ماليزيــــــــا الساحـــــــرة
اسـمـحـولـي اشـاركم ببعض المـعلـومات التي حـصـلـت عليـها من منتدى شقيق لمنتداكم ولو نها قديمه شوووووي
تغري الجميع السواح وغيرهم الذين يودون أن يتذوقوا سحرها الشهير .
سلامات داتنغ تعني مرحبا في اللغة الماليزية وتراها مكتوبة على كل الوجوه وتعبر عن صدق المشاعر والمحبة الدائمة لدى الماليزيين ودفء وحسن الضيافة في هذه البلاد .
سنتعرض هنا للمحة بسيطة لما تحتويه ماليزيا من أماكن ساحرة وجذابة .
عند زيارة ماليزيا استعد للعودة لملايين السنين إلى الوراء في تاريخها أو ارتياد مظاهر حداثتها ومستقبلها الزاهر .
محبي الطبيعة يمكنهم أن يجدوا ضالتهم في الغابات الاستوائية والجبال المكسوة بالأشجار والشلالات الممتعة والغابات المطرية العذراء التي بقيت كما هي لأكثر من 130 مليون عام مأوى للطيور والأحياء البرية والنباتات الغنية والغابات الخضراء العالية التي يغطيها الضباب لتستمتع بمشاهدة لوحة غاية في الجمال كل هذا يوفر لك فرصة رائعة لمراقبة الطيور والتجديف واستكشاف الكهوف والتخييم
حقق أحلامك بزيارة المدن والمنتجعات
ماليزيا الساحرة
تغري جميع السواح وغيرهم الذين يودون أن يتذوقوا سحرها الشهير
سلامات داتنغ تعني مرحبا في اللغة الماليزية وتراها مكتوبة على كل الوجوه وتعبر عن صدق المشاعر والمحبة الدائمة لدى الماليزيين ودفء وحسن الظيافة في هذه البلاد
سنتعرض هنا للمحة بسيطة لما تحتويه ماليزيا من أماكن ساحرة وجذابة
عند زيارة ماليزيا استعد للعودة لملايين السنين إلى الوراء في تاريخها أو ارتياد مظاهر حداثتها ومستقبلها الزاهر
ماليزيا مرشحة لتكون احد اهم المقاصد السياحية عالميا
كتب ـ لؤي قدومي :
يجمع العديد من المراقبين على ان ماليزيا تشكل حقا نموذجا يحتذى لدول العالم الإسلامي الراغبة في النهضة وتحقيق نمو اقتصادي سريع في فترة زمنية قياسية‚ ربما تكون مذهلة‚ فماليزيا نجحت خلال عقدين من الزمن في تخطي عدد من العقبات الهائلة التي كانت مرشحة لعرقلة تطور البلاد لو كان الحديث عن اية دولة اخرى‚ لتصل الى مصاف الدول الصناعية المتقدمة .
فبالاضافة الى التعايش السلمي بين اصحاب الاديان والمعتقدات المختلفة‚ تسلم مقاليد الحكم في البلاد شخص يتميز بعبقرية نادرة هو رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد الذي ركز جميع جهوده على امر واحد هو تحويل ماليزيا الى احدى اهم دول منطقة جنوب شرق آسيا .
واللافت انه وعلى الرغم من محدودية الموارد الطبيعية التي تملكها ماليزيا مقارنة بالعديد من الدول العربية والاسلامية الاخرى الا انها استطاعت الدخول بجسارة وقوة الى نادي النمور الآسيوية وتحقيق قفزات ما كان احد يصدق انه بامكانها تحقيقها في هذا الزمن القياسي .
فالشركات الماليزية دخلت مجالات الصناعات التكنولوجية والثقيلة من اوسع ابوابها‚ وتتراوح ما تنتجه هذه الشركات التي بدأت صناعاتها تغزو جميع دول العالم وتظهر منافسة قوية بين اجهزة الكمبيوتر والاجهزة الكهربائية بمختلف انواعها مرورا بالآلات الصناعية التي تستخدم في الصناعات الثقيلة وانتهاء بالسيارات والباصات والشاحنات والدراجات النارية .
وبالنسبة للعديد من المطلعين على الشأن الماليزي فان الاستقرار السياسي الذي شهدته الدولة الماليزية والذي ساهم في بلورته انشغال الساسة الماليزيين بالتنمية وتجنبهم للخلافات السياسية لعب دورا حاسما في ايصال البلاد الى ما هي عليه الآن .
اما العامل الآخر الذي لا يقل اهمية عن العامل الاول فهو الخطط الناجحة التي وضعها القائمون على الدولة تحت اشراف رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد لتحويل تلك الدولة الى بلد عصري يملك جميع مقومات النجاح والاستمرار فبالاضافة الى التسهيلات الضريبية الكبيرة للراغبين في الاستثمار هناك والقيود المخففة على العمل والاقامة فانه ليس من الصعب لاصحاب رؤوس الاموال المتوسطة والصغيرة دخول السوق الماليزي كمستثمرين والعمل هناك بسهولة ويسر وتحقيق نجاحات متوالية دون المرور بكل تلك التعقيدات البيروقراطية المزعجة التي لا تخفى حتما عن المستثمرين عابري القارات .
وتتميز ماليزيا بدرجة كبيرة من الامان والاستقرار اللذين تحسدان عليهما‚ ففي عالم ما بعد الـ 11 من سبتمبر‚ حيث اصبح الحفاظ على الأمن هاجس الجميع افرادا ودولا وحكومات يلحظ الزائر لماليزيا ان درجة الامان هناك مطمئنة إلى حد كبير رغم كل ما يقال عن تلك المنطقة وانتشار اعضاء شبكة تنظيم القاعدة فيها‚ ولعل اكبر دليل على هذا الامان هو توافد ملايين السياح الاجانب سنويا الى هناك وبأعداد تزداد يوما بعد يوم رغم ما يقال عن انحسار حركة السياحة عالميا .
سياحة التسوق
ارتبط اسم ماليزيا خلال السنوات القليلة الماضية على وجه التحديد بنوع جديد من السياحة يمكن ان نطلق عليه اسم «سياحة التسوق» فالعاصمة كوالالمبور مثلا تضم عددا كبيرا من الاسواق والمجمعات التجارية التي باتت تشكل قبلة لاعداد هائلة من السياح بسبب اعتدال اسعارها واحتوائها على كل ما يبحث عنه هواة التسوق على اختلاف اهتماماتهم ومقدراتهم الشرائية .
وقد ظهرت خلال السنوات القليلة الماضية اعداد كبيرة من الشركات الماليزية المتخصصة في تصنيع العطور والجلديات والملابس والمنتوجات الرياضية وغيرها‚ بجودة عالية تفوق جودة الشركات الأجنبية في بعض الأحيان لدرجة ان الطلب العالمي عليها بات يتزايد باطراد‚ ويبدو ان هم العديد من هذه الشركات ينحصر في الوقت الراهن على طرح منتوجات منافسة عالميا ورخيصة نسبيا لاحتلال موقع متقدم بين كبريات دور الأزياء والعطور والملابس العالمية واظهار ان الجودة لا ترتبط بكون المنتوج اوروبيا او أميركيا بقدر ارتباطها بالحرفية العالية واستخدام آخر ما توصلت اليه التكنولوجيا .
ويستغرب العديد من أصحاب المتاجر في ماليزيا عندما تبدي عدم معرفتك ببعض صناعات بلدانهم في مجالات العطور والملابس والجلديات على وجه التحديد‚ على اعتبار ان شهرة هذه المنتجات قد جاوزت الآفاق‚ وباتت معرفتها أمرا لا يمكن تجنبه بالنسبة لمن يدعون انهم من هواة التسوق .
ويدرك الماليزيون حتما ان هذا النوع من السياحة يناسب العرب أكثر من غيرهم‚ خاصة اولئك القادمين من منطقة الخليج‚ ولذلك فإنهم يرحبون بالسياح العرب بشكل مميز ويتعاملون معهم بكل احترام وتقدير .
ويبدو ان صناعة السياحة قد شهدت قفزات في هذا البلد المتطور لتصل الى التعامل بحرفية كبيرة مع ما يمكن وصفه اصطلاحا بسيكولوجية البيع والشراء فالمتسوق عادة يرغب في الاطلاع على اكبر قدر ممكن من البضائع‚ قبل ان يقرر ما يريد شراءه‚ وهو يدرك حتما ان الكثير من اصحاب المتاجر لن يروق لهم بعثرة محتويات محالهم لعرضها امام الزبون الذي يمكن ان يقرر بعد وقت طويل من المعاينة انه لا يريد الشراء‚ كما ان الكثير من التجار وهو الامر الذي لمسته في العديد من دول العالم ‚يرفضون فكرة المساومة على سلعهم بشكل قاطع بل ان بعضهم يلجأ الى التعامل مع الزبائن بشكل لايخلو من الفظاظة والخشونة اذا ما حاولوا الحصول على ما يريدون بأسعار زهيدة‚‚ اما في ماليزيا‚ فان الوضع مختلف تماما .
فأصحاب المحلات التجارية هناك مرحون ويتميزون بسعة صدر يحسدون عليها‚ وبالاضافة الى ذلك فانهم يشعرون الزبون بانه موضع ترحاب منذ دخوله الى متاجرهم وحتى خروجه منها سواء قام بشراء ما يريد ام لا .
سياحة بنكهة التوابل :
قلما يسافر السائح الى بلد واحد ليجد هناك تنوعا ثقافيا هائلا‚ ومتباينا الى حد التناقض في بعض الاحيان ولكن هذه هي الحقيقة التي تفرض نفسها بكامل تفاصيلها على زوار ماليزيا‚ فبالاضافة الى مهرجانات الزهور والحدائق والكرنفالات التجارية التي تقام على هامشها فعاليات رياضية وثقافية وفنية وفلكلورية مختلفة‚ فان السائح في ماليزيا يجد نفسه امام انواع مختلفة من الاحتفالات بمختلف المذاقات والنكهات لسبب بسيط جدا‚ فالجنسيات المستوطنة في ماليزيا تتضمن فيما تتضمن الملايوية والداياقية والايرسيانية والبنغالية والاندونسية والعربية والصينية والزنجية واليابانية والكدرانية اما الديانات فانها تتراوح بين الاسلامية والمسيحية والداوودية والبوذية والكونفوشية والهندوسية والشنتوية وغيرها .
وهذا يعني ان الاحتفالات المتعلقة بأصحاب هذه الاصول والاديان لاتكاد تتوقف طوال العام فمن اعياد المسلمين الدينية وما يصاحبها من اجواء فرح وابتهاج مرورا باعياد رأس السنة المسيحية ورأس السنة الصينية وانتهاء بعشرات الاعياد الاخرى‚ فانه يندر ان يتواجد سائح على ارض ماليزيا دون ان تتاح له فرصة الاطلاع على بعض هذه الاعياد وما يترافق معها من مظاهر فرح وصخب .
ويكفي ان نعلم ان عدد الاحداث السياحية في ماليزيا قد اقترب العام الماضي من حدود 180 حدثا سنويا وهو يعني ان فترات التوقف تكاد تكون شبه معدومة‚ ومن اشهر معالم الجذب السياحي في ماليزيا تبرز اسماء مناطق مثل لابوان التي تتميز بصفاء مياهها وكثرة اشجارها ومنطقة ملقة التي تحمل في ثناياها روحا عربية واضحة خاصة انها كانت مقصدا للتجار العرب الذين انتشر الاسلام في ماليزيا عن طريقهم‚ اما بينانج التي اكتسبت شهرة لا يستهان بها خلال السنوات العشر الماضية باعتبارها منطقة جذب سياحي لا تضاهى على مستوى العالم‚ فان اكثر ما يميزها هو ذلك التلاقي والتجاور المثير للدهشة بين الحضارتين الشرقية والغربية بكل تفاصيلهما وتناقضاتهما‚ حيث تجمع هذه المدينة بين الاسواق القديمة والحديثة‚ والمباني التقليدية وناطحات السحاب وربما كان ذلك احد الاسباب التي حولتها الى منتجع سياحي ومركز لممارسة الرياضات البحرية فضلا عن كونها مركزا عالميا للتسوق ، وفوق ذلك كله فإن بينانج تعتبر موطنا لاشهر حشرات العالم وأودعها واكثرها جمالا في العالم وهي الفراشات التي خصصت لها مزرعة كبيرة تعرف باسم «مزرعة الفراشات» ويقال انها الاكبر من نوعها في العالم‚ وبشكل عام يمكن القول ان السياح في ماليزيا يمكن ان يختاروا بين انواع عديدة من الترفيه يمكن تلخيصها بشكل اساسي بسياحة الكرنفالات وسياحة التسوق وسياحة الادغال والسياحة الشاطئية والسياحة الطبيعية والسياحة الاثرية‚ والمؤكد ان اشكال الترفيه مرشحة للتزايد باطراد في بلد يملك مسؤوله كل ذلك التصميم على تحويل ماليزيا الى احد اهم مقاصد العالم السياحية .
لماذا ماليزيا الآن؟
لم يكن بدء التغير في خريطة السياح الأجانب في ماليزيا ليحدث عن فراغ، فقد ظل المسؤولون عن السياحة يتساءلون عن عدم قدوم سياح العطل الصيفية والربيعية في الخليج العربي إلى ماليزيا كلما التقوا بعرب في حدث أو معرض سياحي، حتى قرر مجلس تعزيز السياحة الماليزية التابع لوزارة السياحة إحداث نقلة نوعية والبدء بحملة دعائية في العالم العربي، ومن ضمن ذلك تسليم هذه المهمة إلى موظفي مكتبها الإقليمي المؤسّس حديثا في دبي ليغطي مهام جذب السياح العرب من الإمارات وقطر والكويت وعمان والأردن ومصر، بالإضافة إلى مكتب جدة المسؤول عن جذب السياح من السعودية والبحرين، وانطلقت طوال عام ونصف حملة دعائية واسعة حتى كان المكتب السياحي الماليزي في دبي ثاني أكبر الجهات السياحية إنفاقا على الدعاية والإعلام في الإمارات.
ولعل السياح العرب أنفسهم يؤكدون ما حدث من الدعاية الموجهة عبر وسائل الإعلام العربية وخاصة عبر بعض القنوات الفضائية التي جذبت أنظار الكثيرين وجعلتهم يضعون ماليزيا في جدول رحلاتهم السياحية مباشرة. وكانت هذه الحملة، التي بدأت في عام 1999، قد وجّهت أيضا إلى الصينيين والهنود وبعض دول أوروبا الغربية التي لم يُهتم بها سابقا دعائيًا.
كما أن مجلس السياحة الماليزية- في داخل الخليج نفسه- يدرك الفرق في عروضه السياحية بين تلك الموجهة للمواطنين الخليجيين والمقيمين في الخليج الذين لا يمكن إهمال عددهم وقوتهم الشرائية أيضا، مؤكدا على تزايد عدد السياح من العاملين في الخليج من غير المواطنين هذا العام، ولا يقتصر هذا القسم من السياح على العرب، ولكن يمتد إلى غيرهم من شبه القارة الهندية، الذين يعملون في الخليج، ولبعضهم أقارب وأصدقاء من هنود ماليزيا، ولكن تبقى فئة العائلات الخليجية ذات الدخل المرتفع والمتوسط- هي الهدف الأول للداعين إلى السياحة الماليزية.
أما عن داخل ماليزيا، ففي جوابه على أسئلة "إسلام أون لاين.نت" أفاد "أمين الدين عبد الحميد" نائب مدير أعمال مجلس السياحة الماليزية في "الشرق الأوسط" بأن ما تقدمه ماليزيا كبلد لضيوفها العرب من خصائص لا تجتمع- وبالتحديد في الوقت الحالي- في أي دولة أخرى في جنوب شرق آسيا؛ فهي بلد مسلم، وكذلك آمن لحد كبير، ويوفر متعة مناسبة جدا للعائلات بشكل خاص، كما أن التسهيلات الموجودة والخدمات تناسب السائح العربي من الفنادق والشقق والمواصلات والأسواق، ثم الطعام الحلال الموجود في كل مكان، والذي هو الصفة الأساسية للمطاعم في ماليزيا، عدا مطاعم الوجبات الصينية المعروفة.
ويضاف إلى ذلك سهولة الوصول، نظرًا لتعدد خطوط الطيران المباشرة وشبه المباشرة، وبأسعار تنافسية جيدة، وسهولة الحديث باللغة الإنجليزية مع بدء ظهور موضة المرشدين السياحيين المتحدثين باللغة العربية، وهو ما لم يكن موجودا في واقع السياحة الماليزية على الرغم من قِدَم وأهمية هذا القطاع.
ولا يُنسى العامل الاقتصادي، فمع أن ماليزيا ليست بالرخيصة بالنسبة للماليزيين من ذوي الدخل المتوسط والفقير؛ حيث ارتفعت بعض الأسعار بأكثر من 100%، فإن السائح- الذي يحمل عملة بلاده وقوة شرائية تعكس دخله- سيجد الكثير رخيصا- في نظره- مقارنة بعواصم أخرى، مع مستوى النظافة والخدمات الذي لا تنافسه عاصمة دولة مجاورة سوى سنغافورة، وكل هذا ساعد على نقل صورة حسنة واشتهار سمعة سياحية جيدة على لسان من زار ماليزيا في العامين الماضيين فنقلها إلى من حوله.
