بسم الله الرحمن الرحيم;
السلام عليكم ورحمة الله بركاته;
فالزواج صلة شرعية تبرم بعقد بين الرجل والمرأة بشروطه واركانه المعتبرة شرعا ولأهميته قدمه اكثر المحدثين على الجهاد ولان الجهاد لا يكون الا بالرجال ولا طريق له الا بالزواج وهو يمثل مقاما اعلى في اقامة الحياة واستقامتها لما ينطوي عليه من المصالح العظيمة والحكم الكثيرة والمقاصد الشريفة منها :
1 ـ حفظ النسل وتوالد النوع الانساني جيلا بعد جيل ، لتكوين المجتمع البشري لاقامة الشريعة واعلاء الدين ، وعمارة الكون واصلاح الارض قال تعالى :
(ياايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث فيها رجالا كثيرا ونساء)
وقال تعالى :
(وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا)
أي ان الله سبحانه وتعالى هو الذي خلق الادمي من ماء مهين ثم نشر منه ذرية كثيرة وجعلهم انسابا واصهارا متفرقين ومجتمعين والمادة كلها ذلك الماء المهين :
فسبحان الله القادر البصير :
ولذا حث النبي صلى الله عليه وسلم على تكثير الزواج بقوله ( تزوجوا الولود الولود فاني مكاثر بكم الامم يوم القيامة )
2ـ تحقيق مقاصد الزواج الاخرى ، من وجود سكن يطمئن فيه الزوج من الكدر والشقاء والزوجة من عناء الكد والكسب :
( ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف ) البقرة 228
فانظر كيف تتم صلة ضعف النساء بقوة الرجال فيتكامل الجنسين ..
والزواج يرفع كل واحد منهما من عيشة البطالة والفتنة الى معاش الجد والعفة ويتم قضاء الوطر واللذة والاستمتاع بطريقه المشروع وهو الزواج..
وبالزواج يستكمل كل من الزوجين خصائصه وبخاصة استكمال الرجل رجولته لمواجهة الحياة وتحمل المسؤولية وبالزواج تنشأ علاقة بين الزوجين مبنية على المودة والرحمة والعطف والتعاون :
قال تعالى :
( ومن اياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة ان في ذلك لايات لقوم يتفكرون )الروم/21
الزواج سنة الانبياء والمرسلين قال تعالى :
( ولقد ارسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم ازواجا وذرية ) الرعد/38
وهو سبيل المؤمنين استجابة لامر الله سبحانه :
(وانكحوا الايمامى منكم والصالحين من عبادكم وامائكم ان تكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم ، وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله )النور/32 ـ 33
فهذا امر من الله غز شأنه للاولياء بانكاح من تحت ولايتهم من الايامي جمع ايم وهم من لا ازواج
لهم من رجال ونساء ، وهو من باب اولى امر لهم بانكاح انفسهم طلبا للعفة والصيانة من الفاحشة :
واستجابة لامر رسول الله صلى الله عليه وسلم في ما رواه ابن مسعود ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( يامعشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ، فانه اغض للبصر واحصن للفرج ومن لم يستطيع فعليه الصوم فانه له وجاء)متفق على صحته..
ولهذه المعاني وغيرها لا يختلف المسلمون في مشروعية الزواج ، وان الاصل فيه الوجوب لمن خاف على نفسه العنت والوقوع في الفاحشة ، لاسيما مع رقة الدين ، وكثرة المغريات اذ العبد ملزم باعفاف نفسه ، وصرفها عن الحرام وطريق ذلك الزواج . ولذا استحب العلماء للمتزوج ان ينوي بزواجه اصابة السنة وصيانة دينه وعرضه ولهذا نهى الله سبحانه عن العضل وهو منع المرأة من الزواج قال تعالى ;
( ولا تعضلوهن ان ينكحن ازواجهن )البقرة/232
ولهذا ايضا عظم الله سبحانه شأن الزواج وسمى عقده ميثاقا غليظا في قوله تعالى :
(واخذت منكم ميثاقا غليظا)النساء/21
وانظر الى نضارة هذه التسمية لعقد النكاح ، فكيف تأخذ بمجامع القلوب ، وتحيطه بالحرمة والرعاية ، فهل يبتعد المسلمون عن العقد المقدس الوافد الى كثير من بلاد المسلمين في غمرة اتباع سنن الذين كفروا ..