فإن الله – جل وعلا – أنزل إلينا كتاباً فيه خبر ما قبلنا،
وحكم ما بيننا، ونبأ ما بعدنا، هو الفصل ليس بالهزل،
مَنْ تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله،
وهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، هو الذي لا تزيغ به الأهواء ،
ولا تلتبس به الألسن، ولا يشبع منه العلماء، ولا تنقضي عجائبه، من قال به صدق، ومن عمل به أُجِرَ،
ومن حكم به عدل ، ومن دعا إليه هُدِيَ إلى صراط مستقيم .
يتلونه آناء الليل وأطراف النهار.
قال تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ (29)
لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ(30)} سورة فاطر
قال قتادة: كان مطرف بن عبدالله إذا قرأ هذه الآية يقول : هذه آية القراء .
لا أقول {الم} حرف ، ولكن ألف حرف ، ولام حرف ، وميم حرف) المصدر: صحيح الترغيب / 1416
فما بالك إذا قرأت سطراً أو صفحة أو ربعاً .. كم تحصل من الحسنات إذا أخلصت نيتك لخالق الأرض والسموات.
فتلاوة القرآن سبب لتنزل السكينة .
قال النبي صلى الله عليه وسلم { وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله ، يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم ،
إلا نزلت عليهم السكينة ، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة ، وذكرهم الله فيمن عنده } .
المصدر: صحيح مسلم – الصفحة أو الرقم: 2699
فيا من تشكون من ضيق الصدور ، ومن الاضطرابات والقلق والأرق ،
اعلموا أنه لا راحة لكم إلا في القرآن لأن سعادة القلوب في تلاوة كتاب علام الغيوب
ولذلك قال عثمان بن عفان رضي الله عنه : ( لو طهرت قلوبكم ما شبعت من كلام ربكم ) .
وقال تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ(57) } سورة يونس
لقد رفع الله – جل وعلا – من شأن القرآن وقارئه ، وأعطاه من الكرامة والمنزلة العالية ما لا يعطي لغيره
عن أبي سعيد رافع بن المُعَلَّى قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن قبل أن تخرج من المسجد ؟
فأخذ بيدي ، فلما أردنا أن نخرج قلت : يا رسول الله إنك قلت : لأعلمنك أعظم سورة في القرآن . قال: {الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}
هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته } المصدر: صحيح البخاري – الصفحة أو الرقم: 5006
عن أبي بن كعب" قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( ما أنزل الله في التوراة ولا في الإنجيل مثل أم القرآن وهي السبع المثاني وهي مقسومة بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل )
.المصدر: صحيح النسائي – الصفحة أو الرقم: 913
قال الباجي : يريد قوله تعالى : {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ} (87) سورة الحجر .
وسُمِّيَت بالسبع ، لأنها سبع آيات والمثاني ، لأنها تثنى في كل ركعة ( أي تعاد ) ،
وإنما قيل لها : ( القرآن العظيم ) على معنى التخصيص لها بهذا الاسم وإن كان كل شيء من القرآن قرآناً عظيماً،
كما يقال في الكعبة ( بيت الله) وإن كانت البيوت كلها لله ، ولكن على سبيل التخصيص والتعظيم ) .
معنى ( لا تجعلوا بيوتكم مقابر ) : أي مثل المقابر في عدم اشتغال من فيها من الموتى بالصلاة والقراءة
أي: لا تكونوا كالموتى في ترك القراءة ونحوها .
وأما عن فضل خواتيم سورة البقرة ، أن النبي قال : من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه "
المصدر: صحيح البخاري – الصفحة أو الرقم: 5008
قيل : كفتاه عن المكروه تلك الليلة ، وقيل : كفتاه عن قيام الليل ، وقيل: كفتاه عما ورد من الأدعية الكثيرة
لأن الدعاء بما فيها متكفل لخيري الدنيا والآخرة. وقيل غير ذلك .
قال قلت : الله لا إله إلا هو الحي القيوم . قال : فضرب في صدري وقال : والله ! ليهنك العلم أبا المنذر "
المصدر: صحيح مسلم – الصفحة أو الرقم: 810
قال الإمام النووي –رحمه الله – : ( وفيه منقبة عظيمة ، ودليل على كثرة علمه ، وفيه تبجيل العالم لفضلاء أصحابه ،
وجواز مدح الإنسان في وجهه إذا كان في مصلحة ، ولم يخف عليه الإعجاب ونحوه لكمال نفسه ورسوخه في التقوى ) .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – : ( وليس في القرآن آية واحدة تضمنت ما تضمنته آية الكرسي.