زيادة السياح العرب بنسبة 120%
مرتفعات كاميرون الماليزية
وهكذا، لم يخسر الماليزيون ما صرفوه إعلانيا، فقد ارتفع عدد السياح العرب بنسبة 120% خلال عام واحد، حتى بلغوا لأول مرة في تاريخ ماليزيا 52 ألفا عام 2022، مقارنة بـ21 ألفا خلال عام 1999، ويتوقع مجلس السياحة الماليزية أن يفوق العدد حد المائة ألف لأول مرة هذا العام، حسب ما تشير إليه الأعداد الأولية في الأسابيع المنصرمة من العطلة الصيفية.
ويقيم معظم السياح العرب في ماليزيا لمدة أسبوعين أو ثلاثة، إلى جانب التجول في العاصمة "كوالالمبور"، ويتجهون غالبا إلى جزيرة "لانغكاوي" كبرى الجزر السياحية على الساحل الغربي لماليزيا المطلة على المحيط الهندي والقريبة من السواحل التايلاندية، كما أن بها مطارا دوليا ومرافق سياحية كثيرة، ويقام فيها عدد من المعارض الدولية بما في ذلك معرض الطيران والبحرية الدولي سنويا، وكذلك ولاية جزيرة "بينانغ" التي يهبط بعضهم إليها قادما من بلاده مباشرة، بعد مرور سريع بمطار كوالالمبور، بالإضافة إلى الصعود إلى مرتفعات "غينتنغ" القريبة من العاصمة ومرتفعات كاميرون المشهورة بزراعة الشاي وغيره، وتعد المملكة العربية السعودية أكبر سوق للسياحة الماليزية في العالم العربي حاليا، تليها الإمارات، ثم الكويت، ثم البحرين.
مطار كوالالمبور الثاني عالميا
وأوضح "أمين الدين" أن "عدد السياح العرب الذين يمرون بماليزيا مرورا سريعا في طريقهم إلى أستراليا أو نيوزلندة بدأ في التناقص فيما يتزايد عدد من يأتي لزيارة ماليزيا بشكل رئيسي"، لكنه يقر بأن على هيئته أن تعزز عملها من أجل ضمان مرور من يتجه إلى أستراليا بماليزيا لعدة أيام أو أسبوع، بدلا من سنغافورة أو بانكوك أو جاكرتا.
وهذا يذكرنا بمحاولة ماليزيا تعزيز مكانة مطارها في نفوس الرحالة عالميا، فشركة "سكايتراكس" البريطانية المتخصصة في بحوث الرحلات والسياحة- استنتجت في دراسة لها -استبينت فيها رأي 400 ألف رحالة وسائح وصدرت في 24 إبريل 2022- أن مطار كوالالمبور حاز على المرتبة الثانية بين مطارات العالم بعد مطار "تشيك لاب كوك" في هونغ كونغ، الذي جاء في المرتبة الأولى، وآسيويًا كان مطار سنغافورة في المرتبة الثالثة، وجاء مطار ناريتا بطوكيو في المرتبة الرابعة، ومطار تشيانغ كاي تشيك التايواني ومطار كانساي الدولي الياباني في المرتبة الخامسة، ثم مطار دون موانغ الدولي في بانكوك في المرتبة السادسة، وكانت دراسة أخرى أشارت إلى أن مطار كوالالمبور هو الثالث آسيويا، بعد مطاري هونغ كونغ وسنغافورة على الترتيب.
ماليزيا.. تخطت حد الـ10 ملايين سائح
عدد السياح العرب ليس بالكبير، مقارنة بالعدد الكلي من السياح القادمين إلى ماليزيا، والذين يزدادون سنويا، فبينما بلغ عددهم 7.4 ملايين سائح عام 1995، تخطى العدد حد الملايين العشرة؛ حيث بلغ 10.2 ملايين سائح خلال عام 2022، وهو ما يقارب نصف عدد سكان ماليزيا!
كما يتوقع أن يبلغ العدد 14.2 مليون سائح في عام 2022، وهو ما سينتج عنه عائد لماليزيا قيمته 29.5 مليار رنغكت (7.7 مليارات دولار حسب قيمة التبادل الحالية)، أي بنسبة نمو سنوية قدرها 6.9%.
ويعد قطاع السياحة في ماليزيا مهمًا بالنسبة للخطط الماليزية التنموية التي لا تفتأ كل خطة خمسية منها أن تضع تفاصيل لخطوات جذب المزيد من السياح ومنافسة العواصم الآسيوية المجاورة التي تهتم بالسياحة أيضا.
وبالإضافة إلى جذب السياح إلى ما يتمتعون به من مناظر جميلة وطبيعة خلابة، خاصة في بعض المواسم، والاستفادة من الجو الاستوائي الذي يعجب الكثير من الناس، فإن ماليزيا تركز على جعل أرضها مركزا للأحداث الدولية الجاذبة للسياح كالمسابقات الرياضية المختلفة والمعارض، والتركيز على سياحة المؤتمرات والاجتماعات الدولية والسياحة الطبية.
80 ألفًا زاروا سنغافورة
الحضارة الصينية
تعد ماليزيا- مقارنة بجاراتها الآسيويات- آخر من دخل حلبة التنافس على السياح العرب، وقد جاءت هذه الخطوة بعد انقضاء عام ونصف من الأزمة الآسيوية المالية، والخوف من انعكاساتها الدعائية على تدفق السياح الغربيين؛ حيث يسعى عدد من الدول الآسيوية إلى التقليل من الاعتماد الكامل على المصادر التقليدية للأسواق السياحية: كأوربا وأمريكا الشمالية، وشمال شرق آسيا.
