التصنيفات
المجلس العام

يوم عاشورا وقصة موسى مع فرعون – تم الرد

يوم عاشورا وقصة موسى مع فرعون

الدكتور رياض بن محمد المسيميري

إنَّ الحمدَ لِله نحمدهُ ونستعينهُ, ونستغفرهُ, ونعوذُ باللهِ من شرورِ أنفسنا, ومن سيِّئاتِ أعمالِنا, منْ يَهدهِ اللهُ فلا مُضلَ لـهُ, ومنْ يُضلل فلا هاديَ لـه . وأشهدُ أنَّ لا إله إلا الله وحدهُ لا شريكَ لـه, وأشهدُ أنَّ محمداً عبدهُ ورسوله . (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَـمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )) ]آل عمران:102[ . (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً )) )النساء:1(. (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً )) )الأحزاب:70-71( .

أما بعدُ : فإن أصدقَ الحديثِ كتابُ الله, وخيرَ الهدي هديُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم وشرَّ الأمورِ مـُحدثاتُها, وكلَّ محدثةٍ بدعة, وكلَّ بدعةٍ ضلالة, وكلَّ ضلالةٍ في النار

أما بعد ، أيها المسلمون :

في اليومِ العاشرِ من شهر الله المحرم، أعز اللهُ فيه الإسلام ، وأذلَ الكفر وأهله, ذلك اليوم الذي يعتبرُ غرةً في جبين الزمان، إنه اليومُ الذي نجى الله فيه نبيه موسى عليه السلام ، وأهلكَ عدوهُ فرعونَ الذي طغى وتجبر, فيا ترى ما قصةُ ذلك اليوم ؟ وماذا جرى لموسى وفرعون ؟ وكيف كانت نهايةُ فرعونَ اللئيم ؟

يقول الله عز وجل : (( إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ )) (القصص:4) .

لقد علا في الأرض وطغى وتجبر, وبلغَ من علوه وطغيانِه إلى حد الإسفافِ بعقولِ دهماءِ الناس. فإذا به يخاطبُهم قائلاً : (( مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي )) (القصص: من الآية38) .

وأذاقَ أهلَها ألوناً من العذابِ وصنوفاً من الاضطهاد، فجعلهم شيعاً وأحزابا وطوائف، كلُّّ طائفةٍ مسخرةٌ لقضاءِ حاجةٍ من حاجته، وشأناً من شؤونه,وبلغَ به الضيم، ووصلَ به الظلمُ إلى أن يقتلَ الأطفالَ الأبرياء، ويستحي النساء, يفعلُ ذلك كلَه خوفاً من الغلامِ المنتظر, الذي سيكونُ على يديه تقويضُ ملكه، وإزالةُ عرشه، وإسقاطُ دولته.

وبينما هو كذلك يقتل أبناءَهم, ويستحي نساءَهم، إذا به وبجنده يشعرونَ بتناقصِ تلك الطائفةِ التي سُخرتْ لقضاءِ حوائِجِهِم، وخدمةِ مصالحهم فاتخذوا قراراً يوافقُ مصالحهَم الشخصية, وأطماعهَم التعسفية، بأن يقتلَ الصغارُ عاماً دون عام ، من أجلِ الإبقاءِ عليهم، وعدم قطعِ دابر هم. فيا لله العجب ! هكذا صنع الفراعنةُ القرار, ظناً منهم أنهم يحسنون صنعا، وأنهم يختارون ما يشاءون ، ويفعلون لغيرهم ما يريدون، ويظنون أنهم على هذا وذاك قادرون, لقد بلغَ بهم الغرورُ مبلغه، ووصلَ الكبرياءُ ذروته، متناسينَ تماماً إرادةَ الله جل جلاله, ومشيئتُه النافذة، التي أفصح عنها في كتابه فقال : (( وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ، وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ )) (القصص:5-6) .

ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض، فهؤلاء المستضعفونَ الذين يتصرفُ فيهم الطاغيةُ كما يريد، ويسومُهم سوءَ العذاب والنكال، وهو مع ذلك يحذرُهم, ويخافُهم على نفسِه وملكه، هؤلاء المستضعفون يريدُ الله تعالى أن يمن عليهِم بهباتِه من غير تحديد, فهل يمكن لطاغوتٍ أن يقفَ أمامَ هذه الإرادة، وتلك المشيئة ؟, إن الله أراد أن يجعلَ هؤلاء أئمةً بعد أن كانوا عبيدا ويجعلَهم سادة بعد أن كانوا أرقاءَ، فهو سبحانه يريدُ أن يقلبَ الضعيف قوياً, والمقهور قاهراً، والذليل عزيزا, ويجعلهم الوراثين لهذه الأرضِ المباركة، وأن يحققَ ما يحذرهُ فرعونُ وهامانُ وجنودهُما، وما يتخذون الحيطةَ دونه، وهم لا يشعرون, ثم يا ترى ما تلك المفاجأةَ العظيمة؟ لقد ولد موسى عليه السلام في ظلِ تلكَ الأوضاعِ القاسية، ولد والخطرُ مُحدِقُ به، والموتُ يتربص به، والشفرةُ مشرعةٌ على عنقِه، تهم أن تحتز رأسه, وهاهي أمهُ ذي حائرةٌ به، خائفةٌ عليه، تخشى أن يصلَ بنأه إلى سفاكي الدماء, وترتجف أن تتناولَ عنقَه السكين، هاهي ذي بطفلِها الصغيرِ في قَلْب المهلكة، عاجزةٌ عن حمايتِه, عاجزةٌ عن إخفائِه، هاهي ذي وحدَها ضعيفةٌ عاجزةٌ مسكينة, هنا تتدخلُ رحمةُ الله : (( وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ )) (القصص:7) .

يا أمَّ موسى أرضعيه,فإذا خِفْتِ عليه وهو في حُضُنِك, وهو في رَعايتُك، إذا خفتِ عليه : ] فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ [ , فيا لله كيف يمكنُ لقلبٍ يكادُ يتفطرُ خوفاً وإشفاقاً على فلذةِ كبدِها, وهو بين أحضانهِا, وفي فمهِ ثديُها, أن تلقيه في اليم ألقيه في اليم : (( وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي )) إن عَينَ اللهِ تعالى ترعاه, إنه في رعايةٍ لا أمن إلا في جوارها، إنها رعايةُ الله التي لا خوفَ معها، رعايةُ الله التي تجعل النار برداً وسلاماً، وتجعل البحر ملجأً ومناماً, إنها الرعايةُ التي لا يجرؤ فرعونُ الطاغيةُ الجبار ولا جبابرةُ الأرضِ جميعا أن يدنوا من حماها الآمن العزيز الجناب : (( إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ )) , إذن فلا خوفَ على حياته، ولا حزنَ على بُعده، وماذا بعد؟ : (( وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ )) , وتلك بشارة عظمى, ونعمة كبرى.

ولكن يا ترى ما الذي جرى بعد ذلك ؟ ما الذي حدث له ؟ : (( فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ)) (القصص: من الآية8) ,

أهذا هو الأمن ؟ أهذا هو الوعد؟ أهذه هي البشارة ؟ وهل كانتْ المسكينةُ تخشى عليه إلا من آلِ فرعون ؟ وهل كانتْ ترتجف إلا أن يُنكشفَ أمرُه لآلِ فرعون؟ وهل كانتْ تخافُ إلا أن يقع في أيدي آلِ فرعون ؟

نعم , ولكنها قدرةُ اللهِ تعالى, تتحدى فرعونَ وهامانَ وجنودَهما, الذين وصل بهم الظلم منتهاه, أن يقتلوا الأبناء عاماً دون عام، خوفاً على ملكهِم وعرشهِم وذواتهم. ويبثون العيون على قوم موسى, كي لا يُفلت منهم طفلٌ ذكر, فإذا بالطفل ذاتهُ, الطفلُ الذي يكون على يديهِ زوالُ ملكِ فرعون ونهاية سلطانِه, يأتى إليهم بلا بحثٍ ولا عناء مجرداً من كل قوة، خالياً من كل حيلةٍ، عاجزاً عن أن يدافعَ عن نفسه, أو حتى يستنجد بغيره .

(( لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوّاً وَحَزَناً )) (القصص: من الآية8) . ليكون لهم عدواً يتحداهم، وحزناً يُدخل الهم على قلوبهم, ولكن كيف ذلك؟وهو مجردٌ من كل قوة، مجردٌ من كلِ حيلة, استمع إلى قولِ الله جل جلاله : (( وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ )) (القصص:9) .

لقد حمى الله عز وجل موسى من كيدِ فرعون, بأن سخرَ اللهُ لموسى قلبَ زوجةِ فرعونَ التي أحبتهُ، وعطَفتْ عليه، لم تحميهِ لا بالسلاحِ, ولا بالجاه ولا بالمالِ، حمتُه بالحبِ الحاني في قلبِ امرأةٍ، وتحدتْ به قَسوةَ فرعونَ وغلظتَهُ, وحرصَهُ وحذرَه, وهانَ فرعونُ على الله أن يحميَ منه الطفلَ الضعيف, بغير هذا الستار الرقيق ‍.

هذا شأن موسى, فما بالُ أمهِ الوالهة، وقلبهُا الملهوف,: (( وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغاً )) (القصص: من الآية10) لا عقلَ فيه, ولا وعي ولا قدرةَ على نظرٍ, أو تصريف , : ((إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِه )) (القصص: من الآية10) فتذيعَ أمرها في الناس : (( لَوْلا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ )) (القصص: من الآية10) . ولم تسكتْ أمَّ موسى عن البحث, والمحاولة‍‍‍‍, (( وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ)) (القصص: من الآية11) اتبعي أثره، واعرفي خبره : (( فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ، وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِنْ قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ )) (القصص:11-12) .

انظر إلى قدرةِ اللِه جل جلاله التي ترعى أمر موسى وتدبرُ شأنهُ، وتكيدُ لفرعونَ وجندِه، فتجعلُهم يلتقطونه ويحبونه، ويبحثونَ له عن ظئرٍ تُرضعُه, وتُحرمُ عليه المراضع، لتدعَهم يحتارون به, وهو يرفضُ الثدي كلما عُرض على مُرضعٍ، فتقول لهم : (( هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ )) فيتلقفونَ كلماتهَا، وهم يستبشرُون، يودُّون لو تَصدق فينجو الطفلُ العزيزُ المحبوب! وهاهو الطفلُ الغائبُ يعودُ إلى أمه الملهوفة، معافىً في بدنه، مرموقاً في مكانته، يحميه فرعون، وترعاه امرأتُهُ، وتضطربُ المخاوفُ من حولـه، وهو آمنُ قرير، : (( فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ )) (القصص:13) إذن فليتذكرْ المتعجلون لنصر الله وتحقيقي موعده, أنَّ وعد الله لا يتخلف أبدا طال الزمان أم قصر, ولا يتسع المقامُ لذكرِ كلِ الأحداثِ والتفاصيل، وأخذ الدروس والعبر، وما أكثرَها في قصةِ موسى وفرعون، ويكفينا أن نعرفَ هنا كيف فر موسى إلى أرض مدين، خوفاً من بطش فرعون الذي أرسل زبانيتَه وجلاد يه, يبحثون عنه في كلِ مكان, ويكفينا أن نعرفَ ,كيف عاد موسى إلى أرضِ مصر، بعد عشرِ سنين رسولاً مبلغاً، ونبياً مكلما : (( فَلَمَّا جَاءَهُمْ مُوسَى بِآياتِنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُفْتَرىً وَمَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ )) (القصص:36) فهي المماراةُ في الحقِ الواضحِ، الذي لا يمكنُ دفعُهُ، المماراةُ المتكررة، حيثما واجَه الحقُ الباطلُ، فأعيا الباطلَ الجواب. إنهم يدعونَ أنه سحرٌ، ولا يجدون لهم حجةٌ ،إلا أنه جديدٌ عليهم, لم يسمعوا به في آبائِهم الأولين، فهم لا يناقشون بحجة، ولا يدلون ببرهان إنما يُلقون بهذا القولِ الغامض الذي لا يُحقُ حقا، ولا يُبطلُ باطلا .

وأما موسى عليه السلام ، فيحيلُ الأمرَ بينه وبينهم إلى الله، فما أدلوا بحجةٍ ليناقِشَها، ولا طلبوا دليلا فيعطيهم، إنما يمارون كما يماري أصحابُ الباطل, في كل زمان ومكان، فالاختصارُ أولى، والإعراضُ أكرم، وتفويضُ الأمرِ إلى الله أسلم .

(( وَقَالَ مُوسَى رَبِّي أَعْلَمُ بِمَنْ جَاءَ بِالْهُدَى مِنْ عِنْدِهِ وَمَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ )) (القصص:37) .

وهو ردٌ مؤدبٌ مهذبٌ، يُلَمِّح فيه ولا يُصَرِّح، وفي الوقت ذاته، ناصعٌ واضحٌ، ملئٌ بالثقةِ والطمأنينةِ، إلى عاقبةِ المواجهةِ بين الحق والباطل، فربهُ أعلمُ بصدقهِ وهداه، وعاقبةُ الدارِ مكفولةٌ لمن جاء بالهدى, والظالمون وإن بدت ظواهر الأمور أحياناً في غير هذا الاتجاه، سنة الله يواجه بها موسى قومه، ويواجه بها كل داعيةٍ قومه كذلك, وكان ردُ فرعون على هذا الأدب الجم، والخلقِ الرفيعِ ادعاءً وتطاولًا، وتهكماً وسخريةً .

(( وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ )) (القصص:38) .

يا أيها الملأُ ما علمتُ لكم من إلهٍ غيري, كلمةٌ فاجرةٌ كافرةٌ, يتلقاها الملأُ بالإقرارِ والتسليمِ. ويعتمد فيها فرعون أولاً : على الأساطيرِ التي كانت سائدةً في مصر، من نسبة الملوك للآلهة، ثم هو يعتمد فيها ثانياً : على القهرِ والبطشِ الذي لا يدعُ للعقلِ أن يفكرَ، ولا للسانِ أن يعبرَ: (( وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لا يُرْجَعُونَ )) (العنكبوت:39) فلما وصل كبرهم غايته، وغرورهم نهايته، آن الآوانُ لوضعِ حدٍ لذلك الطيش والعدوان، والبطشُ والطغيانُ : (( فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ )) (القصص: من الآية40) .

هكذا ببساطة، يُقذف ذلك المتأله الدجال في اليم كما تقذف الحصاة الصغيرة فيه، فتخلفُ فقاعاتٍ هشة لا تلبثُ أن تزول، ويا للعجب! إنه اليمُّ الذي أُلقى فيه موسى طفلا رضعياً، فكان آمناً وملجأً ومناماً, وهو ذاته يُنبذ فيه فرعونَ وجنوده، فإذا هو مخافةً ومهلكةً, فالأمنُ إنما يكون في جنابِ الله ، والمخافةُ إنما تكون في البعدِ عن ذلك الجناب : (( فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ )) (القصص: من الآية40) فهي عاقبةٌ مشهودةٌ ، معروضةً للعالمين، فيها عبرة للمعتبرين، ونذير للمكذبين، وتتجلى فيها قدرةُ الله، تعصفِ بالطغاةِ والمتجبرين في مثل لمح البصر : (( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ )) (قّ:37) .

بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم ونفعني وأيا كم بالذكر الحكيم .واستغفر الله لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم .

الخطبة الثانية

الحمد لله يعطي ويمنع, ويخفض ويرفع, ويضر وينفع, ألا إلى الله تصيرُ الأمور. وأصلي وأسلم على الرحمةِ المهداة, والنعمة المسداة, وعلى آله وأصحابه والتابعين,

أما بعدُ:

أيها المسلمون : فهكذا طويتُ صفحة ذلك الطاغيةِ العنيد، ونسى ذكره وأصبح أثراً بعد عين، وعبرةً تتناقلها الأجيالُ، فكم كان واهماً، حين ظن أن بضعةً ألوفٍ من جنوده الجبناء، قادرون على حمايته ونصرته، إذا ما حلت نقمة السماء, وهذه العاقبةُ الوخيمة، رسالةٌ واضحةٌ المعالم، بينة الألفاظ, لكل الفراعنةِ على مر الأجيالِ والأزمانِ، بأنهم ضعفاء محاويج، مهما بدا للعامةِ عظيم قدرتهم، وقوي بطشهم، ومهما طبعوا في أذهانِ الدهماء أنهم أولو قوةٍ, وأولو بأسٍ شديد .

وكان على الفراعنة أن يأخذوا الدروسَ والعبَر من أسلافهم، وألا يقعوا في الخطأ نفسه معتمدين على قدراتٍ ماديةٍ هزيلة، لا تساوي شيئاً أمام قدرة الواحدِ القهار، الملكِ العزيزِ الجبار.

وكان على الفراعنةَ أن يدركوا أنهم يخوضون حربا خاسرة, لا محالةَ عندما يجابهون أولياء الله، ففي الحديث :" من عاد لي وليا فقد آذنته بالحرب " وهاهو التاريخ يشهد بكل هذا, فكم هم الفراعنةَ الذين لم يستوعبوا الدروس؟ وكم هم الذين لم يأخذوا العبرَ. فأذاقا هم الله الخز ي في الحياة الدنيا, ولعذاب الآخرة أخزى وهم لا ينصرون.

أيها الأخوةُ في الله : هذه الملحمةُ الكبرى، وهذا النصرُ المبيُن لحزبِ اللهِ المؤمنين، والغرقُ والهلاكُ للطغاةِ والمفسدين، وقع كله في العاشرِ من هذا الشهر- شهرُ الِله المحرم – وعليه فيومُ عاشوراء يومٌ من أيام الإيمان، ومناسبةً تستحقُ الشكر والعرفان، بما شرع اللهُ لا بما يهوى البشر .

وقد قدّر المؤمنون على مدار التاريخ هذا اليوم, وعظموهُ, وكانت اليهودُ تصومُ هذا اليوم ويقولون : إن موسى عليه السلام صامهُ شكراً لله، فصامهُ الرسولُ صلى الله عليه وسلم وقال : « نحن أحق بموسى منكم " بل كانت العربُ في جاهليتها تصومُ ذلك اليوم, وتعظمهُ وتكسو فيه الكعبة » (1) ،وأمرَ النبي صلى الله عليه وسلم بمخالفةِ اليهودِ, وصيامِ التاسعِ مع العاشر فقال : « إن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع » (2) يعني مع العاشر .

أيها الأحبة في الله : قدروا هذا اليوم, وصوموه قربةً لله وشكراً، واحتساباً للمغفرةِ والمثوبةٍ, فقد قال عليه الصلاة والسلام : « صوم عاشوراء يكفر سنة ماضية » (3)

واسألوا الله النصر للإسلامِ والمسلمين، فالذي قدر النصرَ للسابقين قادر على إنزال النصر على اللاحقين .

اللهم إنَّا نسألُك إيماناً يُباشرُ قلوبنا، ويقيناً صادقاً، وتوبةً قبلَ الموتِ، وراحةً بعد الموتِ، ونسألُكَ لذةَ النظرِ إلى وجهكَ الكريمِ, والشوقُ إلى لقائِكَ في غيِر ضراءَ مُضرة، ولا فتنةً مضلة،

اللهم زينا بزينةِ الإيمانِ واجعلنا هداةً مهتدين,لا ضاليَن ولا مُضلين, بالمعروف آمرين, وعن المنكر ناهين يا ربَّ العالمين, ألا وصلوا وسلموا على من أُمرتم بالصلاة عليه إمام المتقين وقائد الغر المحجلين وعلى أله وصحابته أجمعين .

وأرضي اللهم عن الخلفاء الراشدين أبو بكرٍ وعمر وعثمان وعلي

اللهم آمنا في الأوطانِ والدور وأصلحِ الأئمةَ وولاةِ الأمورِ, يا عزيزُ يا غفور, سبحان ربك رب العزة عما يصفون .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 – زاد المعاد (2/70) .
2- رواه مسلم (1134) من حديث عبد بن عباس رضي الله عنهما .
3– رواه الإمام احمد (22590) من حديث أبي قتادة رضي الله عنه .

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
المجلس العام

اعجاز علمىجديد _ادخلوا – للسعادة

جريان الشمس … إعجاز علمي جديد

أحبتي في الله! لن أطيل عليكم في هذه المقالة، فقط أحببت أن أبث إليكم هذه النفحة الإعجازية الرائعة، فالمؤمن الذي يحب القرآن يحب دائماً أن يحدث الآخرين عما يحب: عن عجائبه وأسراره والأشياء المذهلة فيه، وإذا ما تحدث عنه أحد بسوء تجده يغار على "حبيبه" ويدافع عنه وهذا ما يدعوني دائماً للاستمرار في هذه المقالات.