وإنما ذكر الله في أول سورة الحديد، وآخر سورة الحشر عدة آيات لا آية واحدة )
ويستحب قراءة آية الكرسي في المواطن الآتية :
أ – دبر كل صلاة مكتوبة :
ب – أذكار الصباح والمساء
عن أبي هريرة أن الشيطان قال له : ( إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم الآية {اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ }
وقال لي: ( لن يزال عليك من الله حافظ ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح ) وكانوا أحرص شيء على الخير .
فلما أخبر النبي بذلك قال: " صدقك وهو كذوب " المصدر: صحيح الترغيب – الصفحة أو الرقم: 610
4- فضل سورة آل عمران :
أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما ،
اقرءوا سورة البقرة فإن أخذها بركة ، وتركها حسرة ، ولا تستطيعها البطلة " قال معاوية بن سلام : بلغني أن البطلة السحرة .
عن القاسم بن عبدالرحمن ، عن أبي أمامة ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" اسم الله الأعظم الذي إذا دُعِيَ به أجاب ، في ثلاث سور من القرآن : في البقرة ، وآل عمران ، وطه " .
قال القاسم بن عبدالرحمن : فالتمست ذلك فوجدت في سورة البقرة آية الكرسي : {اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ }،
وفي سورة آل عمران {الم * اللّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} (1-2) سورة آل عمران ،
وفي سورة طه : {وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا} (111) سورة طـه .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله – :{فالحي نفسه مستلزم لجميع الصفات ، وهو أصلها ،
ولهذا كانت أعظم آية في القرآن : {اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ }، وهو الاسم الأعظم ؛
لأنه ما من حي إلا هو شاعر مريد ، فاستلزم جميع الصفات ، فلو اكتفى في الصفات بالتلازم لاكتفى بالحي ) .
قال الإمام ابن القيم – رحمه الله -: ( اسم الله الأعظم الذي إذا دُعِيَ به أجاب، وإذا سُئِلَ به أعطى:هو اسم { الْحَيُّ الْقَيُّومُ } .
5- سورة الكهف حصن يعصم من الدجال :
ويستحب قراءة سورة الكهف يوم الجمعة ؛ لحديث أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
: " مَنْ قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين " وفي رواية " أضاء له النور ما بينه وبين البيت العتيق " .
6- سورة الفتح يحبها رسول الله صلى الله عليه وسلم :
عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لقد أُنْزِلَتْ عليَّ آية هي أحب إليَّ من الدنيا جميعاً : {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا}" .
7- سورة تبارك تمنع من عذاب القبر :
من القرآن سورة ثلاثون آية شفعت في صاحبها حتى غُفِرَ له وهي : {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (1) سورة الملك" .
8- سورة الكافرون تعدل ربع القرآن :
وقالوا : أينا يطيق ذلك يا رسول الله فقال : " {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ} ثلث القرآن " .
قيل : سميت السورة بالإخلاص لأن الله أخلصها لنفسه فلم يذكر فيها غيره ، وكما أنها تخلص قارئها من الشرك والتعطيل .
قال الإمام ابن القيم – رحمه الله -: ( والأحاديث بكونها تعدل ثلث القرآن تكاد تبلغ مبلغ التواتر ).
وقد اختلف العلماء في تأويل ذلك على أقوال : أقربها ما نقله شيخ الإسلام عن أبي العباس ،
وحاصله أن القرآن الكريم اشتمل على ثلاثة مقاصد أساسية :
أولها : الأوامر والنواهي …
ثالثها : علم التوحيد وما يجب على العباد من معرفة الله بأسمائه وصفاته ، وهذا هو أشرف الثلاثة .
ولما كانت سورة الإخلاص قد تضمنت أصول هذا العلم ، واشتملت عليه إجمالاً صح أن يقال أنها تعدل ثلث القرآن .
عن معاذ بن جبل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من قرأ " {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} عشر مرات بنى الله له بيتاً في الجنة " .
وعنه أيضاً قال : ( أمرني رسول الله أن أقرأ بالمعوذات دبر كل صلاة ) .
وعن عائشة – رضي الله عنها – أن النبي كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما فقرأ فيهما
{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}، {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}, {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} ,
ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده يفعل ذلك ثلاث مرات )
ولكن قد يأتي الشيطان إلى أحدنا ليصرفه عن القراءة والتلاوة ويحرمه من الخير والفضل ويوسوس له ويقول :
إنك لا تعرف أو لا تحسن أحكام الترتيل فإذا قرأت بغير أحكامه فإنك آثم بل مأزور غير مأجور؟!!
فإذا به ينصرف عن التلاوة وفي نفس الوقت يتكاسل عن تعلم الأحكام .
والحق أن ترد كيد الشيطان في نحره ، وتستمر في القراءة ولا تنقطع أبداً واجتهد في تعلم الأحكام على يد شيخ متقن ،
وضع نصب عينيك حديث النبي الذي يقول فيه : " الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة ،
والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران " .