فتاة في الثامنة عشر أو أقل ، تترنح من أثر المخدر ، كلما خرجنا أو دخلنا الفندق نراها على رصيف الشارع تتسول من المارة .. ليس نقوداً بل إبرة مخدر .. كل مساء يتقاذفها الشباب ركلاً وضرباً ورفساً بأقسى صورة ولا تجد من يقف ليدافع عنها ، وإن رحمها أحدهم فإنه يحقنها بإبرة قذرة في ذراعها الذي أصبح مشوهاً من أثر الإبر المخدرة .. اقتربت مني يوماً ولم أستطع أن أصبر على البقاء بجانبها من شدة قذارتها ، إذا نظرت إلى وجهها تستطيع أن تقيم عمرها يظهر أنها في الثامنة عشر لكنه وجه مشوه مخيف لفتاة في هذا العمر وكأنها تلبس قناع لوجه عجوز جاوزت الثمانين تترنح وتتحدث بلغة ألمانية لا أفهم مما تقول شيئاً لكن طريقة كلماتها توضح أنها في حاجة ماسة لشيء ما !! لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ..
تركتها وأنا أتألم على حالها .. بعد عدة أيام على هذا الوضع .. رأيتها وإحدى يداها مجبرة يعلم الله ما سبب كسرها هل هو شدة الضرب والركل الذي تتعرض له يومياً ؟ أم هو حادث آخر ؟ أنا لا أستبعد السبب الأول ، لكن العلم عند الله وحده ..
كنت أراقبها من النافذة حتى تنام على الرصيف المقابل أتأملها لأرى حياتها البائسة وأحلم بيوم العودة للوطن .. وفي أحد الأيام جاءت سيارة تشبه إلى حدٍ ما سيارات الإسعاف لكنها ليست كذلك خرج منها رجل يلبس زي خاص وهرب الشباب من حول هذه الفتاة وبقيت تترنح تحاول الهروب وبدأ يلحق بها هذا الرجل ويضربها بعصا في يده يحاول إدخالها السيارة وهي تأبى وأشبعها ضرباً وأدخلها السيارة وذهبت إلى حيث لا أعلم !! الحقيقة ذكرني شكل السيارة والطريقة بسيارات جمع الكلاب الضالة ..
حمدت الله على نعمة الإسلام وكلما أتذكر هذه القصة أحمده سبحانه أن جعلني مسلمة وأسأله أن يثبتنا على طاعته حتى نلقاه وهو راضٍ عنا ..
تذكرت كيف أعيش في وطن المرأة فيه مكرمة ..
مخدومة ..
محشومة ..
مدللة ..
ملكة في بيتها ..
على وليها حق القوامة لحمايتها ولتقويمها إن أخطأت ولتوفير كل متطلباتها ..
وعليها إتباع أوامر ربها .. لتسعد سعادة الدارين ..
أحمدك ربي كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .. لو علمت هذه الألمانية عن حفظ الإسلام لحقوق المرأة للجأت له قبل أن تصبح حياتها بهذا الكم من الذل والدمار ..
حدثت القصة السابقة قبل عشر سنوات أو تزيد .. تذكرتها اليوم وأنا في مجمع الظهران بالخبر والذي افتتح قريباً .. عندما رأيت وضع الفتيات والشباب بل وأمهات مع أطفالهن .. لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .. لو استمر الوضع بهذا الشكل فإنني على ثقة بأننا سنصل إلى ما وصلت له تلك الفتاة الألمانية .. أنا لا أبالغ عندما أقول إن وضعنا وصل إلى أقصى درجات الانحدار .. والسبب أمور كثيرة جداً لو بدأت الحديث عنها فلن أنتهي لكنني أختصرها في سبب شامل جامع إنه ضياع القوامة ..
نعم إنها القوامة .. أيها الرجال عندما ضيعتموها بسماحكم لأهل بيتكم بلبس عباءة الكتف ..
ضيعتموها عندما سمحتم بذهاب بناتكم وأهل بيتكم إلى تلك المجمعات بدون محرم ..
ضيعتموها عندما سمحتم بدخول القنوات الفضائحية إلى بيوتكم لتعرض كل سقطات الدنيا عليكم وعلى أبناؤكم وعلى أهلكم ..
ضيعتموها عندما جعلتم مثل بناتكم الأعلى هن ساقطات المجتمع من مغنيات وممثلات..
ضيعتموها عندما سمحتم لأنفسكم ولأهل بيتكم باستخدام جوالات الكاميرا التي تنقل كل بلاء هل تعرفون ما ينقل بما يسمى بلوتوث في هذه الأماكن بين الشباب والفتيات ؟؟
لقد شاركتم في خطة منظمة لحربنا في عقر دارنا ..
لقد سمحتم لهم بتخديرنا لكن ليس بإبرة !!!
فالأمة الإسلامية .. الفقير منها يصب عليه أهل الكفر الحرب صباً بالأسلحة الثقيلة ..وهي إما نصر لهم أو شهادة !!
والغني من الأمة الإسلامية يحارب بأسلحة أشد فتكاً وأكثر ثقلاً .. إنها حرب الانسلاخ من القيم والمبادئ ..
إنها حرب لنزع الحياء ..
إنها حرب تعطيل عبادة الخوف من الله سبحانه وتعالى ..
إنها حرب انسلاخ الأمة من دينها فلا يبقى لها من الإسلام إلا اسمه فيصبح المسلم يقول أنا مسلم لكنه لا يطبق شيء من الإسلام ..
فيبقى المتمسكون بشرع الله المؤدون لأوامر الله والمجتنبون لنواهيه قلة .. وهذه القلة سوف تبقى بحفظ الله على الحق لا يضرها من خالفها حتى يرث الله الأرض ومن عليها .. ( اللهم اجعلني من القلة )
لأن دين الله منصور والإسلام باقٍ مادام لعمر الأرض بقية ..
لكن من منا سيثبت ؟ ويبقى من القلة الآمرة بالمعروف والناهية عن المنكر ..
بالطبع نحن خير أمة أُخرجت للناس لكن بشرطين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ..
أين الرجال الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر في تلك الأماكن ؟
أين النساء الآمرات بالمعروف والناهيات عن المنكر في مجتمع النساء ؟
لي فترة طويلة لم أحضر حفلات زواج ولأن هذا الزواج أهله ممن أحسبهم من أهل الخير ولا أزكيهم على الله تقيدوا بعدم وجود المنكر فقد لبيت الدعوة ..
ماذا رأيت ؟
والله فتياتنا ونساؤنا بين الرابعة عشر وفوق لا أستطيع أن أحدد لأي عمر لأن ما رأيته لجميع الأعمار يلبسن ملابس كاسيات عاريات وكأن لباسهن بدلات رقص .. ليس الجميع لكن ظاهرة عجيبة غريبة تلك التي أرى هل لهذه الدرجة نزع الحياء ؟؟
هل يرى الأب ابنته أو زوجته قبل ذهابها إلى الحفل ؟
لا أعتقد أنه يرى ما رأيت ويقبل ذهابهن ..
وعندما سألت قالوا : ( ماشفتي شي هذا زواج محترم لو تروحين الزواجات العادية وش تقولين ؟؟؟ )
اكتشفت في النهاية أن هذه الملابس مثل لباس الفنانة فلانة والمغنية علانة ..!!!
هل بعد هذا نصمت ؟؟
والله لو خسف الله بنا لكان حقاً علينا هذا الخسف !!!
أنا لم أخبركم بكل ما رأيت اليوم في المجمع ولم أخبركم بكل ما رأيت في الحفل الذي حضرته لأنني لو بدأت فلن انتهي من الحديث .. وما أخبرتكم به ما هو إلا قطرة في بحر ..
لن أقول إلا إنها أمانة في أعناق الرجال
أما أنا فسوف أعتذر إلى الله بأنني كتبت هذا الموضوع لأبرئ ذمتي عندما يسألني ماذا فعلت .. وما أستطيع فعله بيدي فلن يقف في وجهي شيء بإذن الله .. لكن ما هو مفروض على الآباء فإنه في ذمتكم إلى يوم القيامة ..
إنها …
والله والله والله إنني كتبت إنها … وسمعت هذه الآية بصوت المقرئ الشيخ توفيق الصائغ في قناة المجد للقرآن :
قال تعالى : ( إنَّا عَرَضنَا الأمَانَةَ عَلَى السَّماواتِ والأرضِ والجِبَالِ فَأَبينَ أن يَحمِلنَهَا وَأشفَقنَ مِنهَا وَحَمَلَهَا الإنسَانُ إنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً ) آية 72 سورة الأحزاب .
إنها الأمانة .. أمانة القوامة التي ضيعها الرجال فضاعت النساء وأضاعوا بقية الرجال ..
فحسبي الله ونعم الوكيل ولا أقول أخيراً إلا …
اللهم رد المسلمين إلى دينهم رداً جميلاً ..
اللهم رد المسلمين إلى دينهم رداً جميلاً ..
اللهم رد المسلمين إلى دينهم رداً جميلاً .
منقول