فالمشككون لم يتركوا كلمة في كتاب الله إلا وانتقدوها بغير حق، لم يتركوا حقيقة علمية إلا وحاولوا أن يثبتوا خطأها، ولكن هيهات أن يفعلوا ذلك، ومن الأشياء التي خرجوا بها علينا أن القرآن قد أخطأ علمياً في استخدام كلمة (يجري) بالنسبة للشمس والقمر، والأدق علمياً كما يقولون أن يستخدم كلمة (يدور) لأن القمر يدور حول الأرض والشمس تدور حول مركز المجرة.

لنتأمل أولاً كيف عبر القرآن عن حركة الشمس، يقول تعالى: (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) [يس: 38]. والآن لنذهب إلى علماء الغرب أنفسهم والذين لم يؤمنوا بالقرآن، ماذا يقولون؟ إن ظاهرة حركة الشمس لفتت انتباه أحد العلماء ففكر أن يدرس المسار الحقيقي للشمس فيما لو نظرنا إليه من خارج المجرة، وبالطبع الشمس هي نجم في مجرتنا التي تحوي أكثر من 100000000000 نجم!!

هذه صورة لمجرة تشبه مجرتنا، وتحوي هذه المجرة أكثر من مئة ألف مليون نجم، وكل نجم يمكن أن يكون أصغر من الشمس أو أكبر منها أو بحجمها، وأريد أن أخبركم أن الكون يحوي أكثر من مئة ألف مليون مجرة كهذه!!! فهل تدركون معي عظمة هذا الكون وعظمة خلق السماوات والأرض؟ إذا اقرأوا قوله تعالى: (لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)[غافر: 57]. المصدر NASA.
إن حركة الشمس كانت لغزاً محيراً لآلاف السنين، فطالما نظر الناس إلى الأرض على أنها ثابتة وأن الشمس تدور حولها، ولكن تبين فيما بعد أن هذا الاعتقاد خاطئ، والسبب في ذلك هو ببساطة أن كتلة الشمس أكبر من كتلة الأرض بأكثر من مليون مرة، وبالتالي لا يمكن للأرض أن تجذب الشمس إليها بل العكس هو الصحيح.

فالشمس وبسبب كتلتها الكبيرة تجذب جميع الكواكب إليها تماماً كما تجذب الأرض القمر الذي هو أصغر من الأرض بكثير، ولذلك أيقن العلماء أن الشمس ثابتة والأرض تدور حولها! ولكن هل هذه هي الحقيقة كاملة؟

لقد اكتشفوا بعد ذلك أن هذه الشمس تنجذب باتجاه مركز مجرتنا (درب التبانة)، بل وتدور حوله بشكل دقيق ومحسوب تتراوح سرعة الشمس في دورانها حول مركز المجرة 200-250 كيلو متر في الثانية. فقالوا إن الشمس تدور حول مركز المجرة، وأخيراً وجدوا أن للشمس حركة أخرى صعوداً وهبوطاً، لقد أصبح الأمر أكثر تعقيداً.

لقد قام العلماء بدراسة حركة الشمس (المجموعة الشمسية) لمعرفة المسار الدقيق الذي ترسمه الشمس أثناء دورانها حول مركز المجرة. وقد وجدوا أن الشمس لا تدور دوراناً بل تجري جرياناً حقيقياً!! وأن جريانها يشبه جريان الخيل في حلبة السباق!

هذه صورة للشمس بالأشعة السينية، إنها تمتد لأكثر من مليون كيلو متر وتظهر وكأنها فرن نووي ملتهب، إنها تزن أكثر من 99 % من وزن المجموعة الشمسية، لذلك فهي تجذب الكواكب إليها وتجعلها تدور حولها، وتتحرك الشمس وتسبح مع كواكبها ومنها الأرض والقمر. وتبلغ درجة الحرارة على سطحها 6000 درجة مئوية، وهي تبث من الطاقة في ثانية واحدة ما يكفي العالم بأكمله لمدة مئة ألف سنة!! المصدر NASA .
لقد وجد العلماء أن للشمس حركتين داخل المجرة: الأولى حركة دورانية حول مركز المجرة، والثانية حركة اهتزازية للأعلى وللأسفل، ولذلك فإن الشمس تبدو وكأنها تصعد وتنزل وتتقدم للأمام! وتتم الشمس دورة كاملة حول مركز المجرة خلال 250 مليون سنة! ويستغرق صعود الشمس وهبوطها بحدود 60 مليون سنة، وهكذا تصعد وتهبط وتتقدم مثل إنسان يجري.

أيها الأحبة لقد قمتُ بدراسة حركة جريان الخيول في السباق بهدف رؤية المسار الحقيقي لجريان هذه الخيول وقد وجدتُ أن المنحني الذي يرسمه الحصان في جريانه يتطابق مع ذلك المنحني الذي ترسمه الشمس في جريانها! هل هذه مصادفة!

نرى في هذه الصورة على اليمين المسار الذي ترسمه الشمس خلال حركتها في المجرة، فهي تتم دورة كاملة كل 250 مليون سنة، وتتم هزة كاملة للأعلى والأسفل كل 60 مليون سنة تقريباً. على اليسار نرى المسار الذي ترسمه الخيول أثناء جريانها، ونلاحظ أنه يشبه إلى حد بعيد مسار الشمس، ولذلك فإن كلمة (تجري) دقيقة جداً من الناحية العلمية. المصدر (Nature).
الجريان باتجاه المستقر

لقد وجد العلماء بعد دراسات معمقة أن الشمس تجري باتجاه محدد أسموه مستقر الشمس أو solar apex ويعرفه الفلكيون كما يلي:

A point toward which the solar system is moving; it is about 10° southwest of the star Vega.

أي هو النقطة التي تتحرك الشمس (مع كواكبها) باتجاهها أي بزاوية تميل 10 درجات جنوب غرب نجم النسر بسرعة تقدر بحدود 19.4 كيلو متر في الثانية. المهم أن القرآن قد أشار إلى وجود مستقر ما للشمس في قوله تعالى: (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) [يس: 38].

جريان النجوم

من عجائب المقالات التي قرأتها مقالة بعنوان Star Streaming أي "جريان النجوم"، فقد وجد العلماء بعد دراسات طويلة أن النجوم بما فيها الشمس جميعها تتدفق بما يشبه النهر أو الجدول، ووجدتهم يستخدمون كلمة (يجري) أو Stream للتعبير عن حركة الشمس والنجوم، وهي الكلمة القرآنية ذاتها!!! ووجدتهم يستخدمون كلمة Rest أي المستقر وهي نفس الكلمة القرآنية أيضاً!!

نرى في هذا الرسم كيف يعبر علماء الغرب عن حركة الشمس والنجوم، ويرسمونها ضمن مجرى يشبه مجرى النهر، ووجدوا أن حركة الشمس في هذا المجرى تشبه حركة الأمواج صعوداً وهبوطاً ولذلك يعبرون عن هذه الحركة بكلمة Stream أي تجري! المصدر Star Streaming, www.astrology.com
المجرات تجري…

ولذلك فإن علماء الغرب اليوم وفي أحدث الأبحاث العلمية يشبهون حركة المجرات أيضاً بحركة الماء داخل مجرى النهر، بل إنهم عندما رسموا خريطة للكون وجدوا أن الكون عبارة عن "شبكة طرق" تتدفق خلالها المجرات بشكل بديع يشهد على عظمة الخالق عز وجل.

تأملوا معي هذه الشبكة من المصابيح المضيئة، إن كل نقطة مضيئة هي عبارة عن مجرة تجري وتتدفق بنظام مذهل، ويقول العلماء إن المجرات تتشكل وتتدفق وتجري على طول هذه الخيوط الكونية. وتأملوا معي "العقدة" المضيئة في الوسط (وهي تجمع لآلاف المرجيات) وكأنها تربط بين هذه الخيوط في نسيج محكم لا يعلم مداه إلى الله تعالى! المصدر مختبرات ماكس بلانك – ألما
جريان القمر

يقول تعالى: (وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى) [الرعد: 2]. هذه الآية تؤكد بأن القمر يجري أيضاً، ولو تأملنا حركة القمر نلاحظ أنه يرسم مساراً متعرجاً يشبه مسار الشمس في دورانها حول مركز المجرة.

تتحرك الشمس مع الكواكب التابعة لها (مع الشمس والقمر) وتجري جميعها جرياناً حقيقياً حول مركز المجرة، ولذلك فقد عبَّر القرآن عن هذه الحركة بقوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) [لقمان: 29].
ونلاحظ من خلال الشكل أن الكواكب تدور حول الشمس وتنجرف أيضاً بحركة ثانية ضمن حركة الشمس الاهتزازية حول مركز المجرة، وبالتالي يمكننا القول إن القمر أيضاً يجري والأرض تجري والكواكب تجري، وكذلك النجوم تجري…

جريان السفينة

لقد عبَّر القرآن عن حركة الفُلك في البحر بكلمة (تجري) وهي الكلمة ذاتها التي استعملها القرآن من أجل التعبير عن حركة الشمس، يقول تعالى: (وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ) [إبراهيم: 32]. فهذه السفن والبواخر التي نراها في البحر هي من نعمة الله تعالى، وهي مسخرة بأمره، سخر الرياح وسخر الماء وسخر وسائل صناعة هذه السفن للإنسان من أجل السفر والتنقل وحمل المتاع.

وهنا نلاحظ أيضاً وجهاً إعجازياً يتجلى في كلمة (لِتَجْرِيَ) فلو تأملنا حركة السفن في البحر نلاحظ أنها تأخذ شكل الأمواج صعوداً وهبوطاً، ولكن هذه الحركة قد لا تظهر لنا مباشرة، إنما تظهر خلال المسافات الطويلة التي تقطعها السفينة في البحر. وهنا نجد أن التعبير القرآني دقيق علمياً

لو تأملنا حركة السفن في البحر نجد أنها أيضاً تشكل مساراً اهتزازياً صعوداً وهبوطاً، طبعاً قمنا بتكبير المسار المبين في الشكل باللون الأصفر بهدف إيضاح الحركة فقط
ولذلك فليس غريباً أن يعبر القرآن عن حركة الشمس بكلمة (تجري) لأن الله تعالى يحدثنا عن الحقائق وهو يراها من أعلى! وليس غريباً كذلك أن نجد بعض الملحدين يحاولون التشكيك في صحة هذا القرآن، فهم يعلمون في قرارة أنفسهم أنه الحق، وهذا ما صوَّره لنا القرآن عندما أنكر فرعون آيات الله ومعجزاته وهم يعلمون أنها الحق، فكيف كانت عاقبتهم؟ تأملوا معي قول الحق تبارك وتعالى: (فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ آَيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ * وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ) [النمل: 13-14].

وأقول يا أحبتي إن القرآن فعلاً كتاب رائع، إنك تجد فيه ما تريد، وتجد فيه الرد المناسب للمعترضين عليه، إذا أردت أن تزداد إيماناً فمعجزات القرآن كفيلة بزيادة إيمانك، وإذا أردت أن تكون سعيداً في هذه الدنيا فالقرآن يضمن لك السعادة في الدنيا والآخرة، فما أجمل هذا القرآن وما أعظم كلماته، في كل كلمة تجد معجزة تستحق الوقوف طويلاً، اللهم انفعنا بهذه الحقائق، واجعلها حجة لنا في ظلمات هذا العصر!

منقول

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
المجلس العام

ماذا تعرف عن عاشوراء ؟ ملف كامل ومختصر عن عاشوراء للطباعة والنشر – تم الرد

ماذا تعرف عن عاشوراء ؟
ملف كامل ومختصر عن عاشوراء للطباعة والنشر

حمل من هنــــــــــــا
ماذا تعرف عن عاشوراء ؟.rar – 4shared.com – online file sharing and storage – download – M Qatar
أو
ماذا تعرف عن عاشوراء ؟.rar – 4shared.com – online file sharing and storage – download – M Qatar

1- عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر محرم أول شهور السنة الهجرية .
2- يستحب فيه الصيام لأمر النبي صلى الله عليه وسلم : (صِيَامُ يَوْمِ عَاشوراءَ إنِّي أحْتَسِبُ على الله أنْ يُكَفِّرِ السَّنَةَ التي قَبْلَهُ ) (رواه مسلم والترمذي) ، وعن أبي هُرَيْرَةَ ، قال: قالَ رسولُ الله : ( أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ صِيَامِ شَهْرِ رَمَضَانَ شَهْرِ الله المُحَرَّمُ ) (رواه مسلم وأحمد وغيرهم) . وذلك لأنه نجى الله نبيه موسى من الغرق وأغرق فرعون وجنوده .
3- صام موسى عليه السلام يومَ العاشر من محرم شكراً لله على نعمته وفضله عليه بنجاته وقومه وإغراق فرعونَ وقومه ، وأصبحت بعد ذلك سنة متبعة .
4- وتلقته الجاهلية من أهل الكتاب، فكانت قريشٌ تصومه في جاهليتها ، وكان النبي يصومه معهم بمكة . ولا يأمر الناس بصومه.
5- فلما قدم الرسول المدينةَ مهاجراً، واليهود إذ ذاك بها ، فوجدهم يصومون اليوم العاشر، وأمر الناس بصيامه، حتى أمر من أكل في ذلك اليوم أن يمـسك بقية ذلك اليوم. وكان ذلك في السنة الثانية من الهجرة؛ لأنه قدم المدينة في ربيع الأول.(وكان الصيام واجباً) ، (عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللّهِ قَدِمَ الْمَدِينَةَ. فَوَجَدَ الْيَهُودَ صِيَاماً، يَوْمَ عَاشُورَاءَ. فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللّهِ « مَا هَـ?ذَا الْيَوْمُ الَّذِي تَصُومُونَهُ؟» فَقَالُوا: هـ?ذَا يَوْمٌ عَظِيمٌ. أَنْجَى? اللّهُ فِيهِ مُوسَى? وَقَوْمَهُ. وَغَرَّقَ فِرْعَوْنَ وَقَوْمَهُ. فَصَامَهُ مُوسَى? شُكْراً. فَنَحْنُ نَصُومُهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ :
( فَنَحْنُ أَحَقُّ وَأَوْلَى? بِمُوسَى مِنْكُمْ» فَصَامَهُ رَسُولُ اللّهِ . وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ ). (متفق عليه) .
أجل، إن محمداً وأمته أولى بموسى وأولى بكل الأنبياء؛ لأنهم آمنوا بالأنبياء، وصدَّقوا رسالاتهم .

6- لمـا فرض رمضان في السنة الثانية نُسِخَ وجوب صوم عاشوراء، وصار مستحباً، فلم يقع الأمر بصيامه إلا سنة واحدة ، قالت عن عائشةَ رضيَ اللهُ عنها قالت: ( كان يوم عاشوراءَ تصومُه قُريشٌ في الجاهلية. وكان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَصومُه في الجاهليةِ، فلما قَدِمَ المدينةَ صامَهُ وأمَرَ بصِيامهِ، فلما فُرِضَ رمضانُ تَرَكَ يومَ عاشُوراءَ، فَمنْ شاءَ صامَهُ ومَن شاءَ ترَكه) (متفق عليه) .
وقال عليه الصلاة والسلام : ( صوم يوم عرفة يكفِّر سنتين ماضية ومستقبلة، وصوم عاشوراء يكفِّر سنة ماضية) (رواه أحمد)
7- الأمر بمخالفة اليهود في صيام عاشوراء :
( وَكَانَ رَسُولُ اللّهِ يُحِبُّ مُوَافَقَةَ أَهْلِ الْكِتَابِ فِيمَا لَمْ يُؤْمَرُ بِهِ ) (متفق عليه) ، حتى أُمر بمخالفتهم، ونُهي عن موافقتهم، فعزم على أن لا يصوم عاشوراء مفرداً، فكانت مخالفته لهم في ترك إفراد عاشوراء بالصوم.
وكان من الصحابة والعلماء من لا يصومه ، ولا يستحب صومه ، بل يكره إفراده بالصوم ، كما نقل ذلك عن طائفة من العلماء ، ومن العلماء من يستحب صومه .
والصحيح أنه يستحب لمن صامه ، أن يصوم معه التاسع ؛ لأن هذا آخر أمر النبي صلى الله عليه وسلم لقوله :
( لئِنْ عِشتُ إلـى قَابِلٍ لأصُومَنَّ التَّاسع أي : عاشوراء) . فهذا الذي سنَّهُ رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وعلى صحة هذا الحديث فإن من لم يصم الـتـاسـع فإنه يصوم الحادي عشر؛ لتتحقق له مخالفة اليهود في عدم إفراد عاشوراء بالصوم.
قال الإمام أحمد بن حنبل – رحمه الله : ( فإن اشتبه عليه أول الشهر صام ثلاثة أيام ، وإنما يفعل ذلك ليتيقن صوم التاسع والعاشر ) المغني (3/174) .
– وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( صوموا يوم عاشوراء ، وخالفوا فيه وصوموا قبله يوماً أو بعده يوماً ) (رواه أحمد وابن خزيمة وعبدالرزاق في مسنده) .
أما رواية: (صُومُوا يومَ عَاشوراءَ، وخَالِفُوا فيهِ اليهودَ، صُومُوا يَوْماً قَبْلَهُ أو يَوْماً بَعْدَهُ ) فهي ضعيفة (رواه أحمد والبزار)
فإنه قال بمشروعية صيام الحادي عشر لمن لـم يصم التاسع، لتحصل له مخالفة اليهود .
8- لم يسن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا خلفاؤه الراشدون في يوم عاشوراء شيئاً من هذه الأمور من البدع المحدثة في أيامنا هذه ، لا شعائر الحزن والترح، ولا شعائر السرور والفرح ، ولكنه صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة، وجد اليهود تصوم عاشوراء ، فقال : (ما هذا ؟).فقالوا: هذا يوم نجَّى الله فيه موسى -عليه السلام- من الغرق فنحن نصومه . فقال : (نحن أحق بموسى منكم). فصامه وأمر بصيامه . كانت قريش أيضاً تعظمه في الجاهلية ولكنهم لم يفعلوا كما فعلوا الروافض والنواصب من البدع ما أنزل الله بها من سلطان .

بعض الفوائد والوقفات لعاشوراء :
1- في هذا اليوم يوم العاشر من محرم (ويسمى بعاشوراء) تاب الله على نبيه ادم عليه السلام، وكان ادم عليه السلام قد نهاه الله عن أن يأكل من الشجرة فأكل منها فعصى ادم ربه ولكنها ليست كفرًا وليست بمرتبة الزنا ولا بمرتبة شرب الخمر ثم تاب إلى الله تبارك وتعالى .
2- وفيه نجى الله سفينة نوح من الغرق .
3- وفي ذلك اليوم أيضًا نجَّى الله فيه نبيه موسى ـ عليه الصلاة والسلام ـ والمؤمنين معه ، وأغـــرق فيه فرعون وحزبه .
4- وفي اليوم العاشر من المحرم قتل سيدنا الحسين بن علي بن أبي طالب، سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان ذلك في يوم الجمعة سنة إحدى وستين بكربلاء من أرض العراق ، وله من العمر ثمان وخمسون سنة ، (البداية والنهاية 11/569 )
وكان هذا من المصائب العظيمة على الأمة قال ابن تيمية رحمه الله : وكان قتله – رضي الله عنه – من المصائب العظيمة؛ فإن قتل الحسين , وقتل عثمان قبله كانا من أعظم أسباب الفتن في هذه الأمة وقتلتهما من شرار الخلق عند الله .( مجموع الفتاوى 3 /411 )

5- يوم عاشوراء حدث تأريخي في حياة البشرية ، ونقطة تحول في حرب الإيمان مع الكفر، ولذلك كانت حتى الأمة الجاهلية تصومه، كما قالت عائشة _رضي الله عنها_: ( أَنَّ قُرَيْشاً كَانَتْ تَصُومُ عَاشُورَاءَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ) (متفق عليه) . بل حتى الأمة الكتابية كانت تصوم هذا اليوم، وتتخذه عيداً كما ثبت في الصحيحين .
6- صيام يوم عاشوراء يدل أن هذه الأمة أولى بأنبياء الأمم السابقة من قومهم الذين كذبوهم ، ويدل لذلك رواية الصحيحين ( أَنْتُمْ أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْهُمْ فَصُومُوا) وهذا من مميزات الأمة المحمدية عند الله، ولذلك يكونون شهداء على تبليغ الأنبياء دينهم يوم القيامة .
7- يوم عاشوراء تأكيد على وجوب مخالفة هدي المشركين حتى في العبادة ويدل لهذه المخالفة ما يلي:
أ- لما قيل للنبي صلى الله عليه وسلم : ( كَانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ يَوْماً تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ، وَتَتَّخِذُهُ عِيداً. فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ : صُومُوهُ أَنْتُمْ ) (رواه مسلم )
ب- أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يصام يوم قبله أو يوم بعده ) رواه أحمد في المسند وفيه مقال.
8- صيام يوم عاشوراء دليل على يسر الشريعة، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم : (مَن شاءَ أن يَصُومَهُ فلْيَصُمه، ومَن شاءَ أن يترُكَهُ فلْيَتْرُكْه) (متفق عليه) .
9- من تأمل الأحاديث تبين له أنه لا ينكر على من تركه ، فقد كان ابن عمر رضي الله عنهما_ يترك صيامه إلا إن وافق عادته في الصيام ) (رواه البخاري) . ومع ذلك لم ينكر عليه بقية الصحابة _رضي الله عنهم – .
10- صيام يوم عاشوراء تربية للناس على فتح باب المسابقة والتنافس في الخيرات، فقد دل النبي _صلى الله عليه وسلم – على فضل عاشوراء ثم ترك الأمر راجع إلى اختيار الشخص حتى يتبين المسابق للخيرات مع غيره .
11- كان الصحابة رضي الله عنهم يربون صبيانهم على صيامه كما في حديث الربيع بنت معوذ _رضي الله عنها_ قالت : ( فكنّا نَصومهُ بَعدُ ونصَوِّمُ صِبيانَنا) (متفق عليه) . وهو دليل على أنه ينبغي إظهار بعض شعائر الدين في المجتمع حتى عند غير المكلفين حتى يتربى لديهم الانتماء لهذا الدين وأهله .
12- أن نشهد أن كل من كان من أمته (أي أمة موسى) ولم يتبع النبي صلى الله عليه وسلم أن موسى عليه السلام منه براء .

