الأضرار – سبل الوقاية والعلاج
1- تعريف عمل قوم لوط .
2- أسماؤه الأخرى.
3- تحريم عمل قوم لوط وعقوبة مرتكبة .
4- الآثار الواردة في ذم عمل قوم لوط .
5- أضرار عمل قوم لوط :
أولاً : أضراره الديـنـيـة .
ثانياً : أضراره الخُـلقية .
ثالثاً : أضراره النفـسية .
رابعاً : أضراره الصحية .
6- سبل الوقاية والعلاج .
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:
فإن عمل قوم لوط جريمة منكرة، وفعلة قبيحة، يمجها الذوق السليم، وتأباها الفطرة السوية، وتمقتها الشرائع السماوية، وذلك لما لها من عظيم الأضرار، ولما يترتبت على فعلها من جسيم الأخطار .
ولقد يسر الله لي أن كتبت في هذا الشأن كتابًا بعنوان: " الفاحـشـة (عمل قوم لوط) الأضرار ـ الأسباب ـ سبل الوقاية والعلاج ".
ولما كان ذلك الكتاب مطوَّلاً تشق قراءته على كثير من الشباب ـ رأى بعض الأخوة الفضلاء أن يُختصرَ هذا الكتاب، ويُلخَّصَ منه نبذة خاصة بالشباب؛ ليسهل اقتناؤه، وقراءته، وتداوله بينهم.
فوافق ذلك رغبة في نفسي، فاستعنت بالله ـ عز وجل ـ واختصرت ذلك الكتاب في هذا الكتيِّب الذي أسميته " الجريمة الخلقية ـ عمل قوم لوط ـ الأضرار ـ سبل الوقاية والعلاج ".
وقد حرصت ـ قدر المستطاع ـ على الاختـصار، وحذفت أكثر الحواشـي إلا مـا لا بدّ منـه؛ فمن أراد التفصيل فليراجع الأصل.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم
عرف هذا العمل بأنه : إتيان الذكور في الدبر ، وعرف أيضاً بأنه : اكتفاء الرجال بالرجال ، وعرف بأنه : وطء الذكرِ الذكرَ .
لهذا العمل القبيح أسماء أخرى يعرف بها منها ما يلي :
1- عمل قوم لوط : لأنهم أول من ابتدعه .
2- الفاحشة : وقد سماها الله – عز وجل – بذلك ؛ لأنها فعلة متناهية في القبح.
3- اللواط : كذلك نسبة إلى قوم لوط – عليه السلام – .
4- الشذوذ الجنسي : لأنه شذوذ منحرف ، وانتكاس في الفطرة .
5- الجنسية المثلية فقد سماه بعض الباحثين بذلك ؛ لأنه يمثل الميل نحو نفس الجنس
6- المدابرة : لأنه عبارة عن إتيان الرجال في أدبارهم .
ولهذا فلا غضاضة في استعمال أيٍّ من هذه الأسماء في ثنايا هذا البحث .
تحريم اللواط معلوم بالكتاب والسنة والإجماع قال تعالى (أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّن الْعَالَمِينَ) (سورة الأعراف:80) .
وسماهم معتدين ومسرفين ولعن رسول الله –صلى الله عليه وسلم – الفاعل والمفعول به . وأجمع الصحابة – رضي الله عنهم – على قتل مرتكب هذه الكبيرة ، وقد نقل هذا الإجماعَ غيرُ واحدٍ من أهل العلم ، كابن قدامة ، وابن القيم – رحمهما الله – .
ولم يختلف الصحابة في القتل ، وإنما اختلفوا في كيفيته ، فقال بعضهم : يقتل بالسيف ، وقال بعضهم : يرمى بالحجارة ، وقال بعضهم : يحرق بالنار ، وقال بعضهم : يرفع على أعلى بناء في القرية فيرمى منه منكساً ثم يتبعه بالحجارة .
قال الشيخ بكر أبو زيد – حفظه الله – : ((وأما صفة القتل فإن الذي يظهر لي – والله أعلم – هو أن هذا عائد إلى رأي الإمام من القتل بالسيف أو رجماً بالحجارة أو نحو ذلك ، حسب مصلحة الردع والزجر والله أعلم)) .
وهذا الحكم يشمل الفاعل والمفعول به سواء كانا بكرين أو ثيبين إذا كانا عاقلين بالغين عند جمهور العلماء .
ودليل هذا قوله – صلى الله عليه وسلم – : (( من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل و المفعول به )) .
قال الشيخ بكر أبو زيد تعليقاً على هذا الحديث : (( ووجه الدلالة من هذا الحديث نصيةٌ على قتل الفاعل والمفعول به ، وليس فيه تفصيل لمن أحصن أو لم يحصن ، فدل بعمومه على قتله مطلقاً )) .
ورد في ذم عمل قوم لوط آثار عديدة من الكتاب والسنة ، كما ورد ذلك – أيضاً – في أقوال السلف الصالح .
فلقد قص الله – عز وجل – علينا شأنهم في سور عديدة من القرآن الكريم كما في : سورة الأعراف [80-84 ] ، وهود [ 77-83 ] ، و الحجر [ 57 – 77 ] ، والأنبياء [ 74-75] ، والشعراء [ 160-175] ، والنمل [ 54-58] ، والعنكبوت [28-35] والصافات [ 133-138] ، والقمر [ 33-39] .
ومما ورد في ذم هذا العمل من السنة – قول النبي- صلى الله عليه وسلم – : (( لعن الله من عمِل عَمَلَ قوم لوط )) وقوله صلى الله عليه وسلم (( إن أخوف ما أخاف على أمتي عمل قوم لوط )) .
ومما ورد عن السلف الصالح في ذمه – قول الفضيل بن عياض – رحمه الله تعالى – : (( لو أن لوطياً اغتسل بكل قطرة من السماء – لقي الله غير طاهر .
ومما قيل في ذمه :
كـلوا واشربوا وازنوا ولوطوا وأكثروا *** فـإن لكم زفـاً إلـى نـاره الـكـبـرى
فـإخـوانـكـم قـد مـهـدوا الــدار قـبلكم *** وقالوا إلـيـنـا عـجـلــوا لـكـم البشرى
وهـا نـحـن أسـلاف لكم في انتظاركم *** سـيجـمعـنا الجبار في ناره الكبرى
ولا تـحـسبـوا أن الذيــن نـكـحـتـمـوا *** يـغـيـبـون عـنـكـم بـــل تـرونـهـم جهرا
ويـلعـن كـل مـنـكـم خـلـيـله *** ويشقى بـه المحزون في الكرة الأخرى
يـعـذب كـل منهم بـشــريكه *** كـمـا اشـتـركا فـي لـذة تـوجب الوزرا