وإذا نظرنا إلى الواقع السياحي في سنغافورة- أصغر دول المنطقة حجما، ولكنها من أغناها- نجد أنه قد زارها خلال عام 2022 المنصرم من السياح العرب 80.683 ألف سائح بنسبة زيادة قدرها 8.4% فقط، مقارنة بعددهم في عام 1999، وأكثر هؤلاء السياح من السعودية والإمارات.
وتطمح الدولة لأن يحقق موسم هذا العام – الذي بدأ منذ أسابيع – نسبة نمو في التدفق السياحي الخليجي قدرها 10%، ومع أن السعودية والإمارات هما أقوى سوقين للسياحة السنغافورية، فإن مجلس السياحة السنغافورية بدأ توجيه رسائله الدعائية تجاه الكويت وإيران وغيرهما، حسبما ذكر "فيمال هرنال" نائب مدير السياحة لغرب آسيا (المنطقة العربية) وإفريقيا.
ولمنافسة السياحة الماليزية الداخلة إلى السوق العربية حديثا؛ تفكر سنغافورة في افتتاح مكتب أو مكتبين لها في المنطقة، وعدم الاكتفاء بممثلين ووكلاء وعلاقات تسويقية عن بُعد، مع الاستمرار في عرض رحلات دعائية لوكلاء السياحة في الوطن العربي، وتسهيل صفقات المجموعات والأعداد الكبيرة.
ولصغر مساحة سنغافورة- مقارنة بماليزيا- فإنها لا تحتاج من السائح إلا ما بين 3 إلى 7 أيام، تكون في الغالب نقطة مرور في الذهاب أو العودة من أستراليا ونيوزلندة.
والعرب في هونغ كونغ
تؤكد أرقام مجلس هونغ كونغ السياحي- الصادرة مؤخرا- أن منطقة "الشرق الأوسط" تعد أسرع مصدر لسوق السياحية الهونغ كونغية؛ حيث نما تدفق السياح من المنطقة العربية بنسبة 30% خلال عام واحد ليبلغوا 63 ألف سائح في عام 2022.
وتحاول "هونغ كونغ" ذات الثقافة الصينية والغربية أن تظهر للسائح المسلم، حتى غير العربي من الماليزيين والبروناويين، أن فيها من المرافق ما ييسر سياحتهم فيها: كالمساجد، والمطاعم الحلال، وأن الإسلام قد وصل منذ مئات السنين إلى هونغ كونغ على متن سفن التجار العرب والصينيين والآسيويين الآخرين، ويوجد في هونغ كونغ جالية مسلمة من الصينيين ومن شبه القارة الهندية (الهند وبنغلاديش وباكستان)، بالإضافة إلى وجود ماليزيين وإندونيسيين وأفارقة وعدد أقل منهم من رجال الأعمال العرب.
183 ألف سائح إلى تايلاند!
ربما تكون تايلاند الأقدم في جذبها للسياح العرب، وهذا ما يفسر استقبالها لـ 182.408 ألف سائح عربي في العام الماضي (2017)، وبنسبة زيادة قدرها 19.15%، مقارنة بعام 1999، وكان الإماراتيون أكثر العرب قدوما إلى تايلاند (34.121 ألفا خلال عام 2022 ) وبنسبة زيادة قدرها 29%، مقارنة بعام 1999 (30 ألفا في عام 1999 و27.460 ألفا في عام 1998)، وذلك حسب أرقام سلطة السياحة التايلاندية، والتي تتوقع أن يصل عددهم في موسمنا هذا إلى أكثر من 50 ألف سائح، ويليهم السياح الكويتيون (18.599 ألفا) وبنسبة زيادة قدرها 24.62%، مقارنة بعام 1999، ثم السياح المصريون الذين زاد عددهم بنسبة 14.51% خلال العامين الماضيين. لكن هذا العدد، وكما هو الحال بالنسبة لماليزيا وهونغ كونغ وسنغافورة، لا يشكل عددا كبيرا من مجموع السياح القادمين لتايلاند، الذين يُتوقع أن يبلغ عددهم في العام الجاري 10.30 ملايين سائح من كل الجنسيات.
وللطيران التايلاندي حاليا 40 رحلة أسبوعية من دبي وأبو ظبي والبحرين ومسقط وجدة والرياض إلى بانكوك، كما تحمل السياحَ العرب شركاتُ طيران أخرى: كالإماراتية، وطيران الخليج، والقطرية، والسعودية، وهناك 4 رحلات أسبوعية أخرى من عمان والقاهرة على متن طائرات مصر للطيران والملكية الأردنية، كما يعد مطار بانكوك المحطة الرئيسية للطيران الإماراتي في جنوب شرق آسيا.
ويفيد "عدنان أبو حجاب" مدير مكتب السياحة التايلاندية في الإمارات بأن تايلاند قد بدأت في تقديم المزيد من "المنتجات السياحية" لكسب المزيد من السياح العرب، مع ظهور منافسين كماليزيا وهونغ كونغ، ومن ذلك: إشهار بعض الجزر الخلابة، وفنون العلاج الطبي الشرقي، والتسوق، بالإضافة إلى التميز في بيع الذهب والمجوهرات، وكذلك الرياضات، والعروض الثقافية، والآثار، وغيرها.
ويقول عدنان: "إن السائح العربي يفضل الشقة المفروشة على الفندق، كما لوحظ مجيء الكثير من السياح من الشرق الأوسط؛ للقيام بفحوصات طبية شاملة خلال قضائهم للعطلة هنا، وهو ما يجعلنا نفكر في التركيز على السياحة الطبية؛ حيث إن هناك العديد من الخدمات الطبية المتقدمة التي هي أرخص كلفة، مقارنة بالدول الأوروبية".
كذلك سيبدأ مكتب السياحة التايلاندية في الإمارات بالتركيز على ما هو ممتع للأطفال؛ لجذب المزيد من العائلات العربية، مثل: ألعاب "سفاري ورلد"، و"دريم لاند"، و"فوكيت فانتاسيا"، والدعاية للمزيد من الجزر خارج إطار المدن التايلاندية، مثل: جزر كرابي، وكو ساموي، وقد كان حضور الوفد التايلاندي في معرض دبي للسياحة العربية واضحا في مطلع مايو 2022 الماضي.
وهكذا، تحيا آسيا في ظل تنافس محموم على السياح العرب، تحاول ماليزيا التقدم فيه. في الوقت نفسه بدأت السياحة العربية في ماليزيا تفتح أعين الراغبين في الترحال من الماليزيين تجاه العالم العربي، وكذلك من تركيا وإيران؛ ففي إبريل 2022- على سبيل المثال- استضاف مسؤولون سياحيون من سوريا مائتي وكيل وممثل لشركات سياحية ماليزية، ونظمت رحلة دعائية لمجموعة منهم إلى سوريا، كما أن هناك مباحثات لفتح خط طيران ماليزي مباشر بين كوالالمبور ودمشق على غرار الرحلات الحالية بين بيروت وكوالالمبور، التي يغادر منها 100 ماليزي، كمتوسط شهري، لزيارة المعالم السورية خلال الأشهر الأخيرة.
السياح العرب يتدفقون على ماليزيا
السياح العرب يتدفقون على ماليـــــــزيا
تشهد ماليزيا زيادة ملحوظة في أعداد السياح القادمين إليها من الأقطار العربية، خاصة الخليجية، التي يشعر مواطنوها بالضيق من انتشار مشاعر الكراهية للعرب والمسلمين في الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية بعد هجمات سبتمبر/ أيلول.
وتعول ماليزيا ذات الطبيعة المختلفة التي يشكل المسلمون غالبية سكانها على جذب أكثر من 200 ألف زائر من الدول العربية في العام الجاري حسب تقديرات الحكومة. وكان عدد السياح العرب ارتفع بنسبة 115% العام الماضي ليبلغ 115 ألف شخص.
منظر ليلي لاحد مساجد في ماليـــزيا
ولمجاراة هذه الزيادة عمدت الفنادق إلى استخدام موظفين يتكلمون اللغة العربية وهي تقدم الأطباق الشرقية لتلبية احتياجات وأذواق الزبائن الجدد والأثرياء. وتقول كارول تشين من أحد الفنادق المشهورة إن "سياح الشرق الأوسط يشكلون أكثر من 35% من مجموع زبائننا وينفق الواحد منهم نحو 1300 دولار لإقامة تستمر عشرة أيام".
وقد زادت شركات طيران من بينها طيران الإمارات والخطوط الجوية القطرية والخطوط الجوية السعودية عدد رحلاتها إلى ماليزيا لتصبح رحلتين يوميا.
وأوضح وزير السياحة عبد القادر شيخ فزير أن ماليزيا ركزت جهودها على منطقة الشرق الأوسط، وأضاف "قلت لدول الشرق الأوسط عندما تأتون إلى ماليزيا فإنكم تزورون بلدا مسلما لكنه معتدل جدا.. يمكنكم تذوق أطباقنا والمساجد في كل مكان.. ستكونون كما لو أنكم في بلدكم وفي بلد آسيوي في الوقت نفسه".
ومنذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول في الولايات المتحدة يتجنب السياح العرب السفر إلى الدول الغربية، لأنهم باتوا يشعرون بأنهم لم يعودوا موضع ترحيب بل موضع ارتياب إضافة إلى صعوبة الحصول على تأشيرا.
وقال السائح السعودي عثمان بادو إن السياح العرب يلقون ترحيبا في ماليزيا، موضحا أن "الناس في الغرب والدول غير المسلمة لا تعاملنا بهذا القدر من الاحترام والضيافة.. نحن نشعر براحة أكبر هنا". وتحدث سائح آخر جاء من سلطنة عمان مع أسرته التي تتألف من ثمانية أفراد عن أن ماليزيا بلد "آمن والأسعار فيه رخيصة ويمكن زيارة كل مكان في أي وقت من دون أي خوف".
وبلغ عدد السياح الذين زاروا ماليزيا العام الماضي 12.8 مليون شخص بزيادة تبلغ 25% خلال عام. وبلغت عائدات السياحة التي تشكل المصدر الثاني للبلاد من العملات الصعبة حوالي 6.3 مليارات دولار، ويعد السياح العرب الأكثر إنفاقا خلال إقامتهم في ماليزيا.
ماليزيا..
الخـــــــروج من الأزمة بعيدًا عن الصندوق
مَثَّلت الأزمة المالية التي وقعت في دول جنوب شرق آسيا في عام 1997م حجر عثرة من النوع الثقيل في طريق النمو الذي سلكته النمور الآسيوية، وبعد أن كانت تجربة تلك الدول تعتبر مثالاً يُحْتَذى في النمو أصبحت درسًا للعبرة، وبعد مرور أكثر من عامين على بداية الأزمة يصبح التساؤل المطروح حاليًا: هل نجحت تلك الدول في الخروج من أزمتها ؟ وإلى أي مدى نجحت في إزالة ذلك الحجر من طريق النمو؟!
وجود إجابة عامة تصلح للتعميم على كل الدول التي عانت من الأزمة يُعَدُّ أمرًا صعبًا؛ فلكل دولة خصائصها وأداؤها فضلاً عن اختلاف درجات الأزمة وطرق العلاج، لكن – من واقع المتابعة والبيانات المتوفرة – يمكن القول: إن لماليزيا خصوصية في علاج الأزمة تستوجب الوقوف عندها كما كان لها خصوصيتها في طبيعة المشكلة وأبعادها، ولعل تلك الخصوصية تكمن في أن برنامج العلاج كان وطنيًّا بنسبة 100%، وتم بعيدًا عن روشتات صندوق النقد والبنك الدوليين. وإذا كان أرقام تكلفة العلاج غير متوفرة على وجه الدقة فإن المواطن الماليزي قد دفع هذه التكلفة من رفاهيته.
– المؤشرات الرئيسية للاقتصاد الماليزي(1999م)
– عدد السكان: 21 مليون نسمة
– العملة المحلية: ريجنت
– الدولار = 3.8 ريجنت
– معدل النمو المتوقع (2017م): يتراوح بين 6.1 – 8.5%
– معدل التضخم: أقل من 3%
– معدل البطالة: 9.2%
– قيمة الصادرات: 84.5 مليار دولار "2%من الصادرات العالمية"
– قيمة الواردات: 65.5 مليار دولار "1,1% من الواردات العالمية"
– نسبة الزيادة في نمو الصادرات: 15%
– الفائض في الميزان التجاري: 19 مليار دولار
المصدر "وكالة التصنيف والبنك المركزي الماليزي"
يرى العديد من الخبراء والمحللين أن الحكومة الماليزية التي يقودها الدكتور مهاتير محمد، التي تخطط لتجعل من ماليزيا بلداً صناعيًّا بالكامل عام 2022م نجحت في اجتياز الأزمة الاقتصادية الكبيرة التي عصفت بماليزيا وبعدد من اقتصاديات دول جنوب شرق آسيا منذ تموز (يوليو) عام 1997م، وأدت هذه الأزمة إلى فقدان العملة الماليزية (الريجنت) نصف قيمتها، إلا أن الحكومة الماليزية استطاعت – وخلافاً لجميع توقعات الخبراء وفي أقل من عامين فقط من – إخراج الاقتصاد الماليزي من أزمته ووضعه مجدداً ليس على طريق الانتعاش البطيء، ولكن على طريق النمو وبمعدلات مرتفعة قياساً بالدول التي تعرضت للأزمة، ولعل أهم ما يميز النجاح الاقتصادي الماليزي هو أنه تم دون أي مساعدة من صندوق النقد الدولي أو البنك الدولي، ووصفاتهما الإصلاحية التي ثبت إخفاقها في العديد من الدول النامية.
سر النجاح: تثبيت العملة والقيود على أموال الأجانب:
ويَكْمُن سر النجاح الاقتصادي الذي حققته ماليزيا خلال العامين الماضيين (1998 – 1999) في الإجراءات الحِمائِيَّة العاجلة التي اتخذتها الحكومة، والتي كان في مقدمتها تثبيت العملة الماليزية أمام الدولار (الدولار = 3.8 ريجنت)، ومنع تحويلها إلى الخارج، وفرض قيود على تدفق رؤوس الأموال الأجنبية من وإلى ماليزيا، وخفض الإنفاق الحكومي العام، وفتح الشركات والمؤسسات المراد خصخصتها أمام الماليزيين وليس أمام الشركات الأجنبية، وتقديم إعفاءات ضريبية مشجعة، وما تزال الحكومة الماليزية متمسكة حتى الآن بتطبيق هذه الإجراءات، وذلك لسببين، الأول: لأنها كانت ناجعة في تحقيق الأهداف الاقتصادية المُتَوخَّاة منها، وخاصة في وقف تدهور قيمة العملة، ووضع البلاد على طريق النمو والتقدم الاقتصادي من جديد، فقد حفزت السياسات المالية والحوافز الضريبية التي طبقت خلال هذين العامين الطلب الداخلي، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع الاستهلاك الخاص والإنفاق الاستثماري، أما السبب الثاني فقد كان لمنع أي محاولات جديدة للمضاربة على العملة وتخفيض قيمتها، وهو ما أكده رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد بقوله: إن الاقتصاد الماليزي ينتعش؛ لأننا نفرض قيوداً معينة، ولسنا متأكدين ما إذا كانت هجمات سَتُشَنُّ على العملة إذا رفعنا هذه القيود".
8.5% معدل نمو متوقع عام 2022م:
نجاح الاقتصاد الماليزي في الخروج من عنق الزجاجة تشير إليه الأرقام والإحصاءات المنشورة حول معدلات النمو في الناتج المحلي الإجمالي وارتفاع قيمة الصادرات وانخفاض الواردات، ومن ذلك ما أعلنته وكالة التصنيف الماليزية التي تُعْنَى بمتابعة حركة النشاط الاقتصادي في ماليزيا في آخر تقرير لها بأنها تتوقع أن يصل حجم النمو في إجمالي الدخل القومي للبلاد خلال السنة الجارية 2022م إلى 6.1%.
أما البنك المركزي الماليزي، فأكد من جانبه أنه يتوقع وفي ظل المعطيات المتوفرة خلال الربع الأول من السنة الجارية أن يسجل الناتج المحلي الإجمالي نموًّا بنسبة 8.5% خلال العام 2022م، وسيكون معدل التضخم أقل من 3%، والبطالة في حدود 9.2%.
وكانت وكالة التصنيف الماليزية قد أكدت في تقريرها للربع الأول من عام 2022م أن الاقتصاد الماليزي شهد أداء قويًّا في أعقاب النمو الكبير في الإنتاج الصناعي مرفقاً بطلب مرتفع على الصادرات والواردات. وقالت الهيئة: إن نمو الواردات على الرغم من تجاوزه معدل نمو الصادرات أَظْهَر أن الطلب الداخلي في طور الارتفاع، مشيرة إلى أن هذا الأمر بالغ الأهمية؛ لأنه يضمن حدوث تعافٍ مستدام، وبشكل يمتص أي مخاطر قد يولدها التباطؤ الاقتصادي الأمريكي أو تتعرض لها الصادرات الماليزية.
15 % زيادة في نمو الصادرات:
تقول الإحصاءات الواردة في التقرير: إن الصادرات الماليزية نمت خلال عام 1999م بنسبة 15% عمَّا كانت عليه عام 1998م فقد بلغت قيمة الصادرات هذا العام نحو 84.5 مليار دولار، وهذه القيمة تمثل 2% من إجمالي الصادرات الدولية، أما قيمة الواردات فبلغت نحو 65.5 مليار دولار مشكلة 1.1% من إجمالي الواردات الدولية. وتشكل الصادرات الصناعية 80% من الصادرات الماليزية، التي بلغت 1998م نحو 61.3 مليار دولار بزيادة 33.3% على عام 1997م.
ولم يقتصر النجاح الماليزي على الاقتصاد الوطني الذي يعتمد على موارد عديدة صناعية وزراعية وثروات طبيعية منها النفط مع طاقة بشرية (يبلغ عدد السكان 21 مليون نسمة) فحسب،
بل إن جميع المؤشرات الاقتصادية تؤكد أن هذا النجاح في الدول المجاورة كان له دور كبير في وضع الاقتصاديات الآسيوية على طريق النمو والتقدم من جديد، وهو ما اعترفت به منظمة التجارة العالمية، فقد قالت في تقرير لها: "إن أحد أبرز أسباب التعافي الذي شهدته التجارة في منطقة جنوب شرق آسيا عام 1999م يعود إلى ارتفاع الصادرات لكل من ماليزيا وكوريا الجنوبية، وقد شكَّلت الصادرات الخاصة بالمعدات المكتبية والاتصالات 80% من مجمل الزيادة في حجم تصديرهما".
6 مليارات دولار فائض في الميزان التجاري:
وأظهرت إحصاءات وزارة التجارة الماليزية التي أُعلن عنها في الأول من أيار (مايو) 2022م أن إجمالي الصادرات في الفصل الأول من السنة الجارية بلغ 84.4 مليار ريجنت (25 مليار دولار) مقابل 69.3 مليار ريجنت لنفس الفترة من العام السابق. أما إجمالي الواردات فارتفع خلال المدة نفسها من 53.7 مليار ريجنت إلى 68.2 مليار ريجنت أي ما يعادل 19 مليار دولار.
ويذكر أن الاقتصاد الماليزي قد مَرَّ عام 1985م بأزمة مماثلة حينما تراجع إجمالي الناتج القومي بمعدل 1.2%، لكنه استطاع بعدها وعلى مدار 11 عاماً أن يحقق طفرة اقتصادية كبيرة استمرت حتى منتصف عام 1997م، وكان متوسط النمو السنوي في الناتج المحلي الإجمالي يدور في محيط ثمانية في المائة، والآن وإذا ما بلغت معدلات النمو لهذا العام ما توقعه البنك المركزي الماليزي، وهي 8.5%، فإن الاقتصاد الماليزي يكون قد تعافى من الأزمة المالية بشكل كامل وعاد إلى ما كان عليه قبل أزمة عام 1997م، علاوة على التجربة المتميزة التي خاض غمارها وحده في جنوب شرق آسيا والعالم التي نجحت بشكل فاق التوقعات، وأقلق الكثير من مخططي وراسمي السياسات الاقتصادية الدولية.
نجاح ماليزيا ضربة لصندوق النقد:
المنهج الماليزي في الإصلاح الاقتصادي أثار مخاوف العديد من الخبراء؛ لأنه وجه ضربة كبيرة لمنهج صندوق النقد الدولي في الإصلاح الاقتصادي تماماً، كما وجه ضربة لكثير من مفاهيم اقتصاد السوق السائدة أيضاً؛ ولذلك لم تتوقف تحذيرات عدد من المضاربين العالميين من نجاح التجربة الماليزية، لما سيكون لها من انعكاسات على مستقبل الاقتصاد في الدول الأخرى التي قد تتعرض لأزمات مماثلة، ولعل من أبرز الذين حذروا من التجربة الماليزية المضارب اليهودي العالمي جورج سوروس، واعتبرها تهديداً للاقتصاد الرأسمالي ومستقبل العولمة.
ومن الجدير بالذكر أن سوروس هو الذي كانت مضارباته وراء انهيار العملة الماليزية وعدد من عملات جنوب شرق آسيا، فعلى سبيل المثال تسببت نشاطاته في تايلاند في خسارة قدرها 30 مليار دولار، واضطر مصرف تايوان المركزي إلى إنفاق 19 مليار دولار من رصيده من العملة الصعبة للحفاظ على قيمة العملة الوطنية. كما أن سوروس يقف وراء العديد من انهيار العملات خلال العقد الأخير، فقد دفعت مضارباته ضد الجنيه الإسترليني عام 1992م بريطانيا إلى أن تستدين على عَجَل أكثر من 14 مليار دولار من ألمانيا للمحافظة على قيمة عملتها، فيما تسببت عملية مماثلة خسارة بنك إيطاليا 48 مليار دولار وأضعفت مقاومة الحكومة المالية للخصخصة.
خلاصة القول، إن التجربة الاقتصادية الماليزية في الإصلاح أثبتت نجاحها دون قروض خارجية أو وصفات إصلاحية، كما أكدت في الوقت نفسه أنه بإمكان الدول النامية إذا ما امتلكت ناصية قرارها السياسي المستقل أن تتحرك وتضمن مصالحها وتتلافى الكثير من الخسائر، وربما الكوارث التي قد تُجَرُّ إليها، ولعل الفرق بين التجربتين: الماليزية والإندونيسية يوضح هذا البعد الخطير؟!
شــكـرا لـسـعـة صـدركـم
( مـنـقـول )