أخطاء يقع فيها بعض الناس في عاشوراء :
1 ـ من الخطأ الاكتحال يوم عاشوراء .
2 ـ تخصيص يوم عاشوراء بصلاة .
3 ـ الاغتسال والتعييد بالمصافحة وإعداد بعض ألوان الطعام الخاصة كأكلة عاشوراء .
4- أرشد النبي صلى الله عليه وسلم لصيام هذا اليوم شكراً لله على نجاة موسى وإهلاك فرعون ، ولا علاقة لصيامه بمقتل الحسين رضي الله عنه أبداً .
5 ـ اتخاذ يوم عاشوراء يوم حزن وعزاء :
هناك طائفة جاهلة ظالمة : إمَّا ملحدة منافقة ، وإما ضالَّة غاوية ، تظهر موالاته وموالاة أهل بيته ، تتخذ يوم عاشوراء يوم مأتم وحزن ونياحة ، وتظهر فيه شعار الجاهلية ، من لطم الخدود ، وشق الجيوب ، والتعزي بعزاء الجاهلية .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وصار الشيطان بسبب قتل الحسين – رضي الله عنه- يحدث للناس بدعتين: بدعة الحزن والنوح يوم عاشوراء ، من اللطم والصراخ ، والبكاء ، والعطش ، وإنشاء المراثي، وما يفضي إلى ذلك من سبّ السلف ولعنهم، وإدخال من لا ذنب له مع ذوي الذنوب ، حتى يسب السابقون الأولون ، وتقرأ أخبار مصرعه التي كثير منها كذب ، وكان قصد من سن ذلك ، فتح باب الفتنة والفرقة بين الأمة ، فإن هذا ليس واجباً ولا مستحباً باتفاق المسلمين ، بل إحداث الجزع والنياحة للمصائب القديمة ، من أعظم ما حرمه الله ورسوله) ا.هـ .
وهذا مخالف لشرع الله ؛ فالذي أمر به الله ورسوله في المصيبة- إن كانت جديدة-إنَّما هو الصبر،والاسترجاع والاحتساب ، كما قال تعالى:{….وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ *الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ* أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ** (سورة البقرة : 155- 156- 157)
وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
( ليس مِناَّ من لَطَمَ الخُدودَ، وشَقَّ الجُيوبَ، ودَعا بدَعْوَى الجاهلية) (رواه البخاري)
وقال صلى الله عليه وسلم : ( أنا بَرِىءَ مِنَ الصَّالِقَةِ وَالْحَالِقَةِ وَالشَّاقَّةِ ) (متفق عليه) . وقال صلى الله عليه وسلم :
( النَّائِحَةُ إِذَا لَمْ تَتُبْ قَبْلَ مَوْتِهَا، تُقَامُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَعَلَيْهَا سِرْبَالٌ مِنْ قَطِرَانٍ، وَدِرْعٌ مِنْ جَرَب) (رواه مسلم) .
وقال صلى الله عليه وسلم: ( أَرْبَعٌ فِي أُمَّتِي مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ لا يَتْرُكُونَهُنَّ: الْفَخْرُ فِي الأَحْسَابِ، وَالطَّعْنُ فِي الأَنْسَابِ، وَالاسْتِسْقَاءُ بِالنُّجُومِ، وَالنِّيَاحَةُ ) (رواه مسلم)
عن أُمَّ سَلَمَةَ ، زَوْجَ النَّبِيِّ تَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللّهِ يَقُولُ ( مَا مِنْ عَبْدٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ فَيقُولُ: إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ. اللَّهُمَّ أْجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي وَأَخْلِفْ لِي خَيْراً مِنْهَا ـ إِلاَّ أَجَرَهُ اللّهُ فِي مُصِيبَتِهِ. وَأَخْلَفَ لَهُ خَيْراً مِنْهَا». قَالَتْ: فَلَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو سَلَمَةَ قُلتُ كَمَا أَمَرَنِي رَسُولُ اللّهِ . فَأَخْلَفَ اللّهُ لِي خَيْراً مِنْهُ. رَسُولَ اللّهِ ) (رواه مسلم)
6- يستقبل بعض المنتسبين إلى الإسلام في بعض البلدان شهر محرم بالحزن والهم والخرافات والأباطيل ؛ فيصنعون ضريحاً من الخشب ، مزيناً بالأوراق الملونة ويسمونه ضريح الحسين ، أو كربلاء ، ويجعلون فيه قبرين ، ويطلقون عليه اسم ( التعزية ) ، ويجتمع أطفال بملابس وردية أو خضر، ويسمونهم فقراء الحسين .
7- بدعة الفرح في يوم عاشوراء عند النواصب الذين عارضوا الرافضة ، فجعلوا يوم عاشوراء موسم فرح ، وهم النواصب المتعصبين على الحسين وأهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ومن الجهَّال فوضعوا الآثار في شعائر الفرح والسرور يوم عاشوراء ؛ كالاكتحال ، والاختضاب ، وتوسيع النفقات على العيال ، وطبخ الأطعمة الخارجة عن العادة ، ونحو ذلك مما يُفعل في الأعياد والمواسم ، فصار هؤلاء يتخذون يوم عاشوراء موسماً كمواسم الأعياد والأفراح .
8- إن الذي سنه الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا اليوم هو صيامه ، وأما سائر الأمور : مثل اتخاذ طعام خارج عن العادة إما حبوب وإما غير حبوب ، أو تجديد لباس ، أو توسيع نفقة ، أو اشتراء حوائج العام ذلك اليوم ، أو فعل عبادة مختصة كصلاة مختصة به . أو قصد الذبح ، أو ادخار لحوم الأضاحي ليطبخ بها الحبوب ، أو الاكتحال ، أو الاختضاب ، أو الاغتسال ، أو التصافح ، أو التزاور ، أو زيارة المساجد والمشاهد ، ونحو ذلك . فهذه من البدع المنكرة التي لم يسنها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا خلفاؤه الراشدون ، ولا استحبها أحد من أئمة المسلمين المشهورين .
فيجب على الإنسان ، طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، واتباع دينه وسبيله ، واقتفاء هداه ودليله . وعليه أن يشكر الله على ما عظمت به النعمة .
قال تعالى :{ لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ** (سورة آل عمران : 164)
وقال صلى الله عليه وسلم: ( إِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ الله. وَخَيْرُ الْهُدَى هُدَىَ مُحَمَّدٍ. وَشَرُّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا. وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ ) . . وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .. والحمد لله رب العالمين ..

لا تنسونا من دعائكم الصالح ..

أعدها وجمعها ورتبها ..
مبدع قطر

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
المجلس العام

بهذه الأمور .. تصلي الفجر .. بإذن الله‎ مجابة

إن الناظر إلى أحوال المسلمين يجدهم وقد قصروا وضيعوا أشياء كثيرة منها صلاة الفجر التي يتهاون الكثير فيها ويتغافلون عنها على الرغم من أنها وباقي الصلوات ركن من أركان الإسلام كما نعرف, بالإضافة إلى أن صلاة الفجر تحتوي على العديد من الفضائل والمكاسب والتي يحتاج إليها الفرد المسلم ومنها على سبيل المثال أن صلاة الفجر تعد من مقاييس الأيمان فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ليس صلاة أثقل على المنافقين من صلاة الفجر والعشاء ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا ", ومنها أيضا أنها تحقق شيئا هاما تختلف به عن باقي الصلوات الأخرى وهو أن الشخص عندما يستيقظ من النوم لكي يؤدي صلاة الفجر في المسجد فإنه بذلك يكون قد حقق نصرا عظيما على نفسه ويكون قد آثر أمر الله على هوى نفسه التي تدعوه إلى النوم وترك الصلاة, كما أنه ينتصر كذلك على الشيطان وفي ذلك مكسب كبير للفرد حيث يستطيع بعد ذلك وبسهولة خلال يومه أن ينتصر على نفسه وشيطانه وهواه عندما يأمرونه بمخالفة أوامر الله سبحانه وتعالى وارتكاب ما نهى الله عنه, ومنها أيضا أنه بحرص المسلمين على صلاة الفجر يقربون النصر لأنهم يأخذون بأسبابه ألا يكفي للدلالة على أهمية تلك الصلاة واحتياج المسلمين أليها لما فيها من فضائل عظيمة ما ذكرته مسئولة إسرائيلية في أحدى الحكومات السابقة حيث قالت * نحن نعترف بأننا سنحارب المسلمين ولكن ليس هؤلاء المسلمين هم الذين سيحاربوننا ولا هؤلاء اليهود, فسألت: ومتى تكون هذه الحرب ؟ فقالت: عندما يكون عدد المسلمين في صلاة الجمعة هو عددهم في صلاة الفجر* فكأنهم يعرفون الأثر العظيم الذي سيحدث في نفوس المسلمين عندما يحرصون على صلاة الفجر كباقي الصلوات ؟
ومع هذه الفضائل وغيرها والتي لا يتسع المقام لذكرها حيث أن المقال يعالج جانب آخر يتعلق بصلاة الفجر وهو ذلك الجانب المتعلق بشكوا الكثير من المسلمين بعدم قدرتهم على أداء صلاة الفجر مع رغبتهم في أداءها, ولذلك سأحاول أن أضع بعض الأمور التي تساعد على جعل المسلم ذو قدرة قوية على أداء تلك الصلاة ولقد جمعت تلك الأمور من كتاب الله وستة نبيه محمد صلى الله علية وسلم وأقوال الصالحين من السلف وغيرهم, وهذه الأمور في إجمالها كالتالي:
1- الخوف والخشية من الله تعالى
2- البعد عن المعاصي
3- الاستغفار
4- كثرة الأعمال الصالحة طوال اليوم
5- النية الصالحة الصادقة
6- النوم على طهارة
7- قيام الليل ولو بركعتين قبل النوم
8- الذكر قبل النوم
9- الاستعانة بوسائل تعين على ذلك.
ونفصلها كالأتي:-
(1) الخوف والخشية من الله: –
لابد للمسلم أن يستشعر الخوف والخشية من الله في قلبه حتى وهو في غاية العمل فما بالنا عندما يقصر ويفرط في أمر من أمور الله سبحانه وتعالى, ولذلك فإن هذا الاستشعار قد يكون دافعا كبيرا إلى العمل على وجود نية صادقة لدى الفرد مما تجعله يكون حريصا دائما على أداء صلاة الفجر في وقتها, ولعل الأمر يحتاج إلى ذكر بعض النماذج من الصحابة وغيرهم والذين كانوا في خوف وخشية من الله عزوجل وهم في غاية العمل فهذا الصديق رضي الله عنه يقول: وددت أني شعرة في جنب عبد مؤمن, وذكر عنه أنه كان يمسك بلسانه ويقول: هذا الذي أوردني الموارد, وهذا عمر قرأ سورة الطور حتى إذا بلغ: (إن عذاب ربك لواقع ) بكى واشتد بكاؤه حتى مرض وعادوه, وكان في وجهه خطآن أسودان من البكاء, وهذا عثمان بن عفان رضي الله عنه: كان إذا وقف على القبر يبكي حتى يبل لحيته وقال: لو أنني بين الجنة والنار لا أدري إلى أيتهما يؤمر بي لاخترت أن أكون رمادا قبل أن أعلم إلى أيتهما أصير, وهذا على بن أبي طالب رضي الله عنه وبكاؤه وخشيته وخوفه وكان يشتد خوفه بيت اثنتين: طول الأمل وأتباع الهوى قال: أما طول الأمل فينسي الأخرة, وأما إتباع الهوى فيصد عن الحق ألا وإن الدنيا قد ولت مدبرة, والأخرة مقبلة ولكل واحدة بنون فكونوا من أبناء الأخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا فإن اليوم عمل ولا حساب وغدا حساب ولا عمل, وكان عبد الله بن عباس أسفل عينيه مثل الشراك البالي من الدموع, وكان أبو ذر يقول: يا ليتني شجرة تعضد ووددت أني لم أخلق.
(2) البعد عن المعاصي:-
وذلك لأن للمعصية آثارا وعقوبات كثيرة تقع على المعاصي في قلبه وبدنه في الدنيا والأخرة, وقد يكون من آثار المعصية حرمان العبد من صلاة الفجر فالمعصية تعمل على حرمان الإنسان من الطاعة ففعل الإنسان للذنب يصده عن طاعة تكون بدله وتقطع طريق طاعة أخرى, فينقطع عليه بالذنب طريق ثالثة ثم رابعة وهلم جرا, فينقطع عنه بالذنب طاعات كثيرة, كل واحدة منها خير له من الدنيا وما عليها وهذا كرجل أكل أكلة أوجبت له مرضة طويلة منعته من عدة أكلات أطيب منها, كما أن المعصية تضعف سير القلب إلى الله والدار الأخرة أو تعوقه أو توقفه وتقطعه عن السير فلا تدعه يخطو إلى الله خطوة, فالذنب يحجب الواصل, ويقطع السائر, وينكس الطالب, والقلب إنما يسير إلى الله بقوته, فإذا مرض بالذنوب ضعفت تلك القوة التي تسيره, فإن زالت بالكلية انقطع عن الله انقطاعا يبعد تداركه, والله المستعان.
(3) الاستغفار: –
لأنه ومع حرص المسلم على عدم فعل المعاصي إلا أنه ولابد قد يقع في معصية _ بل قل في معاصي _ لذلك فإنه يجب عليه أن يستغفر الله منها حتى لا يعاقب بسببها في الدنيا وفي الأخرة, فالإنسان مطالب أن يستغفر الله سبحانه وتعالى من الذنوب التي يفعلها طوال يومه بل ويستغفره أيضا حتى ولو لم يفعل الذنوب ويدل لذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستغفر الله في اليوم والليلة أكثر من سبعين مرة أو أكثر من مائة مرة, وكان يفعل ذلك مع أنه قد غٌفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر, كما أن للاستغفار فوائد كثيرة منها قول الحق تبارك وتعالى (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا # يرسل السماء عليكم مدرارا # ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا ) ومنها ما روي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ألا أدلكم على دائكم ودوائكم, ألا إن داءكم الذنوب ودواءكم الاستغفار ", وعن عبد الله بن بسر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " طوبى لمن وجد في صحيفته استغفار كثير ", ويروى عن لقمان أنه قال لابنه: يا بني عود لسانك اللهم اغفر لي فإن لله ساعات لا يرد فيها سائلا, وقال رباح القيسي: لي نيف وأربعون ذنبا قد استغفرت الله لكل ذنب مائة ألف مرة. , وكان أبو هريرة رضي الله عنه يقول لغلمان الكتاب: قولوا اللهم اغفر لأبي هريرة فيؤمن على دعائهم.
(4) كثرة لأعمال الصالحة طوال اليوم:-
لأن ذلك يعين المسلم على الاستيقاظ لصلاة الفجر ويدل لذلك ما ذكره ابن القيم الجوزية حيث قال: إن الطاعات تزرع أمثالها ويولد بعضها بعضا حتى يعجز على العبد مفارقتها والخروج منها, كما أن المعاصي تزرع أمثالها وتولد بعضها بعضا, قال بعض السلف: إن من عقوبة السيئة السيئة بعدها, وإن من ثواب الحسنة الحسنة بعدها, فالعبد إذا عمل حسنة قالت أخرى إلى جنبها: أعملني أيضا, فإذا عملها قالت الثالثة كذلك وهلم جرا فتضاعف الربح وتزايدت الحسنات وكذلك جانب السيئات أيضا حتى تصير الطاعات والمعاصي هيئات راسخة وصفات لازمة وملكات ثابتة, فلو عطل المحسن الطاعة لضاقت عليه نفسه وضاقت عليه الأرض بما رحبت وأحس من نفسه بأنه كالحوت إذا فارق الماء حتى يعاوده فتسكن نفسه وتقر عينه. انتهى , ومن ذلك فإننا ندعو كل مسلم حريص على صلاة الفجر أن يكثر من الأعمال الصالحة لعله بعمل من هذه الأعمال يٌكرم بصلاة الفجر .
(5) النية الصالحة الصادقة: –
يحتاج المسلم إلى نية صادقة يستحضرها قيل النوم فينوي أنه سيقوم لصلاة الفجر؛ فالنية هي أساس أي عمل من الأعمال فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه ويلم يقول: " إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرىء ما نوى…. الحديث " والنية ليست فقط عند أداء الطاعة بل وقبلها أيضا, فلابد لمسلم أن يصدق في نيته بالنسبة لصلاة الفجر ويسأل نفسه قبل أن ينام هل يريد فعلا أن يستيقظ ويؤدي صلاة الفجر أم لا ؟ .
(6) – النوم على طهارة:-
لأن ذلك يعين المسلم ليس على صلاة الفجر فقط بل وعلى قيام الليل أيضا, وقد ورد في ذلك أحاديث تبين أهمية النوم على طهارة مع وجود النية للقيام منها ما رواه ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من بات طاهرا بات في شعاره ملك فلا يستيقظ إلا قال الملك اللهم اغفر لعبدك فلان فإنه بات طاهرا "
(الشعار) بكسر الشين المعجمة هو ما يلي بدن الإنسان من ثوب وغيره, فالحديث يبين أن من ينام على طهارة يكون في شعاره ملك وبالتالي فهو أقرب إلى الاستيقاظ لقيام الليل أو لصلاة الفجر من ذلك الذي ينام على طهارة.
(7) – قيام الليل: –
قال تعالى ( ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ), وقال سهل بن سعد: جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد عش ما شئت فإنك ميت, واعمل ما شئت فإنك مجزي به, وأحبب ما شئت فإنك مفارقه, واعلم أن شرف المؤمن من قيام الليل وعزه استغناؤه عن الناس ", وعلى ذلك فإني أدعوا كل مسلم لا يقوم الليل أيضا أن يبدأ في ذلك ولو أن يصلي فقط بداية قبل أن ينام وقبل أن يوتر ركعتين أو أكثر بنية قيام الليل ثم يصلي صلاة الوتر فإنه بذلك يكون قد قام الليل ويحصل بذلك على ثواب قيام الليل ولكن على المسلم بعد ذلك أن يتطور في أداء هذه الصلاة فإنه أما أن يزيد ركعاتها أو يؤخرها بعد ذلك إلى ثلث الليل الأخير كما كان يحرص على ذلك النبي صلى الله عليه وسلم, فقيام الليل له فضل عظيم كما بينا وكذلك يساعد المسلم سواء قام قبل النوم بداية أو قام في الثلث الأخير من الليل على أداء صلاة الفجر.
(8)- الذكر قبل النوم:-
فالمسلم بنومه على طهارة ونيته للقيام وذكره لله قبل النوم يجعل من نومه عبادة وطاعة لله عزوجل ويساعده على أداء طاعة أخرى وهي صلاة الفجر, ومما يدل على فضل الذكر قبل النوم. ما روي عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا أوى الرجل إلى فراشه ابتدره ملك وشيطان فيقول الملك اختم بخير ويقول الشيطان اختم بشر فإن ذكر الله ثم نام بات الملك يكلؤه وإذا استيقظ قال الملك افتح بخير وقال الشيطان افتح بشر فإن قال الحمد لله الذي رد على نفسي ولم يمتها في منامها الحمد لله الذي يمسك السماوات والأرض أن تزولا إلى آخر الآية, الحمد لله الذي يمسك أن تقع على الأرض إلا بإذنه فإن وقع عن سريره فمات دخل الجنة " ( يكلؤه ) يحرسه ويحفظه, فالحديث يبين أن الملك يحرس ويحفظ من يذكر الله سبحانه وتعالى قبل أن ينام ولذلك فإن هذا الذاكر لله سبحانه وتعالى أقرب إلى أن يستيقظ لصلاة الفجر من ذلك الذي لم يذكر الله عزوجل ولذلك حرصنا على الدعوة إلى ذكر الله قبل النوم لأنها تعين المسلم على الاستيقاظ لصلاة الفجر, ومما تجدر الإشارة إليه ونحن في هذا المقام أن هناك أذكار كثيرة واردة عن النبي صلى الله عليه وسلم يستحب للمسلم أن يقولها إذا أوى إلى فراشه, وهي موجودة في كتب الأذكار النبوية وكتب الأحاديث النبوية لمن يريد أن يعرفها ويحفظها.
(9)– الاستعانة بوسائل تعين على ذلك:-
منها ما يسمى بالمنبه الذي يستطيع الإنسان أن يستخدمه في هذا الأمر, ومنها الاستعانة بأحد الأصدقاء الحريصين على صلاة الفجر كأن يأتي بنفسه إليه أو أن يتصل به عن طريق التليفون إلى غير ذلك من الوسائل المناسبة لكل شخص يريد أن يؤدي صلاة الفجر في جماعة, والله المستعان.

كيف أستطيع أن أصلي الفجر ؟ لـ محمد محمود عبد الخالق
المصادر والمراجع
(1) الداء والدواء لابن القيم الجوزية
(2) جامع العلوم والحكم لابن رجب الحنبلي
(3) رياض الصالحين للنووي
(4) فقه السنة لسيد سابق
لا تدع هذا الايميل يقف عند حدود جهازك ولكن مرره لغيرك لتكن إن شاء لله ممن يدعو إلي الخير فيكتب لك الأجر بإذن الله
منقول

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
المجلس العام

((( الأمانة ))) للأستاذ مصطفى حسنى

الأمانة
استكمالاً لما بدأناه في سلسلة الأخلاق وتعاملاتنا مع بعضنا البعض والتي هي العنوان الكبير لحبنا لله ورسوله، نتكلم اليوم عن خلق من أحب الأخلاق وهو الأمانة.. أي التعامل بأمانة.

وربما يكون أول ما يتبادر إلى ذهنك أنني أعني بذلك أنني أتكلم عن شيء أخذتَه ولم تعده، أو سر ائتُمِنت عليه وأفشيته فخنت صاحب هذا السر.. وأنك بذلك تكون قد ضيعت الأمانة حيث إن هذا هو المفهوم الشائع لها. ولكني أقول لكم إن هذا هو أصغر جزء من الأمانة..

واليوم سنتكلم عن الأمانة بمفهوم أشمل وأكثر تفصيلا، وتتمثل في ثلاثة أنواع من الأمانات، كما ذكرها الله في كتابه العزيز فقال سبحانه مرشدا لنا إلى أن لا نخون أمانتنا مع الله فقال: " يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ" ثم نتحدث عن أمانتنا مع الرسول فقال: " يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ والرَّسُولَ". ثم نختم مع قوله تعالى:" وتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وأَنتُمْ تَعْلَمُونَ".

وبداية لا بد وأن نعرف ما هي أمانة الله التي قال عنها سبحانه: " إنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ والأَرْضِ والْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وأَشْفَقْنَ مِنْهَا وحَمَلَهَا الإنسَانُ إنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً". هذه الكلمة -كلمة الأمانة- التي عرضت على جميع المخلوقات من سماوات وأرض وجبال فخافوا منها وأشفقوا وحملها الإنسان فظلم العصاة من البشر أنفسهم بحملها هي أمانة التخيير.

فإنك خُلِقت ولك قلب وعقل ونفس وروح وتستطيع أن تختار وتحدد لنفسك المصير فأنت مخيّر، لك اختيار الطاعة أو المعصية قال الله: " أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَوَاتِ وَمَن فِي الأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ العَذَابُ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ".. فكل ما خلق الله مسير في عبادته له إلا الإنسان أعطاه الله الحرية في أن يفعل أو لا يفعل وهذه هي الأمانة مع كيانه الذي منحه الله الوجود فإما يذهب به إلى الجنة أو يذهب به إلى النار كما قال تعالى: " وهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ".. أي طريق الخير وطريق الشر.

وسبحانه القائل: " تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِن فَوْقِهِنَّ والْمَلائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ ويَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي الأَرْضِ أَلا إنَّ اللَّهَ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ" ،،وقوله:" والنَّجْمُ والشَّجَرُ يَسْجُدَانِ". كل شيء يسبح بحمد ربه وله يسجد إلا مخلوق هو الإنسان، له أن يختار أن يعبد ربه أو لا يعبده، أن يذهب إليه أو يسير في طريق الشيطان. ولا نملك إلا أن نقول لكل عاص إلا ما قاله تعالى: " قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا" -يعني الذي اختار الله وطهر نفسه من الشهوات- فزكوا أنفسكم وراعوا أمانة الله فيها لأن النتيجة أنه: " وقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا".

والأمانة مع رسول الله ترتبط بأمانتنا مع الله، فهو القائل سبحانه: " مَن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ومَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً"، فأمانتنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم طاعتنا له ولما جاء به من الحق، وألا نتقول عليه كذبا أو نخون عهدنا معه وشهادتنا بأنا رضينا به رسولا. فكيف ترضى به رسولا وتضيع سنته وتضيع ما أورثه للأمة من علم وأخلاق سيسألنا الله عنها؟ وقد قال: " لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ والْيَوْمَ الآخِرَ وذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً".. فلتعلم يا أخي المسلم أن الرسول يعرفك.. نعم يعرفك، فاقرأوا قوله تعالى: "اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ"

هو يعرفك وأعمالك تعرض عليه فلا تضيع أمانته، وتذكر حديثه صلى الله عليه وسلم وهو على الحوض يوم القيامة: "يؤتى بأقوام أعرفهم ويعرفونني وأريد أن أسقيهم فتأتي الملائكة وتضعهم على الشمال فتزود بهم ذات الشمال فأقول يا ربي إنهم مني فتقول الملائكة: يا "محمد" إنك لا تدري ماذا أحدثوا بعدك". فلننصر رسول الله في أنفسنا وعلى أنفسنا الأمارة بالسوء حتى نستطيع أن ننصره على أعداء الدين. ولنعلم أنه بعد أمانتنا مع الله ورسوله، لا بد أن نتنبه لأمانة النعم التي أنعم الله بها علينا فنرد الفضل لصاحب الفضل ونتوجه بالشكر لمن منحنا الحياة ثم رزقنا من كل شيء، فلا نكون منكرين لنعمه علينا جاحدين فضله الذي لا يعد ولا يحصى.

أما عن معاملاتنا فكل شيء فيها أمانة. إذا أعطاك أحد شيئا لتحافظ عليه فهو أمانة. جارك أمانة فلا تلتفت لأهله، ولا تتبع سره. زميلك أمانة فلا تخنه ولا تضيع حقه. العين أمانة.. والبصر أمانة.. واللسان أمانة: " إنَّ السَّمْعَ والْبَصَرَ والْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً".. البيع والشراء أمانة.. الزوجة وحسن معاملتها أمانة.. تربية الأولاد على الحق أمانة.. نصح المسلم بالخير أمانة.. فلنعمل جميعا على أن نرد الأمانات إلى أهلها ونتقي الله قدر استطاعتنا فيها.

فاللهم اجعلنا من عبادك الأمناء..
وقنا شر الخيانة فإنك لا تحب الخائنين..
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
مصطفى حسني

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
المجلس العام

الأمسيات (من بيوت الله) سر السعادة

.تقوم قناة الحافظ بنقل الأمسيات والندوات والرسائل الجامعية
وسائر المناسبات الدينية من موقعها لتذاعها على الشاشة
ودة بس على قناة الحافظ وترددها 12360 أفقى.

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
المجلس العام

فصائل العشر من ذى الحجة مجابة

فضل عشر ذي الحجة والأعمال الواردة فيها:

عن ابن عباس رضي الله عنهما،
أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:
«ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام – يعني أيام العشر-. قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء» .


أداء الحج والعمرة، وهو أفضل ما يعمل، ويدل على فضله عدة أحاديث،
منها قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلاّ الجنّة».

صيام هذه الأيام أو ما تيسر منها، وبالأخص يوم عرفة؛ لما رواه مسلم عن أبي قتادة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والتي بعده».

التوبة والاقلاع عن المعاصي وجميع الذنوب، حتى يترتب علـى الأعمال المغفـرة والرحمة، فالمعاصي سبب البعد والطرد، والطاعات أسباب القرب والود،
ففي حديـث عن أبـي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إنّ الله يغار، وغَيْرَةُ الله أن يأتي المرء ماحرم الله عليه» [متفق عليه].

روى مسلم وغيره عن أم سلمة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا رأيتم هلال ذي الحجة وأراد أحدكـم أن يضحّي فليمسك عــن شعره وأظفاره»، وفي راوية «فلا يأخذ من شعره ولا من أظفـاره حتى يضحّي»، وهذا النهي ظاهره أنّه يخصّ صاحب الأضحية ولا يعمّ الزوجة ولا الأولاد، إلاّ إذا كان لأحدهم أضحية تخصّه.
الإكثار من الأعمال الصالحة، كالصلاة والصدقة والجهاد، وقراءة القرآن والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ونحو ذلك من الأعمال التي تضاعف في هذه الأيام.

على المسلم الحرص على أداء صلاة العيد حيث تُصلى، وحضور الخطبة والاستفادة. وعليه معرفة الحكمة من شرعية العيد، وأنّه يوم شكر وعمل بر، فلا يجعله يوم أشر وأبطر ولا يجعله موسم معصية.
تشرع الأضحية في يوم النحر وأيّام التشريــق، وهي سنّة أبينا إبراهيم عليه السلام حين فدى الله ولده بذِبْحٍ عظيم، وقد ثبت «أن النبي صلى الله عليه وسلم ضحّى بكبشين أملحين أقرنين، ذبحهما بيده وسمّى وكبّر ووضع رجله على صفاحهما» [متفق عليه].

الشيخ/عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين

الأذكار التي يسن الإكثار منها في العشر من ذي الحجة:

الأذكار والأدعية بكل أنواعها مشروعة، يكثر المسلم منها قدر ما يستطيع، ليكون قريبا من ربه _سبحانه وتعالى_ على الدوام، وهذه الأيام العشر وردت فيها أذكار سنها رسول الله _صلى الله عليه وسلم والإكثار منها، قال _صلى الله عليه وسلم_:
"ما من أيام أعظم عند الله _سبحانه_ ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد".

أولا: التهليل:

وهو قول: "لا إله إلا الله"، وهي شهادة الإسلام وعنوان التوحيد، والمناسبة في الإكثار منها في العشر من ذي الحجة ظاهرة، فهي أيام الحج التي يتوجه فيها الناس إلى ربهم متجردين من الدنيا وزينتها موحدين طائعين منيبين راجين رحمته خائفين من عذابه، فكان من أكثر الأذكار مناسبة في هذه الأيام التهليل، وفي فضل التهليل

وردت نصوص كثيرة ، منها قوله _صلى الله عليه وسلم_: "من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مئة مرة، كتبت له مئة حسنة، ومحيت عنه مئة سيئة، وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما أتى به إلا رجل قال مثل ما قال أو زاد"

ثانياً: التكبير:

أي بإكثار قول: اللّه أكبر ، والتكبير يدل على التعظيم، فهو إقرار بأن الله _تعالى_ أعظم وأكبر من كل شيء، ومن ثم فهو المستحق وحده للعبادة، وفيه دلالة على التوحيد الذي هو من أعظم مقاصد الحج. وأصح الصيغ الواردة في التكبير في أيام العشر من ذي الحجة،

روى عبد الرزاق عن سلمان بسند صحيح قال: "كبروا. الله أكبر الله أكبر كبيراً".

وعن عمر وابن مسعود: "الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد".

قال البخاري : كان ابن عمر وأبو هريرة _رضي الله عنهما_ يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران فيكبر الناس لتكبيرهما.

والتكبير نوعان:

التكبير المطلق: يبدأ من أول شهر ذي الحجة، إلى آخر أيام التشريق، غير مقيد بوقت معين،

والتكبير المقيد: في أدبار الصلوات المفروض

قال الحافظ في الفتح: " أصح ما ورد فيه عن الصحابة قول علي وابن مسعود أنه من صبح يوم عرفة إلى عصر آخر أيام منى".

أيام منى هي أيام التشريق الثلاثة ، وهي الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من ذي الحجة

أى أن التكبير المقيد يكون من صباح اليوم التاسع من ذى الحجة إلى عصر اليوم الثالث عشر

قال بعض العلماء: من أعظم أسرار التكبير في هذه الأيام أن العيد محل فرح وسرور وكان من طبع النفس تجاوز الحدود لما جبلت عليه من الشره تارة غفلة وتارة بغيا لذلك
شرع فيه الإكثار من التكبير لتذهب من غفلتها وتكسر من سورتها.


ثالثاً: التحميد:

وهو قول: الحمد لله مرة بعد أخرى، والحمد عبادة يؤديها المسلم، سواء حدثت له نعمة أو لم تحدث؛ وذلك لأن الحمد المطلق إنما يستحقه الله _عز وجل_ لكماله وصفاته، كما يحمد المسلم ربه _سبحانه_ على كل نعمة وفي كل حال، أما بخصوص هذه الأيام فأعظم نعمة ظاهرة فيها أنه _عز وجل_ بلغ العبد هذه الأيام الفاضلة التي تضاعف فيها الحسنات، وتغفر فيها الذنوب، فحري بالمسلم في مقابل هذا أن يكثر التحميد.

وفي التحميد وردت أحاديث كثيرة تدل على فضله وثوابه، قال النبي _صلى الله عليه وسلم_:" كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله العظيم وبحمده، سبحان الله العظيم" رواه البخاري ومسلم.

فأكثروا أخوانى وأخواتى من قول " الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد ، الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرةً وأصيلا لا إله إلا الله

صيام هذه الأيام أو ما تيسر منها، وبالأخص يوم عرفة؛ لما رواه مسلم عن أبي قتادة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والتي بعده».

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " خير الدعاء يوم عرفة ، و خير ما قلت أنا و النبيون من قبلي : لا إله إلا الله وحده لاشريك له ، له الملك ، وله الحمد ، و هو على كل شيء قدير"
الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث: الألباني – المصدر: صحيح الجامع – الصفحة أو الرقم: 3274
خلاصة حكم المحدث: حسن

إنّ من فضل الله ومنته أن جعل لعباده الصالحين مواسم يستكثرون فيها من العمل الصالح، وأمد في آجالهم فهم بين غاد للخير ورائح، ومن أعظم هذه المواسم وأجلها أيّام عشر ذي الحجة.

إنّ أعمار هذه الأمة هي أقصر أعمارا من الأمم السابقة، قال صلى الله عليه وسلم: «أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين» [رواه الترمذي وابن ماجة].

ولكن الله بمنه وكرمه عوضها بأن جعل لها كثيرا من الأعمال الصالحة التي تبارك في العمر، فكأن من عملها رزق عمرا طويلا، ومن ذلك ليلة القدر التي قال الله فيها: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ} [القدر: 3]. وأيضاً من الأوقات المباركة هذه العشر التي ورد في فضلها آيات وأحاديث منها قول الله تعالى: {وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ} [الفجر:1-2].

قال ابن كثير – رحمه الله -: "المراد بها عشر ذي الحجة".

وقال عز وجل: {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ} [الحج: 28]

قال ابن عباس: "أيام العشر".

وفي الحديث الذي رواه الإمام البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما العمل في أيّام أفضل من هذه العشر». قالوا: ولا الجهاد؟ قال: «ولا الجهاد إلاّ رجل خرج يخاطر بنفسه وماله فلم يرجع بشيء».


قال ابن حجر- رحمه الله – في الفتح: "والذي يظهر أنّ السبب في امتياز عشر ذي الحجة: لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يأتي ذلك في غيره".

وقال ابن رجب – رحمه الله – في لطائف المعارف: "لما كان الله سبحانه قد وضع في نفوس عباده المؤمنين حنينا إلى مشاهدة بيته الحرام، وليس كل أحد قادرا على مشاهدته كل عام، فرض على المستطيع الحج مرة واحدة في عمره، وجعل موسم العشر مشتركا بين السائرين والقاعدين".


وسئل شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله – عن عشر ذي الحجة، والعشر الأواخر من رمضان، أيّهما أفضل؟

فأجاب: " أيّام عشر ذي الحجة أفضل من أيّام العشر من رمضان، والليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة".

قال المحققون من أهل العلم: "أيّام عشر ذي الحجة أفضل الأيّام، وليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل الليالي".

فلنبادر إلى اغتنام الساعات والمحافظة على الأوقات فإنّه ليس لما بقي من عمر ثمن، ولنتب إلى الله من تضييع الأوقات، واعلم أنّ الحرص على العمل الصالح في هذه الأيّام المباركة هو في الحقيقة مسارعة إلى الخير ودليل على التقوى قال تعالى: {ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ} [الحج: 32] وقال تعالى: {لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ} [الحج: 37].

المختار الاسلامي

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
المجلس العام

مشرفات و لجنة متابعة الروضة نرجو تقييم هذا الموضوع من الناحية الشرعية – للسعادة

اخواتى فى الروضة
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هذا الموضوع المراد تقييمه مقدم من اختى فى الله قلب محب فالله و هى احدى فتيات قلوب تحب فى الله
و لهن نشاط دعوى لا بأس به فهن صاحبات الكتيب الرحمة المهداة الذى سيتم ترجمته لعدة لغات باذن الله
و موضوعها قصة رمزية و هى موجودة فى فيض القلم بعنوان هل قتلت النغير ؟
و اختنا فى الله درست و تخرجت من معهد الدراسات الاسلامية لتكون اكثر دراية فى الدعوة و لكنها
حديثة العهد و تتوخى الحرص و قد سألت عن مشروعية ما كتبت و لكنها بحاجة للاطمئنان و انا لم استطيع افادتها
فضلا منكم قراءة موضوعها و تقييمه و هل يصلح للترجمة و مخاطبة غير المسلمين به
و اليكم الرابط لهذا الموضوع http://www.lakii.com/vb/showthread.p…47740&posted=1
و جزاكن الله خيرا

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
المجلس العام

قبل أن تعصي سر السعادة

قبل أن تعصي
تذكر قدرة الله عز وجل
• تذكر أن الله عز وجل يراك وأنت تعصيه
• تذكر أن الله عز وجل رزقك هذا الجسد الذي تعصيه به وقد يحرمك أي عضو من أعضائك في أي لحظة
• تذكر أن لك صحيفة تدون فيها الملائكة أعمالك بأمر الله عز وجل
• تذكر أن العبد يحرم الزق بالذنب يصيبه كما أخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم
تذكر الذنب وحسرته
• تذكر أن كل لذة محرمة تزول ويبقى الإثم والعار
• تذكر أن المعصية تجر أختها حتى يجتمعن على المرء فيهلكنه
تذكر الموت وسكراته
• تذكر أن الموت هو القاطع لكل لذة والنهاية المحتومة لكل بدائه
• تذكر نزع روحك وبلوغها الحلقوم
• تذكر قوله تعالى (والتفت الساق بالساق *إلى ربك يومئذٍ المساق )
• تذكر قوله تعالى (حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون *لعلي أعمل صالحاً فيما تركت )
تذكر القبر وظلمته
• تذكر أنه لا جليس لك في قبرك إلا عملك الذي عملته في الحياة الدنيا
• تخيل نفسك بعد ليال من دفنك وقد تمزق كفنك وتغير ريحك وسرى الدود في جسدك فأسال نفسك ماذا ستجني من هذا المعصية
• تذكر رجل قبح الوجه يأتيك في قبرك فيقول لك ابشر بالذي يسؤك هذا يومك الذي كنت توعد فنقول: من أنت فوجهك الوجه يجيء بالشر فيقول أنا عملك السيئ
تذكر الحساب وشدته
• تذكر يوم العرض على الله وقد صار تاريخك مكشوفاً وصحيفتك مكشوفة وجسدك مكشوف وصدق الله (يومئذٍ تعرضون لا تخفى منكم خافيه)
• تصور نفسك وأنت بين الخلائق إذ نودي باسمك هلم إلى العرض على الله الكبير المتعال قمت ولم يقم غيرك تضطرب قدماك وجميع جوارحك يكسوك الذل والخوف أخذت صحيفتك (أجارك الله ) بشمالك ومن وراء ظهرك وإذ بالمنادي ينادي شقي فلان ابن فلان شقاوة لا يسعد بعدها أبدا

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
المجلس العام

شرح الفقهي المصور ……….. – للسعادة

………..((بسم الله الرحمن الرحيم ))

السلام عليكم ورحمه الله تعالى وبركاته…….

http://www.saaid.net/rasael/r39.htm

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده