانع أباك)

صبر واحتمل .. تجرع الالم من قبيلته …. أُخرج من دياره … وقوتل …

ولكن صبر …فنصره الله عزوجل …

في العام العاشر من الهجره توفيت زوجته خديجة رضي الله عنها التي كانت تسليه وتؤنسه ..
وتوفي أبا طالب رضي الله عنه الذي كان يدافع عنه ….

فسمي ذلك العام بعام الحزن لكثرة الشدائد التي تعرض لها صلوات الله وسلامه عليه في ذلك العام …

كان صلى الله عليه وسلم صبورا .. كريماً جواداًُ وكان اجود مايكون في رمضان … كان متواضعا صلى الله عليه وسلم …. كان اطيب الناس ريحاً .. وألينهم كفاً … وأحسنهم عشرة …. كان يأتي الشهر والشهران لايوقد في بيته النار.. كان أشد الناس حياء .. كان أشد حياء من العذراء في خدرها … لم يُعب يوماً طعاماً قط …. إن اشتهاه اكله وان لم يشتهيه تركه …
لم يأكل متكئاً … ولا على خوان .. كان كثير السكوت لايتحدث إلا لفائده … كان كلامه موجز بليغ … كان يحب الخلوه والعزله للتفكر والذكر والتأمل …
كان عادلا .. فقد قال صلى الله عليه وسلم ( لو ان فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها)
فلذة كبده التي لايرضى ان تؤذى بشئ يقول هُنا لو انها سرقت لقطع يدها …
ليبين للناس العدل والمساواه وان الناس سواسيه عند تطبيق احكام الله …

نشر المساواه واخبر بانه لافرق بين ابيض ولااسود ولا اعجمي ولا عربي الا بتقو ىالله عزوجل ..

كان يقوم الليل حتى تتفطر قدماه ..

ماأروع كلامه لصاحبه في الغار … حين اقترب منهم العدو …
( إذ يقول لصاحبه لاتحزن إن الله معنا )

لا إله الا الله … كم تحرك هذه الكلمه قلوبا ً اتعبتها الهموم …. وتوقد فيها الايمان بالله عزوجل وانه هو الميسر وحده لامور عباده وان امره بين الكاف والنون … كن فيكون … وتبين لنا نُصرة الله لنبيه صلوات الله وسلامه عليه

عندما رجع من الطائف وقد أصابه ماأصابه وأمامه قريش اتاه جبريل ومعه ملك الجبال يستأذنه أن يطبق عليهم الاخشبين فامتنع لعل الله يخرج من أصلابهم من يعبدالله وحده ولايشرك به شيئا ..

فبالله عليكن .. لو عرف أولئك كل ذلك عن حبيبنا صلى الله عليه وسلم .. هل سيكونون فعلوا مافعلوا …

لم يعرفوا رسولنا صلى الله عليه وسلم … ومافعلوه دليل على انهم لم يعرفوه ….

لم يعرفوا اعظم انسان .. لم يعرفوا إمام البشريه حبيب الله …
قال عزوجل ( الله يعلم حيثُ يجعل رسالته )

محبته تابعة لمحبة الله عزوجل قال تعالى على لسان نبيه :
(( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم ))

وقال تعالى :

((ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ، وحسن أولئك رفيقا))

((، قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين))

لمّا عرفوه أصحابه احبوه .. وقدموا اموالهم وانفسهم فداء له ..

أبي بكر رضي الله عنه حينما ذهبا للغار دخل قبله ليتفقد الغار أفيه سبع أو حية , يقي رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه …

عندما وصل النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينه بعد الهجره التفت من حوله من الانصار كل منهم يمسك بزمام راحلة رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد أن ينزل عنده …فقال لهم عليه الصلاة والسلام ( دعوها فإنها مأموره )
فلم تزل تسير في فجاج المدينه وسككها حتى وصلت إلى مربد لغلامين يتيمين من بني النجار أمام دار أبي أيوب الأنصاري فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( هاهنا المنزل إن شاء الله )
وجاء أبو أيوب فاحتمل الرحل إلى بيته وخرجت ولائد بني النجار( فيمايرويه ابن هشام )فرِحات بمقدم النبي صلى الله عليه وسلم وجواره لهن وهن ينشدن :

نحن جوار من بني النجار …………… ياحبذا محمد من جار

فقال عليه السلام لهن ( أتحببنني )؟ فقلن ( نعم ) فقال : ( الله يعلم أن قلبي يحبكن )

واأيضا هُناك من كان يبغضه قبل ان يعرفه وحين عرفه أصبح احب الناس الى قلبه …

قال ابو محذوره ( خرجت في نفر فكُنا ببعض الطريق فأذن مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصلاة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم , فسمعنا صوت المؤذن ونحن عنه متنكبون فصرخنا نحكيه نهزأ به فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسل إلينا قوما فأقعدونا بين يديه , فقال : أيكم الذي سمعت صوته قد ارتفع ؟ فأشار إلي القوم كلهم وصدقوا , فأرسل كلهم وحبسني وقال لي : قم فأذن , فقمت ولاشئ اكره إلي من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا ممايأمرني به , فقمت بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فألقى علي رسول الله صلى الله عليه وسلم التأذين هو بنفسه , فقال : قل الله أكبر الله أكبر … ثم دعاني حين قضيت التأذين فأعطاني صرة فيها شئ من فضة ثم وضع يده على ناصية أبي محذورة , ثم أمرّها على وجهه , ثم على ثدييه , ثم على كبده , ثم بلغت يد رسول الله صلى الله عليه وسلم سرة أبي محذورة , ثم قال : بارك الله لك وبارك عليك , فقلت يارسول الله , أمرتني بالتأذين بمكه , قال : نعم … قد أمرتك فذهب كل شئ كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم من كراهية , وعاد ذلك كله محبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم )

أحسن لجاره اليهودي وعاده في مرضه فكان ذلك سبب في إسلام ذلك الجار …

هل عرفوه أولئك … هل عرفوا ماهو عليه من خُلق نبيل …

لم يعرفوا رسول الله صلى الله عليه وسلم …. لا لم يعرفوه

علمنا الحب … والصدق .. والوفاء .. والامانه … والعدل … والاحسان
فقد قال صلى الله عليه وسلم :
(( لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه مايُحب لنفسه ))

حث على احترام الكبير والعطف على الصغير .. حث على صلة الرحم …

وكان من عطفه على الصغار وإحسانه لهم أنه خرج يوماً وأمامه بنت أبي العاص على عاتقه فصلى فكان إذا ركع وضعها وإذا رجع رفعها

أرايتم مثل هذا الانسان برحمته وعطفه …

حتى البهائم والحيوانات امرنا برحمتها وعدم إيذاءها والقسوة عليها
قال بأبي هو وامي صلى الله عليه وسلم
( مامن مسلم غرس غرساً فأكل منه إنسان أو دابه , إلا كان له صدقه )

أوصانا بالجار خيرا
قال عليه أفضل الصلاة والسلام
( مازال جبريل يوصيني بالجار , حتى ظننت انه سيورثه )

وكان صلى الله عليه وسلم يقول :
( يانساء المسلمات لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاه )

حث على مخاطبة الناس بالكلام الطيب
( الكلمة الطيبه صدقه )

علمنا الكثير بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم …

لم يعرفوا محمداً لم يعرفوا نبيبنا … لم يعرفوا حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم

الحادثة التي وقعت … هي ماتدل على ذلك .

لنُعّرفهم من هو رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم بالاقتداء به في قولنا في فعلنا وبنشر سيرته…

تجرؤا على فعلهم ولكن الله سينصره …. فهو حبيبه وهو رسوله وهو خير البشريه ..أكرم خلق الله واطهرهم
هو من علمنا الفضيله … فما نحن بعد محمد صلى الله عليه وسلم

أُتهم حين دعوته بانه شاعر .. وأُتهم بانه كاهن … ولكن الله ابطل كيدهم وقولهم
قال عزوجل ( ( إنه لقول رسول كريم * وماهو بقول شاعر قليلاً ماتؤمنون * ولابقول كاهن قليلاً ماتذكرون * تنزيل من رب العالمين ))

وقد قال عزوجل ( وإنك لعلى خُلقٍ عظيم )

قال صلى الله عليه وسلم : ( لايؤمن احدكم حتى
أكون احب اليه من والده وولده والناس اجمعين)

فلننصر حبيبنا باتباع سنته ونشرها وايصالها اليهم حتى يعرفوا محمداً صلى الله عليه وسلم حق المعرفه ..

أسأل الله ان يثبتنا على القول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخره

وأساله سبحانه ان يغفر لنا تقصيرنا .. وان يبلغنا شفاعته صلى الله عليه وسلم ويجمعنا به

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمدا عدد ماذكره الذاكرون وعدد ماغفل عنه الغافلون

إن أصبت فمن الله وإن اخطأت فمن نفسي
وسبحانك اللهم وبحمد أشهد ان لا إله إلا انت أستغفرك اللهم واتوب إليك
والحمد لله رب العالمين

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
روضة السعداء


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حبيباتنا في روضة السعداء ..

مبـــارك عليكن شهر رمضان .. شهر الخيرات التي لا تعدُ ولا تحصى ..

أسأله سبحانه أن يبارك لنا في أيامناا .. ويجعلها عامرة بذكره وشكره وحسن عبادته

أقدم لكن بعض الآيات والأحاديث والأقوال

وكل يومٍ بإذن الله نخرج بفائده عظيمه .. " سيكون دخولي حسب إستطاعتي "

فتابعوني

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
روضة السعداء

حياكن الله في هذه الحلقة من حلق الذكر

هذه الروضة من رياض الجنة

و التي أسأل الله أن يبارك فيها و يجعلها رفعة في درجاتنا

و ييسر لنا بها طريقا للجنة

هلموا للمشاركة معنا بحفظ الأحاديث النبوية القصيرة الصحيحة

كل يوم حديث واحد

و التسميع يكون في اليوم التالي من طرحه

ست أحاديث في الأسبوع و اليوم السابع نراجع فيه ما حفظناه بإذن الله

و الله أسأل أن يجعلنا ممن قال فيهم الشاعر :

أهل الحديث هموا أهل النبي وإن * * * لم يصحبوا نفسه أنفاسه صحبوا

و الآخر:

دين النبي محمد أخبار * * * نعم المطية للفتى آثار

لا ترغبن عن الحديث و أهله * * * فالرأي ليل والحديث نهار

بانتظار اطلالتكن البهية .. حتى نبدأ على بركة الله

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
روضة السعداء


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،،

وقع تحت يدي منذ عدة أيام كتيب لأقوال الحسن البصري، فرحت أتصفحه إلى أن وصلت إلى مقولة إستوقفتني طويلاً، و لم أستطع تجاوزها.. فقد تذكرت أن بعض الصحابة رضي الله عنهم كانوا لا يستزيدون في حفظ كتاب الله قبل تطبيقهم لما قد حفظوا مسبقا.. إنتابني شعور بالخجل و الذنب و الخوف..

أما الخجل.. فيا لتقصيري و إسرافي في أمري.. و يا لسعة رحمة الغفور..

و أما الذنب.. فما نفع ما نقرأ إن لم نطبق أبجديته الأولى؟.. كله بحساب.. نسأل الله أن يجعل علمنا حجة لنا لا علينا..

و أما الخوف، فقد تملك بي و لم أجرؤ – و لن أجرؤ – على تتمة القراءة، حتى أعمل بما قرأت.. و إليكم ما قرأت :

يقول الحسن البصري :

" لا يزداد المؤمن صلاحاً و براً و عبادة إلا ازداد خوفاً ، يقول : لا أنجو!

و الفاسق يقول : سواد الناس كثير، و سيغفر لي، و لا بأس علي ! فيؤجل العمل، و يتمنى على الله تعالى "

" سواد الناس كثير، و سيغفر لي، و لا بأس علي "

صحيح أننا لا نتفوه بها صراحة، و لكن كم من مرات و مرات نتصرف على أساسها..

