لماذ بكى الجنرال مايرز ..؟ "منقول"
——————————————————————————–
لماذ بكى الجنرال مايرز
لما تدنت شعبية بوش بين قومه وضعف التأييد للحرب الجائرة في العراق أرسل بوش لكل من وزير الدفاع دونالد رامسفيلد ورئيس هيئة الأركان المشتركة ريتشارد مايرز والجنرال جورج كيسي و الجنرال جون أبي زيد و كوندوليزا رايس ؛ ليشرحوا الوضع في العراق أمام لجنتي مجلس الشيوخ والنواب العسكرية بالكونغرس.
عسى أن يزداد التأييد الشعبي لهذه الحرب وتخف حدة المطالبة بسحب القوات الغازية.
كنت قد تسللت خلسة لحضور هذا اللقاء ولن أذكر لكم كيف تم ذلك لدواعي أمنية:
وهنا أترك لكم الجنرال مايرز يشرح الوضع في العراق بنفسه وهو يبكي:
يقول سيدي الرئيس:
لقد تركت في العراق جنودنا يأكلهم أسود من القاعدة أدمنوا شرب الدماء وأكل لحوم البشر.
بعضهم يأكلها بعد شيها وأكثرهم يأكلها بدون طهي وغالبيتهم يأكلون لحوم الجنود حية
رجالا كلما قتلناهم عادوا. ولا نعلم كيف يعودون بعد القتل؟
رجالا يقبلون على الموت كما نفر منه!
رجالا إن تركناهم ما تركونا.
إن هربنا أمامهم طاردونا حتى بلادنا هنا.
منعنا الصحافة من التجول لنقل الحقيقة للعالم وقتلنا من خالف الأوامر منهم.
ولكن رائحة الموتى تنقلها الرياح خارج الحدود.
تركت جنودنا في الخنادق تتنزل عليهم المصائب من كل مكان.
إن لم يقتلهم العدو قتلهم الحر، وإن لم يقتلهم الحر قتلهم الرعب.
تركتهم يلعنون من أمرهم بترك بلادهم.
تركتهم ولا أدري من منهم يمكن إنقاذه؟
وكيف يمكن إنقاذه؟
…
سيدي الرئيس:
أنا سعيد أني نجوت بنفسي وسأترك منصبي هذا وأرحل قبل أن تطالني أيدي رجال القاعدة فتبطش بي.
وأترك لك الأمر تقدره كيف تشاء.
ولكني أبكي على هؤلاء الجنود…الذين تركتهم ليموتوا خلفي.
…
سيدي الرئيس لقد رأيت هناك أياما سوداء.
ولكن الأيام القادمة ستكون أكثر سوادا.
وكلي يقين أن الموت قادم لا محالة.
فإن استطعت تأخيره ساعة فافعل.
والهزيمة قادمة لا محالة.
ذكرت لك الحقيقة كاملة ولكن الواقع أكثر مرارة.
…
..
هنا انطلقت صرخة عالية من كوندوليزا رايس مع بكاء ولطم ونواح و ولولة…
وقد علمت حالا أن امرأة قامت بتفجير نفسها في تلعفر فقتلت وأصابت 100 جندي
وقالت رايس:
كنا نتحسب من تصرفات رجالهم فماذا نفعل الآن مع النساء؟!
…
..
هنا تدخلت كارين هيوز المستشارة المقربة للرئيس جورج بوش التي عادت للتو من جولة في الشرق الأوسط تهدف لتجميل صورة أمريكا…
وقالت: سيدي الرئيس:
لقد هاجمنى البنات … وحتى النساء العلمانيات اللاتي أنفقنا على تربيتهن آلاف الدولارات.
قالوا "كيف نعاودك وهذا أثر فأسك" وهذا مثل عربي
يعني: كيف نثق في أمريكا وهي تقتل أبناءنا وتسرق ثروتنا.
ولولا وجود الحرس حولي لضربوني.
ثم أجهشت بالبكاء وهي تتمتم: أول مرة أشعر بالفشل الذريع.
انقسم الحضور بين متعاطف مع رايس ومعارض لها وبين مؤيد لهيوز وحانق عليها.
تعالت الأصوات وتداخلت الكلمات.
شعرت أن أمري بدأ ينكشف فانسحبت فجأة.
ذكرني ذلك المشهد ببوادر الخلاف الذي دب بين قادة الروس بعد أن ظهرت بوادر هزيمة جيشهم في أفغانستان وتزايد هذا الخلاف حتى تفكك الاتحاد السوفيتي إلى دويلات وذهبت هيبته من نفوس العالم. فهل يتكرر ذلك المشهد الآن؟
كتبه د. محمد حافظ