كم من مرة بررنا لأنفسنا عند محاسبتها على ذنب تصر عليه "هي ليست بكبيرة، كما أن فلان و فلان و فلان و الكثيرون يرتكبونها، و كلهم يرجون الجنة…"

كم من مرة نظرنا للأدنى بدلاً من الأعلى و فكرنا " كل هؤلاء يرتكبون الكبائر و العياذ بالله… و ما ذنبي هذا مقارنة بجرمهم؟!…"
متناسين خطوات الشيطان التي يلي بعضها البعض، و أن الصغيرة توصل نهاية المطاف إلى الكبيرة.. و متناسين أن الإنسان يجب أن يرنو للعلى في دينه قبل كل شيء، فيقارن حاله بأحوال الصالحين، مثلما يمد عينيه لمن آتاه الله زهرة الحياة الدنيا، فيطمح و يسعى للأفضل في دنياه..

" فيؤجل العمل "

كم من مرة وعدت قلبي المنقبض بالتوبة…

(هذه المرة الاخيرة و بعدها سوف أستغفر و أتوب بإذن الله)
و ( بعد أن ينتهي هذا الظرف سوف أضع برنامج عبادة مكثف يعينني علي نفسي إن شاء الله)
و (لو أنني أرزق الحج هذا العام، لأصبحن إنسانة أخرى و أبدأ حياتي من جديد بمشيئة الله )
و و و…

متناسية أن الموت يأتي بغتة و لا يمهل

حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ . المؤمنون99-100

حصل أن مررت بحياتي بموقفين لم يبقيا بيني و بين الموت سوى لطف الله. أفكر بهما الآن و أقارن بينهما… إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار..

أولهما كان منذ حوالي العشرة سنوات عندما كدت أغرق وحيدة في البحر الواسع. لا أحد يدري بمكاني و أنا لا أحسن السباحة، و كل موجة تأتي تبعدني عن الشاطئ أكثر و تكتم أنفاسي.. تحينت الفرصة بين الموجة و أختها لكي ألقي نظرة حولي.. لا أحد و لا شيء سوى البحر و السماء و الرمال من بعيد.. لم أحاول أن أصرخ حتى، فلا طائل من الصراخ، إذ لن يسمعني أحد إلا ربي.. أدركت بتلك اللحظة معنى سواد الناس كثير.. نضيع أنفسنا وسط الزحام، و لكن عندما تأتي ساعة الحق : ها أنا وحيدة أنتظر الموت بينما أهلي و أحبابي ملتفون حول مائدة تضم ما لذ و طاب.. لحظات لا أنساها ما حييت.. أغمضت عيني و رددت الشهادة أكثر من مرة، ثم رحت أبذل مجهوداً كبيراً في التركيز على ما أحفظ من كتاب الله لكي أقبض و أنا أتلو القرآن، و لكن الأفكار التي ازدحمت في رأسي لم تسمح لي بأكثر من الفاتحة و الناس بعد عدة محاولات.. الرهبة كادت تنسيني اسمي.. أذكر أنني فكرت وقتها: إن كنت لا أحسن قراءة المعوذات الآن، ماذا أفعل عندما يقال لي اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلك عند آخر آية تقرؤها.. يا الله أين ذهب القرآن الذي أحفظ.. شعرت باستغراب و رهبة..رهبة نعم.. هذا هو الشعور الذي كان مسيطراً علي وقتها. رهبة و وحشة.. أذكر أنني فكرت أيضا: يا الله.. هذا البحر المتوسط بالذات الذي يعرف الجميع مدى عشقي له، أيعقل أن يكون سبباً في موتي!.. هل ممكن أن يمضي الانسان عمره يحب شيئا يكون سببا في هلاكه؟… ثم فكرت في أمي و حزنت جداً لحالها من بعدي، و دعوت الله أن يصبرها.. ثم عدت لمحاولة التلاوة.. كل هذه الأفكار و التلاوة و و .. كلها في دقيقة أو أقل… ثم نجوت بقدرة الله وحدها.. و اذكر أنني جلست على الرمال أكثر من ساعة بعدها أنظر إلى البحر في حالة عدم تصديق..

ثم جاء الموقف الآخر أثناء الحرب على لبنان.. الوضع مختلف هذه المرة.. أمي إلى جانبي و ابني في حضني، و الطائرة الحربية الإسرائيلية تحوم فوق السيارة على الطريق الذي اعتادت أن تستهدف من يسلكه في الأيام الأخيرة.. كنا نسمع أصوات تفجيرات من هنا و هناك، فلا ندري، لعلنا نكون الهدف التالي.. حمدت الله لأننا إن متنا متنا جميعا، لا حزن و لا قلق.. نطقنا جميعنا بالشهادة. راح فكري لأغلى الناس.. رجوت أن لا ينسوني من دعائهم لي بالمغفرة، فدعوة المحب عادة تكون نابعة من القلب و صادقة و مستمرة. ثم فكرت بمن يموت متفجراً: هل يتألم كثيراً لحظتها؟ يعني هل تكفر الكثير من ذنوبه؟.. نطقت بالشهادة من جديد و حاولت استعراض شريط "الذنوب المؤجلة" لكي أستغفر عما تسعفني اللحظات الأخيرة لكي أستغفر عنه، فتلعثمت و لم أعرف من أين ابدأ و لا ماذا أقول و أدركت عندها هول حجم "صغائري"، ففزعت و بكيت و تضرعت… الثواني لا تكفي.. فات الأوان.. قد كنت أعمل بلا حساب، و الآن قد اقترب الحساب و لا وقت للعمل.. يا رب نجنا يا الله لست مستعدة للموت بصحيفة الأعمال هذه.. يا حي يا قيوم أستغفرك يا ربي قد كنت في غفلة أرجعني أعمل صالحا.. مررنا بجنب حافلة ركاب محترقة تماما..
و لكن الله نجانا … يا إلهي .. كيف نسيت بعدها؟؟….

في المرة الأولى لعل ذنوبي كانت أقل، لم أتعلق بالدنيا، و لم أفكر بالدعاء بالنجاة حتى.. جل فكري كان في مدى اغترارنا ببريق الدنيا الزائف، و كل همي كان في حسن الخاتمة. كانت تتملكني الرهبة فقط.. أما في المرة الثانية، فقد تملكني الخوف و الندم .. كل تفكيري كان منصباً في التوبة.. حتى عندما فكرت بأغلى الناس، فكرت بحاجتي إلى الدعاء على مدى السنين لأن ذنوبي كثيرة و تحتاج إلى دعاء مستمر.. شعور بالحسرة لا يوصف.. سبحان الله.. نعرف كل شيء و نردده في الكلام، و لكن كأنما لا نفقهه و لا ندرك حقيقته إلا في اللحظة القاضية

لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ. ق22

… الأهل أين حنانهم؟ باعوا وفائي

و الصحب أين جموعهم؟ تركوا إخائي

و المال أين هناؤه؟ صار ورائي

و الإسم أين بريقه بين الثناء

و الحب ودع شوقه و بكى رثائي

و الدمع جف مسيره بعد البكاء

و الكون ضاق بوسعه ضاقت فضائي

فاللحد صار بجثتي أرضي سمائي

هذه نهاية حالي؛ فرشي التراب يضمني و هو غطائي

و اللحد يحكي ظلمة فيها ابتلائي

" و يتمنى على الله تعالى "

يا ناظراً يرنو بعيني راقدٍ و مشاهداً للأمر غيرَ مشاهدِ

تصل الذنوب إلى الذنوب و ترتجي دَرَك الجنانِ بها و فوز العابدِ

و نسيتَ أن الله أخرج آدماًً منها إلى الدنيا بذنبٍ واحد

قال رجل : يا رسول الله أحدنا يذنب الذنب. قال يكتب عليه. قال ثم يستغفر ويتوب؟ قال يغفر له ويتاب عليه. قال ثم يعود فيذنب؟ قال يكتب عليه. قال ثم يستغفر ويتوب؟ قال يغفر له ويتاب عليه ولا يمل الله حتى تملوا. حديث حسن صحيح

" لا يمل الله حتى تملوا "

نستغفر و نتوب و نعاهد الله.. ثم نعود.. مرة أخرى نستغفر و نجدد العهد ألا نرجع أبداً.. ثم نعود.. ثم نلبث حينا و يهل موسم من مواسم الخيرات، فندعوا الله و نتوب.. ثم نعود .. تمر سنوات و نحن على هذا الحال، و في كل مرة تصبح التوبة أصعب على النفس، و يأتي إبليس اللعين ليزعزع يقيننا، و هو من أسس التوبة و القبول..

أنت قائمة على هذا الذنب منذ سنين، و لقد حاولت الإقلاع عنه أكثر من مرة، هل تصدقين فعلاً أن هذه المرة مختلفة، و أنك لن تعودي إليه أبدا؟؟..

لقد بات هذا الأمر جزءا من حياتك، هل تعتقدين حقا أنه يمكنك التخلي عنه؟!

لقد فعلت كذا و قلت كذا و اقترفت كذا، هل تظنين أن كل ذلك يمكن أن يمحى لمجرد بكاؤك و حرقتك الآن!..

****

تساؤلات تدور في كل نفس أعياها الذنب.. و لكن أين الإجابة ؟

لقد وجدت الإجابة مؤخراً في قول الرسول صلى الله عليه و سلم لسيدنا علي رضي الله عنه يوم خيبر :

" إمش ولا تلتفت حتى يفتح الله عليك "

نعم، ديننا دين الوصول؛ و لكن مع الأخذ بالأسباب.

* توبة صادقة بشروطها الثلاثة ( الإستغفار عن الذنب، الندم، و العزم على عدم العودة إليه)

* اليقين بالله و عدم التشكيك بمغفرته، و الدعاء مع اليقين بالإجابة

* الصبر على الطاعات.. و لقد صنف بعض العلماء الصبر على الطاعات كأشد أنواع الصبر، لما يتطلبه من عزم و همة و صدق.
نصبر على الطاعة، أي نمتثل لاوامر الله، و نجتهد في العبادة قدر المستطاع :

– نثبت على صلاة السنة و الضحى
ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه. حديث صحيح

– التهجد و الدعاء في الثلث الأخير من الليل
ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر يقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟، من يستغفرني فأغفر له؟ متفق عليه

– تقديم صدقات تطهرنا – مهما كانت صغيرة
الصدقة تطفيء الخطيئة كما يطفيء الماء النار. حديث صحيح

– أخيراً و أهم شيء : التركيز على القرآن الكريم حفظاً و تلاوة بنية شفاء القلب
وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ. الإسراء 82

تخيلوا معي : خطايا أطفأتها الصدقة، و دعاء مستجاب، و حب من الله، و شفاء و رحمة.. كيف سيكون حالنا عندها ؟ لن تسعنا الأرض بما رحبت

مهما طال الإنتظار، لا بد أن يستجيب الله إذا استجبنا له و أطعناه
وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ. البقرة 186

فلنثبت و لنصبر و لا نلتفت حتى يفتح الله علينا..

لن أصغي لوسوسة الشيطان يشككني بعفو الله.. لن أفكر بكيف ستكون حياتي و كيف أتدبر أمري و كيف أتخلى و كيف أطيق الصبر و مئة كيف و كيف.. لن ألتفت!
سوف أستقم كما أمرت و أفوض أمري لمن قال :
وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا الطلاق2

سوف يجعل لي ربي مخرجاً.. هذا يقيني

حتى و لو وقعنا من جديد، فلنقم و نتابع بعزم و لا نلتفت وراءنا بيأس من صلاح أنفسنا و نقرر أنه لا خير فينا و لا أمل في صلاحنا، إنما هو الشيطان ييئسنا من روح الله..

حتى و لو شعرنا بفتور و تكاسل، فلا نلتفت و نقول سبب حالنا هذا أنه لم يتقبل منا، فيتملكنا الإحباط، بل لنذكر أن القلوب في إقبال و إدبار..

دعونا لا نلتفت لهذه الأفكار و وساوس الشيطان المحبطة، بل نصبر على الطاعات حتى يفتح الله علينا و ينير قلوبنا و يشرح صدورنا و يحيينا حياة طيبة و يجزينا أجرنا بأحسن ما نعمل..

الخوف يملأ غربتي و الحزن دائي

أرجو الثبات و إنه قسماً دوائي

و الرب أدعو مخلصا أنت رجائي

أبغي إلهي جنة فيها هنائي

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
روضة السعداء



السلامـ عليكمـ ورحمة الله وبركـاته
:
إن من نعمـ الله على عباده أن يوفقهمـ لسُبل الطاعات والخيرات..
ومن حق الله عليهم أن يشكروه ويجزلوا في ثناءه سبحانه وتعالى..
قال تعالى{ وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد } [إبراهيم/7]
:
فاللهم لك الشكر على جزيل فضلك وعلى نعمك التي لا تعد ولا تحصى
اللهم لك الحمد كما تحب وترضى..
:
ها أنا ذا تذوقت أجمل الأيام في أروع البقاع ..
روعة المكان في أفضل الساعات..
الأرض الطاهرة -أرض الحرمين الشريفين-
وبركة الأيام -العشرالأواخر من رمضان-
:
فاللهم لك الشكر ولك الحمد..اللهم أسبغ علينا من نعمك وأعد علينا تلك الأيام
اللهم وفقّ من له الفضل بعدك في قضاء تلك الأيام
اللهم وفقّ أبي الغالـي ويسر أمـره واجعل له بكل عمل عملناه أجراً و نصيبا..
وأسأل الله لكن أحبتي زيارة لبيت الله الحرام ومسجد نبيه صلى الله عليه وسلم الحبيب..
:
لقد كانت لي بعض المشاهد في هذه الأيامـ المباركة
منها ماهزّ كياني ومنها مادمعت لها عينيّ..

:
كونوا معنا ..لنعيش تلك اللحظات معاً

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
روضة السعداء


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

*هيا بنا نؤمن ساعة*
كان شعار الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين..
ونحن على خطاهم نسير لعلنا ننال بعض ما نالوا من العلم والخير الوفير….
فهذه دعوةٌ منا نرسلها لكم عبر هذه المساحة التي خصصناها لكي نرسل منها ومضاتٍ وقطوفٍ ندية لتصلَ إلى قلوبٍ عطشى لذكرِ الله, مشتاقةٍ للنهل من مشكاة الهداية والمعرفة..

كل يوم,, أنتم على موعدٍ مع نفحةٍ إيمانية في صورة رياحينٍ زكيةِ الرائحة,,
قطفناها لكم من بساتين القرآن وحدائق السنة وروضات السلف..فتقبلوها منا,,
فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"من عُرض عليه ريحان فلا يرده, فإنه خفيف المحمل, طيب الريح"
رواه مسلم

وذلك حسب الجدول التالي:
نفحة السبت// تزكيـة // مع أختكم الغدير

نفحة الأحد // فقـه // مع أختكم فتاة الشرق 2022

نفحة الاثنين // لطائف من أقوال الصحابة والتابعين والعلماء // مع أختكم ياسمينة الشام

نفحة الثلاثاء // الإعجاز النبوي // مع أختكم الغدير

نفحة الأربعاء // مقتطفات من سيرة الصحابة وأمهات المؤمنين // مع أختكم الجمان
نفحة الخميس // التفسيـر و أحكام التجويد // مع أختكم مسرّة
نفحة الجمعة // عقيـدة // مع أختكم الجمان

فهيّا أخيتي واركبي معنا في سفينة النجاةِ من الظلام إلى النور..
وشاركينا رحلة العلم الذي به تحيا القلوب والعقول..

من أحبت مشاركتنا بفقرةٍ من اعدادها ما عليها سوى مراسلة الأخت المسؤولة عن اليوم الذي تريد المشاركة فيه..
وكوني على يقين أن هذا سيسعدنا كثيراً..

تابعونا

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده